د. سيد شعبان - "ويعجبني في الذكريات سخاؤها!" الفحولة في مذهب العرب!.. تعقيبا على شطر البيت المغدور

على عادة أستاذنا محمد مستجاب حين يرد كل صورة أو شاردة إلى معقل وتدها ومربط أمرها؛ نرى الفحولة ضد الفسولة ومن هنا شرعوا في وصف كل قوي بالفحل فهذا الفلاح ينظر ماشيته فيأتي إلى ثور عنده فيقول هو الفحل معرفا بأل العهد ومن الرجال من يرغم أنوف أربعة من النساء أو ماملكت يمينه فيطوف عليهن في ليلة واحدة فيجري ماؤه ولدا في أرحامهن ولاتثريب عليه فتلك فحولته تغالبه؛ يتبسط القوم في مسامراتهم فيتباهون بلياليهم المخملية على عادة العرب في الفخر؛ وهذه نساؤهم يتبخترن أنوثة ومن ضربها اليأس تعالج أمرها بالشد والمط وتتصابى ولات حين مندم!
من الشعراء الفحل الذي لا يستطيع أرباب الصنعة أن يقاربوه فابن سلام الجمحي يكتب طبقات "فحول الشعراء"، وفي قريتنا نتبسط مع بصلة كبيرة فنقول عليها فحلا مداعبة لها واشتهاء لطعام تذرف منه الدموع؛ وامرأة فحلة ورجلة إذا كانت عبهلة فارعة!
وكثير من الناس يحبون الفحولة في لعب تحطيب أو مبارزة ومصارعة الأنداد والثيران.
وشاع في قريتنا عن رجل أن ظهره به ماء الصبا ليذكروا قوته ومنعته.
ومما يناقض الفحولة في عرف النسوة التي قطعن أيديهن أن يكون الرجل عنينا يعالج حاله بالأعشاب وبالحبوب يتبلعها حمراء أو زرقاء؛ ممايصفه له أطباء وعطارون أو سحرة مشعوذون وما الحديث عن زير النساء إلا قريب من هذا اعتقادا بفحولته.
ولقد ذكر أن العصفور يسافح في اليوم عشرات المرات ولايصيبه رهق؛ فهذا حاله فحولة نادرة لاتحتاج عطارا ولا ساحرا.
وللقوم حديث عن المردة الذين يسلبون الرجال فحولتهم بخصاء مبغضيهم، يفعلها الغجر الذين يجوبون الكفور والنجوع.
وفي النثر تجد العقاد فحلا والمازني ناقدا يبلغ بك حال الفحولة فتعود وقد حملت- معاذ الله- كتبا لا ماجرى به سوء الظن.
تلك حال من عرف وعرك الحياة فحولة وفتوة، وفي العصر الحديث استهجن البعض مفردات اللغة وقالوا إن قواعد الذوق تأباها فلايصح أن تقول في جمع تتدلى روابط العنق من رقابهم أو تضج عطور نسوته ميوعة وتخنثا أن تذكر الفحولة وتحاشى أطباء العقم أن يذكروا الفحولة فلجأوا إلى الخصوبة ظانين أن الرجولة عبث ولهو وهذه ابنة الولي الصالح تقول عن موسى عليه السلام:"يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين" تراها عرفت قوته التي جعلته يحمل الحجر يعجز عنه عشرة من الرجال!
ودعك من امريء القيس وقد نطق شعره بلهوه ومجونه وما كانت الفحولة نزقا وطيشا بل فروسية ونبلا في مذهب قوم افترشوا الغبراء وتغطوا بالسماء
أحاديث القوم يفخرون فيها بما أوتوا يسري في ظهورهم حتى إذا ولدوا جاءوا بفتيان حازوا الفخر.
في سياق القول عن هذا يتأبى كثيرون أن يذكروا نقيض الفحولة خشية المعايرة؛ فمن يروي عطش أنثى وسادتها خالية في ليلة شاتية غير بعلها الذي تخور أمامه خوار الناقة أمام الفحل.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى