أ. د. عادل الأسطة - ترحيل غزة: فكرة قديمة - جديدة.. "مشروع سيناء مشروع قديم"

" مشروع سيناء مشروع قديم "

للأب الروحي للصهيونية ( ثيودور هرتسل ) رواية وحيدة عنوانها " أرض قديمة جديدة " ( ١٩٠٢ ) يتصور فيها عودة اليهود إلى فلسطين وإقامة شركة تعاونية فيها . نعم شركة تعاونية ، والعبارة وردت في الصفحات الأخيرة من الرواية . ويعمل اليهود العائدون من دول العالم فيها بروح التسامح وتقبل المستوطنين الأوائل للمستوطنين القادمين بعدهم والتعايش معا ، وتفريغ القدس من السكان وتحويلها إلى منطقة سياحية ودينية يؤمها السواح من العالم كله .
تدرج المشروع الصهيوني حتى أسفر عن نكبة الفلسطينيين في ١٩٤٨ ، وظلت غزة سهما في الخاصرة يزعجهم ويزعج حلفاءهم بخاصة أن اللاجئين الفلسطينيين تدفقوا إليها ، وصارت غزة عبئا على إسرائيل لتكاثر سكانها هي الأرض الولادة ، وبلغ الأمر ب (إسحق رابين ) أن تمنى أن يصحو ذات صباح ويجد البحر قد ابتلعها .
في هذه الأيام يريد رئيس الوزراء الإسرائيلي( بنيامين نتنياهو ) تغيير خارطة الشرق الأوسط ، فما كان سائدا قبل ٧ / ١٠ / ٢٠٢٣ لن يعود إلى سابق عهده ، وهكذا كثر تناقل وسائل الإعلام الحديث عن ترحيل أهل غزة إلى سيناء ، ليتم بعد ذلك ترحيل سكان الضفة الغربية إلى الأردن .
فكرة تهجير أهل غزة إلى سيناء " فكرة قديمة جديدة " تعود إلى العام ١٩٥٥ ، وقد تبنتها أمريكا وقاومها الغزيون وكان الشاعر معين بسيسو الشيوعي معلم اللغة الإنجليزية على رأس المظاهرات التي حاربت مشروع توطين الفلسطينيين في سيناء ، وقد كتب عن هذا في الدفتر الثالث من دفاتر كتابه " دفاتر فلسطينية "( ١٩٧٨ ) .
اقرأوا الفقرة الآتية :
" إنهم يجلسون على الأرصفة ويتوهمون أنهم يعرفون كل الذي يجري في الكابيتول ، ولكن الجماهير في غزة التي تمشي فوق الأرصفة كانت تعرف الذي حدث في محطة السكة الحديد في غزة . عشرات الجنود المصريين والسودانيين تم ذبحهم بالسناكي وآخرون تحت الانقاض ، واللاجئون الذين تظاهروا في مخيم البريج ضد الغارة الإسرائيلية على محطة السكة الحديد في غزة .
كأن الإسرائيليين أرادوا أن يقولوا :
- ليس هناك من يحميكم من مشروع سيناء .
وأخطأت الساقية الإسرائيلية الحساب فلم يمش إليها الحليب المغشوش بالماء في حواصل أطفال اللاجئين " ( صفحة ٥٦ ) .
رفع الحزب الشيوعي الفلسطيني يومها شعار :
" كتبوا مشروع سيناء بالحبر ،
وسنمحو مشروع سيناء بالدم " .
وهتف معين بسيسو في الجماهير :
- لا توطين ولا إسكان يا عملاء الأمريكان .
وعلى فكرة فإن بيت معين كان في الرمال .
صباح الخير يا غزة وصباح الخير يا صهباء البربري Sahba Al Barbari . وصهباء أرملة معين ما زالت تقيم في غزة وتقرأ ما أكتب .
إن الرئيس الأمريكي الحالي ( جو بايدن ) يواصل مشروع سلفه ( ايزنهاور ) .
خربشات عادل الاسطة
١٦ / ١٠ / ٢٠٢٣
فجر اليوم التاسع للحرب .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى