د. أيمن دراوشة - آراء الكتاب والنقاد بأحد نصوصي الشعرية / تجميع

بداية موفقة لعام نتمنى أن يكون مزداناً بكل ما هو جميل. جماليات، إنجازات، خيرات وبركات وقرباً من الله والعمل بسنة رسوله، المهم عاماً مختلفاً، بتحديات تبهر العالم، وتسر النفس والخاطر.

في هذا الصباح قرأت تحليل كلماتك المبهرة في صفحتك الميمونة، بقلم الناقدة الأستاذة بشرى نوري.

فقط أبهرتني بتحليلها المتميز، وهذا الشرح وهذا التفنيد الذي لا أعرف مثله، وكذلك تعليقات الآخرين.

لقد أصبحت اليوم بمشاعر جميلة لأبدأ حياة مختلفة مع بداية السنة الجديدة، وتكون عندي كمية من الحيوية والنشاط، والاجتهاد للقراءة، وتجويد الكتابة، والتحليل.

ولكن عندما قرأت هذا التحليل بهذه الكيفية شعرت بمزيج من المشاعر المتناقضة أيضاً وأسئلة بيني وبين نفسي ليس لها أول ولا آخر!!

ماذا أفعل لأكتب وأحلل مثل هؤلاء العباقرة ما شاء الله أنت وأصحابك، وماذا أقرأ؟؟؟

أحيانا أشعر أن تحليلي وتحليلهم واحدا، لكن الاختلاف في الطريقة.. أنتم طريقتكم مدروسة ومقننة.

لكن لا تستغرب فالإنسان تمر به هذه المشاعر المتباينة المتناقضة طالما هو إنسان.

‏نلاحظ أن العطر الذي يكون في زجاجة، رائحة أوله تشبه آخره لا تتغير أبداً، فمادام هناك قلب طيّب يُغذي الأخلاق فلا يقلق لن تنتهي تلك المشاعر الطيبة تجاه الأخرين، وهذه المشاعر المتباينة للإنسان، إلا بانتهاء عمره، لأنها تعطيه دافعا للحياة الكريمة، ونفع غيره.

فالإنسان يكون صاحب روح جميلة، لأنه يشعر بمعاناة الآخرين، فتبقى رائحته عالقة في أذهان الجميع.

وعندما يكـون راقياً فــي حـواراته ونقاشه مع نفسه، ومع لقاءاته أو منتدياته أو محاضراته فـأنه يخبر العالـم من حولـه بأنـه تلقى تربيـة عظيمـة دون أن يتكلم بها

لذلك من يتابع كلـماتك سيتعلم منك الحكمة، فاطـــمئن؛ ‏لأن من تربية الله لنا:

أنه يعلم بما تكنه قلوب البشر من أمراض علاجها لا يمكن باختيارهم.. فيبتليهم بصعوبات ومشاعر مختلفة.. يتألمون قليلاً.. ثم يخرجها منهم، فيضحكون بعد ذلك، كأن شيئا من ذلك لم يكن أبداً

هكذا الحياة فإذا كان الإنسان يعيش على وتيرة واحدة يكون متبلدا، ولا يكن منتجاً عبقرياً رائعاً.

هنيئاً لك تلك المشاعر المختلفة فقد أخرجت منك كل هذه الجماليات والفرائد والبدائع.

الناقدة / أحلام الزمزمي

---------------------------------------------------------------------------------

النص مركز للحركة الدائمة والانصهار التام مع الذات الراكضة في أغلال التناقضات التي تسيطر على روح الكاتب الذي يحاول جاهدا اجلاء هذا التحلل النفسي وهذه الصور المكتظة والأحاسيس المتعاكسة التفرعات

صراع وتمرًد يليه مخاض عسير

اذ بات كل ما عايشناه وعرفناه وتقيدنا به نقيضا لتصوراتنا الحياتية والنفسية

حالة من المكابدة عايشها الكاتب وعبر عنها بهذه الأفعال المتذبذبة الصارخة الباحثة عن ايقاع هادئ في وسط هذا الاختلاط والعشوائية الضارية

دمت مبدعا ايها الأنيق

الكاتب / طاهر الذوادي

---------------------------------------------------------------------------------------

في النص الكثير من الصور البلاغية الهادفة مثل الكنايات والاستعارات والجناس والطباق والتورية

واساليب التضاد مما أعطى النص قيمة بلاغية روعة في الجمال وأهداف نصية روعة بالأداء.

هذا ما وضحناه على عجالة

الكاتب/ صادق أمين الحماطي



-------------------------------------------------------------------------

إن للغوص في باطن النصوص احتراف ودربة ومران لمن يجيد العوم في أعماق بحر بمفردات عدة توجب كل مفردة الوقوف عندها كثيرا..

ليس هذا فقط فمعاني المفردات ربما تسهلها مهمة البحث بين تضاعيف المعاجم وقواميس اللغة..

لكن تعدد المعاني لكل مفردة يتطلب الاثراء لقواميسنا

اللغوية الشخصية..

مع ان معاني المفردات ربما لا تكفي دون ان يبحر الناقد بين انزياحات المفردات وتعدد المعاني المرادة..

وما دام النقد قد طرأ عليه تحديث اسوة ببقية العلوم والمعارف. فهناك حاجة تستجد لمعرفة المدارس النقدية.. تتنوع بين القدم والاقدم والحديث وميتا الحداثة... وتستمر سلسلة التطور..

وتأسيسا على ما قلناه يتوجب على الناقد ان يتسلح

بمعرفة شمولية بهذه المدارس.. ناهيك عن التسلح الاهم وهو تملك قياد لغة النص..

وقد وجدت النص للأستاذ الكبير أيمن الدراوشة نصا مرصوصا بالإبداع مطرزا بحشود المعاني والأفعال، نصا محكما يتطلب حنكة تحليلية وتركيبية في ان واحد. بالإضافة الى الوقوف الامثل عند محاور النص..

وقد حفل اسلوب قراءة النص من قبل ناقدتنا القديرة الاستاذة شمس الأصيل (الناقدة الموقرة بشرى نوري)

حفل أسلوبها بكل ممكنات الغوص في أعماق النص وأفعاله المتواترة وصوره المتشابكة. حتى ساعدتنا على فهمه واستيعابه والتلذذ في ابتهاله..

أجزل الاعجاب بيراع شاعرتنا وناقدتنا وموهبتها العابرة لكل معاني الجمال..

والاعجاب اللامحدود بجهودها الجبارة التي جعلتنا

بتمام الاستمتاع بروح النص..

لهما أزف تبريكاتي وأطيب الأمنيات

فقد كانا سببا للانتفاع اللا محدود..

الكاتب / عبد الله المياح

---------------------------------------------------------

نحن بصدد نص لذيذ، شيق مدعم بالصور والمشاهد والمشاعر العاطفية والإسقاطات والانزياح الانتقالات الوصفية، وهذه سيمة الأديب العبقري حيث يقول في بضعة أسطر ما يمكن أن يحمله كتاب.

الليلة رأينا نصا مبهرا للأستاذ أيمن دراوشة حيث جعل من نصه لوحة تراجيدية تضفي علينا لمسات فنية فجعلنا نتجول في لوحة فنان.

من اختلال السحب والرماد/ يكون السحاب هادئا في طبعه ابيض اللون يمر ولا نشعر به وهذا يدعونا لنطيل التفكير في كيفية اختلال السحاب ومتى يكون مرئيا يبعث فينا شيئا من القتامة، تكون حالة السحاب مضطربة في الجو العاصف حيث يتغير في صفته من خفيف الى ثقيل ومن أبيض الى رمادي مائل للسواد يخبرنا كاتبنا هنا انه في حالة داخلية مختلطة مضطربة تشبه العاصفة اما الرماد فهو ذو مدلولين يعود المدلول الاول على السحاب اما الثاني فهو يعود على الكاتب نفسه حيث انه وبفعل العاصفة

التي بداخله الضاربة له بالصواعق احترق قلبه ولم يبق منه إلا الرماد ...

ومن غموض الإعتام تبزغ لوعة الاشتياق/..

أية غموض يجعل الرؤية مظلمة لا ضوء فيها ؟!...

يبدو ان الكاتب في كنف حيرة من غموض الطرف الآخر وابتعاده فجأة دون سابق إنذار ليجعل المنظر أمامه كانقطاع التيار او العمى المفاجئ وهنا لدينا تناص مع جزئية من الآية رقم 19 من سورة البقرة

﴿ أَوْ كَصَيِّبٍ مِّنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِم مِّنَ الصَّوَاعِقِ .....}

التناص هنا قوي جدا حيث يجعل الجزئية الثانية للكاتب ترتبط بالأولى بشكل رهيب حيث اصبحت الظلمة نتاج العاصفة الداخلية للكاتب والعاصفة نتاج الغموض الذي اعتراه

من انقطاع الحبيب بشكل مفاجئ ليُحدث لدينا الإدهاش والصدمة بقوله تبزغ لوعة الاشتياق أي تشرق فجأة كشمس، لوعة الاشتياق اي ينبعث ضوء من ظلام منتهى التكثيف ولكن الفرق الوحيد أنه ليس ضوءا للرؤية بل هو ضوء للهيب يحرق قلبه بالاشتياق لنعود إلى كلمة رماد الأولى والذي قلت عنها كناية عن الاحتراق الداخلي للكاتب...

رغم السطوع الباهر ، قال يبزغ ثم قال السطوع والامران مترابطان فالبزوغ يأتي من بعده السطوع الباهر فهو في حالة صدمة بسبب كثرة الصور والذكريات التي تلاحق ذهنه في لحظة الشوق الغامر والمسيطر على كيانه ، ليأتي ويصف ردة فعله الجسدية بفعل الصدمات النفسية المتلاحقة ، (أجهش)/ هنا تخرج العاصفة من صدره إلى مقلتيه فتمطر سحبه علنا ،(ألهث )/هنا اتفق مع الاستاذة /بشرى نوري في خيار التناص مع الآية الكريمة {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ) ولكن مع هذه الجزئية فقط حيث كان التشبيه تاما في طريقة التعب والعطش وليس في هيئة الكلب أكرمكم الله فقد كان التعب واضحا من خلال تقلبه في العاصفة الداخلية اما العطش فلا بد ان يكون بسبب احتراقه من الشوق واللهث ردة فعل ستخرج لا إراديا لا محالة .

يعتريني مس معاند / أجل انه شيطان الحب يكتوي به المحبين مرضا وهذا تناص آخر مع الاية الكريمة من صور ص {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41)}

معاند دبق هذا يذكرني بنفسي عندما كان يمسني الحلزون بمخاط لزج فيصيبني القلق والقرف واغسل عدة مرات فلا يزيله اي شيء

وهذا القول / معاند دبق يدل شدة التصاق شعور الحزن به ورغبته بالتخلص منه ولكنه يعاند بالبقاء داخله، يشاكل إحساس المُباد / أجل فهو يأخذ شكل العدو الذي لا يتركك حتى يبيدك ويقضي عليه ويعيدنا إلى قول (مس) فالشيطان اكبر عدو للإنسان يلتصق به حتى يهلكه.

أعجز عن استيقاظه من كهفه.

مَن هذا الذي يعجز عن ايقاظه من كهفه ؟،هنا تعود بي أفكاري إلى قصة أهل الكهف وكيف هربوا بإيمانهم لباطن الكهف ثم ناموا رحمة من الله.

ولكن هو هنا يقصد عزيمته المقاومة التي نامت في كهفها ولاذت بالفرار كالفتية فعجز على استعادتها للوقوف أمام هواجسه وعذباته.

ليعود إلى سرد بقاياه التي تجسدت على جسد منهك من ليلة ظلماء بائسة بالسهر

ذبول، غثيان، عرق وتعرق، ارق وتذكر، نسيان. خيبة أمل، [هجوع ومعناه (النوم الخفيف) تفتت، [احتدام اي غضب من نفسه، منها، من ما حوله ] ،اختلاط كبير في المشاعر ،وجد وسفر اي الرحيل إليها بقلبه، ترميم محاولته البائسة للنهوض ، ،هجران هنا أتفاجأ بمعنين يقصدها هي لأنها هاجرة ويقصد نفسه بهجرته إليها ، كوابيس وأحلام تضاد رهيب واقول موفق فيه لحد كبير فبفعل الحالة الرهيبة والهواجس فهو يسترجع احلامه معه. ويرى كوابيس حياته الآتية دونها ....

وكل هذا دليل على الاكتئاب وغير مستبعد إصابة البطل بمرض نفسي.

ثم يأتي التعجب في جملة استفهامية..

في /بالنفسي كيف تتناقصين.؟!

فعلا أهوال تهد الجبال فما بالك بالنفس البشرية الرهيفة الحساسة فهي ستقع حتما لتغادر حالة الصحة إلى المرض، فأُصاب بالوهن المجهول لأعود لقولي

المرض هو النتاج الحتمي لكل هذه المشاعر المختلطة وقد يتعدى النفسي ليصبح. عضوي جسدي ليَحير الأطباء في تشخيصه وهنا يأتي معنى استخدامه لكلمة(المجهول)

قلبي غاشٍ وعلى عيني غشاوة /يداهمني الضلال الأكيد.

فعلا فقلبه مسلوب محترق بفعل الهجران والاشتياق وعلى عينه غشاوة الحب، فلا يرى طريق الصواب فيهتدي إليه رغم أنه أمامه. وهنا يقصد طريق النسيان والرجوع إلى حياته الطبيعة وليس بالضرورة الكفر والخروج من الملة ومعصية الخالق فقلبه مختوم بالحزن وعينه مبصرة أطياف الحبيب رغم التناص مع الآية الكريمة من سورة البقرة{خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ ۖ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (7) }

اللغة ج/ جاءت بسيطة مفهومة يتخللها بعض المفردات الصعبة

الترابط العضوي / النص جاء بوحدة موضوعية متكاملة مترابطة من بدايته لآخره

البلاغة / نص مفعم بالصورة البلاغية. والانزياحات والاستعارات المكنية

الحكم / نص عاطفي وجداني شيق مثير مفعم بالتلاعب اللفظي والإيحاء والجذب اللغوي والدهشة

زادكم الله ابداع أستاذنا ايمن دراوشة

الكاتبة /عتيقة رابح

-----------------------------------------------------

نص شاعري بديعة لغته تفتح آفاقا للتخييل والتأويل.. وقراءة رائعة ومكينة تلامس عمقه وجوانبه الفنية بحرفية وتمكن.. تقديري لهذا الجمال. محمد ابو الفضل سحبان

----------------------------------------------------------------------------

جعلتمونا نحيا في عالم محفول ومحفوف بالنجوم والاقمار والشموس والأمطار وألوان الطيف في كل مكان.. ونذوب عشقا في تصفيف الحروف بمشط من ذهب.. الكاتبة / زهرة العلا

------------------------------------------------------------------------------------

رائعان ابداعا وتحليلا، نص جميل صور لنا فيه الكاتب المتميز حالة الصراع الداخلي والتعب في معترك الحياة وأكيد أنه سيلامس قلوب الكثيرين، فالكل يبحث عن الأمان والثقة والراحة التي باتت صعبة المنال في هذا الزمن.

وأكيد أن ضالتنا تبقى في تمسكنا بكتاب الله والعودة إلى الله عودا محمودا.

بوركت أستلذ زين المعبدي على التحليل الرائع فلقد كفيت النص حقه.

الكاتب / نبع الأمل

-----------------------------------------------------------------------------------

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى