خيري حسن - لا صورة... ولا بطاقة!

( القناطر الخيرية - 1965)
فى يوم 22 سبتمبر من ذلك العام قرر عبد الرحمن الأبنودي اصطحاب حببته - التى تعرف عليها منذ فترة وجيزة عطيات التى جاءت للقاهرة من مدينة السنبلاوين (دلتا مصر ) لتدرس فى كلية الحقوق عام 1956 - إلى رحلة نيلية للقناطر الخيرية. وبين أمواج النهر الهادئ قال لها: " قبل أن نتزوج يا عطيات لابد من موافقة صديق عمرى وأخي يحيي الطاهر عبدالله!
عطيات الأبنودى ترد:
- يعني لازم موافقته يا عبد الرحمن؟
طبعا...غير كده مفيش زواج"
- "طيب... اللى تشوفه"

1681080448544.png

▪︎▪︎▪︎

( السيدة زينب - بعد أيام )
يحيي الطاهر عبدالله يزور عطيات الأبنودي فى بيتها ويقول لها: " أريد أن أطلب يدك لى؛ إذا لم توافقى على زواجك من الأبنودى"!
ردت: " أوافق على زواجى من الأبنودي" طبعاً!
رد:" من الآن ...أنت أختى المحرمة على"
▪︎▪︎▪︎
(القاهرة - حى بولاق)
بعد الزواج بشهور تم القبض على الأبنودي بتهمة الاشتراك فى تنظيم شيوعى...ولم يتم القبض على يحيي الطاهر عبدالله ( والبحث جاري عليه ) !
▪︎▪︎▪︎
(منزل الأبنودي - بعد أسابيع)
زار البيت عشرات من أصدقاء الأبنودي... وكان من بينهم شخص يريد صورة ليحيي الطاهر عبدالله
- عطيات ترد: " وعايز صورة يحيي ليه؟"
- عايزها!
- عطيات: "أحب اضمنك" يحيي ليس له صورة ولا حتى بطاقة"! فخرج الضيف السائل ولم يرجع مرة أخرى!
وهكذا عاش الكاتب المبدع يحيي الطاهر عبدالله حتى رحيله فى الحادث المأساوى يوم 9 إبريل 1981 - عاش وهو يدرك أن صورته فى إبداعه، فى بساطته، فى صدقه،.. وإن هويته / بطاقته فى كتابته، وقلمه، وقصصه البديعة.
فهل كانت تدرك الفنانة والناقدة والمخرجة التسجيلية والإنسانة العظيمة - قبل كل ذلك - وبعد كل ذلك - عطيات التى اشتهرت باسم عطيات الأبنودي ذلك وهى ترد على السائل قائلة:" يحيي ملوش صورة ولا بطاقة"...ربما!!


خيري حسن
------------------
• الأحداث حقيقية والسيناريو من خيال الكاتب.
• المصادر:
كتاب أيام لم تكن معه - عطيات الأبنودى - الطبعة الأولى - مارس - 1999.
• الصور:
عطيات الأبنودى
يحيي الطاهر عبدالله

1681080398291.png

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى