هذ الجسد مكان ضيق جدا
حتى على الفرح
لا يصلح لأكثر من يوم
إن بالغنا في تصوُّر الأمل
من ينقذ الأيام من مرض التكرار؟!
في هذا المكان
ولدت كلماتٌ وحكاياتٌ ومرايا وأوهامٌ أنيقة
ومارس الندم عمل شفرة الحلاقة
وولد الليل
وتفاصيل كثيرة عن الذين يحررهم النسيان
أو يرحلهم إلى ما بعد الغصة
أحدهم أخذ معنى...
يا ليل مَن أحببتهم
وجع الكمْان
يساوم المعنى على دمعي
وراء الذكريات
وينكأ المعنى القديم من الحياة
كأنما في قلبه نغمٌ يعيش على الأسفْ!
خلفي ظلالٌ مات فيها الوقت
وارتدَّ النداءُ على الصدى
يستدرج الأسماءَ خلف السيرة الأولى
ويقتل حزنها الأعلى
يقيل الليلَ من عرش الهدوء
كأنَّما في هذه الجدران كل مسافةٍ...
بلا مبادرة من أحد
يولد اللاشيء
اجلسوا داخل أيامكم التي تخاف
ودخنوا الماريجوانا
قد يضلل الدخان الألم
أو يمنحه شعورا بالإنجاز
في الخارج أيامٌ كثيرة ليس لها معنى
وفي الداخل أيضا أيامٌ كثيرة تبحث عن فرصة لتعيش
لا أتهم الحياة بشيء
لأنني حتى الآن لا أعرف ما الحياة
لكن، مَنْ ترك كل هذا الليل هنا؟!
من...
كانت أمي أكثر من دفع بي باتجاه الندم
ففي كل مرة كانت تتحدث عن الله
كانت تقف في العتمة
وفي كل مرة كانت تتحدث عن الليل
تبصق على جهة اليمنى من الألم
كانت تنجح في تحييد الغياب
وتستدرج القلق إلى آخر المعنى
لم تكن شاعرة
ولا تهتم بالأحزان السيادية
أو الرهان على الغيب
كانت مجرد أمٍّ بالصدفة
تقف في...
خارج قاعة الاجتماع الحزبي
التي أصيب فيها الجميع بعدوى التصفيق والحياد الإيجابي مع الله
شخيرٌ ذكوري يركض بلا حياد
شخيرٌ يوحد الجهات
لم يأتِ من غيمةٍ حزينة
أو من كتاب رأس المال
لم يهبط بمهمة مقدسة
هناك جثةٌ تطارد الكوابيس وتناور بقوة
أشياء ترتطم بجدار النوم
وأخرى يسحبها الهواء إلى خارج...
أعداء بالتساوي
أحدهم عاش عشرين عاماً خارج ذاته
وحين أراد الرجوع إليها
تعثر بالآخرين على مداخل وهمه
وعتبات جراحه
بكى نصف عمره
ووضع كل ما بقي له من الفراغ حيث لا أحد
ونام بكامل نسيانه
لم يعد خائفاً من الخيبات والليل
والغباء المتلفز.
والآخر عاش عشرين عاما يربي الأنا
يسهر على الكلمات المدببة
يستدرج...
هناك آخرون في كل مكان
وحتى خارج الزمن الذي نتزاحم فيه
سيكون هناك آخرون
وآخرون جدا.
لا شيء ينجو من الآخرين
ربما فقط، هناك ما يخصنا حين نرحل
ونصير بالنسبة للآخرين مجرد أسماء
جاء الوقت مبكرا جدا
لكنه بعد الآخرين،
جاء حتى قبل أن نتساءل: ماذا سنفعل بكل هذا العمر؟!
ووقفنا حائرين: هل نذهب معه
أم نبحث...
من المسافة صفر
كانت الإصابة دقيقة جدا
وقاتلة.
من هناك بدأ كل هذا اللاشيء
حتى حين تراكم الغياب على دفتر الذكريات
وعلى الرفوف
وزجاج النوافذ
والمرايا
وعلب الهدايا
والشرفة الوحيدة
والليل المبعثر في الزوايا
وصارت له رائحة الحنين القاسي
لم أستطع أن ألتفت إلى الوراء
أو الهرب من صراخ الوحشة
فقد كان...
نريد شاياً ساخناً
وعاطفةً سينمائية
أو متلفزة
وثورةً أخرى غير هذه التي فشلت في الفيلم
وأنجبت ديكتاتورا كثير النياشين،
في المقهى يبدو الزمن شأناً شخصياً جدا
وحدك في مكانٍ ما
خارج كأسك تعيش الحياد الإيجابي مع الشاي والسكر
لكنَّ الأوطان الشفوية تتزاحم على الطاولة
مواقف واقفة
وأخرى لها رائحة القرفة...
كل الوقت الذي تداركته الحكايات
صار باردا وبطيئا
بلا حواس
أو هوامش
حتى هواء الحرية صار يهز اللافتات الانتخابية
وينسى الستائر
ماتت كل الأشياء التي تخصني
مات الزمن الذي كنا نعيشه
وبقي الزمن الذي يحاصرنا بالذكريات
الزمن الذي يسحبنا خلفه جثثاً مهترئة
يؤجل دفنها!
لا نبحث عن شيءٍ سوى النظرة الأخيرة
عن...
يشاهد أفلام الأكشن
ليشعرَ بقوة الإثارة
لم يفقد الأمل في بكرة
فقد القدرة على الحلم
وحده في كل مكان
لا شريك له
يشاهد أفلام الكابوي ليدرب خياله
على دخول الحانات
وإطلاق الرصاص
وقتل الغباء والرتابة
خرجَ من المربع الأسود
وهو ينوي أن يمزق كل الكلمات المتقاطعة
ويلقي بها في منفضة الخسائر
الرجل الذي...
تعب الوهم يا خيال المقاهي
كل معنى يظل قيد اشتباهِ
تعب الدربُ من لهاث الأماني
وتلاشى دفء الحنين الشفاهي
ليس فينا لغصة الريح بابٌ
ما وجدنا للعمر أيَّ اتجاهِ
طبّقوا وحدة الفناء علينا
وأتاحوا لنا ارتجال المتاهِ
لا مساءات تحتفي بالتلاقي
لا تفاصيل تحتفي بالتناهي
غربة الشمس في المدار استباحت
كلَّ حلمٍ...
الليل وحيدٌ هنا
ليس له جهات أخرى
ليس له سقفٌ أعلى من الأمل
خرجت من طفولتي باكرًا
وتركتها خلفي
تلعب على الحياد
خائفة من السجائر المهربة
والوطن الذي خلف الأسلاك الشائكة
كبرتُ قبل الوقت الضائع
ففقدت حاسة الحنين
لم أعد أرى في سارية العَلَم غير شبح المشنقة
حتى اسمي لم يعد عاليا على اليأس
لا خارطة...
ليكن للآه، ما شاء قديماً او جديدا
حيث لا أعرف من معناك ما يتركني يوماً سعيدا
حيث لا أسمع نبضي، أو أرى الليل عنيدا
وارى كل المسافات التي تقصي حنيني
علَّقتْ في ليلها حلماً شريدا
ومضت تفتح آهاتي بريدا
يا جهاتٍ مات في وحشتها
إيقاعُ وقتي
أين ما كان من القلب قريبا
كيف صارت كلمات الشوق تأريخا بعيدا؟...
لا أعرف من أين أخرج إلى ما بعد حبك!
كثيرةٌ هي الأبواب المغلقة في وجه الذي ليس له أحد
كثيرةٌ هي الجهات التي ليس لها أبواب
والكلمات التي ليس لها مفاتيح
والصدأ الذي يسمونه الذكريات
هكذا كل ليلةٍ أقول سأنساك
ثم أنسى أنني قلت شيئا
أنسى المفتاح في الباب الذي خرج منه كل شيء أحبه
الباب الذي خرجتِ منه...