كانت تصلني رسائل كثيرة ، و الرسائل " في وقتها " إحدى اهم وسائل الاتصال المهمة بين البشر، طبعا هذا الكلام قبل ثورة الاتصالات وما رافقها من طفرات سريعة، وما زالت..
بواسطة موزع البريد واسمه "كاظم "،كانت خدمة البريد في مدينتي لا تقل دقة وانضباطا عنها في أي بلد متقدم، هناك عليك أن تكتب اسم الشخص واسم الشارع ورقم البناية أوالمنزل ثم الرمز البريدي واسم المدينة ثم ضع الطابع، تصل رسالتك الى من بعثتها مائة بالمائة و في اقصى سرعة ، ومن دون ذلك لا تصل ، حتى لو كنت في أعلى رأس السلطة مثلا .
في مدينتي"الحِلّة "مركز محافظة بابل، تصل الرسالة اليك من دون تلك التفصيلات على الظرف، يكفي فقط: اسم البلد و هو العراق ، و اسم المدينة " الحِله " والإسم، ولك أن تسأل لماذا ؟ الجواب :لان كاظم موزع البريد قد عرفك وخبرك جيدا .
مرة وصلتني رسالة ، على الظرف كتب وبالانجليزي: العراق/ بابل و بعدها اسمي ، فأوصلها كاظم لي، لكن، ليس كما اعتاد ايصال رسائلي الى البيت، بل سلمني اياها يوم وصولها عصرا في مقهى "الجندول" التي اعتدت الجلوس فيها عصرا، لإحساسه أن تلك الرسالة مهمة بالنسبة لي.
دعوت كاظم للجلوس معي، و بينما هو يشرب الشاي الذي طلبته له ، قال بنوع من الأسف: هل تعلم أنني أوصل الرسائل للناس منذ عشرين عاما وأنا لم استلم يوما رسالة من أحد باسمي، ولا كتبت واحدة الى أحد!
قلت : طبيب يداوي الناس وهو عليل .
في اليوم التالي قبل الظهر كنت في مبنى" دائرة البريد والبرق" في بداية "شارع الري"، وعند طاولة صغيرة جلست، أخرجت قلما وورقة و ظرفا من حقيبتي، في الورقة كتبت :
اخي كاظم / تحية معطرة بالرياحين / تهمّني رؤيتك كل يوم / أنت نافذتي التي أطل منها الى العالم / تحياتي لك ولعائلتك الكريمة ودم بخير. كتبت اسمي تحت ثم التوقيع .
طويت الورقة وأدخلتها الظرف وأحكمت غلقه. كتبت عليه: من الحِلّة و اليها وتحتها كتبت : شارع الري / دائرة البريد و البرق.
و تحتها : الى موزع البريد كاظم حسوني المحترم ، و تحتها : شكرا لساعي البريد الذي يوصل له هذه الرسالة .
بعد أن تأكدت ان كل شيء تمام التمام، اشتريت طابعا، ألصقته في الزاوية اليمنى العليا .
قبل أن اودعه في الصندوق الاحمر خارج مبنى البريد، رأيت " كاظم موزع الرسائل" قادما ليدخل مبنى البريد، سلمت عليه وصافحته ، بعدها دفعت الظرف في فتحة الصندوق الأحمر.
معلومة: جاء الصندوق الأحمر على غلاف روايتي" يا دنيا يا غرامي " مبنى البريد بجانب الصندوق، والساعة فوق الباب، وفي البعيد بعض شجرات النخ،يل أما التي أخذت واجهة تصميم الغلاف فهي " بطّه " الشخصية الرئيسة في الرواية،
www.facebook.com
بواسطة موزع البريد واسمه "كاظم "،كانت خدمة البريد في مدينتي لا تقل دقة وانضباطا عنها في أي بلد متقدم، هناك عليك أن تكتب اسم الشخص واسم الشارع ورقم البناية أوالمنزل ثم الرمز البريدي واسم المدينة ثم ضع الطابع، تصل رسالتك الى من بعثتها مائة بالمائة و في اقصى سرعة ، ومن دون ذلك لا تصل ، حتى لو كنت في أعلى رأس السلطة مثلا .
في مدينتي"الحِلّة "مركز محافظة بابل، تصل الرسالة اليك من دون تلك التفصيلات على الظرف، يكفي فقط: اسم البلد و هو العراق ، و اسم المدينة " الحِله " والإسم، ولك أن تسأل لماذا ؟ الجواب :لان كاظم موزع البريد قد عرفك وخبرك جيدا .
مرة وصلتني رسالة ، على الظرف كتب وبالانجليزي: العراق/ بابل و بعدها اسمي ، فأوصلها كاظم لي، لكن، ليس كما اعتاد ايصال رسائلي الى البيت، بل سلمني اياها يوم وصولها عصرا في مقهى "الجندول" التي اعتدت الجلوس فيها عصرا، لإحساسه أن تلك الرسالة مهمة بالنسبة لي.
دعوت كاظم للجلوس معي، و بينما هو يشرب الشاي الذي طلبته له ، قال بنوع من الأسف: هل تعلم أنني أوصل الرسائل للناس منذ عشرين عاما وأنا لم استلم يوما رسالة من أحد باسمي، ولا كتبت واحدة الى أحد!
قلت : طبيب يداوي الناس وهو عليل .
في اليوم التالي قبل الظهر كنت في مبنى" دائرة البريد والبرق" في بداية "شارع الري"، وعند طاولة صغيرة جلست، أخرجت قلما وورقة و ظرفا من حقيبتي، في الورقة كتبت :
اخي كاظم / تحية معطرة بالرياحين / تهمّني رؤيتك كل يوم / أنت نافذتي التي أطل منها الى العالم / تحياتي لك ولعائلتك الكريمة ودم بخير. كتبت اسمي تحت ثم التوقيع .
طويت الورقة وأدخلتها الظرف وأحكمت غلقه. كتبت عليه: من الحِلّة و اليها وتحتها كتبت : شارع الري / دائرة البريد و البرق.
و تحتها : الى موزع البريد كاظم حسوني المحترم ، و تحتها : شكرا لساعي البريد الذي يوصل له هذه الرسالة .
بعد أن تأكدت ان كل شيء تمام التمام، اشتريت طابعا، ألصقته في الزاوية اليمنى العليا .
قبل أن اودعه في الصندوق الاحمر خارج مبنى البريد، رأيت " كاظم موزع الرسائل" قادما ليدخل مبنى البريد، سلمت عليه وصافحته ، بعدها دفعت الظرف في فتحة الصندوق الأحمر.
معلومة: جاء الصندوق الأحمر على غلاف روايتي" يا دنيا يا غرامي " مبنى البريد بجانب الصندوق، والساعة فوق الباب، وفي البعيد بعض شجرات النخ،يل أما التي أخذت واجهة تصميم الغلاف فهي " بطّه " الشخصية الرئيسة في الرواية،
Log into Facebook
Log into Facebook to start sharing and connecting with your friends, family, and people you know.
www.facebook.com
