علجية عيش - الفرقان البديل الأمريكي للقرآن و بروتوكولات حكماء صهيون وجهان لعملة واحدة

الغرب ركز على ظاهرة الإسلاموفوبيا في الجزائر و الصراع بين الفيس و الأفلان

(مساعي أمريكا بقيادة الصهيونية طمس الإسلام والهوية الإسلامية)

( قراءة في كتاب)

هو كتاب يعرض ظاهرة "الإسلاموفوبيا" و خطر القرآن على الأمم الغير إسلامية أراد الغرب أن يضع بديلا للقرآن الذي هو كتاب المسلمين المقدس و قد جاء بالبديل، سمّاه "الفرقان" الذي يعتبر قرآن المسلمين الحديث، و لعل الفرقان البديل الأمريكي للقرآن هو شبيه إلى حد ما ببروتوكولات حكماء صهيون بل مكملا لها لضرب الإسلام و محوه من الخريطة نهائيا، ليس من السهل التطرق لمحتوى الكتاب كله الذي يقع في 301 صفحة دون خارج المراجع و الفهرسة، فما جاء في المقدمة أخطر بكثير و أقوال المتطرفين اليهود حول الإسلام مركزين على الحركة العدائية في الشرق الأوسط و انتشار الطائفية لاسيما الصراع الشيعي السني في العالم الإسلامي كله
328152858_875563573684585_9103271297712348441_n.png

هي قراءة في كتاب ركز فيه أصحابه على ظاهرة العنف في الجزائر بعد ظهور الجبهة الإسلامية للإنقاذFIS و بداية التطرف في الجزائر و صراع الفيس مع السلطة و الأحزاب الموالية لها ، كما جاء في الصفحة 154 خاصة بعد أن خسرت جبهة التحرير الوطني الرهان في انتخابات 1991 و 1992، و جاء في تعريف التطرف من وجهة نظرهم هو امتلاك الحقيقة المطلقة و فرضها على الآخرين، ليشيروا أن التطرف في الجزائر ليس سوى حالة خاصة لظاهرة عالمية كانت سهلة التوقع، ما لفت الانتباه أن واضعي هذا الكتاب المزيف تنبئوا بوقوع انفجارات أخرى في المستقبل، و بالنظر إلى تاريخ طبع هذا الكتاب ( 2005) يلاحظ أن نبوءة أمريكا تحققت عندما عاشت الجزائر موجة جديدة تمثلت في الحراك الشعبي ، لكنها هذه المرة كانت سلمية و حضارية إن صح وصفها ، و السؤال الذي يطرح لماذا الجزائر بالذات ، الجواب لأنها مستهدفة ، فأمريكا كانت قد احتلت الجزائر و مارست عليها كل أشكال القمع قبل تعرضها للاحتلال الإسباني و الفرنسي.

الملاحظة الثانية هي أن بعض الباحثين لم يتطرقوا إلى تقديم الجزائر كعينة في قضية العنف و التطرف دون البلدان العربية الأخرى ، فأمريكا ربطت التطرف في الجزائر بالأزمة الاقتصادية، عندما بلغت ديون الجزائر الخارجية 22 مليار دولار في سنة 2003 ، تسدد عليها فوائد بقيمة 05 مليار دولار و نصف مليار دولار سنويا ، يعجز البترول و الغاز أن يسددها سنويا، للإشارة أن ديون الجزائر الخارجية في 1992 بلغت 34 مليار دولار بسبب الظروف السياسية التي مرت بها البلاد، في ظل هذه الظروف وقفت جبهة التحرير الوطني عاجزة لإيجاد الحلول للخروج من الأزمة و وضع البدائل ، في حين خرجت الجبهة الإسلامية للإنقاذ ببرنامج إعادة النساء إلى البيت لتوفير الوظائف للرجال، و كانت الأطروحة الغربية ترى أن الجزائر ليست في حاجة إلى طائرات مقتلة من أعلى طراز بقدر ما هي بحاجة إلى تكنولوجيا زراعية و صناعية في المقام الأول .

من زاوية غربية ، الفرق بين الأفلان و الفيس هو أن الأول ارتكب خطأ لما تبنى النموذج المستورد "السوفياتي و الأمريكي" و اندماجها البطيء في اقتصاد السوق العالمية عن طريق صندوق النقد الدولي و البنك الدولي، أما الجبهة الإسلامية للإنقاذ ( الفيس ) فقد أعلنت عن رفضها لما هو غربي لأنه تحت السيطرة الأمريكية التي سعت إلى وحدانية السوق ( المال)، فأمريكا طبقت نظرية الإنسان ذئب لأخيه الإنسان و البقاء للأصلح، و جعلت من الليبرالية عقيدة، تسعى من خلالها طمس كل الهويات، وبالأخص الهوية الإسلامية، و جمعها في هوية واحدة، إلا أن شعوب العالم الشرقي واجهت هذه السياسات في نفس السنة التي اشتعلت فيها الحرب الأهلية في الجزائر ( 1992) و هي السنة التي احتفل فيها هنود أمريكا بمرور 500 سنة من المقاومة الهندية من اجل الدفاع عن هويتهم الإنسانية و ثقافتهم.

كانت الجزائر في هذه السنة تواجه مظاهرات بين الفيس و السلطة من أجل العودة إلى الإسلام و مواجهة "التغريب" و تطبيق الشريعة الإسلامية التي رفضها النظام رفضا مطلقا، حينها انقسم الشعب الجزائري إلى تيارين: التيار الأول هو التيار الإسلاموي الذي ينادي بالأسلمة أي العودة إلى الماضي، و هم بذلك يمثلون النظرية "الطاوية"، و يطالبون بتطبيقها في الحياة اليومية، هذه النظرية مصدرها صيني ظهرت من اجل نشر السلام ، و يعتبر الفيلسوف لاوتسي المؤسس الأبرز للطاوية، وترى هذه العقيدة أن الأضداد يحتاج كل منها للآخر كي يوجد ويستمر، و التيار الثاني هو التيار الغربي المتمثل في رجال الأعمال، المهربين و المثقفين المستغربين و العسكريين ذوي الرتب العليا، و هذا التيار يحلم بدمج الجزائر في السوق العالمية و هم الذين أزاحوا الشاذلي بن جديد من الحكم، و لما فاز الفيس في الانتخابات أزاحته دكتاتورية العسكر لإنقاذ الديمقراطية.

كانت هناك أسئلة تطرح منها: لماذا لم تُعِدِ الحكومة الجزائرية انتخابات جديدة بدلا من أن تحل الفيس؟ ومن سيكون له الحظ في السوق العالمية؟ في ظل الصراع بين اللوبي الاقتصادي، كانت الإجابة هي زرع الرعب في أوساط الجماهير من تطرف الجبهة الإسلامية للإنقاذ مستعملين بعض الحجج التي جاء بها القرآن كقطع يد السارق و رجم الزاني و غير ذلك، و قد أخذت مسألة الهجرة نصيبها من النقاش في هذا الكتاب حول من يتحمل هذه المسؤولية العالم الغربي أم العالم العربي و بالخصوص فرنسا التي يعيش فوق ترابها ملايين المغاربة و الجزائريين أكثرهم عددا، أراد الغرب بقيادة الحركة الصهيونية و الولايات المتحدة الاستثمار في التيار الإسلامي في الجزائر و بالأخص الفيس الذي توجد بداخله قادة و مناضلين يعيشون إسلاما منفتحا يمكنه الجلوس على طاولة الحوار، و بالتالي الابتعاد عن الأساليب الاستعمارية القديمة التي وضعت علماء في إقامة جبرية على أن يكون الحوار حوار العقلاء من خلال إعادة تفكيك النص الديني .

ظلّ هذا الصراع و لا يزال صراع بين المقدس و اللا مقدس، صراع بين الثابت و المتغير و مهما اختلفت الأسماء ، فالصراع هو صراع ديني محض تقوده الماسونية ، فلا هو صراع ثقافات و لا هو صراع حضارات و قد عجز منظرو حوار الأديان و الثقافات في حل المعضلة و يدون خلفيات ، فالسؤال الذي يمكن طرحه هنا هو كالتالي: لماذا الفيس بالذات؟ ألانه أسّس جيشا مسلحا لمواجهة النظام و الدفاع عن المشروع الإسلامي؟ فقد سبقه تيار شكل ميليشيات مسلحة في وقت بومدين، لا ننسى أن كل المظاهرات أو الانتفاضات التي شهدها العالم روّجت بأنها انتفاضات بسبب الجوع، كانت هناك ثورة الخبز في مصر في شهر جانفي ( يناير) من عام 1977، و كذلك في المغرب عندما خراج الشعب المغربي في حركات احتجاجية في 20 جوان 1981، وقع فيها حظر تجول و انتشرت الدبابات في الشوارع المغربية ، ثم انتفاضة الخبز في تونس التي وقعت في جانفي 1984، نفس الانتفاضة التي عاشتها الجزائر في أكتوبر 1988 روجت لها أنها انتفاضة من أجل الخبز.

تريد أمريكا عالما بلا إسلام، عالم لا يُسْمَعُ فيه القرآن، فهي ترى أن الدين المصدر الأساسي للتطرف و الإرهاب، حيث دعت نخبتها لتفكيك النص الديني و تجديد خطابه حتى يستجيب العالم كله لعصر الأمركة ، يكشف هذا الكتاب أن المعركة ضد الإسلام يقودها حاخامات منظمة "كاخ" الدينية الصهيونية و جمعيتها " يد لاحيم" اليهودية التي رفعت شعار: "المتدينون قادمون "، وتعني هذه الجمعية بالعربية "يد الأخوة" و تتعاون مع الحاخام يوسف الرحيم الروحي لحزب " شاس" الصهيوني قائلا: "إن الله لم يرض عن ذرية إسماعيل العرب لأنهم يكنون العداء لبناء إسرائيل"، و حزب شاس هو حزب حريدي (يهود متدينون) ، يسمى بالعربية (حزب الشرقيين المحافظين على التوراة)، تأسس في إسرائيل عام 1984 على يد الحاخام عوفاديا يوسف، أما عن مهمة يد لاحيم وتعني بالعربية " يد الأخوة" ، و بالعبرية ד לאחים ، فهي تغيير صورة الإسلام و أصوله و صياغة قرآن جديد، و أنشأت لهذا الغرض مركزيين أحدهما في تل أبيب و الثاني في القدس الغربية ، فكان الفرقان بديلا للقرآن الجدير بالذكر أن يد لاحيم تعمل على تعميمه و سحب المصاحف الأصلية من كل مكتبات العالم، و هو مخطط وضعه الموساد بمعية أمريكا.

علجية عيش بتصرف

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى