إلى أين؟
: قال الصدى!
فتشظى فراغ النهاية خلف الشبابيك
هام الهواء على وجهه
قالت الريح: وجهتنا في خواء السنين
إلى حيث لا يدرك النوم حلمٌ أخيرٌ
وتغدو شفافية الوقت
جرحاً بلا وجهةٍ
وبيتاً صغيراً على تلةٍ في السماء
إلى حيث لا يترك الغارقون تشبثهم بالحياة
ولا يقذف البحر ما مات من حزنهم في العراء
إلى حيث كل المسافات قلب الغريب
وكل مساءٍ كمين.
إلى ما وراء الوراء
إلى ما وراء الحكاية
حيث يكوم حزن المساء تثاؤبه
ويرقّع قمصانه بالأماني القديمة
أو يترصد للعابرين
إلى بعدُ
أو بعدُ بعدُ
إلى حيث لا تلد الكلمات الصدى المتخثر
أو تستجيب الزغاريد للموت
حيث الكلام توقف عن شهوة الزيف
حيث الحدود الأخيرة للوقت ماتت
إلى حيث لا يترك البحر للهاربين من العسس الوطني
وذاكرة الفقر والقات
شوقاً إلى الأمهات
وليلاً طويلا
وأغنية تنزف الذكريات
إلى حيث لا يصل الظل
أو تقف الشمس مثقوبة القلب
خلف بيوت الصفيح
إلى حيث أول معنى ينام
ولا تدرك الليل فيه حدود الحنين
هنالك
أقصى المواعيد
أقصى جهات البعيد
وأقصى وأقصى...
وأقسى....
هنالك يولد ليلٌ كثير الظلام
ويهرب معنى كثيف الغياب من الأم
وهي تهيل الدعاء على الوقت ليلاً
وتثقب بالدعوات السماء
هنالك تولد رائحةٌ من مساءٍ بعيدٍ
وتمشي الدروب إلى حتفها
لا يقول الصدى: أين
لا يترك الله جثته في بيوت المساكين
والأم تنسى مسافة نصف نهارٍ
وتحكي لجاراتها كيف كان الهواء المحلي
في متناول حنائها
والعصافير خلف النوافذ كل صباح
تغرد لله
والله كان كريماً وحراً
وكان الزمان رخيصاً
وكان الريال يرنُّ
:تقول وتحكي
وتنسى مسافة تنهيدتين
تقلّب قلب التفاصيل ذات الشمال
وذات اليمين.
إلى أين يا عبد رحماننا
إلى أين
تترك وقتك يعبث بالكلمات
ويضبط ساعتنا باتجاه البكاء
إلى أين تترك كل المساءات خلف شبابيكنا
تنبح الصمت في الطرقات
وتثخن قلب الهواء بتنهيدةٍ لا ترى
إلى أين يمضي بنا العمر
نحن الذين نحبك يا عبدَ رحماننا
والنداء على الذات
بئر النحيب
ورجع الصدى من شقوق الجبال
يشد الجهات
يكومها في دروب المساء الحزين!
وبعدك كل مساءٍ حزينٌ
وكل زمانٍ حزينٌ
وكل فراغٍ حزينٌ
وكل حديثٍ حزين!
إلى أين يا عبدَ رحماننا
إلى أين يا وقت أمي؟
إلى أين يا شمس تشرين ؟
يا بيت جدي القريب من الله
يا حيرة العلم الوطني إذا هبَّ حزني جنوبا
إلى أين
يا كل تلك الثقوب التي يتسرب منها الرهان على الله
يا كل تلك الدروب التي لا تؤدي
إلى أين
يا كل أين؟
2007/4/23
: قال الصدى!
فتشظى فراغ النهاية خلف الشبابيك
هام الهواء على وجهه
قالت الريح: وجهتنا في خواء السنين
إلى حيث لا يدرك النوم حلمٌ أخيرٌ
وتغدو شفافية الوقت
جرحاً بلا وجهةٍ
وبيتاً صغيراً على تلةٍ في السماء
إلى حيث لا يترك الغارقون تشبثهم بالحياة
ولا يقذف البحر ما مات من حزنهم في العراء
إلى حيث كل المسافات قلب الغريب
وكل مساءٍ كمين.
إلى ما وراء الوراء
إلى ما وراء الحكاية
حيث يكوم حزن المساء تثاؤبه
ويرقّع قمصانه بالأماني القديمة
أو يترصد للعابرين
إلى بعدُ
أو بعدُ بعدُ
إلى حيث لا تلد الكلمات الصدى المتخثر
أو تستجيب الزغاريد للموت
حيث الكلام توقف عن شهوة الزيف
حيث الحدود الأخيرة للوقت ماتت
إلى حيث لا يترك البحر للهاربين من العسس الوطني
وذاكرة الفقر والقات
شوقاً إلى الأمهات
وليلاً طويلا
وأغنية تنزف الذكريات
إلى حيث لا يصل الظل
أو تقف الشمس مثقوبة القلب
خلف بيوت الصفيح
إلى حيث أول معنى ينام
ولا تدرك الليل فيه حدود الحنين
هنالك
أقصى المواعيد
أقصى جهات البعيد
وأقصى وأقصى...
وأقسى....
هنالك يولد ليلٌ كثير الظلام
ويهرب معنى كثيف الغياب من الأم
وهي تهيل الدعاء على الوقت ليلاً
وتثقب بالدعوات السماء
هنالك تولد رائحةٌ من مساءٍ بعيدٍ
وتمشي الدروب إلى حتفها
لا يقول الصدى: أين
لا يترك الله جثته في بيوت المساكين
والأم تنسى مسافة نصف نهارٍ
وتحكي لجاراتها كيف كان الهواء المحلي
في متناول حنائها
والعصافير خلف النوافذ كل صباح
تغرد لله
والله كان كريماً وحراً
وكان الزمان رخيصاً
وكان الريال يرنُّ
:تقول وتحكي
وتنسى مسافة تنهيدتين
تقلّب قلب التفاصيل ذات الشمال
وذات اليمين.
إلى أين يا عبد رحماننا
إلى أين
تترك وقتك يعبث بالكلمات
ويضبط ساعتنا باتجاه البكاء
إلى أين تترك كل المساءات خلف شبابيكنا
تنبح الصمت في الطرقات
وتثخن قلب الهواء بتنهيدةٍ لا ترى
إلى أين يمضي بنا العمر
نحن الذين نحبك يا عبدَ رحماننا
والنداء على الذات
بئر النحيب
ورجع الصدى من شقوق الجبال
يشد الجهات
يكومها في دروب المساء الحزين!
وبعدك كل مساءٍ حزينٌ
وكل زمانٍ حزينٌ
وكل فراغٍ حزينٌ
وكل حديثٍ حزين!
إلى أين يا عبدَ رحماننا
إلى أين يا وقت أمي؟
إلى أين يا شمس تشرين ؟
يا بيت جدي القريب من الله
يا حيرة العلم الوطني إذا هبَّ حزني جنوبا
إلى أين
يا كل تلك الثقوب التي يتسرب منها الرهان على الله
يا كل تلك الدروب التي لا تؤدي
إلى أين
يا كل أين؟
2007/4/23