الميلاد : 6 ربيع الأول 1367هـ/ 18 يناير 1948م (الدقهلية)، مصر
الوفاة : 13 جمادى الأول 1439هـ/ 30 يناير 2018م (القاهرة)، مصر
30 من شهر يناير 2018م هو الذكرى الخامسة لرحيل العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلى.
كان طبيبا علامة فقيهاً وعالماً بالتفسير والأحكام والحديث، وكانت له اليد الطولى في علوم الإعجاز القرآني، كما تعلم الشعر واللغة والأدب .. لقّبه علماء عصره، ومن أبرزهم الشيخ الشعراوى بالبيرونى .. ويعد أكثر علماء الإسلام تأليفًا وتصنيفًا على مستوى العالم، وعلى مرِّ التاريخ، قضى حياته في البحث والتصنيف، حيث تقارب مؤلفاته الألف مصنف فى شتى العلوم، منها 300 مؤلف حرصت مكتبة الكونجرس الأمريكي على إقتنائها لقوة وعمق دلالتها العلمية والفقهية .. وألف أكثر من خمسين كتاباً في الطب وصاحب كتاب الإعجاز الطبي في القرآن، لم يكن أحد سبقه فى ذلك الوقت فى أوائل السبعينيات سنة 1973م إلى هذا الموضوع، ولم يدر بخلد إنسان، ولا سنح فى فكر، ولا جال فى خاطر، أن هناك "إعجاز طبى فى القرآن الكريم" .. كما برع فى السياسة، والفلسفة الإسلاميه، وعلم النفس والمنطق، وكان عالما فى النسابة والتراجم والطبقات، لقببه علماء عصره بـ سيد العلماء.
مولده ونشأته :
ولد العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلى في فجر الثامن عشر من شهر يناير 1948م ببلدة بني عُبيد، مركز دكرنس، محافظة الدقهلية في أسرة صالحة .. وتلقى تعليمه الأول في كُتَّاب القرية فحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم الْتحق بالمدرسة الالزامية "الإبتدائية" وكان ناظرها آنذاك مغربى أفندى، وأنهى المرحلة الابتدائية بها، ثم المرحلة الإعدادية، وانتقل إلى المرحلة الثانوية، بمدرسة - على مبارك بنين - بدكرنس وكان ناظرها الأستاذ "محمد يس سليمان".
وكان الجميلى فى ذلك الطور منطويا على نفسه إلى حد كبير .. كان قليل الأصدقاء لا يتكلم فى ما لا يعنيه ويميل إلى الجد والصرامة والاختصار، وكان مصروفه اليومى في المرحلة الابتدائية والإعدادية عشرة مليمات ينفق منها خمسة مليمات ويدخر الباقى وأحيانا يعطيه إلى تلميذ فقير .
وكان يعنى بتحضير الدروس سلفا قبل الحصة فى اليوم السابق عليها، وكان الأساتذة المدرسون يعرفون ذلك جيدا، وكان مشهورا بذلك بين زملائه.
وقد كان الجميلى شقيا فى وجود المدرسين فى أثناء الحصص .. إذ كان يناقش الرأى بشجاعة، ويسأل، ويجيب عن أصعب الأسئلة، وكان الأساتذة يقدمونه مكانهم ليشرح لزملائه، ويناقشهم، مثل الأستاذ تماما الذى كان يجلس مكانه فى مقعده، ويشرف على شرح الطالب السيد الجميلى للموضوع .. وهذا بالطبع يثير ثائرة الكسالى من التلاميذ، ويوقعه فى حرج ومشكلات لا تقل أهمية بل تزيد خطرا عن تلك التى حدثت فى المرحلة الإبتدائية، وكانت كفيلة بالعراك المستمر.
وفى أواخر الخمسينات مرضت والدته بالتهاب الكبد الوبائى، وظلت طريحة الفراش بناءا على أوامر الأطباء المعالجين نحو تسعة أشهر تقريبا، وذلك لأن الطب كان فى ذلك الوقت غير متطور مثلما هو عليه الآن، كانت هذه الفترة قاسية على السيد الجميلى وكانت أثقال العمل فى المنزل ترهقه .. لأنه هو المنوط بها كلها من غسيل، ونظافة، وطهى، ورعاية والدته ووالده ووإخوته، كان هو الأكبر، ولم يكن هناك بديلا آخر، فالبنت وإن كانت صغيرة فهى أقرب للإستئناس على أعمال البيت أما الصبى أو الشاب فإن صبره محدود وسريعا ما يمل.
كان الطالب السيد الجميلى يخرج من المدرسة مرهقا فيضع كتبه، ثم يشمر عن ساعد الجد ليقوم بأعمال المنزل، لم تكد تشفى والدته من التهاب الكبد الوبائى، حتى داهمتها الحمى الروماتيزمية التى أقعدتها تماما فترة طويلة، وأثقلتها بالفتور والوهن والتعب المفصلى المبرح، الذى جعلها لا تقدر على الحركة تماما، وكان الطب غير حاسم فى علاجها، كان الأطباء يأتون لعلاجها واحدا تلوى الآخر، فى هذه الحالة أصابتها الغيبوبة أكثر من مرة، فكانت تتوه عن الوعى تماما، وظلت تعانى من هذه الحالة أكثر من سنتين، وقد مضىت عليها أزمات حادة كادت تودى بحياتها، كانت تكتم تأوهاتها، وتكبح ألامها لما ترى من الحزن على وجهه ولم تمر لحظة إلا وتعمل معاول الهدم فى كيانه لما يسمعه من أناتها وشكواها المستمرة غيرالمقطوعة.
مع هذه المسئوليات الجسام أبدى الطالب السيد الجميلى براعة فى المرحلة الإعدادية فكان متفوقا في الدراسة واحتل مركز الصدارة فى كل العلوم فكان يحصل على الدرجات النهائية فى كثير من المواد.
بعد حصول الطالب السيد الجميلى على إتمام الدراسة الإعدادية العامة، وفى ظروف صعبة غير محتملة كان تقديره الأول على المدرسة، ثم تقدم لمدرسة - على مبارك الثانوية بنين - على بعد عشرة كيلو مترات من قريته بنى عبيد مركز دكرنس، كانت وسائل المواصلات محدودة جدا لا تتعد ثلاث سيارات أو أربع فقط لا غير، تقوم بنقل الركاب عامة بين البلد والمركز، وكان يسافر يوميا طوال الدراسة من غير تأخير أو انقطاع، وفى أيام الشتاء حيث يصبح الطريق صعب لمرور السيارات تتوقف حركة السير، لكن اصراره على حضور الدرس كان فوق كل هذه الظروف والطوارىء، فكان مع قليل من زملائه أو وحده يسير على الأقدام حتى قرية ميت فارس فى منتصف الطريق تقريبا، ثم يكمل السير بالقطار هذا فى الذهاب صباحا، وفى الإياب يركب القطار حتى ميت فارس، ثم يقفل راجعا إلى بنى عبيد بعد ذلك على الأقدام.
كان مجتمع القرية آنذاك ينقسم إلى ثلاث طبقات :
الأولى : طبقة الأغنياء الموسرين
الثانية : الطبقة الوسطى "وهى التى تعيش قصدا"
الثالثة : الطبقة الدنيا وهى طبقة الكادحين المطحونين
وكان والده من الطبقة الوسطى فلم يصل إلى الأولى، وهو بحال أرفع من الثالثة.
بيد أن جده الأكبر (سليمان بك الجميلى) كان قد أنعم الله عليه برتبة البكاوية فكان يلقب بـ "سليمان بك الجميلى"، وسأل الجميلى ذات مرة جده كيف كان جدنا سليمان إلى هذه الدرجة الرفيعة، وأنجب أبناء بعضهم الفقير رقيق الحال، وبعضهم المتوسط مثلنا، فقال له : أن جدنا سليمان رحمه الله كان مسرفا، ولم يقيم للمال وزنا، وكان يهتم بالمظاهر .. فكان هذا هو أس البلاء، ومحض الشقاء، إذ أنفق أكثر ثروته فى حياته فى التلذذ، والتنعم بالطيبات، وكانت تجلس على شرف مأدبته كبار الشخصيات فى البلاط الملكى وحتى بعض الشخصيات من خارج مصر مثل خير الدين باشا التونسي.
الأدب والشعر فى حياة الجميلى :
كانت فترة الدراسة بالمرحلة الثانوية فترة خصوبة وابداع أدبى واسع المدى، حيث أنه بدأ يقرض الشعر العامودى الموزون المقفى فكان لا بد له لذلك من دراسة علم العروض والقوافى، فعمد إلى الكتب الأزهرية من بعض طلبة الأزهر فى أجازة الصيف، فكان يشترى منهم الكتاب بقرش صاغ واحد (عشرة مليمات) أو قرشين صاغ، وهى كتب النحو، والصرف، والبلاغة من المعانى والبيان والبديع، وكتب التفسير، والحديث، والفلسفة الإسلامية .. واشترى من أحد أصدقائه مجموعة قيمة من أجزاء كتاب الأغانى للأصفهانى بنحو ثلاثين قرشا.
أحب الطالب السيد الجميلى اللغة العربية حبا فاق التصور، وتعلق بأدابها، وتاريخها، تعلقا أربى على كل تقديرا، وقد شحذت همته تلك الظروف المضنية التى داهمته، وعاشت فى حياته، وخالطت دمه وروحه، فعمد إلى الشعر العامودى يستروح فى أفيائه وضلاله الممدودة، ويجد فيه من التسرية، والتفريج ما يقلل من تلك الشحنات العارمة.
ويحدثنا زميله فى الدراسة، فى مدرسة - "على مبارك" الثانوية بنين .. بدكرنس، الدكتور "محمد محمود السيد حسن" فى تقديمه لديوان السيد الجميلى، الذى صدر بعنوان "ديوان الجميلى" يقول فيه : أن هذا الديوان أول مؤلفات الشاعر الأدبية على الإطلاق، حيث أنه أول زهرة تفتحت فى بستانه، وكم كان جوادا بأشعاره على كل زملائه وأصدقائه.
كانت الموهبة الشعرية لزميلنا الدكتور الجميلى موهبة فطرية غير مصنوعة ولا منحولة، فقد كان يرتجل الشعر الموزون المقفى ارتجالا فى آية مناسبة، وفى أى موقف يعرض له، حتى إن المدرسة كلها من آحاد العاملين، والطلبة، والاساتذة وعلى رأسهم ناظر المدرسة، كانوا مدهوشين من هذه الطفرة الصارخة، وكان يتصدر الحفلات الخاصة والعامة ليلقى الشعر إلقاءً سهلا واضحا منزها عن الغموض، واللبس، والإبهام، ينساب عذبا جميلا متدفقا.
كان شعره فطريا، فقد كان شعرا مطبوعا بشهادتنا جميعا مما يسر وسهل علينا جميعا حفظه، وقد كان زملاؤنا يحفظون أشعار الجميلى، ولا يحفظون الكثير من النصوص المقررة عليهم، بل كان الكثير منهم يكتبون شعره على كراسات المدرسة، كان يقف على الفور فى الدقائق الفواصل بين الحصص فيكتب أبياتا من شعره الرصين ترد عفو الخاطر دون تكلفاً أو صناعة، قد يهنىء فيها أستاذ أو ينقده، أو يلقى نادرة من النوادر .. فهو يمتعنا كل يوم برصيد لغوى شعرى غيرمحدود الثراء، وكان أدعى الأشياء للإستغراب أن يضمن أسماء أساتذتنا وزملاؤنا فى شعره القوى الرصين من غير أن تشعر أن هناك قلقا، أو إضطرابا، أو تكلفا، أو صناعة، مما حدا بنا جميعا إلى تقدير هذه الموهبة.
إستولى الجميلى على إذاعة المدرسة، وكانت تبدأ كل صباح من السابعة صباحا بالقرآن الكريم للشيخ محمد رفعت المسجل بصوته الملائكى حتى الثامنة عندما يحين طابور الصباح، وكان الطالب السيد الجميلى يلقى شعره فى برنامج خاص يومى "حكمة اليوم" يسجل فيها كل أحداث المدرسة، فى مختلف المناسبات الأدبية والإجتماعية والسياسية وغيرها، وزاد نهمه فى الإطلاع على دواوين الادب العربى بمكتبة المدرسة فقرأ الكامل فى اللغة والأدب للمبرد، وأدب الكاتب لابن قتيبة، وشرح أدب الكاتب لابن السيد البطليوسى، وشرح أدب الكتاب للجواليقى، وعيون الأخبار لابن تيمية، والعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسى، والمزهر فى علوم اللغة وأنواعها للسيوطى، وكتاب سيبويه وغيرها وغيرها الكثير.
وكانت ثقافة هذا الشاعر الشاب فى ذلك الوقت موضع تقدير، ولم يتسلل إليها ريبة، ولم يخالجها شك أو إمتراء، من ثم لم يجرؤ أحدا على أن يتهمه فى قدرته، وسعة ثقافته وعلمه، وهذا قد خلع عليه مزيدا من الثقة فى النفس فى غير كبرياء، حتى أن هذه الطواعية للغة، وتملكه وتمكنه منها جعل أساتذتنا أنفسهم وكانوا فى ذلك الوقت علماء وشعراء، كنا نراهم يكبرونه، ويحفزونه للمزيد فى عاطفة أبوية كريمة نفتقدها هذه الايام.
ولا عجب فى ذلك ولا ريب إذ أن الطالب السيد الجميلى كان يقضى كل وقته فى الفسحات فى مكتبة المدرسة غارقاً وسط أسفارها، ومعاجمها اللغوية، ودواوينها الشعرية، لقد اقترن اسم السيد الجميلى فى ذلك الطور مع الكتب الصفراء، كما اقترن فى نظرنا باسم البيرونى العالم المسوعى الشهير، فرأينا هذا الشاعر - المنطيق - يختلف إلى أمهات الكتب الأدبية مثل البيان والتبيين للجاحظ، والأمانى لابن على القالى، والعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسى. ثم سَبَحَ فى بحار المعاجم اللغوية يقرأ فى لسان العرب لابن منظور، والمصباح المنير للفيومى، ومختار الصحاح للجوهرى، والقاموس المحيط للفيروزآبادى، والمخصص لابن سيدا فى فقه اللغة، وقد أعجبه جدا .. ولكن أهم الكتب التى أعجبته فى ذلك الطور المبكر كتاب البرهان فى علوم القرآن الكريم للزركشى، وكتاب تثقيف اللسان لابن مكى الصقلى، وكتاب فقه اللغة وسر العربية للثعالبى .. وقد قرأ هذه الكتب مرات ومرات فازداد رصيده اللغوى بها كثيرا.
أما دواوين الشعر فهى فوق الحصر أهمها اللزوميات، وديوان شوقى، وحافظ، ومطران، وقبل هؤلاء جميعا ديوان المتنبى بشعره الرصين الذى لم يفضل عليه أحدا وقد قرأه بشرح أبي البقاء العكبرى، والشيخ نصيف اليازجى، وشرح البرقوقى الذى لا يقل أهمية عن سوابقه.
وقرأ الجميلى أيضا جمهرة أشعار العرب، وجمهرة خطب العرب، وكان يحفظ العمدة فى صناعة الشعر ونقده، كما عرَّج على نقد الشعر لقدامة ابن جعفر وأعجبه جدا، فى هذا الطور من حياة الدكتور الجميلى كان ينقب فى بطون الكتب، ولم يدركه مللا، ولم تصل إلى همته سآمة أو فتور، لأن الأدب كان نَهْمَةُ نفسه، ومتنفس همومه، وهو السلوى التى تفتح حياله أبواب التفريج والاسترواح.
ومن ذكريات الجميلى التى لا ننساها فى المدرسة الثانوية أن أمين مكتبة المدرسة وكان اسمه الأستاذ منير طلب منه كتابة بيتين يعلقان على باب المكتية فكتب :
لله در المكتبة *** فيها علوما رائـعة
للعلم فيها راية *** والجهل سم ناقعة
وكان الجميلى يتمتع بفهم عميق رهيب، وحافظة واعية فما قرأ شيئا إلا وحفظه، وما حفظ شيئا ونسيه.
وكان الأستاذ "محمد محمود الجيشى" وهو مدرس أول لغة عربية بالمدرسة شاعرا، وكانت أشعاره تعلق هنا وهناك، وقد كان -رحمه الله- يقول الشعر فى المناسبات المختلفة، ثم يتقدم الطالب السيد الجميلى أيضا بقصيدة يلقيها فى نفس المناسبة، وكان يجد منه كل تشجيع، وحفز، وهمة بعيد عن أى شىء آخر، وكان يسمع منه كلمات التقد ير والإطراء دائما.
وذات يوم نعى الناعى الأستاذ الكبير "محمد محمود الجيشى" -رحمه الله- فجأة وكان من الاسكندرية فكتب الطالب السيد الجميلى قصيدة طويلة فى رثائه يقول فى جزء منها :
يا ليت شعرى هل أجيد قصيدة *** فى المدح أم فى الصبر والسلوان
قد كان فى الأشعار عملاق بما *** جلـبـت علـيـه سجـيـة الإتقــــــان
قد كنت يا جيشى غيثا هــــامرا *** نفح الزمــــان بآية الإحســــــان
أم كنت فجرا رائـــعا مـتـبـلــجا *** فأتــــى عليه الدهر بالحسبـــــان
هذى دكرنس قد عراهــا وحشة *** وجمـــوعها فى كربة الغليـــان
واسكندرية مزقت أحشــــــاؤها *** تبكى الفـقـــيد بكل دمع قــــــانى
إلى آخره من الأبيات
لأول مرة يسمع أساتذته وزملاءه فى المدرسة مدينة دكرنس، والإسكندرية، فى أبيات شعرية، كذا فإن اسم المرحوم "الجيشى" ذكره فى بيت الشعر من غير قلق أو اظطراب إنما يبين ويجلى تملك اللغة والتمكين منها والسيطرة عليها.
وبمناسبة احتراق عبد السلام عارف رئيس العراق السابق بطائرته فى الجو، طلب منه ناظر المدرسة مداعباً إياه، أكتب لنا يا شاعر الغبراء أبيات فى رثاء الفقيد عبد السلام عارف، فكتب الجميلى قصيدة طويلة فى رثائه يقول فى جزء منها :
بغداد نـوحى للزعيـــم ورددى *** أنـــات شعب ثــــــــابت العزمــــــــات
عبد السلام على البرية خـــالد *** لن يصبح العمـــــلاق بضع رفــــــــات
لم أخشــــــى من موت الكمى *** وإنما أخشـــى العراق تتيــه فى الفلوات
أليست هذه تنبؤات طالب ثانوى؟!
وكانت التهانى بالعيد من صديقنا الجميلى أيضا يبعث إلينا بها شعرا منذ نيف وأربعين عاما ولِمَ لا؟ وما وجه الغرابة فى ذلك وهو الذى يتنفس الشعر والأدب ليل نهارا، حتى أنه أصبح مخالطا لشحمه ولحمه، وأذكر ذات مرة أن بعث إليا بتهنئة بالعيد يقول فى جزء منها :
سلاماً خالصاً من كل قلبـــى *** وحبا فاق فلسفة الكـــــلام
وما فتىء الجميلى فى هواكم *** يكن لشخصكم كل احترام
رجــــاء أن يدوم الود حتــى *** أنـال زيارة فى كل عــــام
ثم بعثت لى بتهنئة فى عيد آخر :
أخى كل عـام وأنتم بخير *** وعمر مديــــــد وعـز أمـد
أهلت علينا ليـــالى كـرام *** أفـاءت علينا جـزيـل المـدد
أعيدت عليكم بخير عميم *** وفى كنف المستعان الصمد
ما هذا الشعر وما هذه الشاعرية ومن هذا الشاعر -المنطيق- الذى بلغ فى الشعر أطورية على حداثة سنه فى ذلك الوقت!!!.
كان الجميلى يقرض الشعر فى إطراء أستاذ من أساتذته، أو فى نقد آخر، وفى دعابة مع صديق من الأصدقاء، ولا مانع عنده فى نظم قصيدة عامودية خليلية فى أية لحظة مجرد أن يطلب منه ذلك، وقد جرى الهجاء على لسانه فترة من الزمان لكنه عدل عنه، وأسقطه من ديوانه لأنه كان يجده يأثر على نفوس الذين يهجوهم تأثيرا مباشرا، وشعر بـ مدى الألم الذى يعتورهم من هذا الهجاء اللاذع، فلما وجده كذلك صدف عنه، وآثر غفة اللسان، والنكوب عنه ولو من قبيل الممازحة، إلا أن يكون المزاح خفيفا ومقبولا مع إنسان لا يتأثر به، بل يغتبط به ولا يعتبره استطالة عليه، كان الشعر سلوى لذيذة جعلت أساتذته فى المدرسة وكانوا علماء فى ذلك الوقت يكبرونه، وأترابه وأصدقائه يوقرونه.
أما النسيب والغزل فكان فيه طويل الباع، رحب الأفق، فسيح الوجدان، وإن كان عفيفا مستقيما، ولكنها أخيلة شاعر مبدع، وهو كما ذكر لى قد أهمل أكثره، وجعله من دعابات الصبا والشباب الأول فأهمل ذكره.
وغير ذلك كثير وكثير مما يحفل به (ديوان الجميلى) وكان أترابه فى المدرسة وفى الفصل يحفظون أشعاره ولا يحفظون النصوص المقررة عليهم، والتى سيمتحنون فيها.
وغير ذلك الكثير والكثير ذهب منا ومنه أدراج الرياح، كتب فى التاريخ، والسياسة، والاجتماع، والنسيب، فلم يترك هدفاً إلا وعرّج عليه، وأصابه فى الصميم.
التحقنا بعد ذلك بكلية الطب وتخرجنا وافترقن، ولكن العقد المنظوم لم ينفرط أبداً، إذ كنا على اتصال دائم بالمرسلات، ذاع صيته بعد ذلك ولكن لم يكن بدعا، ولا جديد علينا لاننا عاصرنا وعايشنا هذه الطفرة من بدايتها الاولى، ومن العجب أنه معروف خارج وطنه وأهله أكثر وأكثر، حتى أن كتبه ومؤلفاته تعتبر مراجع موثوق بها، ومشهودا لها، ينهل منها الباحثون والدارسون.
ثناء كبار علماء عصره على علمه وفضله ومؤلفاته :
أما عن الدكتور الجميلى مؤلفاً، فبحسبه أن كبار علماء عصره أثنوا على علمه وفضله وتأليفه أطيب الثناء، وأكرم النشا، وما أردنا بهذا إلا أن نوضح قيمة الدكتور الجميلى العلمية فى تأليفه، وقيمة مؤلفاته فكريا وعلميا من كلام علماء ومفكرى العصر ..
:
يقول عنه الأستاذ الدكتور/ محمد عبد المنعم خفاجى - عميد كلية اللغة العربية الأسبق - جامعة الأزهر الشريف :
الدكتور السيد الجميلى الطبيب الشاعر، والمؤلف والعالم، والمفكر، والكاتب الاسلامى، شخصية أسطورية، أسطورية حقاً، متعدد المواهب، متعدد الملكات، يكتب مجيداً، ويؤلف متقناً، وينظم الشعر ويحبره فى تفوق، وهو إلى هذا كله محقق من أعلام المحققين المعاصرين.
- فالجميلى طبيباً نابهاً بين كبار الاطباء، وأديباً مبرزا وشاعرا فذاً بين كبار الشعراء والادباء .. وخطيبًا مفوهًا، ومحدثًا مؤثِّرًا بين كبار الخطباء والفقهاء، كان عالما بصيرا بالحديث والرجال له تآليف مفيدة، ثقةً ثبتاً في الحديث، جامعاً، حجةً، عدلاً، ومفسراً متقناً للقرأن الكريم بين أعلام المفسرين، فضلا عن كونه عالماً متبحراً فى علوم اللغة والبيان وإماما حجة حافظا واسع العلم كبير القدر بشهادة أعلام العصر من كبار العلماء والمحققين.
وماذا نقول عن هذا العالم الجليل، والطبيب النابه، والأديب الموهوب، والمحقق المبرز، الدكتور السيد الجميلى ؟!
له أكثر من ثلاث مائة مؤلفاً، منها خمسون مؤلفاً فى الطب، من بينها رسالته التخصصية للماجستير فى الأمراض الباطنية وموضوعها : "تقويم علم الخلويات (السيتولوجيا) بطريقة مسح الفرشاة فى تخصيص أمراض القولون المختلفة".
والرسالة الأخرى للدكتوراه وموضوعها : "دراسة مدى تحمل الجلوكوز عند مرضرى الفشل الكلوى المزمن".
هذا فضلا عن ثلاثمائة كتاب أو يزيد فى الاسلاميات .. أما باقى المؤلفات كانت فى علوم متعددة فكتابه "علم الطباع" فى علم النفس .. وهو يدرس الطبائع البشرية الثمانية فهو يتحدث عن الخصائص العامة للنفس البشرية وكيف يمكن للانسان معرفة الاشخاص من خلال النظر إليهم فى وقت قصير .. وكتابه "دهاة العرب الاربعة" فى الادب .. وله ديوان شعر بعنوان "ديوان الجميلى" كتب عنه الكثير من الأدباء والنقاد وأشادوا به إعجاباً وتقديراً .
أما تحقيقاته، فتزيد عن المائتى كتاباً محققاً من كتب التراث قام بتحقيقها لتنقيتها من الشوائب .. وهذا كله إلى آلاف المقالات التى كتبها ونشرت فى صحف ومجلات مختلفة داخل وخارج جمهورية مصر العربية.
وكان أول مؤلفاته "الاعجاز الطبى فى القرآن" الذى اعتكف على تأيلفه فى أوائل السبعينيات سنة 1973م ، ونشر فى عام 1976م ولاقى إعجاباً وتقديراً من العديد من رموز المجتمع من بينهم :
الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى وكان آنذاك وزيراً للاوقاف وشئون الازهر الشريف .. والذى قال أنه كان يدعى للسيد الجميلى وهو يقرأ كل كلمة فى كتابه "الاعجاز الطبى فى القرآن" .. حيث أثنى على الجميلى، وعلى الكتاب، وعلى الجهد المبذول فى تأليفه، ومما قاله أيضا فى رسالته : أرجو أن تستزيد بتخصصك، وموهبتك، وإخلاصك، فإن القرآن لا تنقضى عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، وفقك الله وبارك فيك، وبارك لك، وبارك منك.
وكذلك الرئيس السادات، الذى أرسل خطاباً إلى السيد الجميلى قال فيه : لقد سرنى أن وفقكم الله إلى دراسة كتاب الله الكريم، وسنة رسوله، دراسة مستفيضة، جعلتكم تخرجون هذا الكتاب إلى حيّز الوجود .. بعد أبحاث عميقة، بذلتم فيها جهداَ محموداّ أدى إلى حسن إعداد الكتاب، وتبويبه، وظهوره بهذه الصورة الممتازة التى تستحق كل التقدير .. وأتمنى لكم المزيد من التوفيق فى عملكم وفى مجال البحث والتأليف .. وعرض عليه وزارة الصحة، فاعتذر لان العالم الحق لايسعى لمثل هذه المناصب لانها تسقط ركنا من أركان علمه.
وأما عن الدكتور الجميلى محققاً لكتب التراث الاسلامى والعربى فيحدثنا عنه أعلام العصر : -
- يقول فيه الامام الاكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر الشريف : الدكتور الجميلى قدم للمكتبة الاسلامية والادبية واللغوية كثيراً من التحقيقات، والمؤلفات الجادة النفيسة، التى تزخر بها المكتبة العربية وتفخر بها .
- ويقول الامام العالم الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف : قرأت "ترتيب سور القرآن" لجلال الدين السيوطى الذى حققه وعلق عليه الدكتور السيد الجميلى، فأعجبنى شكلا وموضوعاً .. أعجبتنى المقدمة الذى ألقى فيها الضوء على حكمة نزول القرآن الكريم، منجما على ثلاثة وعشرين عاما، وأعجبنى التعليقات والهوامش الدقيقة، إلى جانب الطبعة الانيقة، والاخراج المتميز الذى يليق بمقام الكاتب، ويغرى بقرأته أكثر من مرة .. وهو جهد يجب أن يشجع فى كل كتب التراث، التى ظلت لسنوات طويلة دون اخراج يتناسب مع العصر الذى تطور فيه كل شىء .. هذا جانب من المقدمة النفيسة التى أشاد فيها الشيخ عطية صقر بالمؤلف، وبجهده ودقته، فى تحقيق النص .
- وهذا جزء مما قاله المحقق الكبير الشهير عبد السلام محمد هارون، الامين العام لمجمع اللغة العربية الاسبق، والاستاذ بدار العلوم فى تقديمه لكتاب ابن قيم الجوزية "الطب النبوى" الذى حققه السيد الجميلى : وكان من حظ كتاب ابن قيم الجوزية أن يخرجه عالمنا المحقق الاستاذ الدكتور السيد الجميلى فإنى أهنىء العالم الكبير، والصديق الكريم الاستاذ الدكتور السيد الجميلى بما أحسن من صنع، وأتقن من عمل، داعيا له بدوام التوفيق.
ويقول عنه عالم النفس معالى الدكتور خالد عبد الغنى
الدكتور السيد الجميلى .. كيف تسنى له النسخ فما بالكم بالتأليف؟
من واقع الخبرة المباشرة في دنيا الكتابة والبحث العلمي تيقنت من صعاب كثيرة، من أهمها مجرد نسخ المخطوط المراد نشره فما البال بعميلة القراءة والبحث والتنقيب في المراجع والتاليف فيما بعد، ولفت نظري ذلك الحجم الضخم من المؤلفات والكتب المحققة، التي تحمل اسم العلامة خالد الذكر اد. السيد الجميلي وبإحصاء سريع جدا لتك الأعمال التي تجاوزت المئات لا أعرف كيف ألفها، والأهم انها تكاد تستغرق أعمارا فوق عمره -السبعين عاما- اذا نسخها كمخطوطات، قبل دفعها للمطبعة، وكيف؟ ومتى؟ وجد ذلك الوقت لكل تلك الأعمال القيمة تأليفا وتحقيقا، وأكاد أجزم بأنه ما كان لينتج لنا كل هذا النتاج، لولا أنه كان في معية الله، يبارك له في وقته وصحته وعمله، بل وفي توفيقه لاختيار الموضوعات، وقبل ذلك في تلك الالهامات التي كانت تأتيه، ليؤلف ويحقق في موضوعاتها، والقبول الذي لاقته تلك الاعمال في المجتمع، وحفاوة الناس بها، لهي ايضا من ثمرات تلك المعية مع الله تعالى.
والعلامة خالد الذكر الدكتور -السيد الجميلى- رائد من رواد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويعد من أوّل الأوائل الذي يعرض الكلام المعجز من كتاب الله تعالى، ومن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان أول مؤلفاته “الاعجاز الطبى فى القرآن” الذى اعتكف على تأيلفه فى أوائل السبعينيات سنة 1973م -بعد تخرجه من كلية الطب مباشرة- وكان آنذاك فى الخامسة والعشرين من عمره، ولاقى إعجاباً وتقديراً من العديد من رموز المجتمع، كان رحمه الله عبقرية وموسوعة مبكرة.
- ويقول عنه الاستاذ عبد المنعم الجداوى رئيس تحرير مجلة المصور والصحفى الكبير بدار الهلال : الدكتور الطبيب السيد الجميلى يتناول أبحاثه بنفس أسلوب الطبيب، فهو يتعرف على المشكلة ويقرأ عنها، ثم يحدد أسلوب العلاج، بعد أن بتأكد من صحة تشخيصه، حتى لا تخدعه الأعراض التى قد تكون متشابهة مع أعراض أخرى، ثم يبدأ العلاج على أسس سليمة، إنه حينما تعرض لتحقيق إحدى مؤلفات الامام السيوطى كان قد قرأ كل ما يتصل بالامام السيوطى، حياته، مؤلفاته، الذين عاصروه، والذين تحدوه، والذين تحداهم .. فرز الكتب التى معه، والكتب التى ضده، وكنت أدهش وأنا أتابع جهده الذى يبذله دون كلل أو ملل، لكن رده كان دائماً أنه لابد أن يعرف السيوطى من الداخل .. كيف كان يفكر، وما هو أسلوبه فى الكتابة، وفى الحياة، وكيف كان يعيش ؟؟؟ وبذلك فقط يمكنه أن يتعرض لمؤلف له، سوف يضع اسمه عليه كمحقق، ويصبح بشكل أو بآخر شريكاً مع السيوطى بأية نسبة يراها القارىء .. ولهذا فقد حق على الشريك الجديد أن يتشرف بشريكه، لاسيما إذ كان هذا الشريك قد لاقى ربه منذ مئات السنين ... !!
وقد حاول الباحث أن يسوق التعليقات القيمة، فى الاسلوب الذى تعودناه منه ... العبارة الذكية المعمار، الجزله، السهلة، التى لها طلاوة القديم، وحلاوة الحديث، والبحث عن الكلمة التى يريدها من بين عشرات المترادفات، وهو فى النهاية يبقى سعيداً رغم التعب الذى يلقاه، لانه استطاع أن يكسب قارئاً، وأن يسكن فؤادا مسلما .. وكان فى وسعه أن يلجأ إلى السهل، لكنه أولا وأخيراً أمامه وفى مواجهتة مكتبته .. الحديث الشريف "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" !!.
والكثير من كبار علماء عصره أثنوا على علمه وفضله وتأليفه أطيب الثناء، ولكن سنذكرهم فى حديث لاحق إن شاء الله.
وعندما سئل الأستاذ الدكتور السيد الجميلي لمن تكتب يا طبيب ومتى تنجز هذا الكم الضخم من الكتب؟
فأجاب :
"أكتب عن الحقيقة في كل مناحي حياتنا لم يترك شيئاً للمصادفة، فوضع القواعد، وأقام البناء، وعلى كل من باستطاعته أن يوضح منهج الإسلام في حياتنا أن يفعل ذلك دون تباطؤ، فالإسلام مستهدف فعلاً لا قولاً، وما نراه من تطرف في جانب، وانحلال في جانب آخر، ليس إلا أسلوباً من أساليب الغزو والاختراق لمجتمعاتنا الإسلامية، حتى يبدو الإسلام غريباً بين أهله، مرتبطاً بالعنف عند البعض، وبعدم الفهم عند البعض الآخر. أما متى أكتب؟ فالموضوع الذي أتناوله يحتويني تماماً حتى أنجزه مهما سهرت عليه، وأحياناً أمسك بالقلم فلا أتركه حتى أنجز ما بدأته".
مؤلفاته وتحقيقاته :
بدأت الجميلى التأليف في سن مبكرة من عمره، ثم بعد فترة عمد إلى التحقيق والدراسة شرحاً وتعليقاً وتقويماً، وقد بلغت مؤلفاته زهاء الثلاثمائة كتاب، وتحقيقاته إلى ما يقارب المائتي كتاباً من عيون كتب التراث، غير ما يقارب العشرين كتاباً جاهزة للطبع والنشر، وموسوعته الطبية إلى ما يقارب الخمسون كتاب سنذكر بعضاً منها لاحقاً.
وقد نشرت مؤلفاته وتحقيقاته على مستوى العالم، ووصل بعضها إلى الطبعة الخمسين أو يزيد، وأكثر من ثلاثمائة كتاب منها مودعة بمكتبة الكونجرس الأمريكية بأرقام كودية، باللغة العربية والإنجليزية، وكذلك في مكتبات العالم الأخرى، وترجمت أكثر مؤلفاته إلى الإنجليزية، والألمانية، والأندونسية، والصينية، وغيرها، ولا تزال معروضة بل ومتداولة في أقطار شتى حتى يومنا هذا.
ونشر له الأزهر الشريف كتب من تحقيقه وترجم الكثير منها إلى لغات عديدة، وللأستاذ الدكتور / محمد عبد المنعم خفاجى عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر (الأسبق) دراسة موضوعها :
السيد الجميلي - من أعلام المؤلفين والمحققين (۱۹۹۸) تقع في ۱۷(سبع عشرة صفحة).
ومن أشهر مؤلفاته على سبيل المثل لا الحصر، الإعجاز الطبي في القرآن 1977 بتقديم الشيخ محمد متولى الشعراوى، وطبعة 1982 اللبنانية بتقديم الأستاذ إبراهيم الإبيارى، وهو أوّل كتب الجميلي، وأوّل كتاب يحمل هذا العنوان المبتكر، ودراسات لأول مرة فى مضمونه، ولذلك لفت الأنظار على مختلف المستويات العلمية والفكرية.
الإنتاج العلمى للدكتور السيد الجميلي
أولا : جانب من مؤلفاته المتنوعة :
1- أحكام المرأة في القرآن
2- أحوال الموتى وسؤال الملكين في القبر.
3- رسالة التوحيد.
4- الإعجاز الطبي في القرآن بتقديم فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى والأستاذ/ إبراهيم الإبياري.
5- إعجاز الطب النبوى، بتقديم الدكتور حسين مؤنس، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب ورئيس تحرير الهلال الأسبق
6- الإعجاز الفكرى في القرآن
7- الإعجاز العلمي في القرآن.
8- الإعجاز الكوني في القرآن
9- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي.
10- أنبياء الله ورسله.
11 - الإنسان بين التسيير والتخيير.
12- (البلاغة القرآنية المختار) من الاتقان ومعترك الأقران للسيوطى
13- التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية
14 - الطريق إلى القدس.
15- تفسير الأحلام دراسة علمية سيكولوجية.
16- التهاتف وتوارد الخواطر
17 - تهذيب الإشارات فى علم العبارات للعلامة ابن شاهين
18 - تهذيب تعطير الأنام في تعبير المنام للامام النابلسي.
19- تهذيب منتخب الكلام فى تفسير الأحلام لابن سيرين.
20- الحب بين الزوجين فى ضوء الكتاب والسنة.
21- الحب وأخلاقيات الجنس في الإسلام.
22- دعاء المؤمنين.
23- الدواء في الحبة السوداء.
24- ديوان الجميلي (شعر) الدكتور السيد الجميلي .. بتقديم الدكتور محمد محمود السيد حسن، وتفريط فضيلة الشيخ محمود أحمد جبر.
25- سحر النبي بين المؤيدين والمشككين.
26- السحر وتحضير الأرواح بين البدع والحقائق.
27- سكرات الموت.
28- الشيخ الشعراوى حياته وفقهه
29- الشيخ الشعراوى عالم عصره
30- صحابة النبى الله السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
31- العشرة المبشرون بالجنة.
32- عظمة الإسلام وتأخر المسلمين.
33- فتاوی رسول الله الله بتقديم العلامة الأديب المرحوم الأستاذ الدكتور على عبد العظيم مستشار الأزهر ، ورئيس قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية سابقا.
34- الفتاوى للشيخ محمد متولى الشعراوى إعداد والسيد الجميلي بتقديم العلامة الدكتور على عبد العظيم، والدكتور إبراهيم البطاوى، الأستاذ بجامعة الأزهر سابقا.
35- فتنة النساء.
36- فريق فى الجنة وفريق في السعير.
37- لماذا يلحدون؟
38- لا ترادف في العربية
39- عالم المرأة.
40- المرأة في ميزان الطب والدين.
41- المشاكل الزوجية بين الطب والدين.
42- معجم أدوات المعاني.
43- مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره.
44- منهاج الطفل المسلم.
45- مواقف يوم القيامة.
46- فقه اللغة وسر العربية.
47- وصايا رسول الله ﷺ للمرأة المسلمة.
48- الوهابية والوهابيون.
49- القانون فى الطب لإبن سينا.
50- بيولوجيا الإنسان.
51- معجزة القرآن.
52- شريح القاضي.
53- لقمان الحكيم.
54- الحسن البصري.
55- رأس الحسين
56- استشهاد الحسين
57 - الأعشاب والنباتات الطبية
58- الإسلام والبيئة دراسة علمية إسلامية طبية.
59- تنبيهات على ما فى الجامع الصغير من الموضوعات.
60- قضاء النبي ﷺ وأحكامه.
61- التداوى بالقرآن الكريم والرقى والتعاويذ .
62- علامات القيامة وأشراطها.
63- عشرون سؤلا عن نعيم القبر وعذابة.
64- عسل النحل في القرآن والسنة.
65- غزوات النبي
66- نساء النبي
67- عالم الجن.
68- غاية المنة في نعيم الجنة.
69- التبيان في أقسام القرآن.
70- الإسلام والقوة والمجتمع.
71- طبقات المحققين والمصححين.
72- المرجع الواضح في الفقة (خلاصة الفقه)
73- الأحجار الكريمة.
74- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.
75- عالم الطباع (طبائع البشر) "في علم الطباع وعلم النفس والتحليل النفسي".
76- تلوث البيئة .
77- من أعلام الإسلام بالمشاركة مع الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الأسبق.
78- شهداء الصحابة.
79- روضة الناظر وجنة المناظر في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل
80- نظرات في القرآن.
81- أبو بكر الصديق.
82- عمر بن الخطاب
83- عثمان بن عفان
94- على بن أبي طالب
85- هموم الشباب بين الحاضر والمستقبل
86- مع الشباب منهجة وطموحاته
87- قواعد ذهبية في علوم العربية.
88-الشخصية والتقويم النفسي
89- شخصية المرأة واستشارات الزواج
90- نفحات رمضانية
91- العطور والنباتات العطرية
92- قطوف ولطائف
93- الطب العربي
94- الأئمة الأربعة
95- من ذاكرة التاريخ الخفاجي جاحظ العصر.
96- صحابيات حول الرسول .
97- لطائف ومواقف في حياة الصالحين
98- ديوان الإمام على بن أبي طالب.
99- ديوان الإمام الشافعى.
100- نظام الغريب فى اللغة.
101- عظماء مع الرسول.
102- شياطين الشعراء وشعراء الشياطين.
103- أدب الجن دراسة وتحليل
104- دهاة العرب الأربعة.
105- إعجاز القرآن (معجزة القرآن).
106- الرد على خصوم الاسلام
107- رمضان
108- قواعد اللغة العربية.
109- التصوف السنى
ثانياً : جانب من كتبه المحققة والمشروحة مع دراسات وتحليلات علمية :
109- إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة للإمام السيوطي.
110- أحكام الجان المسمى آكام المرجان في أحكام الجان للإمام الشيلي".
111- الإحكام في أصول الأحكام اللآمدى، أربعة أجزاء في مجلدين.
112- أخلاق النبي وأدابه لأبي الشيخ.
113- الأذكار للإمام النووي.
114- أسباب النزول للواحدى.
115- استشهاد الحسين للإمام الطبرى، ويليه رأس الحسين لابن تيميه.
116- أصول الفقه لابن تيميه (اربعة مجلدات).
117- الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة .. للبيهقي.
118- إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، للإمام ابن قيم الجوزية.
119- اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
120- الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الكاتب.
121- الأمثال من الكتاب والسنة للحكيم الترمذي.
122- الإيمان لابن تيميمة.
123- بستان الواعظين ورياض السامعين لابن الجوزي
124- التخويف من النار لابن رجب الحنبلي.
125- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام القرطبي (مجلدان).
126- التبيان في أقسام القرآن.
127- تفسير سورة الجن للإمام الألوسي.
128- تفسير سورة يس للفخر الرازي.
129- تلبيس إبليس لابن الجوزي.
130- الجواب الكافي لممن سأل عن الدواء الشافى المسمى "الداء والدواء" لابن قيم الجوزية.
131- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .. بتقديم شيخ المؤلفين وعميد المحققين الأستاذ المرحوم إبراهيم الإبياري، رئيس القسم الأدبى بدار الكتب المصرية سابقاً.
132- الروح للإمام ابن قيم الجوزية.
133- روضة المحبين ونزهة المشتاقين، للإمام ابن قيم الجوزية.
134- رياض الصالحين للإمام النووى.
135- سؤال القبر المسمى سؤال القبر وحقيقة الموت للإمام زين الدين المعبرى المليباري.
136- الطب النبوى لابن قيم الجوزية بتقديم العلامة البحاثة شيخ المحققين المرحوم عبد السلام محمد هارون، أمين عام مجمع اللغة العربية الأسبق، والأستاذ بكلية دار العلوم سابقا.
137- الطب النبوى للإمام الذهبي.
138- طبائع النفوس المسمى "الأكياس والمغترين" للحكيم الترمذي.
139- عذاب النار المسمى "يقظة أولى الاعتبار بما ورد في ذكر النار وأهل النار" للشيخ صديق حسن خان.
140- فتاوى النساء لابن تيمية.
141- الفرائد والقلائد للثعالبي.
142- فضائل القرآن الكريم، لابن حجر العسقلاني "من فتح الباري".
143- فقه الحج (موسوعة فقه السنة لابن تيمية).
144- فقه الصيام والزكاة (موسوعة الفقة لابن تيمية).
145- فقة السيرة النبوية لابن قيم الجوزية "من زاد المعاد".
146- فقه الصلاة (موسوعة فقه السنة لابن تيمية).
147- فقه النساء (موسوعة الفقة لابن تيمية).
148- فقه الطهارة (موسوعة الفقة لابن تيمية).
149- الفوائد المشوق إلى علوم القرآن، للعلامة ابن قيم الجوزية.
150- قاعدة جليلة فى التوسل والوسيلة لابن تيمية.
151- قصص الانبياء لابن كثير .
152- القضاء والقدر لابن تيمية.
153- الكبائر للذهبي.
154- الكلم الطيب لابن تيمية.
155- المراح في المزاح للغزى.
156- مجمل اعتقاد السلف لابن تيمية.
157- مناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي.
158- مناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي.
159- منهج الطلاب فى الفقه الشافعى لشيخ الإسلام زكريا الأنصارى.
160- نوادر الأصول للحكيم الترمذى (مجلدان).
161- الوابل الصيب من الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن قيم الجوزية.
162- صيد الخاطر لابن الجوزي.
163- الديباج على صحيح الإمام مسلم بن الحجاج.
164- قواعد مهمة يحتاج إليها المفسر، طبع بالأزهر الشريف.
165- من قواعد الإسلام المسمى بـ "الإعلام" بقواطع الإسلام " لابن حجر الهيثمي.
166- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن.
167- تجريد التوحيد للمقريزى.
168- نحل عبر النحل للمقريزى.
169- شرح الصلاة للترمذي.
170- السيرة النبوية للإمام الطبرى.
171- البرهان فى توجية متشابه القرآن، للإمام الكرماني، (أربعة أجزاء) نشر بالأزهر الشريف، بتقديم العلامة الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى.
172- رسالة في أحوال أطفال المسلمين لمحمد بن بير على البركوي.
173- المنهيات المناهي والمنهيات، وكل حديث ورد بالنهى، للحكيم الترمذى.
174- الإعلام بمثاقب الإسلام للعامري.
175- طب رسول الله صلى الله عليه وسلم للنبهاني.
176- مختصر الترغيب والترهيب للمنذرى اختصار ابن حجر العسقلاني.
177- ترتيب سور القرآن ، المسمى : تناسق الدرر في تناسب السور" ، للإمام السيوطي. تقديم الشيخ عطية صقر، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ورئيس لجنة الفتوى.
178- قضاء النبي صلى الله عليه وسلم وأحكامه.
179- مختصر تفسير ابن كثير.
180- مختصر تفسير الطبري.
181- المواريث في الشريعة الإسلامية.
182- نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب.
183- مقامات بديع الزمان الهمذاني.
ثالثاً : جانب من مؤلفاته الطبية :
1- أمراض القلب تشخيصها وعلاجها.
2- أمراض الجهاز الهضمى تشخيصها وعلاجها.
3- مرض الإيدز.
4- الفشل القلبى.
5- الفشل الكلوى.
6- الفشل الكبدى.
7- تليف الكبد.
8- مرض السكر.
9- نقل الأعضاء وزراعتها.
10- الإدمان وعلاجه.
11- أمراض الكلى وعلاجها.
12- الامراض الجلدية وعلاجها.
13- أمراض الروماتيزم والحساسية وعلاجها.
14- أمراض الدم وعلاجها.
15- الامراض النفسية وعلاجها.
16- الامراض الصدرية وعلاجها.
17- الامراض العصبية وعلاجها.
18- العقم عند الرجال وطرق علاجه.
19- أمراض الوراثة.
20- قلبى يا دكتور.
21- مائة سوال وجواب في امراض الاطفال.
79- مائة سؤال وجواب حول السكر.
22- السرطان.
23- مشكلات طبية عارضة أسبابها وعلاجها.
24- الغذاء فى الصحة والمرض.
25- مخصوص للرجال.
26- مخصوص للنساء.
27- الطب والرياضة.
28- رسالة الماجستير فى الأمراض الباطنية وموضوعها : "تقويم دراسة علم الخلويات بطريقة مسح الفرشاه في تشخيص أمراض القولون "المختلفة Study Evaluation of Brush علم الخلايا في تشخيص أمراض القولون المختلفة.
29- رسالة الدكتوراه فى الأمراض الباطنة وموضوعها: دراسة مدى تحمل الجولوكوز عند مرضى الفشل الكلوي المزمن Study of Glucose Tolerance in Ureamia.
30- معجم الجميلي الطبي Elgamily Medical dictionary.
وتتويجا لتاريخه الطبى المشرف كرّمته نقابة الاطباء بشهادة تقدير وميدالية ذهبية فى مارس ١٩٩٩٧ فى حفل أقيم للأطباء المثليين.
أما عن مقالاته العلمية والأدبية :
نشر ما يزيد على خمسة الاف مقال، وبحث، ودراسة علمية في عدة مجالات عربية وعالمية على مدار أربعين عاما.
تكريمه :
حاز على مناصب علمية والأدبية رفيعة منها :
عضو فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
عضو كلية الجراحين الملكية - بلندن.
عضو رابطة الأدب الحديث.
عضو هيئة كبار العلماء بالمجمع العلمى لبحوث القرآن والسنة.
عضو جمعية الإعجاز العلمى والطبى فى القرآن.
محاضر بقصور الثقافة ووزارة الثقافة والجمعيات العلمية والأدبية.
مستشار ومقرر لجنة أخلاقيات العلم.
رائد من رواد البحث العلمي والتحقيق والمناظرة .. وله مؤلفات في توضيح. الإعجازات العلمية والطبية في القرآن الكريم.
عرض عليه الرئيس السادات وزارة الصحة فاعتذر لكثرة مشاغله في التأليف والبحث العلمي.
وكرمه نقابة الأطباء بجائزة "أفضل طبيب مثالى" على مستوى جمهورية مصر العربية لسنة 1997م لأدائه المتيمز وخدماته الجليلة فى مجال الطب والصحة العامة .. وقام بتسليمه الجائزة فضيلة مفتى الجمهورية الأسبق الشيخ فريد واصل , ونقيب الأطباء الدكتور حمدى السيد.
بعد انتهاء فترة رئاسة الدكتور زكي بدوي، فى الجامعة الاسلامية في لندن عرض عليه أن ينوبه، بموافقة من الأمير تشارلز فى عام ٢٠٠٥م، فاعتذر لمعاركه الفكرية التى كانت تستهدفه لعرقلته عن مسيرته العلمية والأدبية المشرفة، وكان من بين الخصوم الشيخ الشعراوى وغيره من بعض رجالات المجتمع، واستمرت هذه المعاركه لسنوات فى المحاكلم الابتدائية والإستئناف والنقض، الذى برأ الدكتور الجميلى وحكم على خصومه بتعويضات بالغة، لكنه عفى عنهم كما تعودنا منه -رحمه الله- فهو واسع الخلق، واسع الصدر، متسامحا لأبعد الحدود.
زواجه :
أما عن زواجه فيقول الدكتور الجميلى أنا متزوج من سيدة تونسية فاضلة تلاقت روحانا قبل أن نلتقى وكان الزواج سريعا والحمد لله .. ولدى بنتان دعاء ودينا وهما وأمهما معا النور الذى يضىء قلبى ويملأ حياتى.
ويضيف الدكتور الجميلى فى بعض إهداءات مؤلفاته لهذه السيدة العظيمة فيقبول عن رفيقة دربه وشريكة مسيرته العلمية والادبية : إلى زوجتى التى رافقتنى طوال هذه الرحلة الشاقة الشائكة فكانت عينا أبصر بها وعونا أعول عليه، وكفاء صبرها وصلابتها اهديها هذا الكتاب، مع خالص حبى ورقيق مشاعرى وعميق امتنانى.
وفى حوار عن هذه الزوجة العظيمة، أجراه عالم النفس معالى الدكتور خالد عبد الغنى، في لقاء مع د. دينا الجميلي ابنة العالم الجليل الدكتور السيد الجميلي يقول : تحدثنا عن سر الأسرار في غزارة انتاج والدها، تأليفا وتحقيقا لكتب التراث الإسلامي.
فتقول د. دينا : المرأة العظيمة، هى وراء كل نجاح يحرزه الرجل العظيم، فوالدتى لها دور عظيم فى نتاج أبي، لهذا الكم من العلم، تصور أن والدتي حتى عند السفر إلى المنصورة كل أسبوع للإطمئنان على جدي، فهى فى أثناء السفر لا تريد أن يضيع الوقت هباء بدون استفادة من التحصيل والقراءة لوالدي، فكانت تقرأ له فى شتى العلوم وهو يقود السيارة، حتى لا تضيع أربع ساعات من السفر دون استفادة.
هل رأيت مثل هذا النموذج من النساء أظن الإجابة بألف لا.
- أتصور أن النجاح المدوي، للعلامة الموسوعي السيد الجميلي يحتاج لدراسته، كما وكيفا، وظروفا أحاطت به لتصنعه، مثل العادة التي اطلعتينا عليها سعادتكم معالي الدكتورة الموقرة دينا الجميلي، ولابد أنه كانت له عادات خاصة ومرهقة، ويصعب أن يقلده فيها أحد مثل أوقات القراءة والمطالعة والتأليف، وفهرس العادات اليومية، ومواعيد الطعام والشراب، وعاداته، والنوم والراحة، رحمه الله رحمة واسعة، وأمد الله في عمر الزوجة المخلصة النادرة معالي السيدة الموقرة والدتكم وبارك في صحتها.
وتقول د .دينا الجميلي : والدتي كأنما فصلت خصيصًا لأجل والدي، طرقت أبواب قلبه بدون سابق موعد، فكانت لمشيئة الله القول الفصل في الجمع بين الجميلى والحياة، تلك الفتاة الطيّعة لربها، البارّة بالقريب والبعيد، ذات القلب النورانىّ والخُلق المريمىّ، دائمًا ما كانت مُتفردة، فحينما كانت عقول الكثيرات فى عُمرها أسيرةً لأبطال الوهم، كان عقلها أسيرًا لأبطال الواقع، أولئك الذين يبذلون الغالي والنفيس فى سبيل إنارة العقول، أولئك الذين يجودون بالعلم، ويُغدقون بالمعرفة، أملاً فى تكسير أصنام الجهل، وتبديد ظلمات التأخر والرجعية، هؤلاء كانوا هُم الأبطال الحقيقيون فى نظر والدتي، التي تمنَّت لو تظفر بأحدهم لقامت فى خدمته إجلاءًا واحترامًا، وكأن الله قد اطّلع على مكنون قلبها، فمنحَ قلبها ما يستحق، وبُوركت العظيمة بالعظيم، قِيل أن الأرواح تمامًا كالأقطاب حين تتجاذب، ترتبط برابطة قوية يصعب تكسيرها، ولو بأعتى الوسائل، كذلك كان أبي وأمي.
- هل تحدثينا عن بداية التعارف؟
تقول د . دينا الجميلي : حينما جاءها النداء من أبي، أن خُذي بيدي لنسير معًا في هذا الطريق، لبّت والدتي النداء بكل حُب، غير آبهةٍ بما قد تُلاقيه خلال هذا الطريق، من صعوبات وحرمان من جوار الأهل والأحبة، مُلقيةً عرض الحائط برغبتها الفطرية فى عيش الرفاهية، التي تطمح إليه سائر النساء، فكانت تجد بهجتها حين ترى أبي راضيًا، وشغفها حين تجد عقله يلتقط فكرة ويرغب بالكتابة عنها، فتدفعه دفعًا على المُضى فى فكرته الجديدة حتى النهاية، وحتى صدورها فى كتاب، تارةً بالتحفيز المعنوى وتعزيز ثقته بقدراته الفكرية والمعرفية، وتارةً أخرى بمساعدته فى تجميع المصادر المتعلقة بالموضوع، وتارةً ثالثة بمساعدته من خلال آلتها الكاتبة حتى تنتهى الرحلة وتُسفر عن كتاب جديد قيِّم، بطله الظاهر السيد الجميلي -وإلى جانبه- بطله الخفي حياة، فى سعادة أبي وفى حزنه، في أوقات ضيقه وفي تعبه، فى يأسه وفي أمله، كانت هناك دائمًا وأبدًا والدتي، تلك البطلة التي أعتزّ وأفخر لكوني ابنتها، التي أتطلع بانبهار لصمودها وقوّتها، فهي العصا التي أتكأت عليها روح أبي السيد الجميلي.
- وماذا عن دور الوالدة الكريمة مع حضرتك؟
تقول د . دينا الجميلي : والدتي، هي ملكتي وفخري وقدوتي، التي تشجعني دائما لاكمال ما بدأه أبي، مازلت أرى في بريق عينيها نفس الشغف، حين تجدني أسعى لإنجاز شيء ما، والتي لا تنفك تدفعني إليه، حتى أمضي فيه بكل جرأة وثبات، وكأن مرور الزمن، وتوالي الشدائد، فشل فى إضعاف عزيمتها، وعوامل الكِبر، فشلت في فرض سيطرتها على روحها، فتلك الروح البكر لن يعرف الهرم لها سبيل.
وها أنا ذا أتقطر خجلاً، بينما أكتب تلك الكلمات التى تظلمها، أكثر مما تُنصفها، فهي التي أيًا كان ما أكتب عنها، فهو قليلٌ للغاية وباخسٌ لحقها.
وبكثير من الحب والامتنان، أُهديها تلك الكلمات، التى تُبرهن لنا أن بعض الحكايا لا يمكن تحديدها بحدود الزمان المعروفة، ولا يمكن وضع نهاية لها بالموت، فأبي لايزال حيًا بذاكرة والدتي وقلبها، عالقًا بثنايا روحها، لا تمر مناسبة، من دون أن تدعو له بالرحمة وتوصينا بالدعاء له، ومازالت ماضية على العهد، حتى يكتب الله اللقاء مُجددًا تحت ظله وفى رحابه، فرحم الله والدي وسلامٌ عليك والدتي، طبتِ دومًا يا دُرة الجميلي.
- هل هناك من أثر كشاهد على تلك العلاقة الفريدة بين العلامة الجميلي والزوجة النادرة؟
تقول د. دينا الجميلي : هذه شهادة من والدي لوالدتي بأنها كانت عينه التي يبصر بها، والعون الذي يعول عليه، هذا الإهداء من ضمن الإهداءات التي كافأها بها والدي، عرفانا وامتنانا لصبرها وصلابتها.
الوفاة : 13 جمادى الأول 1439هـ/ 30 يناير 2018م (القاهرة)، مصر
30 من شهر يناير 2018م هو الذكرى الخامسة لرحيل العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلى.
كان طبيبا علامة فقيهاً وعالماً بالتفسير والأحكام والحديث، وكانت له اليد الطولى في علوم الإعجاز القرآني، كما تعلم الشعر واللغة والأدب .. لقّبه علماء عصره، ومن أبرزهم الشيخ الشعراوى بالبيرونى .. ويعد أكثر علماء الإسلام تأليفًا وتصنيفًا على مستوى العالم، وعلى مرِّ التاريخ، قضى حياته في البحث والتصنيف، حيث تقارب مؤلفاته الألف مصنف فى شتى العلوم، منها 300 مؤلف حرصت مكتبة الكونجرس الأمريكي على إقتنائها لقوة وعمق دلالتها العلمية والفقهية .. وألف أكثر من خمسين كتاباً في الطب وصاحب كتاب الإعجاز الطبي في القرآن، لم يكن أحد سبقه فى ذلك الوقت فى أوائل السبعينيات سنة 1973م إلى هذا الموضوع، ولم يدر بخلد إنسان، ولا سنح فى فكر، ولا جال فى خاطر، أن هناك "إعجاز طبى فى القرآن الكريم" .. كما برع فى السياسة، والفلسفة الإسلاميه، وعلم النفس والمنطق، وكان عالما فى النسابة والتراجم والطبقات، لقببه علماء عصره بـ سيد العلماء.
مولده ونشأته :
ولد العالم الموسوعى الجليل الدكتور السيد الجميلى في فجر الثامن عشر من شهر يناير 1948م ببلدة بني عُبيد، مركز دكرنس، محافظة الدقهلية في أسرة صالحة .. وتلقى تعليمه الأول في كُتَّاب القرية فحفظ القرآن، وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم الْتحق بالمدرسة الالزامية "الإبتدائية" وكان ناظرها آنذاك مغربى أفندى، وأنهى المرحلة الابتدائية بها، ثم المرحلة الإعدادية، وانتقل إلى المرحلة الثانوية، بمدرسة - على مبارك بنين - بدكرنس وكان ناظرها الأستاذ "محمد يس سليمان".
وكان الجميلى فى ذلك الطور منطويا على نفسه إلى حد كبير .. كان قليل الأصدقاء لا يتكلم فى ما لا يعنيه ويميل إلى الجد والصرامة والاختصار، وكان مصروفه اليومى في المرحلة الابتدائية والإعدادية عشرة مليمات ينفق منها خمسة مليمات ويدخر الباقى وأحيانا يعطيه إلى تلميذ فقير .
وكان يعنى بتحضير الدروس سلفا قبل الحصة فى اليوم السابق عليها، وكان الأساتذة المدرسون يعرفون ذلك جيدا، وكان مشهورا بذلك بين زملائه.
وقد كان الجميلى شقيا فى وجود المدرسين فى أثناء الحصص .. إذ كان يناقش الرأى بشجاعة، ويسأل، ويجيب عن أصعب الأسئلة، وكان الأساتذة يقدمونه مكانهم ليشرح لزملائه، ويناقشهم، مثل الأستاذ تماما الذى كان يجلس مكانه فى مقعده، ويشرف على شرح الطالب السيد الجميلى للموضوع .. وهذا بالطبع يثير ثائرة الكسالى من التلاميذ، ويوقعه فى حرج ومشكلات لا تقل أهمية بل تزيد خطرا عن تلك التى حدثت فى المرحلة الإبتدائية، وكانت كفيلة بالعراك المستمر.
وفى أواخر الخمسينات مرضت والدته بالتهاب الكبد الوبائى، وظلت طريحة الفراش بناءا على أوامر الأطباء المعالجين نحو تسعة أشهر تقريبا، وذلك لأن الطب كان فى ذلك الوقت غير متطور مثلما هو عليه الآن، كانت هذه الفترة قاسية على السيد الجميلى وكانت أثقال العمل فى المنزل ترهقه .. لأنه هو المنوط بها كلها من غسيل، ونظافة، وطهى، ورعاية والدته ووالده ووإخوته، كان هو الأكبر، ولم يكن هناك بديلا آخر، فالبنت وإن كانت صغيرة فهى أقرب للإستئناس على أعمال البيت أما الصبى أو الشاب فإن صبره محدود وسريعا ما يمل.
كان الطالب السيد الجميلى يخرج من المدرسة مرهقا فيضع كتبه، ثم يشمر عن ساعد الجد ليقوم بأعمال المنزل، لم تكد تشفى والدته من التهاب الكبد الوبائى، حتى داهمتها الحمى الروماتيزمية التى أقعدتها تماما فترة طويلة، وأثقلتها بالفتور والوهن والتعب المفصلى المبرح، الذى جعلها لا تقدر على الحركة تماما، وكان الطب غير حاسم فى علاجها، كان الأطباء يأتون لعلاجها واحدا تلوى الآخر، فى هذه الحالة أصابتها الغيبوبة أكثر من مرة، فكانت تتوه عن الوعى تماما، وظلت تعانى من هذه الحالة أكثر من سنتين، وقد مضىت عليها أزمات حادة كادت تودى بحياتها، كانت تكتم تأوهاتها، وتكبح ألامها لما ترى من الحزن على وجهه ولم تمر لحظة إلا وتعمل معاول الهدم فى كيانه لما يسمعه من أناتها وشكواها المستمرة غيرالمقطوعة.
مع هذه المسئوليات الجسام أبدى الطالب السيد الجميلى براعة فى المرحلة الإعدادية فكان متفوقا في الدراسة واحتل مركز الصدارة فى كل العلوم فكان يحصل على الدرجات النهائية فى كثير من المواد.
بعد حصول الطالب السيد الجميلى على إتمام الدراسة الإعدادية العامة، وفى ظروف صعبة غير محتملة كان تقديره الأول على المدرسة، ثم تقدم لمدرسة - على مبارك الثانوية بنين - على بعد عشرة كيلو مترات من قريته بنى عبيد مركز دكرنس، كانت وسائل المواصلات محدودة جدا لا تتعد ثلاث سيارات أو أربع فقط لا غير، تقوم بنقل الركاب عامة بين البلد والمركز، وكان يسافر يوميا طوال الدراسة من غير تأخير أو انقطاع، وفى أيام الشتاء حيث يصبح الطريق صعب لمرور السيارات تتوقف حركة السير، لكن اصراره على حضور الدرس كان فوق كل هذه الظروف والطوارىء، فكان مع قليل من زملائه أو وحده يسير على الأقدام حتى قرية ميت فارس فى منتصف الطريق تقريبا، ثم يكمل السير بالقطار هذا فى الذهاب صباحا، وفى الإياب يركب القطار حتى ميت فارس، ثم يقفل راجعا إلى بنى عبيد بعد ذلك على الأقدام.
كان مجتمع القرية آنذاك ينقسم إلى ثلاث طبقات :
الأولى : طبقة الأغنياء الموسرين
الثانية : الطبقة الوسطى "وهى التى تعيش قصدا"
الثالثة : الطبقة الدنيا وهى طبقة الكادحين المطحونين
وكان والده من الطبقة الوسطى فلم يصل إلى الأولى، وهو بحال أرفع من الثالثة.
بيد أن جده الأكبر (سليمان بك الجميلى) كان قد أنعم الله عليه برتبة البكاوية فكان يلقب بـ "سليمان بك الجميلى"، وسأل الجميلى ذات مرة جده كيف كان جدنا سليمان إلى هذه الدرجة الرفيعة، وأنجب أبناء بعضهم الفقير رقيق الحال، وبعضهم المتوسط مثلنا، فقال له : أن جدنا سليمان رحمه الله كان مسرفا، ولم يقيم للمال وزنا، وكان يهتم بالمظاهر .. فكان هذا هو أس البلاء، ومحض الشقاء، إذ أنفق أكثر ثروته فى حياته فى التلذذ، والتنعم بالطيبات، وكانت تجلس على شرف مأدبته كبار الشخصيات فى البلاط الملكى وحتى بعض الشخصيات من خارج مصر مثل خير الدين باشا التونسي.
الأدب والشعر فى حياة الجميلى :
كانت فترة الدراسة بالمرحلة الثانوية فترة خصوبة وابداع أدبى واسع المدى، حيث أنه بدأ يقرض الشعر العامودى الموزون المقفى فكان لا بد له لذلك من دراسة علم العروض والقوافى، فعمد إلى الكتب الأزهرية من بعض طلبة الأزهر فى أجازة الصيف، فكان يشترى منهم الكتاب بقرش صاغ واحد (عشرة مليمات) أو قرشين صاغ، وهى كتب النحو، والصرف، والبلاغة من المعانى والبيان والبديع، وكتب التفسير، والحديث، والفلسفة الإسلامية .. واشترى من أحد أصدقائه مجموعة قيمة من أجزاء كتاب الأغانى للأصفهانى بنحو ثلاثين قرشا.
أحب الطالب السيد الجميلى اللغة العربية حبا فاق التصور، وتعلق بأدابها، وتاريخها، تعلقا أربى على كل تقديرا، وقد شحذت همته تلك الظروف المضنية التى داهمته، وعاشت فى حياته، وخالطت دمه وروحه، فعمد إلى الشعر العامودى يستروح فى أفيائه وضلاله الممدودة، ويجد فيه من التسرية، والتفريج ما يقلل من تلك الشحنات العارمة.
ويحدثنا زميله فى الدراسة، فى مدرسة - "على مبارك" الثانوية بنين .. بدكرنس، الدكتور "محمد محمود السيد حسن" فى تقديمه لديوان السيد الجميلى، الذى صدر بعنوان "ديوان الجميلى" يقول فيه : أن هذا الديوان أول مؤلفات الشاعر الأدبية على الإطلاق، حيث أنه أول زهرة تفتحت فى بستانه، وكم كان جوادا بأشعاره على كل زملائه وأصدقائه.
كانت الموهبة الشعرية لزميلنا الدكتور الجميلى موهبة فطرية غير مصنوعة ولا منحولة، فقد كان يرتجل الشعر الموزون المقفى ارتجالا فى آية مناسبة، وفى أى موقف يعرض له، حتى إن المدرسة كلها من آحاد العاملين، والطلبة، والاساتذة وعلى رأسهم ناظر المدرسة، كانوا مدهوشين من هذه الطفرة الصارخة، وكان يتصدر الحفلات الخاصة والعامة ليلقى الشعر إلقاءً سهلا واضحا منزها عن الغموض، واللبس، والإبهام، ينساب عذبا جميلا متدفقا.
كان شعره فطريا، فقد كان شعرا مطبوعا بشهادتنا جميعا مما يسر وسهل علينا جميعا حفظه، وقد كان زملاؤنا يحفظون أشعار الجميلى، ولا يحفظون الكثير من النصوص المقررة عليهم، بل كان الكثير منهم يكتبون شعره على كراسات المدرسة، كان يقف على الفور فى الدقائق الفواصل بين الحصص فيكتب أبياتا من شعره الرصين ترد عفو الخاطر دون تكلفاً أو صناعة، قد يهنىء فيها أستاذ أو ينقده، أو يلقى نادرة من النوادر .. فهو يمتعنا كل يوم برصيد لغوى شعرى غيرمحدود الثراء، وكان أدعى الأشياء للإستغراب أن يضمن أسماء أساتذتنا وزملاؤنا فى شعره القوى الرصين من غير أن تشعر أن هناك قلقا، أو إضطرابا، أو تكلفا، أو صناعة، مما حدا بنا جميعا إلى تقدير هذه الموهبة.
إستولى الجميلى على إذاعة المدرسة، وكانت تبدأ كل صباح من السابعة صباحا بالقرآن الكريم للشيخ محمد رفعت المسجل بصوته الملائكى حتى الثامنة عندما يحين طابور الصباح، وكان الطالب السيد الجميلى يلقى شعره فى برنامج خاص يومى "حكمة اليوم" يسجل فيها كل أحداث المدرسة، فى مختلف المناسبات الأدبية والإجتماعية والسياسية وغيرها، وزاد نهمه فى الإطلاع على دواوين الادب العربى بمكتبة المدرسة فقرأ الكامل فى اللغة والأدب للمبرد، وأدب الكاتب لابن قتيبة، وشرح أدب الكاتب لابن السيد البطليوسى، وشرح أدب الكتاب للجواليقى، وعيون الأخبار لابن تيمية، والعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسى، والمزهر فى علوم اللغة وأنواعها للسيوطى، وكتاب سيبويه وغيرها وغيرها الكثير.
وكانت ثقافة هذا الشاعر الشاب فى ذلك الوقت موضع تقدير، ولم يتسلل إليها ريبة، ولم يخالجها شك أو إمتراء، من ثم لم يجرؤ أحدا على أن يتهمه فى قدرته، وسعة ثقافته وعلمه، وهذا قد خلع عليه مزيدا من الثقة فى النفس فى غير كبرياء، حتى أن هذه الطواعية للغة، وتملكه وتمكنه منها جعل أساتذتنا أنفسهم وكانوا فى ذلك الوقت علماء وشعراء، كنا نراهم يكبرونه، ويحفزونه للمزيد فى عاطفة أبوية كريمة نفتقدها هذه الايام.
ولا عجب فى ذلك ولا ريب إذ أن الطالب السيد الجميلى كان يقضى كل وقته فى الفسحات فى مكتبة المدرسة غارقاً وسط أسفارها، ومعاجمها اللغوية، ودواوينها الشعرية، لقد اقترن اسم السيد الجميلى فى ذلك الطور مع الكتب الصفراء، كما اقترن فى نظرنا باسم البيرونى العالم المسوعى الشهير، فرأينا هذا الشاعر - المنطيق - يختلف إلى أمهات الكتب الأدبية مثل البيان والتبيين للجاحظ، والأمانى لابن على القالى، والعقد الفريد لابن عبد ربه الأندلسى. ثم سَبَحَ فى بحار المعاجم اللغوية يقرأ فى لسان العرب لابن منظور، والمصباح المنير للفيومى، ومختار الصحاح للجوهرى، والقاموس المحيط للفيروزآبادى، والمخصص لابن سيدا فى فقه اللغة، وقد أعجبه جدا .. ولكن أهم الكتب التى أعجبته فى ذلك الطور المبكر كتاب البرهان فى علوم القرآن الكريم للزركشى، وكتاب تثقيف اللسان لابن مكى الصقلى، وكتاب فقه اللغة وسر العربية للثعالبى .. وقد قرأ هذه الكتب مرات ومرات فازداد رصيده اللغوى بها كثيرا.
أما دواوين الشعر فهى فوق الحصر أهمها اللزوميات، وديوان شوقى، وحافظ، ومطران، وقبل هؤلاء جميعا ديوان المتنبى بشعره الرصين الذى لم يفضل عليه أحدا وقد قرأه بشرح أبي البقاء العكبرى، والشيخ نصيف اليازجى، وشرح البرقوقى الذى لا يقل أهمية عن سوابقه.
وقرأ الجميلى أيضا جمهرة أشعار العرب، وجمهرة خطب العرب، وكان يحفظ العمدة فى صناعة الشعر ونقده، كما عرَّج على نقد الشعر لقدامة ابن جعفر وأعجبه جدا، فى هذا الطور من حياة الدكتور الجميلى كان ينقب فى بطون الكتب، ولم يدركه مللا، ولم تصل إلى همته سآمة أو فتور، لأن الأدب كان نَهْمَةُ نفسه، ومتنفس همومه، وهو السلوى التى تفتح حياله أبواب التفريج والاسترواح.
ومن ذكريات الجميلى التى لا ننساها فى المدرسة الثانوية أن أمين مكتبة المدرسة وكان اسمه الأستاذ منير طلب منه كتابة بيتين يعلقان على باب المكتية فكتب :
لله در المكتبة *** فيها علوما رائـعة
للعلم فيها راية *** والجهل سم ناقعة
وكان الجميلى يتمتع بفهم عميق رهيب، وحافظة واعية فما قرأ شيئا إلا وحفظه، وما حفظ شيئا ونسيه.
وكان الأستاذ "محمد محمود الجيشى" وهو مدرس أول لغة عربية بالمدرسة شاعرا، وكانت أشعاره تعلق هنا وهناك، وقد كان -رحمه الله- يقول الشعر فى المناسبات المختلفة، ثم يتقدم الطالب السيد الجميلى أيضا بقصيدة يلقيها فى نفس المناسبة، وكان يجد منه كل تشجيع، وحفز، وهمة بعيد عن أى شىء آخر، وكان يسمع منه كلمات التقد ير والإطراء دائما.
وذات يوم نعى الناعى الأستاذ الكبير "محمد محمود الجيشى" -رحمه الله- فجأة وكان من الاسكندرية فكتب الطالب السيد الجميلى قصيدة طويلة فى رثائه يقول فى جزء منها :
يا ليت شعرى هل أجيد قصيدة *** فى المدح أم فى الصبر والسلوان
قد كان فى الأشعار عملاق بما *** جلـبـت علـيـه سجـيـة الإتقــــــان
قد كنت يا جيشى غيثا هــــامرا *** نفح الزمــــان بآية الإحســــــان
أم كنت فجرا رائـــعا مـتـبـلــجا *** فأتــــى عليه الدهر بالحسبـــــان
هذى دكرنس قد عراهــا وحشة *** وجمـــوعها فى كربة الغليـــان
واسكندرية مزقت أحشــــــاؤها *** تبكى الفـقـــيد بكل دمع قــــــانى
إلى آخره من الأبيات
لأول مرة يسمع أساتذته وزملاءه فى المدرسة مدينة دكرنس، والإسكندرية، فى أبيات شعرية، كذا فإن اسم المرحوم "الجيشى" ذكره فى بيت الشعر من غير قلق أو اظطراب إنما يبين ويجلى تملك اللغة والتمكين منها والسيطرة عليها.
وبمناسبة احتراق عبد السلام عارف رئيس العراق السابق بطائرته فى الجو، طلب منه ناظر المدرسة مداعباً إياه، أكتب لنا يا شاعر الغبراء أبيات فى رثاء الفقيد عبد السلام عارف، فكتب الجميلى قصيدة طويلة فى رثائه يقول فى جزء منها :
بغداد نـوحى للزعيـــم ورددى *** أنـــات شعب ثــــــــابت العزمــــــــات
عبد السلام على البرية خـــالد *** لن يصبح العمـــــلاق بضع رفــــــــات
لم أخشــــــى من موت الكمى *** وإنما أخشـــى العراق تتيــه فى الفلوات
أليست هذه تنبؤات طالب ثانوى؟!
وكانت التهانى بالعيد من صديقنا الجميلى أيضا يبعث إلينا بها شعرا منذ نيف وأربعين عاما ولِمَ لا؟ وما وجه الغرابة فى ذلك وهو الذى يتنفس الشعر والأدب ليل نهارا، حتى أنه أصبح مخالطا لشحمه ولحمه، وأذكر ذات مرة أن بعث إليا بتهنئة بالعيد يقول فى جزء منها :
سلاماً خالصاً من كل قلبـــى *** وحبا فاق فلسفة الكـــــلام
وما فتىء الجميلى فى هواكم *** يكن لشخصكم كل احترام
رجــــاء أن يدوم الود حتــى *** أنـال زيارة فى كل عــــام
ثم بعثت لى بتهنئة فى عيد آخر :
أخى كل عـام وأنتم بخير *** وعمر مديــــــد وعـز أمـد
أهلت علينا ليـــالى كـرام *** أفـاءت علينا جـزيـل المـدد
أعيدت عليكم بخير عميم *** وفى كنف المستعان الصمد
ما هذا الشعر وما هذه الشاعرية ومن هذا الشاعر -المنطيق- الذى بلغ فى الشعر أطورية على حداثة سنه فى ذلك الوقت!!!.
كان الجميلى يقرض الشعر فى إطراء أستاذ من أساتذته، أو فى نقد آخر، وفى دعابة مع صديق من الأصدقاء، ولا مانع عنده فى نظم قصيدة عامودية خليلية فى أية لحظة مجرد أن يطلب منه ذلك، وقد جرى الهجاء على لسانه فترة من الزمان لكنه عدل عنه، وأسقطه من ديوانه لأنه كان يجده يأثر على نفوس الذين يهجوهم تأثيرا مباشرا، وشعر بـ مدى الألم الذى يعتورهم من هذا الهجاء اللاذع، فلما وجده كذلك صدف عنه، وآثر غفة اللسان، والنكوب عنه ولو من قبيل الممازحة، إلا أن يكون المزاح خفيفا ومقبولا مع إنسان لا يتأثر به، بل يغتبط به ولا يعتبره استطالة عليه، كان الشعر سلوى لذيذة جعلت أساتذته فى المدرسة وكانوا علماء فى ذلك الوقت يكبرونه، وأترابه وأصدقائه يوقرونه.
أما النسيب والغزل فكان فيه طويل الباع، رحب الأفق، فسيح الوجدان، وإن كان عفيفا مستقيما، ولكنها أخيلة شاعر مبدع، وهو كما ذكر لى قد أهمل أكثره، وجعله من دعابات الصبا والشباب الأول فأهمل ذكره.
وغير ذلك كثير وكثير مما يحفل به (ديوان الجميلى) وكان أترابه فى المدرسة وفى الفصل يحفظون أشعاره ولا يحفظون النصوص المقررة عليهم، والتى سيمتحنون فيها.
وغير ذلك الكثير والكثير ذهب منا ومنه أدراج الرياح، كتب فى التاريخ، والسياسة، والاجتماع، والنسيب، فلم يترك هدفاً إلا وعرّج عليه، وأصابه فى الصميم.
التحقنا بعد ذلك بكلية الطب وتخرجنا وافترقن، ولكن العقد المنظوم لم ينفرط أبداً، إذ كنا على اتصال دائم بالمرسلات، ذاع صيته بعد ذلك ولكن لم يكن بدعا، ولا جديد علينا لاننا عاصرنا وعايشنا هذه الطفرة من بدايتها الاولى، ومن العجب أنه معروف خارج وطنه وأهله أكثر وأكثر، حتى أن كتبه ومؤلفاته تعتبر مراجع موثوق بها، ومشهودا لها، ينهل منها الباحثون والدارسون.
ثناء كبار علماء عصره على علمه وفضله ومؤلفاته :
أما عن الدكتور الجميلى مؤلفاً، فبحسبه أن كبار علماء عصره أثنوا على علمه وفضله وتأليفه أطيب الثناء، وأكرم النشا، وما أردنا بهذا إلا أن نوضح قيمة الدكتور الجميلى العلمية فى تأليفه، وقيمة مؤلفاته فكريا وعلميا من كلام علماء ومفكرى العصر ..
:
يقول عنه الأستاذ الدكتور/ محمد عبد المنعم خفاجى - عميد كلية اللغة العربية الأسبق - جامعة الأزهر الشريف :
الدكتور السيد الجميلى الطبيب الشاعر، والمؤلف والعالم، والمفكر، والكاتب الاسلامى، شخصية أسطورية، أسطورية حقاً، متعدد المواهب، متعدد الملكات، يكتب مجيداً، ويؤلف متقناً، وينظم الشعر ويحبره فى تفوق، وهو إلى هذا كله محقق من أعلام المحققين المعاصرين.
- فالجميلى طبيباً نابهاً بين كبار الاطباء، وأديباً مبرزا وشاعرا فذاً بين كبار الشعراء والادباء .. وخطيبًا مفوهًا، ومحدثًا مؤثِّرًا بين كبار الخطباء والفقهاء، كان عالما بصيرا بالحديث والرجال له تآليف مفيدة، ثقةً ثبتاً في الحديث، جامعاً، حجةً، عدلاً، ومفسراً متقناً للقرأن الكريم بين أعلام المفسرين، فضلا عن كونه عالماً متبحراً فى علوم اللغة والبيان وإماما حجة حافظا واسع العلم كبير القدر بشهادة أعلام العصر من كبار العلماء والمحققين.
وماذا نقول عن هذا العالم الجليل، والطبيب النابه، والأديب الموهوب، والمحقق المبرز، الدكتور السيد الجميلى ؟!
له أكثر من ثلاث مائة مؤلفاً، منها خمسون مؤلفاً فى الطب، من بينها رسالته التخصصية للماجستير فى الأمراض الباطنية وموضوعها : "تقويم علم الخلويات (السيتولوجيا) بطريقة مسح الفرشاة فى تخصيص أمراض القولون المختلفة".
والرسالة الأخرى للدكتوراه وموضوعها : "دراسة مدى تحمل الجلوكوز عند مرضرى الفشل الكلوى المزمن".
هذا فضلا عن ثلاثمائة كتاب أو يزيد فى الاسلاميات .. أما باقى المؤلفات كانت فى علوم متعددة فكتابه "علم الطباع" فى علم النفس .. وهو يدرس الطبائع البشرية الثمانية فهو يتحدث عن الخصائص العامة للنفس البشرية وكيف يمكن للانسان معرفة الاشخاص من خلال النظر إليهم فى وقت قصير .. وكتابه "دهاة العرب الاربعة" فى الادب .. وله ديوان شعر بعنوان "ديوان الجميلى" كتب عنه الكثير من الأدباء والنقاد وأشادوا به إعجاباً وتقديراً .
أما تحقيقاته، فتزيد عن المائتى كتاباً محققاً من كتب التراث قام بتحقيقها لتنقيتها من الشوائب .. وهذا كله إلى آلاف المقالات التى كتبها ونشرت فى صحف ومجلات مختلفة داخل وخارج جمهورية مصر العربية.
وكان أول مؤلفاته "الاعجاز الطبى فى القرآن" الذى اعتكف على تأيلفه فى أوائل السبعينيات سنة 1973م ، ونشر فى عام 1976م ولاقى إعجاباً وتقديراً من العديد من رموز المجتمع من بينهم :
الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى وكان آنذاك وزيراً للاوقاف وشئون الازهر الشريف .. والذى قال أنه كان يدعى للسيد الجميلى وهو يقرأ كل كلمة فى كتابه "الاعجاز الطبى فى القرآن" .. حيث أثنى على الجميلى، وعلى الكتاب، وعلى الجهد المبذول فى تأليفه، ومما قاله أيضا فى رسالته : أرجو أن تستزيد بتخصصك، وموهبتك، وإخلاصك، فإن القرآن لا تنقضى عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، وفقك الله وبارك فيك، وبارك لك، وبارك منك.
وكذلك الرئيس السادات، الذى أرسل خطاباً إلى السيد الجميلى قال فيه : لقد سرنى أن وفقكم الله إلى دراسة كتاب الله الكريم، وسنة رسوله، دراسة مستفيضة، جعلتكم تخرجون هذا الكتاب إلى حيّز الوجود .. بعد أبحاث عميقة، بذلتم فيها جهداَ محموداّ أدى إلى حسن إعداد الكتاب، وتبويبه، وظهوره بهذه الصورة الممتازة التى تستحق كل التقدير .. وأتمنى لكم المزيد من التوفيق فى عملكم وفى مجال البحث والتأليف .. وعرض عليه وزارة الصحة، فاعتذر لان العالم الحق لايسعى لمثل هذه المناصب لانها تسقط ركنا من أركان علمه.
وأما عن الدكتور الجميلى محققاً لكتب التراث الاسلامى والعربى فيحدثنا عنه أعلام العصر : -
- يقول فيه الامام الاكبر الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الازهر الشريف : الدكتور الجميلى قدم للمكتبة الاسلامية والادبية واللغوية كثيراً من التحقيقات، والمؤلفات الجادة النفيسة، التى تزخر بها المكتبة العربية وتفخر بها .
- ويقول الامام العالم الشيخ عطية صقر، رئيس لجنة الفتوى بالازهر الشريف : قرأت "ترتيب سور القرآن" لجلال الدين السيوطى الذى حققه وعلق عليه الدكتور السيد الجميلى، فأعجبنى شكلا وموضوعاً .. أعجبتنى المقدمة الذى ألقى فيها الضوء على حكمة نزول القرآن الكريم، منجما على ثلاثة وعشرين عاما، وأعجبنى التعليقات والهوامش الدقيقة، إلى جانب الطبعة الانيقة، والاخراج المتميز الذى يليق بمقام الكاتب، ويغرى بقرأته أكثر من مرة .. وهو جهد يجب أن يشجع فى كل كتب التراث، التى ظلت لسنوات طويلة دون اخراج يتناسب مع العصر الذى تطور فيه كل شىء .. هذا جانب من المقدمة النفيسة التى أشاد فيها الشيخ عطية صقر بالمؤلف، وبجهده ودقته، فى تحقيق النص .
- وهذا جزء مما قاله المحقق الكبير الشهير عبد السلام محمد هارون، الامين العام لمجمع اللغة العربية الاسبق، والاستاذ بدار العلوم فى تقديمه لكتاب ابن قيم الجوزية "الطب النبوى" الذى حققه السيد الجميلى : وكان من حظ كتاب ابن قيم الجوزية أن يخرجه عالمنا المحقق الاستاذ الدكتور السيد الجميلى فإنى أهنىء العالم الكبير، والصديق الكريم الاستاذ الدكتور السيد الجميلى بما أحسن من صنع، وأتقن من عمل، داعيا له بدوام التوفيق.
ويقول عنه عالم النفس معالى الدكتور خالد عبد الغنى
الدكتور السيد الجميلى .. كيف تسنى له النسخ فما بالكم بالتأليف؟
من واقع الخبرة المباشرة في دنيا الكتابة والبحث العلمي تيقنت من صعاب كثيرة، من أهمها مجرد نسخ المخطوط المراد نشره فما البال بعميلة القراءة والبحث والتنقيب في المراجع والتاليف فيما بعد، ولفت نظري ذلك الحجم الضخم من المؤلفات والكتب المحققة، التي تحمل اسم العلامة خالد الذكر اد. السيد الجميلي وبإحصاء سريع جدا لتك الأعمال التي تجاوزت المئات لا أعرف كيف ألفها، والأهم انها تكاد تستغرق أعمارا فوق عمره -السبعين عاما- اذا نسخها كمخطوطات، قبل دفعها للمطبعة، وكيف؟ ومتى؟ وجد ذلك الوقت لكل تلك الأعمال القيمة تأليفا وتحقيقا، وأكاد أجزم بأنه ما كان لينتج لنا كل هذا النتاج، لولا أنه كان في معية الله، يبارك له في وقته وصحته وعمله، بل وفي توفيقه لاختيار الموضوعات، وقبل ذلك في تلك الالهامات التي كانت تأتيه، ليؤلف ويحقق في موضوعاتها، والقبول الذي لاقته تلك الاعمال في المجتمع، وحفاوة الناس بها، لهي ايضا من ثمرات تلك المعية مع الله تعالى.
والعلامة خالد الذكر الدكتور -السيد الجميلى- رائد من رواد الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويعد من أوّل الأوائل الذي يعرض الكلام المعجز من كتاب الله تعالى، ومن أحاديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان أول مؤلفاته “الاعجاز الطبى فى القرآن” الذى اعتكف على تأيلفه فى أوائل السبعينيات سنة 1973م -بعد تخرجه من كلية الطب مباشرة- وكان آنذاك فى الخامسة والعشرين من عمره، ولاقى إعجاباً وتقديراً من العديد من رموز المجتمع، كان رحمه الله عبقرية وموسوعة مبكرة.
- ويقول عنه الاستاذ عبد المنعم الجداوى رئيس تحرير مجلة المصور والصحفى الكبير بدار الهلال : الدكتور الطبيب السيد الجميلى يتناول أبحاثه بنفس أسلوب الطبيب، فهو يتعرف على المشكلة ويقرأ عنها، ثم يحدد أسلوب العلاج، بعد أن بتأكد من صحة تشخيصه، حتى لا تخدعه الأعراض التى قد تكون متشابهة مع أعراض أخرى، ثم يبدأ العلاج على أسس سليمة، إنه حينما تعرض لتحقيق إحدى مؤلفات الامام السيوطى كان قد قرأ كل ما يتصل بالامام السيوطى، حياته، مؤلفاته، الذين عاصروه، والذين تحدوه، والذين تحداهم .. فرز الكتب التى معه، والكتب التى ضده، وكنت أدهش وأنا أتابع جهده الذى يبذله دون كلل أو ملل، لكن رده كان دائماً أنه لابد أن يعرف السيوطى من الداخل .. كيف كان يفكر، وما هو أسلوبه فى الكتابة، وفى الحياة، وكيف كان يعيش ؟؟؟ وبذلك فقط يمكنه أن يتعرض لمؤلف له، سوف يضع اسمه عليه كمحقق، ويصبح بشكل أو بآخر شريكاً مع السيوطى بأية نسبة يراها القارىء .. ولهذا فقد حق على الشريك الجديد أن يتشرف بشريكه، لاسيما إذ كان هذا الشريك قد لاقى ربه منذ مئات السنين ... !!
وقد حاول الباحث أن يسوق التعليقات القيمة، فى الاسلوب الذى تعودناه منه ... العبارة الذكية المعمار، الجزله، السهلة، التى لها طلاوة القديم، وحلاوة الحديث، والبحث عن الكلمة التى يريدها من بين عشرات المترادفات، وهو فى النهاية يبقى سعيداً رغم التعب الذى يلقاه، لانه استطاع أن يكسب قارئاً، وأن يسكن فؤادا مسلما .. وكان فى وسعه أن يلجأ إلى السهل، لكنه أولا وأخيراً أمامه وفى مواجهتة مكتبته .. الحديث الشريف "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" !!.
والكثير من كبار علماء عصره أثنوا على علمه وفضله وتأليفه أطيب الثناء، ولكن سنذكرهم فى حديث لاحق إن شاء الله.
وعندما سئل الأستاذ الدكتور السيد الجميلي لمن تكتب يا طبيب ومتى تنجز هذا الكم الضخم من الكتب؟
فأجاب :
"أكتب عن الحقيقة في كل مناحي حياتنا لم يترك شيئاً للمصادفة، فوضع القواعد، وأقام البناء، وعلى كل من باستطاعته أن يوضح منهج الإسلام في حياتنا أن يفعل ذلك دون تباطؤ، فالإسلام مستهدف فعلاً لا قولاً، وما نراه من تطرف في جانب، وانحلال في جانب آخر، ليس إلا أسلوباً من أساليب الغزو والاختراق لمجتمعاتنا الإسلامية، حتى يبدو الإسلام غريباً بين أهله، مرتبطاً بالعنف عند البعض، وبعدم الفهم عند البعض الآخر. أما متى أكتب؟ فالموضوع الذي أتناوله يحتويني تماماً حتى أنجزه مهما سهرت عليه، وأحياناً أمسك بالقلم فلا أتركه حتى أنجز ما بدأته".
مؤلفاته وتحقيقاته :
بدأت الجميلى التأليف في سن مبكرة من عمره، ثم بعد فترة عمد إلى التحقيق والدراسة شرحاً وتعليقاً وتقويماً، وقد بلغت مؤلفاته زهاء الثلاثمائة كتاب، وتحقيقاته إلى ما يقارب المائتي كتاباً من عيون كتب التراث، غير ما يقارب العشرين كتاباً جاهزة للطبع والنشر، وموسوعته الطبية إلى ما يقارب الخمسون كتاب سنذكر بعضاً منها لاحقاً.
وقد نشرت مؤلفاته وتحقيقاته على مستوى العالم، ووصل بعضها إلى الطبعة الخمسين أو يزيد، وأكثر من ثلاثمائة كتاب منها مودعة بمكتبة الكونجرس الأمريكية بأرقام كودية، باللغة العربية والإنجليزية، وكذلك في مكتبات العالم الأخرى، وترجمت أكثر مؤلفاته إلى الإنجليزية، والألمانية، والأندونسية، والصينية، وغيرها، ولا تزال معروضة بل ومتداولة في أقطار شتى حتى يومنا هذا.
ونشر له الأزهر الشريف كتب من تحقيقه وترجم الكثير منها إلى لغات عديدة، وللأستاذ الدكتور / محمد عبد المنعم خفاجى عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر (الأسبق) دراسة موضوعها :
السيد الجميلي - من أعلام المؤلفين والمحققين (۱۹۹۸) تقع في ۱۷(سبع عشرة صفحة).
ومن أشهر مؤلفاته على سبيل المثل لا الحصر، الإعجاز الطبي في القرآن 1977 بتقديم الشيخ محمد متولى الشعراوى، وطبعة 1982 اللبنانية بتقديم الأستاذ إبراهيم الإبيارى، وهو أوّل كتب الجميلي، وأوّل كتاب يحمل هذا العنوان المبتكر، ودراسات لأول مرة فى مضمونه، ولذلك لفت الأنظار على مختلف المستويات العلمية والفكرية.
الإنتاج العلمى للدكتور السيد الجميلي
أولا : جانب من مؤلفاته المتنوعة :
1- أحكام المرأة في القرآن
2- أحوال الموتى وسؤال الملكين في القبر.
3- رسالة التوحيد.
4- الإعجاز الطبي في القرآن بتقديم فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى والأستاذ/ إبراهيم الإبياري.
5- إعجاز الطب النبوى، بتقديم الدكتور حسين مؤنس، أستاذ التاريخ الإسلامي بكلية الآداب ورئيس تحرير الهلال الأسبق
6- الإعجاز الفكرى في القرآن
7- الإعجاز العلمي في القرآن.
8- الإعجاز الكوني في القرآن
9- سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي.
10- أنبياء الله ورسله.
11 - الإنسان بين التسيير والتخيير.
12- (البلاغة القرآنية المختار) من الاتقان ومعترك الأقران للسيوطى
13- التداوي بالأعشاب والنباتات الطبية
14 - الطريق إلى القدس.
15- تفسير الأحلام دراسة علمية سيكولوجية.
16- التهاتف وتوارد الخواطر
17 - تهذيب الإشارات فى علم العبارات للعلامة ابن شاهين
18 - تهذيب تعطير الأنام في تعبير المنام للامام النابلسي.
19- تهذيب منتخب الكلام فى تفسير الأحلام لابن سيرين.
20- الحب بين الزوجين فى ضوء الكتاب والسنة.
21- الحب وأخلاقيات الجنس في الإسلام.
22- دعاء المؤمنين.
23- الدواء في الحبة السوداء.
24- ديوان الجميلي (شعر) الدكتور السيد الجميلي .. بتقديم الدكتور محمد محمود السيد حسن، وتفريط فضيلة الشيخ محمود أحمد جبر.
25- سحر النبي بين المؤيدين والمشككين.
26- السحر وتحضير الأرواح بين البدع والحقائق.
27- سكرات الموت.
28- الشيخ الشعراوى حياته وفقهه
29- الشيخ الشعراوى عالم عصره
30- صحابة النبى الله السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
31- العشرة المبشرون بالجنة.
32- عظمة الإسلام وتأخر المسلمين.
33- فتاوی رسول الله الله بتقديم العلامة الأديب المرحوم الأستاذ الدكتور على عبد العظيم مستشار الأزهر ، ورئيس قسم المخطوطات بدار الكتب المصرية سابقا.
34- الفتاوى للشيخ محمد متولى الشعراوى إعداد والسيد الجميلي بتقديم العلامة الدكتور على عبد العظيم، والدكتور إبراهيم البطاوى، الأستاذ بجامعة الأزهر سابقا.
35- فتنة النساء.
36- فريق فى الجنة وفريق في السعير.
37- لماذا يلحدون؟
38- لا ترادف في العربية
39- عالم المرأة.
40- المرأة في ميزان الطب والدين.
41- المشاكل الزوجية بين الطب والدين.
42- معجم أدوات المعاني.
43- مناظرات ابن تيمية مع فقهاء عصره.
44- منهاج الطفل المسلم.
45- مواقف يوم القيامة.
46- فقه اللغة وسر العربية.
47- وصايا رسول الله ﷺ للمرأة المسلمة.
48- الوهابية والوهابيون.
49- القانون فى الطب لإبن سينا.
50- بيولوجيا الإنسان.
51- معجزة القرآن.
52- شريح القاضي.
53- لقمان الحكيم.
54- الحسن البصري.
55- رأس الحسين
56- استشهاد الحسين
57 - الأعشاب والنباتات الطبية
58- الإسلام والبيئة دراسة علمية إسلامية طبية.
59- تنبيهات على ما فى الجامع الصغير من الموضوعات.
60- قضاء النبي ﷺ وأحكامه.
61- التداوى بالقرآن الكريم والرقى والتعاويذ .
62- علامات القيامة وأشراطها.
63- عشرون سؤلا عن نعيم القبر وعذابة.
64- عسل النحل في القرآن والسنة.
65- غزوات النبي
66- نساء النبي
67- عالم الجن.
68- غاية المنة في نعيم الجنة.
69- التبيان في أقسام القرآن.
70- الإسلام والقوة والمجتمع.
71- طبقات المحققين والمصححين.
72- المرجع الواضح في الفقة (خلاصة الفقه)
73- الأحجار الكريمة.
74- منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله.
75- عالم الطباع (طبائع البشر) "في علم الطباع وعلم النفس والتحليل النفسي".
76- تلوث البيئة .
77- من أعلام الإسلام بالمشاركة مع الأستاذ الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي عميد كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر الأسبق.
78- شهداء الصحابة.
79- روضة الناظر وجنة المناظر في أصول الفقه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل
80- نظرات في القرآن.
81- أبو بكر الصديق.
82- عمر بن الخطاب
83- عثمان بن عفان
94- على بن أبي طالب
85- هموم الشباب بين الحاضر والمستقبل
86- مع الشباب منهجة وطموحاته
87- قواعد ذهبية في علوم العربية.
88-الشخصية والتقويم النفسي
89- شخصية المرأة واستشارات الزواج
90- نفحات رمضانية
91- العطور والنباتات العطرية
92- قطوف ولطائف
93- الطب العربي
94- الأئمة الأربعة
95- من ذاكرة التاريخ الخفاجي جاحظ العصر.
96- صحابيات حول الرسول .
97- لطائف ومواقف في حياة الصالحين
98- ديوان الإمام على بن أبي طالب.
99- ديوان الإمام الشافعى.
100- نظام الغريب فى اللغة.
101- عظماء مع الرسول.
102- شياطين الشعراء وشعراء الشياطين.
103- أدب الجن دراسة وتحليل
104- دهاة العرب الأربعة.
105- إعجاز القرآن (معجزة القرآن).
106- الرد على خصوم الاسلام
107- رمضان
108- قواعد اللغة العربية.
109- التصوف السنى
ثانياً : جانب من كتبه المحققة والمشروحة مع دراسات وتحليلات علمية :
109- إتمام النعمة في اختصاص الإسلام بهذه الأمة للإمام السيوطي.
110- أحكام الجان المسمى آكام المرجان في أحكام الجان للإمام الشيلي".
111- الإحكام في أصول الأحكام اللآمدى، أربعة أجزاء في مجلدين.
112- أخلاق النبي وأدابه لأبي الشيخ.
113- الأذكار للإمام النووي.
114- أسباب النزول للواحدى.
115- استشهاد الحسين للإمام الطبرى، ويليه رأس الحسين لابن تيميه.
116- أصول الفقه لابن تيميه (اربعة مجلدات).
117- الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة .. للبيهقي.
118- إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان، للإمام ابن قيم الجوزية.
119- اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.
120- الألفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيسى الهمذاني الكاتب.
121- الأمثال من الكتاب والسنة للحكيم الترمذي.
122- الإيمان لابن تيميمة.
123- بستان الواعظين ورياض السامعين لابن الجوزي
124- التخويف من النار لابن رجب الحنبلي.
125- التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة للإمام القرطبي (مجلدان).
126- التبيان في أقسام القرآن.
127- تفسير سورة الجن للإمام الألوسي.
128- تفسير سورة يس للفخر الرازي.
129- تلبيس إبليس لابن الجوزي.
130- الجواب الكافي لممن سأل عن الدواء الشافى المسمى "الداء والدواء" لابن قيم الجوزية.
131- حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح .. بتقديم شيخ المؤلفين وعميد المحققين الأستاذ المرحوم إبراهيم الإبياري، رئيس القسم الأدبى بدار الكتب المصرية سابقاً.
132- الروح للإمام ابن قيم الجوزية.
133- روضة المحبين ونزهة المشتاقين، للإمام ابن قيم الجوزية.
134- رياض الصالحين للإمام النووى.
135- سؤال القبر المسمى سؤال القبر وحقيقة الموت للإمام زين الدين المعبرى المليباري.
136- الطب النبوى لابن قيم الجوزية بتقديم العلامة البحاثة شيخ المحققين المرحوم عبد السلام محمد هارون، أمين عام مجمع اللغة العربية الأسبق، والأستاذ بكلية دار العلوم سابقا.
137- الطب النبوى للإمام الذهبي.
138- طبائع النفوس المسمى "الأكياس والمغترين" للحكيم الترمذي.
139- عذاب النار المسمى "يقظة أولى الاعتبار بما ورد في ذكر النار وأهل النار" للشيخ صديق حسن خان.
140- فتاوى النساء لابن تيمية.
141- الفرائد والقلائد للثعالبي.
142- فضائل القرآن الكريم، لابن حجر العسقلاني "من فتح الباري".
143- فقه الحج (موسوعة فقه السنة لابن تيمية).
144- فقه الصيام والزكاة (موسوعة الفقة لابن تيمية).
145- فقة السيرة النبوية لابن قيم الجوزية "من زاد المعاد".
146- فقه الصلاة (موسوعة فقه السنة لابن تيمية).
147- فقه النساء (موسوعة الفقة لابن تيمية).
148- فقه الطهارة (موسوعة الفقة لابن تيمية).
149- الفوائد المشوق إلى علوم القرآن، للعلامة ابن قيم الجوزية.
150- قاعدة جليلة فى التوسل والوسيلة لابن تيمية.
151- قصص الانبياء لابن كثير .
152- القضاء والقدر لابن تيمية.
153- الكبائر للذهبي.
154- الكلم الطيب لابن تيمية.
155- المراح في المزاح للغزى.
156- مجمل اعتقاد السلف لابن تيمية.
157- مناقب عمر بن الخطاب لابن الجوزي.
158- مناقب عمر بن عبد العزيز لابن الجوزي.
159- منهج الطلاب فى الفقه الشافعى لشيخ الإسلام زكريا الأنصارى.
160- نوادر الأصول للحكيم الترمذى (مجلدان).
161- الوابل الصيب من الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن قيم الجوزية.
162- صيد الخاطر لابن الجوزي.
163- الديباج على صحيح الإمام مسلم بن الحجاج.
164- قواعد مهمة يحتاج إليها المفسر، طبع بالأزهر الشريف.
165- من قواعد الإسلام المسمى بـ "الإعلام" بقواطع الإسلام " لابن حجر الهيثمي.
166- فتح الرحمن بكشف ما يلتبس في القرآن.
167- تجريد التوحيد للمقريزى.
168- نحل عبر النحل للمقريزى.
169- شرح الصلاة للترمذي.
170- السيرة النبوية للإمام الطبرى.
171- البرهان فى توجية متشابه القرآن، للإمام الكرماني، (أربعة أجزاء) نشر بالأزهر الشريف، بتقديم العلامة الدكتور محمد عبد المنعم خفاجى.
172- رسالة في أحوال أطفال المسلمين لمحمد بن بير على البركوي.
173- المنهيات المناهي والمنهيات، وكل حديث ورد بالنهى، للحكيم الترمذى.
174- الإعلام بمثاقب الإسلام للعامري.
175- طب رسول الله صلى الله عليه وسلم للنبهاني.
176- مختصر الترغيب والترهيب للمنذرى اختصار ابن حجر العسقلاني.
177- ترتيب سور القرآن ، المسمى : تناسق الدرر في تناسب السور" ، للإمام السيوطي. تقديم الشيخ عطية صقر، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف ورئيس لجنة الفتوى.
178- قضاء النبي صلى الله عليه وسلم وأحكامه.
179- مختصر تفسير ابن كثير.
180- مختصر تفسير الطبري.
181- المواريث في الشريعة الإسلامية.
182- نهج البلاغة للإمام علي بن أبي طالب.
183- مقامات بديع الزمان الهمذاني.
ثالثاً : جانب من مؤلفاته الطبية :
1- أمراض القلب تشخيصها وعلاجها.
2- أمراض الجهاز الهضمى تشخيصها وعلاجها.
3- مرض الإيدز.
4- الفشل القلبى.
5- الفشل الكلوى.
6- الفشل الكبدى.
7- تليف الكبد.
8- مرض السكر.
9- نقل الأعضاء وزراعتها.
10- الإدمان وعلاجه.
11- أمراض الكلى وعلاجها.
12- الامراض الجلدية وعلاجها.
13- أمراض الروماتيزم والحساسية وعلاجها.
14- أمراض الدم وعلاجها.
15- الامراض النفسية وعلاجها.
16- الامراض الصدرية وعلاجها.
17- الامراض العصبية وعلاجها.
18- العقم عند الرجال وطرق علاجه.
19- أمراض الوراثة.
20- قلبى يا دكتور.
21- مائة سوال وجواب في امراض الاطفال.
79- مائة سؤال وجواب حول السكر.
22- السرطان.
23- مشكلات طبية عارضة أسبابها وعلاجها.
24- الغذاء فى الصحة والمرض.
25- مخصوص للرجال.
26- مخصوص للنساء.
27- الطب والرياضة.
28- رسالة الماجستير فى الأمراض الباطنية وموضوعها : "تقويم دراسة علم الخلويات بطريقة مسح الفرشاه في تشخيص أمراض القولون "المختلفة Study Evaluation of Brush علم الخلايا في تشخيص أمراض القولون المختلفة.
29- رسالة الدكتوراه فى الأمراض الباطنة وموضوعها: دراسة مدى تحمل الجولوكوز عند مرضى الفشل الكلوي المزمن Study of Glucose Tolerance in Ureamia.
30- معجم الجميلي الطبي Elgamily Medical dictionary.
وتتويجا لتاريخه الطبى المشرف كرّمته نقابة الاطباء بشهادة تقدير وميدالية ذهبية فى مارس ١٩٩٩٧ فى حفل أقيم للأطباء المثليين.
أما عن مقالاته العلمية والأدبية :
نشر ما يزيد على خمسة الاف مقال، وبحث، ودراسة علمية في عدة مجالات عربية وعالمية على مدار أربعين عاما.
تكريمه :
حاز على مناصب علمية والأدبية رفيعة منها :
عضو فى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
عضو كلية الجراحين الملكية - بلندن.
عضو رابطة الأدب الحديث.
عضو هيئة كبار العلماء بالمجمع العلمى لبحوث القرآن والسنة.
عضو جمعية الإعجاز العلمى والطبى فى القرآن.
محاضر بقصور الثقافة ووزارة الثقافة والجمعيات العلمية والأدبية.
مستشار ومقرر لجنة أخلاقيات العلم.
رائد من رواد البحث العلمي والتحقيق والمناظرة .. وله مؤلفات في توضيح. الإعجازات العلمية والطبية في القرآن الكريم.
عرض عليه الرئيس السادات وزارة الصحة فاعتذر لكثرة مشاغله في التأليف والبحث العلمي.
وكرمه نقابة الأطباء بجائزة "أفضل طبيب مثالى" على مستوى جمهورية مصر العربية لسنة 1997م لأدائه المتيمز وخدماته الجليلة فى مجال الطب والصحة العامة .. وقام بتسليمه الجائزة فضيلة مفتى الجمهورية الأسبق الشيخ فريد واصل , ونقيب الأطباء الدكتور حمدى السيد.
بعد انتهاء فترة رئاسة الدكتور زكي بدوي، فى الجامعة الاسلامية في لندن عرض عليه أن ينوبه، بموافقة من الأمير تشارلز فى عام ٢٠٠٥م، فاعتذر لمعاركه الفكرية التى كانت تستهدفه لعرقلته عن مسيرته العلمية والأدبية المشرفة، وكان من بين الخصوم الشيخ الشعراوى وغيره من بعض رجالات المجتمع، واستمرت هذه المعاركه لسنوات فى المحاكلم الابتدائية والإستئناف والنقض، الذى برأ الدكتور الجميلى وحكم على خصومه بتعويضات بالغة، لكنه عفى عنهم كما تعودنا منه -رحمه الله- فهو واسع الخلق، واسع الصدر، متسامحا لأبعد الحدود.
زواجه :
أما عن زواجه فيقول الدكتور الجميلى أنا متزوج من سيدة تونسية فاضلة تلاقت روحانا قبل أن نلتقى وكان الزواج سريعا والحمد لله .. ولدى بنتان دعاء ودينا وهما وأمهما معا النور الذى يضىء قلبى ويملأ حياتى.
ويضيف الدكتور الجميلى فى بعض إهداءات مؤلفاته لهذه السيدة العظيمة فيقبول عن رفيقة دربه وشريكة مسيرته العلمية والادبية : إلى زوجتى التى رافقتنى طوال هذه الرحلة الشاقة الشائكة فكانت عينا أبصر بها وعونا أعول عليه، وكفاء صبرها وصلابتها اهديها هذا الكتاب، مع خالص حبى ورقيق مشاعرى وعميق امتنانى.
وفى حوار عن هذه الزوجة العظيمة، أجراه عالم النفس معالى الدكتور خالد عبد الغنى، في لقاء مع د. دينا الجميلي ابنة العالم الجليل الدكتور السيد الجميلي يقول : تحدثنا عن سر الأسرار في غزارة انتاج والدها، تأليفا وتحقيقا لكتب التراث الإسلامي.
فتقول د. دينا : المرأة العظيمة، هى وراء كل نجاح يحرزه الرجل العظيم، فوالدتى لها دور عظيم فى نتاج أبي، لهذا الكم من العلم، تصور أن والدتي حتى عند السفر إلى المنصورة كل أسبوع للإطمئنان على جدي، فهى فى أثناء السفر لا تريد أن يضيع الوقت هباء بدون استفادة من التحصيل والقراءة لوالدي، فكانت تقرأ له فى شتى العلوم وهو يقود السيارة، حتى لا تضيع أربع ساعات من السفر دون استفادة.
هل رأيت مثل هذا النموذج من النساء أظن الإجابة بألف لا.
- أتصور أن النجاح المدوي، للعلامة الموسوعي السيد الجميلي يحتاج لدراسته، كما وكيفا، وظروفا أحاطت به لتصنعه، مثل العادة التي اطلعتينا عليها سعادتكم معالي الدكتورة الموقرة دينا الجميلي، ولابد أنه كانت له عادات خاصة ومرهقة، ويصعب أن يقلده فيها أحد مثل أوقات القراءة والمطالعة والتأليف، وفهرس العادات اليومية، ومواعيد الطعام والشراب، وعاداته، والنوم والراحة، رحمه الله رحمة واسعة، وأمد الله في عمر الزوجة المخلصة النادرة معالي السيدة الموقرة والدتكم وبارك في صحتها.
وتقول د .دينا الجميلي : والدتي كأنما فصلت خصيصًا لأجل والدي، طرقت أبواب قلبه بدون سابق موعد، فكانت لمشيئة الله القول الفصل في الجمع بين الجميلى والحياة، تلك الفتاة الطيّعة لربها، البارّة بالقريب والبعيد، ذات القلب النورانىّ والخُلق المريمىّ، دائمًا ما كانت مُتفردة، فحينما كانت عقول الكثيرات فى عُمرها أسيرةً لأبطال الوهم، كان عقلها أسيرًا لأبطال الواقع، أولئك الذين يبذلون الغالي والنفيس فى سبيل إنارة العقول، أولئك الذين يجودون بالعلم، ويُغدقون بالمعرفة، أملاً فى تكسير أصنام الجهل، وتبديد ظلمات التأخر والرجعية، هؤلاء كانوا هُم الأبطال الحقيقيون فى نظر والدتي، التي تمنَّت لو تظفر بأحدهم لقامت فى خدمته إجلاءًا واحترامًا، وكأن الله قد اطّلع على مكنون قلبها، فمنحَ قلبها ما يستحق، وبُوركت العظيمة بالعظيم، قِيل أن الأرواح تمامًا كالأقطاب حين تتجاذب، ترتبط برابطة قوية يصعب تكسيرها، ولو بأعتى الوسائل، كذلك كان أبي وأمي.
- هل تحدثينا عن بداية التعارف؟
تقول د . دينا الجميلي : حينما جاءها النداء من أبي، أن خُذي بيدي لنسير معًا في هذا الطريق، لبّت والدتي النداء بكل حُب، غير آبهةٍ بما قد تُلاقيه خلال هذا الطريق، من صعوبات وحرمان من جوار الأهل والأحبة، مُلقيةً عرض الحائط برغبتها الفطرية فى عيش الرفاهية، التي تطمح إليه سائر النساء، فكانت تجد بهجتها حين ترى أبي راضيًا، وشغفها حين تجد عقله يلتقط فكرة ويرغب بالكتابة عنها، فتدفعه دفعًا على المُضى فى فكرته الجديدة حتى النهاية، وحتى صدورها فى كتاب، تارةً بالتحفيز المعنوى وتعزيز ثقته بقدراته الفكرية والمعرفية، وتارةً أخرى بمساعدته فى تجميع المصادر المتعلقة بالموضوع، وتارةً ثالثة بمساعدته من خلال آلتها الكاتبة حتى تنتهى الرحلة وتُسفر عن كتاب جديد قيِّم، بطله الظاهر السيد الجميلي -وإلى جانبه- بطله الخفي حياة، فى سعادة أبي وفى حزنه، في أوقات ضيقه وفي تعبه، فى يأسه وفي أمله، كانت هناك دائمًا وأبدًا والدتي، تلك البطلة التي أعتزّ وأفخر لكوني ابنتها، التي أتطلع بانبهار لصمودها وقوّتها، فهي العصا التي أتكأت عليها روح أبي السيد الجميلي.
- وماذا عن دور الوالدة الكريمة مع حضرتك؟
تقول د . دينا الجميلي : والدتي، هي ملكتي وفخري وقدوتي، التي تشجعني دائما لاكمال ما بدأه أبي، مازلت أرى في بريق عينيها نفس الشغف، حين تجدني أسعى لإنجاز شيء ما، والتي لا تنفك تدفعني إليه، حتى أمضي فيه بكل جرأة وثبات، وكأن مرور الزمن، وتوالي الشدائد، فشل فى إضعاف عزيمتها، وعوامل الكِبر، فشلت في فرض سيطرتها على روحها، فتلك الروح البكر لن يعرف الهرم لها سبيل.
وها أنا ذا أتقطر خجلاً، بينما أكتب تلك الكلمات التى تظلمها، أكثر مما تُنصفها، فهي التي أيًا كان ما أكتب عنها، فهو قليلٌ للغاية وباخسٌ لحقها.
وبكثير من الحب والامتنان، أُهديها تلك الكلمات، التى تُبرهن لنا أن بعض الحكايا لا يمكن تحديدها بحدود الزمان المعروفة، ولا يمكن وضع نهاية لها بالموت، فأبي لايزال حيًا بذاكرة والدتي وقلبها، عالقًا بثنايا روحها، لا تمر مناسبة، من دون أن تدعو له بالرحمة وتوصينا بالدعاء له، ومازالت ماضية على العهد، حتى يكتب الله اللقاء مُجددًا تحت ظله وفى رحابه، فرحم الله والدي وسلامٌ عليك والدتي، طبتِ دومًا يا دُرة الجميلي.
- هل هناك من أثر كشاهد على تلك العلاقة الفريدة بين العلامة الجميلي والزوجة النادرة؟
تقول د. دينا الجميلي : هذه شهادة من والدي لوالدتي بأنها كانت عينه التي يبصر بها، والعون الذي يعول عليه، هذا الإهداء من ضمن الإهداءات التي كافأها بها والدي، عرفانا وامتنانا لصبرها وصلابتها.