وتعد من المواقف الكوميدية تلك المواقف التي يتم تصويرها بطريقة المبالغة والتضخيم، بحيث نشعر أن ما نراه لا يمكن أن يتفق مع الواقع، ولكنه يعطي صورة مختلفة عنه، وقد تكون هذه الصورة فيها مبالغة لأمر محمود، وقد تكون أيضًا فيها مبالغة لشيء مستكره معيب.
ومما يدعو المشاهد للضحك من هذه المواقف ما يراه فيها من مبالغة كبيرة تكون أشبه بالرسم الكاريكاتوري الذي يبالغ في تضخيم الأشياء، لا سيما المعيبة منها، وأيضًا يدعو المشاهد للضحك من هذه المواقف ما يراه من مفارقة كبيرة فيها، تنتج عن الصورة التي فيها مبالغة لتصوير أمر ما مع مقارنتها بالواقع الذي يعطيها صورة مختلفة تمامًا.
وقد برع أرسطوفان في عديد من مسرحياته في رسم مواقف فيها مبالغة كبيرة في تصوير ظواهر معينة، وهذه المبالغة في تصوير هذه الظواهر تدعونا للضحك، كما أننا نضحك منها حين مقارنتها بالوضع العادي لها الذي هو موجود في حياتنا.
ونرى أرسطوفان ينقد بعض الظواهر الغريبة الموجودة في المجتمع الأثيني بوجه خاص، وفي بلاد الإغريق بوجه عام، وفي كل بلاد العالم بوجه أكبر اتساعًا، ومن ذلك أن يعبر عن انتقاده للحروب في مسرحية "السلام"، ويرى أن ما في العالم من حروب سببه أن إله الحرب الوثني آرس قد وضع ربة السلام في جب عميق، بموافقة زيوس وكل آلهة الأولمب الوثنية على ذلك، ويقوم أحد أفراد الشعب الإغريقي برحلة للسماء، على ظهر خنفساء، ويتمكن بوساطة بعض الإغريق من إنقاذ ربة السلام، وإخراجها من ذلك الجب، ويكون من نتيجة ذلك أن ينتشر السلام في كل بلاد الإغريق، بل في كل بلاد العالم، ويقدم أرسطوفان مواقف طريفة عند ذلك يصورها بريشة المبالغة والتضخيم، ومنها أن صناع الأسلحة لا يجدون من يشتري أسلحتهم، ويحاولون عند ذلك أن يبحثوا عن أعمال أخرى يقتاتون منها.
وأيضًا من المواقف التي يرسمها أرسطوفان بعد تحقيق ذلك الحلم اليوتوبي أن يصور سدنة الآلهة الوثنية لا يلجأ لمعابدهم أحد، فقد انتشر السلام، ولم يعد الناس بحاجة إليهم، ويصيب الجوع هؤلاء السدنة، ويصيرون متسولين بعد أن كانوا يربحون أموالاً طائلة من الناس قبل ذلك.
وكذلك نرى أرسطوفان يعرض في مسرحية "المال" حُلْمًا يوتوبيًّا آخر، وهو أنه في هذه المسرحية يتصور أن سبب مشاكل الناس في العالم كله أن المال لا يوزع بالتساوي عليهم، وأن أكثره يكون مع الأشرار، ويكون الحلم اليوتوبي في هذه المسرحية في أن شخصًا قد تعرف على إله المال الوثني، وعرف أن زيوس رب الأرباب الوثني قد أعماه حتى لا يوزع المال على الناس بالعدل، ويستطيع ذلك الشخص أن يشفي إله المال الوثني في أحد المعابد، وتكون النتيجة عند ذلك في حدوث مواقف يتم تصويرها بريشة المبالغة والتضخيم، فالناس جميعهم تتكدس جيوبهم بالمال، ويحققون رغباتهم التي كانوا عاجزين عن تحقيقها قبل ذلك، وأيضًا من المواقف الطريفة التي يتم تصويرها في هذه المسرحية بطريقة المبالغة أن سدنة معابد زيوس قد جفاهم الناس، فهم لم يعودوا في حاجة إليهم بعد أن أصبحوا أثرياء.
وكذلك نرى أرسطوفان في مسرحية "برلمان النساء" يقدم تصورًا فانتازيًّا، وذلك بأن يمسك النساء بزمام الحكم في بلاد الإغريق، ويقدم أرسطوفان مواقف طريفة فيها تضخيم ومبالغة عند ذلك، فقد جعلت براكسا حاكمة أثينا المال والنساء مشاعًا بين الجميع، وقد اشترطت براكسا على كل شاب يرغب في وصال محبوبته الشابة أن يرضي امرأة عجوزًا، ويعرض أرسطوفان هذه المواقف بطرافة شديدة في هذه المسرحية.
ونجد موليير قد عرض بعض المواقف الكوميدية في بعض مسرحياته بطريقة التضخيم والمبالغة، ومن ذلك ما نراه في مسرحية "المتحذلقات" من تصوير فتاتين قرويتين قد سكنتا باريس، وترغبان في تقليد نساء باريس في تصنعهن، وحذلقتهن، ويعرض موليير مواقف طريفة لهاتين الفتاتين المتحذلقتين تثير الضحك، لا سيما تلك المواقف التي تحاولان فيها إظهار ادعائهما بأنهما متحضرتان، مثل نساء باريس اللائي يعشن فيها.
وكذلك عرض موليير في مسرحية "النساء العالمات" مجموعة
من نساء باريس يدعين العلم والثقافة والحس الأدبي، ويظهرهن موليير
في هذه المسرحية في عدة مواقف يغالي فيها في إظهار انهماكهن في العلم، ومن ذلك أن إحداهن لديها تلسكوب فلكي، وتدعي أنها ترى أناسًا يعيشون على القمر من خلاله، كما أن منهن من ترى أنها عليمة بالنقد الأدبي، وهي –في الحقيقة – بدون أي ذوق أدبي.
وفي مسرحية "كنوك" أو "انتصار الطب" للكاتب الفرنسي جول رومان نرى في بدايتها موقفًا شديد الطرافة، وفيه يتحدث الطبيب رابراليه عن سيارة عتيقة عنده على أنها سيارة متينة أصيلة، ويبالغ في مدحها بشكل غريب، في حين أنها غير ذلك تمامًا، ويدرك الدكتور كنوك عيوبها بسهولة، ويُعَرِّفُ الدكتور رابراليه الذي كان يريد أن يبيعها له بأنها تكاد لا تساوي خمسة وعشرين فرنكًا، وليس آلاف الفرنكات، كما يزعم الدكتور رابراليه.
وأيضًا نرى في مسرحية "فتى الغرب المدلل" لجون سينج موقفًا يتم تصويره بطريقة المبالغة؛ مما يثير الضحك منه، وفي هذا الموقف يعجب أهل الغرب في أيرلندا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بفتى قتل أباه في مكان آخر بعيد؛ ويعدون ما قام به عملاً عظيمًا، وينظر إليه كل شخص في ذلك الغرب بإكبار وإعجاب، ولكن حين يقوم ذلك الفتى بتلك الجريمة في بلدهم فإنهم ينكرون فعله، ويتحاشونه، ويبلغون السلطات بأمره، فهم تعجبهم الجريمة ما دامت بعيدة عنهم، ولكنها لو وقعت في بلدهم فإنهم يتحاشون من قام بها، وقد أراد سينج نقدهم في هذه المسرحية بإظهار هذه النظرة المزدوجة للأمور عندهم.
ومن الطريف أن هذا الشاب قد ظن أنه قتل أباه في المرتين اللتين حاول قتله فيهما، ولكنه لم يمت، وتتغير صورة الأب لابنه بعد ذلك، فلم يعد يسخر منه أو يستهين بأمره.
ومما يدعو المشاهد للضحك من هذه المواقف ما يراه فيها من مبالغة كبيرة تكون أشبه بالرسم الكاريكاتوري الذي يبالغ في تضخيم الأشياء، لا سيما المعيبة منها، وأيضًا يدعو المشاهد للضحك من هذه المواقف ما يراه من مفارقة كبيرة فيها، تنتج عن الصورة التي فيها مبالغة لتصوير أمر ما مع مقارنتها بالواقع الذي يعطيها صورة مختلفة تمامًا.
وقد برع أرسطوفان في عديد من مسرحياته في رسم مواقف فيها مبالغة كبيرة في تصوير ظواهر معينة، وهذه المبالغة في تصوير هذه الظواهر تدعونا للضحك، كما أننا نضحك منها حين مقارنتها بالوضع العادي لها الذي هو موجود في حياتنا.
ونرى أرسطوفان ينقد بعض الظواهر الغريبة الموجودة في المجتمع الأثيني بوجه خاص، وفي بلاد الإغريق بوجه عام، وفي كل بلاد العالم بوجه أكبر اتساعًا، ومن ذلك أن يعبر عن انتقاده للحروب في مسرحية "السلام"، ويرى أن ما في العالم من حروب سببه أن إله الحرب الوثني آرس قد وضع ربة السلام في جب عميق، بموافقة زيوس وكل آلهة الأولمب الوثنية على ذلك، ويقوم أحد أفراد الشعب الإغريقي برحلة للسماء، على ظهر خنفساء، ويتمكن بوساطة بعض الإغريق من إنقاذ ربة السلام، وإخراجها من ذلك الجب، ويكون من نتيجة ذلك أن ينتشر السلام في كل بلاد الإغريق، بل في كل بلاد العالم، ويقدم أرسطوفان مواقف طريفة عند ذلك يصورها بريشة المبالغة والتضخيم، ومنها أن صناع الأسلحة لا يجدون من يشتري أسلحتهم، ويحاولون عند ذلك أن يبحثوا عن أعمال أخرى يقتاتون منها.
وأيضًا من المواقف التي يرسمها أرسطوفان بعد تحقيق ذلك الحلم اليوتوبي أن يصور سدنة الآلهة الوثنية لا يلجأ لمعابدهم أحد، فقد انتشر السلام، ولم يعد الناس بحاجة إليهم، ويصيب الجوع هؤلاء السدنة، ويصيرون متسولين بعد أن كانوا يربحون أموالاً طائلة من الناس قبل ذلك.
وكذلك نرى أرسطوفان يعرض في مسرحية "المال" حُلْمًا يوتوبيًّا آخر، وهو أنه في هذه المسرحية يتصور أن سبب مشاكل الناس في العالم كله أن المال لا يوزع بالتساوي عليهم، وأن أكثره يكون مع الأشرار، ويكون الحلم اليوتوبي في هذه المسرحية في أن شخصًا قد تعرف على إله المال الوثني، وعرف أن زيوس رب الأرباب الوثني قد أعماه حتى لا يوزع المال على الناس بالعدل، ويستطيع ذلك الشخص أن يشفي إله المال الوثني في أحد المعابد، وتكون النتيجة عند ذلك في حدوث مواقف يتم تصويرها بريشة المبالغة والتضخيم، فالناس جميعهم تتكدس جيوبهم بالمال، ويحققون رغباتهم التي كانوا عاجزين عن تحقيقها قبل ذلك، وأيضًا من المواقف الطريفة التي يتم تصويرها في هذه المسرحية بطريقة المبالغة أن سدنة معابد زيوس قد جفاهم الناس، فهم لم يعودوا في حاجة إليهم بعد أن أصبحوا أثرياء.
وكذلك نرى أرسطوفان في مسرحية "برلمان النساء" يقدم تصورًا فانتازيًّا، وذلك بأن يمسك النساء بزمام الحكم في بلاد الإغريق، ويقدم أرسطوفان مواقف طريفة فيها تضخيم ومبالغة عند ذلك، فقد جعلت براكسا حاكمة أثينا المال والنساء مشاعًا بين الجميع، وقد اشترطت براكسا على كل شاب يرغب في وصال محبوبته الشابة أن يرضي امرأة عجوزًا، ويعرض أرسطوفان هذه المواقف بطرافة شديدة في هذه المسرحية.
ونجد موليير قد عرض بعض المواقف الكوميدية في بعض مسرحياته بطريقة التضخيم والمبالغة، ومن ذلك ما نراه في مسرحية "المتحذلقات" من تصوير فتاتين قرويتين قد سكنتا باريس، وترغبان في تقليد نساء باريس في تصنعهن، وحذلقتهن، ويعرض موليير مواقف طريفة لهاتين الفتاتين المتحذلقتين تثير الضحك، لا سيما تلك المواقف التي تحاولان فيها إظهار ادعائهما بأنهما متحضرتان، مثل نساء باريس اللائي يعشن فيها.
وكذلك عرض موليير في مسرحية "النساء العالمات" مجموعة
من نساء باريس يدعين العلم والثقافة والحس الأدبي، ويظهرهن موليير
في هذه المسرحية في عدة مواقف يغالي فيها في إظهار انهماكهن في العلم، ومن ذلك أن إحداهن لديها تلسكوب فلكي، وتدعي أنها ترى أناسًا يعيشون على القمر من خلاله، كما أن منهن من ترى أنها عليمة بالنقد الأدبي، وهي –في الحقيقة – بدون أي ذوق أدبي.
وفي مسرحية "كنوك" أو "انتصار الطب" للكاتب الفرنسي جول رومان نرى في بدايتها موقفًا شديد الطرافة، وفيه يتحدث الطبيب رابراليه عن سيارة عتيقة عنده على أنها سيارة متينة أصيلة، ويبالغ في مدحها بشكل غريب، في حين أنها غير ذلك تمامًا، ويدرك الدكتور كنوك عيوبها بسهولة، ويُعَرِّفُ الدكتور رابراليه الذي كان يريد أن يبيعها له بأنها تكاد لا تساوي خمسة وعشرين فرنكًا، وليس آلاف الفرنكات، كما يزعم الدكتور رابراليه.
وأيضًا نرى في مسرحية "فتى الغرب المدلل" لجون سينج موقفًا يتم تصويره بطريقة المبالغة؛ مما يثير الضحك منه، وفي هذا الموقف يعجب أهل الغرب في أيرلندا في النصف الثاني من القرن التاسع عشر بفتى قتل أباه في مكان آخر بعيد؛ ويعدون ما قام به عملاً عظيمًا، وينظر إليه كل شخص في ذلك الغرب بإكبار وإعجاب، ولكن حين يقوم ذلك الفتى بتلك الجريمة في بلدهم فإنهم ينكرون فعله، ويتحاشونه، ويبلغون السلطات بأمره، فهم تعجبهم الجريمة ما دامت بعيدة عنهم، ولكنها لو وقعت في بلدهم فإنهم يتحاشون من قام بها، وقد أراد سينج نقدهم في هذه المسرحية بإظهار هذه النظرة المزدوجة للأمور عندهم.
ومن الطريف أن هذا الشاب قد ظن أنه قتل أباه في المرتين اللتين حاول قتله فيهما، ولكنه لم يمت، وتتغير صورة الأب لابنه بعد ذلك، فلم يعد يسخر منه أو يستهين بأمره.