تحظى الرعاية والوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة في مدينة القدس المحتلة، بأهمية خاصة وكبيرة لدى الهاشميين، إذ لطالما أكد جلالة الملك عبدا لله الثاني أن القدس من الخطوط الحمراء التي لا يمكن خضوعها لأي مساومة
هذا ما تحدث عنه الملك عبد الله الثاني في مقابلة شهيرة مع محطة السي إن إن مدتها 15 دقيقة وتثير الجدل حول فحوى ومضمون ألمقابله على الصعيد الداخلي الأردني والصعيد العربي والإقليمي والدولي
لقد حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على أن يضع الخطوط الحمراء تحتهما بحيث لن يسمح بتجاوزهما وهما ، أي اعتداء أو تقويض للوصاية الهاشمية في القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وذلك الخط الأحمر الأول، والخط الأحمر الثاني هو أن تقوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأي عملية ترانسفير للفلسطينيين عبر الأردن أو إليه أو اتباع سياسات وممارسات تجعل الأردن وطنا بديلا.
هذا وبثت قناة "سي إن إن" الأمريكية، مقابلة مع جلالة الملك عبدا لله الثاني الاسبوع الماضي ، كانت قد أجرتها قبل نحو أسبوعين، ضمن تقرير لتسليط الضوء على موقع عمّد السيد المسيح (المغطس)، وجهود الأردن لتطوير المنطقة المجاورة للموقع.
وركز العاهل الأردني في المقابلة، التي تم تصويرها في منطقة المغطس، على جهود حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الوجود المسيحي بمنطقة الشرق الأوسط، ومكانة القدس كمدينة تجمع ولا تفرق، إضافة إلى مساعي المملكة لحماية موقع المغطس وتطوير المنطقة المجاورة له.
وأكد جلالة الملك أن المغطس له أهمية بالغة للأردن، وهو من منظور تاريخي ديني، يعد واحدا من أقدس ثلاثة أماكن للديانة المسيحية.وشدد على أن الموقع يروي قصة أوائل اللاجئين إلى الأردن، المسيح عيسى عليه السلام، وهي قصة تمتد إلى موجات اللجوء التي شهدناها في عصرنا هذا، مضيفا "هنا كانت البدايات، وهذه رواية تحكي قصة الأردن عبر الزمان".
وقال الملك في المقابلة: "إننا حريصون على الحفاظ على موقع المغطس لقرون قادمة، باعتباره واحدا من مواقع اليونسكو للتراث العالمي التي يجب علينا حمايتها".
وأضاف أن ما سيحدث في المنطقة المجاورة للمغطس سيدعم هذا الموقع التاريخي المهم، إذ سيتم إنشاء متحف لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية، وحدائق للزهور والأعشاب والنباتات القديمة من المنطقة، ومراكز تدريب لمختلف الكنائس.
وبين الملك عبد الله أن الموقع له مكانة مهمة للجميع، ويؤمه الزوار من المسلمين والمسيحيين، ما يعزز الروابط بين المسيحية والإسلام، ويحافظ على الإرث المسيحي التاريخي في الأردن.
وردا على سؤال حول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، والإشارة التي تضمنها إلى القدس، جدد الملك التأكيد على أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.
وتابع: "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".
وفي رده على سؤال عن المخاطر التي تواجه الوجود المسيحي بالمنطقة، أكد الملك أن في الأردن وفي القدس أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، "وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا".
وفي معرض إجابته عن سؤال حول مخاوف اندلاع انتفاضة ثالثة، أوضح الملك عبد الله قائلا: "لا بد أن نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين"، مبينا أن "الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك".
وردا على سؤال بخصوص عودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، قال الملك: إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما.
وهنا لا بد للمتابعين والمحللين التوقف عند تصريحات الملك عبد الله الثاني حين قال بأن الأردن يرفع “كلا” لتغيير الأمر الواقع في القدس وكلا للتهجير وكلا للوطن البديل، مشيرا في ذلك الخطاب الشهير (أي الملك) إلى أن الأردن فيه دولة وشعب وقوات مسلحة أردنية، بالمعنى أن رسالة التحذير قد اختلطت بموقف عسكري هنا لأول مرة، ويبدو واضحا أن القوى الاردنيه بمختلف توجهاتها تنظر بعين الخطورة في مسألة التشكيل اليميني الإسرائيلي الوزاري المتطرف وتداعياتها على الأردن وعلى الثوابت والخطوط الحمراء الأردنية حيث الاحتمالات والسيناريوهات هي ما يشغل الكل الأردني وجميعهم في اصطفاف واحد مع تصريحات الملك عبد الله الثاني وهو ما يحاول المحللين قراءته بموضوعيه وقراءة ما بين أسطر لقاء المغطس الملكي مع مراسلة سي إن إن.
بكل حال يقفز ملف القدس ليتصدر أولوية المشهد الأردني في ظل حملة ملموسة من الصحافة الإسرائيلية والعبرية تستهدف الأردن هذه المرة والمصالح الأردنية حيث مقالات بالجملة ظهرت مع نهاية الأسبوع الحالي تندد بالوصاية الهاشمية لا بل بعضها يحرض على التدخل لتقويض الوصاية الهاشمية
وهنا تبرز أهمية وملامح ومخاطر المرحلة التي برزت فيما بين أسطر المقالات الإسرائيلية مما يعكس أزمة مبكرة جدا جدا في العلاقات ما بين الأردن وحكومة نتنياهو الجديدة، رغم أن الملك ضمن تصريحه لسي إن إن إشارة أو ملاحظة لها علاقة بأن الجميع ناضج على أمل أن يتصرف نتنياهو في هذا السياق بالنضج المطلوب.
لكن نتنياهو على الأرجح لن يفعل ولا يستطيع ممارسة النضج بحكم توليفة وتركيبة طاقمه الوزاري وبالتالي قد يعود مشهد العلاقات الأردنية الإسرائيلية إلى تلك الجزئية التي طرحها وزير الإعلام الأردني الأسبق الذي لديه صلات ومعلومات أيضا، الدكتور محمد المومني، بعنوان أن لدى الأردن أوراقا سيستخدمها في حال بروز أي ممارسات من حكومة إسرائيل الجديدة تمس بمصالح الأردن وخطوطه الحمراء وتمس أمنه القومي
الخطوط الحمراء لجلالة الملك عبد الله الثاني واضحة تماما للعيان وهي الوصاية الهاشمية على الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية باتجاه الأردن، والواضح أن من بين تلك الأوراق الآن وفقا لبعض القراءات التذكير بأن ثمة قوات مسلحة وثمة استعدادا أردنيا للذهاب إلى الحرب حتى، في حال المساس بهذين الثابتين الكبيرين.
هذا ما تحدث عنه الملك عبد الله الثاني في مقابلة شهيرة مع محطة السي إن إن مدتها 15 دقيقة وتثير الجدل حول فحوى ومضمون ألمقابله على الصعيد الداخلي الأردني والصعيد العربي والإقليمي والدولي
لقد حرص جلالة الملك عبد الله الثاني على أن يضع الخطوط الحمراء تحتهما بحيث لن يسمح بتجاوزهما وهما ، أي اعتداء أو تقويض للوصاية الهاشمية في القدس والأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية وذلك الخط الأحمر الأول، والخط الأحمر الثاني هو أن تقوم الحكومة الإسرائيلية الجديدة بأي عملية ترانسفير للفلسطينيين عبر الأردن أو إليه أو اتباع سياسات وممارسات تجعل الأردن وطنا بديلا.
هذا وبثت قناة "سي إن إن" الأمريكية، مقابلة مع جلالة الملك عبدا لله الثاني الاسبوع الماضي ، كانت قد أجرتها قبل نحو أسبوعين، ضمن تقرير لتسليط الضوء على موقع عمّد السيد المسيح (المغطس)، وجهود الأردن لتطوير المنطقة المجاورة للموقع.
وركز العاهل الأردني في المقابلة، التي تم تصويرها في منطقة المغطس، على جهود حماية ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، وحماية الوجود المسيحي بمنطقة الشرق الأوسط، ومكانة القدس كمدينة تجمع ولا تفرق، إضافة إلى مساعي المملكة لحماية موقع المغطس وتطوير المنطقة المجاورة له.
وأكد جلالة الملك أن المغطس له أهمية بالغة للأردن، وهو من منظور تاريخي ديني، يعد واحدا من أقدس ثلاثة أماكن للديانة المسيحية.وشدد على أن الموقع يروي قصة أوائل اللاجئين إلى الأردن، المسيح عيسى عليه السلام، وهي قصة تمتد إلى موجات اللجوء التي شهدناها في عصرنا هذا، مضيفا "هنا كانت البدايات، وهذه رواية تحكي قصة الأردن عبر الزمان".
وقال الملك في المقابلة: "إننا حريصون على الحفاظ على موقع المغطس لقرون قادمة، باعتباره واحدا من مواقع اليونسكو للتراث العالمي التي يجب علينا حمايتها".
وأضاف أن ما سيحدث في المنطقة المجاورة للمغطس سيدعم هذا الموقع التاريخي المهم، إذ سيتم إنشاء متحف لتسليط الضوء على تاريخ المسيحية، وحدائق للزهور والأعشاب والنباتات القديمة من المنطقة، ومراكز تدريب لمختلف الكنائس.
وبين الملك عبد الله أن الموقع له مكانة مهمة للجميع، ويؤمه الزوار من المسلمين والمسيحيين، ما يعزز الروابط بين المسيحية والإسلام، ويحافظ على الإرث المسيحي التاريخي في الأردن.
وردا على سؤال حول خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، والإشارة التي تضمنها إلى القدس، جدد الملك التأكيد على أن المدينة المقدسة يجب أن تكون مدينة تجمعنا، محذرا من محاولات استغلالها من المتطرفين لإذكاء الصراع والعنف.
وتابع: "نحن الأوصياء على المقدسات المسيحية كما الإسلامية في القدس، وما يقلقني هو وجود تحديات تواجه الكنائس بسبب السياسات المفروضة على الأرض، وإذا ما استمر استغلال القدس لأغراض سياسية، يمكن أن تخرج الأمور عن نطاق السيطرة بسرعة كبيرة".
وفي رده على سؤال عن المخاطر التي تواجه الوجود المسيحي بالمنطقة، أكد الملك أن في الأردن وفي القدس أقدم مجتمع عربي مسيحي في العالم، "وهم هنا منذ ألفي عام، وعلى مدى الأعوام الماضية، بتنا نلاحظ أنهم كمجتمع يتعرضون لضغوطات، وبالتالي فإن أعدادهم في تناقص، وهذا باعتقادي ناقوس خطر لنا جميعا".
وفي معرض إجابته عن سؤال حول مخاوف اندلاع انتفاضة ثالثة، أوضح الملك عبد الله قائلا: "لا بد أن نشعر بالقلق حيال قيام انتفاضة جديدة، وإن حصل ذلك، فإنه قد يؤدي إلى انهيار كامل، وهذا أمر لن يكون في صالح الإسرائيليين ولا الفلسطينيين"، مبينا أن "الجميع في المنطقة قلقون للغاية، ومنهم موجودون في إسرائيل ويتفقون على ضرورة الحيلولة دون حصول ذلك".
وردا على سؤال بخصوص عودة بنيامين نتنياهو للسلطة، وما وصفه معلقون أردنيون بأنه أسوأ كابوس بالنسبة للأردن، قال الملك: إن للإسرائيليين الحق باختيار من يقودهم، وسنعمل مع الجميع طالما أننا سنتمكن من جمع كل الأطراف معا، فنحن على استعداد للمضي قدما.
وهنا لا بد للمتابعين والمحللين التوقف عند تصريحات الملك عبد الله الثاني حين قال بأن الأردن يرفع “كلا” لتغيير الأمر الواقع في القدس وكلا للتهجير وكلا للوطن البديل، مشيرا في ذلك الخطاب الشهير (أي الملك) إلى أن الأردن فيه دولة وشعب وقوات مسلحة أردنية، بالمعنى أن رسالة التحذير قد اختلطت بموقف عسكري هنا لأول مرة، ويبدو واضحا أن القوى الاردنيه بمختلف توجهاتها تنظر بعين الخطورة في مسألة التشكيل اليميني الإسرائيلي الوزاري المتطرف وتداعياتها على الأردن وعلى الثوابت والخطوط الحمراء الأردنية حيث الاحتمالات والسيناريوهات هي ما يشغل الكل الأردني وجميعهم في اصطفاف واحد مع تصريحات الملك عبد الله الثاني وهو ما يحاول المحللين قراءته بموضوعيه وقراءة ما بين أسطر لقاء المغطس الملكي مع مراسلة سي إن إن.
بكل حال يقفز ملف القدس ليتصدر أولوية المشهد الأردني في ظل حملة ملموسة من الصحافة الإسرائيلية والعبرية تستهدف الأردن هذه المرة والمصالح الأردنية حيث مقالات بالجملة ظهرت مع نهاية الأسبوع الحالي تندد بالوصاية الهاشمية لا بل بعضها يحرض على التدخل لتقويض الوصاية الهاشمية
وهنا تبرز أهمية وملامح ومخاطر المرحلة التي برزت فيما بين أسطر المقالات الإسرائيلية مما يعكس أزمة مبكرة جدا جدا في العلاقات ما بين الأردن وحكومة نتنياهو الجديدة، رغم أن الملك ضمن تصريحه لسي إن إن إشارة أو ملاحظة لها علاقة بأن الجميع ناضج على أمل أن يتصرف نتنياهو في هذا السياق بالنضج المطلوب.
لكن نتنياهو على الأرجح لن يفعل ولا يستطيع ممارسة النضج بحكم توليفة وتركيبة طاقمه الوزاري وبالتالي قد يعود مشهد العلاقات الأردنية الإسرائيلية إلى تلك الجزئية التي طرحها وزير الإعلام الأردني الأسبق الذي لديه صلات ومعلومات أيضا، الدكتور محمد المومني، بعنوان أن لدى الأردن أوراقا سيستخدمها في حال بروز أي ممارسات من حكومة إسرائيل الجديدة تمس بمصالح الأردن وخطوطه الحمراء وتمس أمنه القومي
الخطوط الحمراء لجلالة الملك عبد الله الثاني واضحة تماما للعيان وهي الوصاية الهاشمية على الأوقاف الإسلامية والمسيحية في القدس وأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية باتجاه الأردن، والواضح أن من بين تلك الأوراق الآن وفقا لبعض القراءات التذكير بأن ثمة قوات مسلحة وثمة استعدادا أردنيا للذهاب إلى الحرب حتى، في حال المساس بهذين الثابتين الكبيرين.