د. محمد عباس محمد عرابي - وقفة مع قصيدة : "نفس الحكيم" لفضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري

يمتعنا دائما فضيلة الشيخ عبدالله بن علي العامري بمقطوعاته الشعرية التي تكتب بماء الذهب لما تحوية من نصائح فريدة ،وحكم مفيدة ،وأمام إبداعه الشعري ،وحكمه الإنسانية لا نملك إلا أن نقول بارك الله فيكم شاعرنا القدير وشيخنا الجليل :
فحقًا صدق رسول في كل ما يقول ومن أقواله عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه بريدة بن الحصيب الأسلمي "إنَّ من الشِّعرِ حكمةً وإنَّ من البيانِ لسحرًا وإنَّ من القولِ عيالًا" وقوله صلى الله عليه وسلم‏‏ في الحديث الذي رواه ابن عمر رضي الله عنهما‏]‏« ‏إن من البيان لسحرًا » ‏‏رواه الإمام البخاري
يقول فضيلة الشيخ الشاعر عبدالله بن علي العامري في قصيدة : "نفس الحكيم":
يا كم يزاحمني في السير أقراني
و الدرب أوسع من تسويل شيطانِ

و النفس تأنف شرب الماء معتكرًا
و العقل يعقلها عن كل عدوان

نفس الحكيم من الإيمان حكمتها
أما الظلوم فنفس الجازع الجانِ

لو أبصرت أعين الظلام منزلها
يوم الحساب لما مدت بطغيان

فاعمل لنفسك ما تلقاه في غدها
و احذرْ مجارات أهواءٍ لغلمانِ
يبين أن درب التنافس في الخيرات وعمل الصالحات درب متسع ،لا يعوق المرء فيها النفس والشيطان
ويبين أن النفس تميز بين الضار والمفيد يقودها في ذلك العقل الذي يصد النفس من العدوان على الآخريان يقول شيخنا العامري :
و النفس تأنف شرب الماء معتكرًا
و العقل يعقلها عن كل عدوان
ويوضح شاعرنا ضرورة التحلي بالحكمة،والبعد عن أهواء النفس الجازعة الجائرة حيث يقول :
نفس الحكيم من الإيمان حكمتها
أما الظلوم فنفس الجازع الجانِ
ويبين أن المرء محاسب يوم القيامة على على أعماله فليحذر الزلل والطغيان لأن عاقبتهما وخيمة
لو أبصرت أعين الظلام منزلها
يوم الحساب لما مدت بطغيان
ولنستحضر قول الشاعر :
يقول الشاعر الواسطي :
مثل وقوفك يوم العرض عريانا مستوحشاً قلق الأحشاء حـيراناَ

النار تلهب من غيظٍ ومن حنقٍ على العصاةِ ورب العرش غَضباناَ

اقرأ كتابك يا عبدُ على مَهَـل فهل ترى فيه حرفاً غـير ما كانا

فلما قرأت ولم تنكر قراءتـه إقرار من عرف الأشياء عرفـانا

اللهم نجنا من الزلل وأدخلنا الجنة دون حساب ولا سابقة عذاب آمين .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى