محمد فائد البكري - أصبحتِ كل الذي لا تخافين!

وراءك ما لا أخاف عليك
سيختبىء الوقت في اسمي قليلا
ويخرج من جثتي لنكون معاً
أو نكون بعيدين عن غربة الوقت فينا
وراءك كل الهدوء النهائي
كل المدى
وراءك لاشيء
بعدك لاشيء
أصبحتِ كلَّ الذي لا تخافين
كل الحياد مع المستحيل
وأصبحتُ كلَّ حيادٍ كفيفٍ
وحزنٍ فسيح.
غبارٌ
ووقتٌ
وأشلاءُ معنى
وصوتٌ يجيء من اللازمان
وإحساس جغرافيا الذات بالكلمات البطيئة وهي تموت وراء التردد
وهي تغادر سرب الطيور الكفيفة في موسم الموت خلف الحدود
أعيدي إليَّ الشعور بحزني عليك
أعيدي إليَّ الشعور ببعض الخسارة
كي أتحسس ما في حدودي من اليأس
والكبرياء الجريح.
أعيدي إليَّ الشعور بنفسي لأبكي قليلا
لأندب ما بيننا من مسافة معنى
لأجرح ليل الحديقة بالصمت
أو أتنصل من شهوة العبث البشري
أريد القليل من المستحيل
من الوخز في القلب
من وجع الطير في قفصٍ مات فيه الشعور بمعنى
وضاق به اللامكان.
على شرفةٍ في حياد التفاصيل يملأ ليلك
كل فراغات هذا الهواء الذي أثختته الهتافات
هذا الهواء الذي يتفصد بين القبور
ترين امتداداً
ترين الزمان الذي يتكوَّم تحت ترابك قبراً
ترين الذين أزاحوا الهباء وناموا
ترين أبي وهو لا يتراجع للخلف من نفسه
لا يخاف الأناشيد
والطلقات التي يتبادلها الخائفون من الموت بين الخنادق
والطلقات التي ثقب الراية الوطنية
تقتل روح المسافة في كل ريح.
وصوتٌ يجيء من الوقت
أصبح قبرك كل حدود الحياة
وأصبحت أبصر جثة عمري
أرى ما وراء سياج الغياب
أرى الليل وهو يعرِّي الجهات من اللون
يصبغها وحشةً
ويحدد لون الوقاحة فيها
ويحشرها في الخواء
أراك وقد صرت أكثر حريةً من غباء المرايا
ومن ملل الدورة الدموية
لا أصدقاء يخوضون وحل الكلام
ولا الهاتف الخلوي يرن ليسأل عن حزنك الفوضوي
ولا ماء يخشى احتباس الحرارة
خلف بيوت الصفيح!


2014/11/6

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى