شهادات خاصة المهندس عبد الله الشايب - القاص المدرسة: ناصر الجاسم

ذاك الذي يرى الحسا جنَّةُ الطفولة ، و مع بَطلِهِ " حسا" رَمزُا لإنسان الأحسائي ، والموسيقى غِذاءُ الرُّوح ، مُولعٌ بالكتابة من غيرِ قناع لِمفرداته المُعجمية ، القاص ودكتور النقد و الأدب وأستاذ اللغة ناصر سالم الجاسم ، ويالحظ مدينة العيون .

لك أن تراه شخصية شامخة ، لديها قوةٌ اعتداد مع صبَوح الوجه و رضا الترحاب بنبس شفاهٍ رقيقة ، لكنّه_اي الجاسم _ يَهبُك كُلّه حين تكون في حٍمَاه ، مُتحدِّث لَبِق بديهيَّته المُثخنة بِنُضجِ العبارات ، لا ينتظرُ إجابات لطرحِه بل يؤكِّدُ أنَّ مايكتُبه هو عينُ مايدُور في المجالسِ و بين النَّاس معوِّماً معنى الخادِشة ، هّنا يُلامِس المُكوِّن الإجتماعي طُيوفاً ( مؤكداً تعدُّديّته ) لكنه يُلازمُها من حيثُ شخصيّته تسامُحه و العيش المشترك ، و الإفتراق العُمري ، ، هو هُنا ينقُل الحكاية إلى سقفها الأعلى لِترحل لقراء العربيّة .

الجاسِم فيه من التَّميز ما يُشار إليه أنه من أبرز - إن لم يكُن الأبرز - و من أهم علامات القصة السعوديين و الخليج من جيل تسعينيات القرن العشرين .

له خط سردي في فنونه بين الرواية و القصة الطويلة و القصيرة و يُعتبر سنام المدرسة الأحسائية للقصة القصيرة جداً التّي تُوافق فصل الخطاب عند الأحسائيين في العموم ، مع اللِّسان الحذق بإيصال المعنى بأقل المفردات ، و ما أبلغ من ذلك يالجاسم ؟

اختطَّ و هي خصيصةٌ لا يُمكِن أن يُباريهِ فيها أحد ، بل يُتعِبُ مريديه و إن كان في محل الإقتداء نموذجاً ، هذه الخصيصة المُتعلِّقة بتوظيف الأسطورة ، حين تقرأه تأخذك الدهشة و حتماً التأمل في مَكامِن مَقاصِدِه ،السرد الأسطوري الذي أبْدعهُ ، ألا نرى معه :

"أن الأسطورة في الأحساء، منتج تحضر، وليس النفور من المكان، إذ إن الأحساء نسيج متراص من البيوت، والذين يعيشون جنباً إلى جنب أناس متحابون، والتقارب والحميمية في المكان يجعل الأسطورة نتاجاً حضاريا وليست نتاج خوف أو فزع."

أجزمُ أنّ القاص ناصر يُحقِّق مُبتغىً يُلامِس ذائقتي ( و هي كذلك مع كل من حاورتهُم أو كتبوا عنه ) و يَجلِّيها لعتبةِ تجعُلُ من روح الإنسانيّة هو المُستهدف دُون وجود ثغرات تدعوك إلى شُبهة التّمايز في كتاباته ، هنا يُعطي المكان حقَّه و لا يحتاجُ لجنوحِ المكان البديل ، و هنا يُعطي الأسماء حقّها و هو الدَّائم لتأكيدِ ذلك ، بل محل سعده على ماأِعتقدْ.

أن يرى تلازم الأسماء مع الزَّمكان . هذه المحطّة مع سمو النّفس مايجعل مشموم الألفة و لُوميّة الشَّغف شاخصةٌ لديه ، مع كونهِ صاحِب موقف ، و مفاهيمه جزء من سُلُوكهِ و نُصحهِ و إرشادهِ، و تعليقاته ِ ، و مُحبٌ لِمنجز الآخر .

حُضورهُ الجميل وَ مكانتهُ بين جيلهِ و الأجيال اللاحقة جعلت من جغرافيةِ المملكة محطات أسفار بين إصدار لمنجزه ، و في مسابقات القصة محكماً ، و كتابة المقالات ، و نشر قصصه ، و عضويته بنادي القصة السعودي و عضويّات أخرى و محرراً غير متفرِّغ في عدد من الصُّحف . بينما يُمكِننا مُتابعة الكم من الدراسات لمنتجه السّردي من أسماء لها ثِقلها في العالم العربي ، و كذلك مّشاركااته في منتديات و ملتقيات الهفوف و مدن الأحساء و في عواصِم الثَقافة. و فوزه بمسابقات لن تكون آخرها بالطّبع فوزه مؤخّراً بمسابقة نادي الحدود الشمالية .

الجاسم الأديب القاص و…و.. له حضورٌ في فنّه ( بالعودة اسيرته ) فمنح مشهد الفكر الأحسائي و مُتحدّثي العربيّة ( فضلا عن مجموعة كبيرة من المخطوطات) إصدارت مطبوعة:

- رواية (الغصن اليتيم)
- مجموعة (النوم في الماء)
- صورة البطل في روايات إبراهيم الناصر الحميدان
- رواية (الجنين الميت)
- مجموعة قصصية بعنوان (العبور)
- رواية (العاصفة الثانية)
- مجموعة قصصية بعنوان (الموت في المدينة)
- مجموعة قصصية (العدو بالأيدي)
- مجموعة قصصية (هكذا يزهر الحب)
- مجموعة قصصية (الثائرة)
- بكاء الأجساد- مجموعة قصصية
- النور الأسود- مجموعة قصصية
- كائنات الحرمل- مجموعة قصصية.

عرفتُ الأستاذ ناصر الجاسم مرّتين من خلال مايكتبُهُ و معرفتي الأخرى بشخصِهِ و هو ماأعتزُّ به ، و لقدْ شرّفني بتقديم كتابي "من أساطير الأحساء " ، عمّا إذا كانت تنسحِمُ مع رؤيتهِ في التوثيق ؟!!! سُقتُ أليه ب سيارتي ألى حيث منزله العامر بمديته العيون أهدِيهِ النُّسخة الأولى .


الأديب الجاسم و تأصيل المدرسة الأحسائية في فنون السّرد ، قوامة ٌ مُلهِمة في الأحساء مشهد ثقافي مُتطوًُر كما يُعبِّر عنهُ ملف اليونسكو • لله دًُرك .


تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى