عصري فياض - هل هي عُقـَـدْ؟؟ أم ترسبات الزمن؟؟

منذ أن تستيقظ فجراً أو صباحاً،وقبل أن تبلع ريقك المرّْ،يداهمك نور الصباح،ويحاول أن يشدك للحياة،لكن ما نمت عليه من تشاؤم ويأس يشدك إلى البقاء في الفراش،فتتلقب ذات الشمال وذات اليمين وتحاول أن تهرب من النور تحت الغطاء الذي دسست تحته كل جسمك... وإن لم يصحو الجسم،فإن العقل والذهن والتفكير "يتمغط" ويبدأ بالعمل بعد نوبة من الاحلام والكوابيس المزعجة ... وتستعرض برنامجك اليومي،حتى تحاول الاستعداد لبعض المواعيد التي ربما تحمل لك الجديد من الامل والتغيير...

إستحضار القوة لرفع الغطاء ليس بالأمر الهين على المتشائمين،فعقدة الجبين تسيطر على ما تحتها من قسمات الوجه وعضلات الجسد،لكنك وبفعل الطاقة الراجعة،ومن منطلق التعبير عن رفض كل شيء،تلقي بالغطاء بعيدا وتنهض... تتثاقل مشيتك نحو المغسلة... هذا الوجه المسكون بعدم الرضا لا يحتاج للماء والصابون حتى يعود "مكويــاً" ليستقبل الوجه أو الكلام... تنهي فصل الغسل،وتلتقط الجهاز المحمول،فتقلبه في كل مناحي مواقعه...ثم تستعرض آخر الاخبار من خلاله ...ثم تلقيه وأنت تسحب الكرسيّ لتجلس على الطاولة لتناول طعام الافطار الذي صنع لك لتوه مع كاست شاء ساخنه لعلهم يكسبون رضا نفسك وينالون بشاشة ابتسامتك المسجونة داخل شفتيك ...

تنظر الى الساعة ... لقد اقتربت من رأس الساعة العاشرة... لا بد من متابعة نشر الاخبار من القناة التي تحب " قناة الميادين " الخبر الاول شهيــ//ــد في مخيم بلاطة ... وأسف على تعامل القوى الامنية الفلسطينية مع تظاهرة سلمية في نابلس... واقتحام للمسجد الاقصى ...واستمرار الحرب بين روسيا واكرانيا ...وتقرير صحفي "اسرائيلي " حول الخليفة المنتظر بعد ابو مازن وماذا سيحصل في اليوم الثاني.... تدقق في الاخبار ثم تعود الى جهازك الجوال... تلقط خبرا مفاده أن الحالة الصحية للمناضل ابو رعد مقلقة... ويلتفتك خبر ان الولايات المتحدة تطلب من الاردن والسلطة الانضمام لمؤتمر النقب 2 والذي سيعقد في المغرب بحضور اسرائيل ومصر والامارات والبحرين والولايات المتحدة كترجمة لاتفاقيات ابراهام التطبيعية ... الاردن تقول "إذا بيجوا الفلسطينية باجي"....

هذه الاخبار تعكِّر ما حاول النوم أن يصفيه في ذاكرتك ...

فتتكلم بصمت مع هذه الاحداث بلغة السخط.... شهيد ارتقى... اصبح الامر معتادا... فقط فيديوهات وداع امه وأبيه واخواته وبنيه هي التي تكوي المشهد،وتحرق القلب... والممثل الشرعي والوحيد للشعب يطلب الحماية الدولية وهو يعرف ان كلامة فقاعات في الهواء... وشتائم في السماء...

منع تظاهرة سلمية في نابلس احتجاجا على استمرار مصعب اشتية الذي وعدت السلطة بتوقفيه عدة ايام قبل اشهر،ولم تف...امرا عاديا... والاحتجاج عليه ضرب من الانحراف عن المشروع الوطني....بل مؤامرة على الرئيس شخصيا !!!

اقتحام المسجد الاقصى مر بمرحلة كيّ الوعيّ الاول...أصبح في اذهان الشعب والعسكر من فصائلنا أمراً ورتينيا... وحوله تتناثر زغاريد التحذير.... ولا ردة فعل لان تركيا وقطر والسعودية ومصر لا تريد ...فهم اولياء النعمة وقولهم مستجاب !!!

حرب اوكرانيا اصبحت مملة....كان على الروس حسمها بالقوة الغاشمة،وحرق ما تبقى من هذه الغدة الاطلسية عن بكرة ابيها... لقد خذلنا الروس... خطواتهم نحو التغيير العالمي بطيئة مملة !!!

وريث الرئيس... ما ذا سيجري في اليوم التالي لوفاة الرئيس اطال الله في عمره المديد ؟؟ من هو صاحب الحظ الاوفر في باقة القيادة الذي سيتربع على عرش المسؤولية ؟؟ بغض النظر عن الكفاءة وعن الاقتدار ...فالأمر هنا من يرى في الاخر افضل منه .. مع انه لا يوجد من فيهم ولا في غيرهم من الفصائل من يحمل جوهر الكفاءة ليكون اهلا لهذه المسؤولية ولا استثني احدا...فقط الخوف من انقسامهم..وغرق البعض من انصار هذا وذاك في الذود عن الحياض صاحبه المنخورة... والتي قد يراق فيها دم مسفوح يرد الى عالم التاريخ الهزيل..

المناضل ابو رعد... والد الشهيدين...ورائد الوحدتين...الفلسطينية والمقاومة .... وقف في رام الله مؤخرا خطيبا...رأيته عبر الفيديوهات...فقفزت الى ذاكرتي عبارات المثل الشعبي الذي يقول " الحجر بمكانه قنطار"...وعندما سمعت بتدهور حاصل على صحته وربما يكون قد نالته يد الغدر الصهيونية بالسم كما افاد ذووه...لمته وقلت : ليتك لم تغادر مخيمك... فهو وطنك الاكبر والايمن والاحرص عليك... ففي خارج المخيم كثرة هل الابتسامات الخداعة الكاذبة الملونة... شافك الله وعافاك وأعادك لمخيمك اسدا جسورا

اما مؤتمر النقب 2 الابراهيمي... فلسان حال الرد يجب ان يكون.... هذه نجاسة من نجاسات التطبيع... فلنكن طاهرين ... ولنحترم دماء الشهداء ووقفات المناضلين ليلا في ازقة المخيم في البرد الذين يرفضون دخول ازقتهم ونعلوا على مستوى قلوبهم... او احذيتهم التي تقطر طهارة ونرفض بقوة....

وتبقى ساعات اليوم تتقلب على نار متفاوتة على هذه الاخبار...يغلي غضبنا وسخطنا منها حينا .. ويبرد حينا آخر... لكن لا يستكين.. فكله هم وغم وسخط لا يفك عقدة الجبين والنفس إلا من ضحكة تخطف منا ثوان عابرة ...

انها عقدة الايام والتشائم الدائم والحزن الابدي الذي يبحث عن شفاء.... ولا شفاء حقيقي في المنظور من الزمن....

لقد ترسبت تلك العقد حتى استحكمت فينا.... ولن تغادرنا إلا بقوة صاخبة صارخة تضربنا وتضرب من حولنا وتأخذنا واياهم الى ما وراء الشمس....

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى