المُعتقدُ أو العقيدة هو كل ما يؤمن به الناسُ إيمانا راسخا ولا يُخامرهم أدنى شك في صحته ويربطون به مصيرَ حياتِهم بجميع مظاهرها. المعتقد يمكن أن يكون من صُنع الإنسان كما يمكن أن يكون على شكل رسالات سماوية كلَّف اللهُ ألأنبياء والرسل بتيليغها إلى البشر. في هذه الحالة، المُعتقد يصبح مرادفا للدين. والدينُ نفسُه يمكن أن يكونَ وضعيا، أي من صُنع الإنسان ويمكن أن يكون منزلا من عند الله.
أما الخير، فهو كل ما يسُرُّ الناسَ وينفعهم ويُسعدهم. والخيرُ يمكن أن يكونَ ملموسا، أي ماديا، كما يمكن أن يكون معنويا. والكلام الطيب، أي الكلام الخالي من الشتم والاستعلاء والتَّكبُّر والدناءة و…، يندرج في خانة الخير المعنوي.
وهذا هو ما أوصى به اللهُ سبحانه وتعالى في جزء من الآية الكريمة رقم 83 من سورة البقرة : "...وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا…"، أي، إذا خاطبتم الناسَ، قولوا لهم كلاما طيبا. أو إذا خاطبتم الناسَ، خاطِبوهم بحُسن خُلُق. ومخاطبة الناس بحُسن خُلُق هو بمثابة تساوي المُخاطِب والمخاطَب وإعطاء لهذا الأخير قيمةً اعتبارية. في الحقيقة، هذه الآية موجهة لبني إسرائيل لكن، ما دام بنو إسرائيل بشرٌ مثلهم مثل البشر الآخرين، يمكن الاقتداءُ بما أوصى به اللهُ عبادَه من حُسن خُلُق عند مخاطبة الناس.
وما يُثيرُ الانتباهَ، هو أن مَن سيقول "حُسنا"، سيقوله لِمَن؟ سيقوله للناس. وكلمة "الناس" تعني جميع الناس أو جميع البشر. لأن اللهَ، سبحانه وتعالى، لم يقل : قولوا حُسنا للمسلمين أو النصارى أو اليهود أو أية ديانة أخرى أو قولوا حُسنا لناسٍ دون آخرين. وهذا يعني أن قولَ الكلام الطيب ليس مرتبطا بمُعتقد مَن هم موجَّهٌ لهم هذا الكلام الطيب. وهذا يعني أن البشرَ مُكرَّمون عند الله بغض النظر عن معتقداتهم مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (الإسراء، 70).
وتكريم الله لبني آدم، بغض النظر عن معتقداتِهم، لم يتوقف عند قول الكلام الطيب للناس. بل إن هذا التَّكريمَ والاعتبارَ طالا أو شملَا حتى المشركين (وهم الكفار) الذين كانوا ضد التَّوحيد وكانوا جاحدين للرسالات السماوية ولا يعترفون بها وبآخِرِ الأنبياء والرُّسل، محمد (ص). المُشركون الذين كانوا يعتدون على المسلمين ويخرجونهم من ديارهم ويسخرون منهم ويستهزئون بهم ويتهمونهم بالسحر والجنون… مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (الممتحَنة، 8). أليست هذه الآية الكريمة دليلٌ على أن اللهَ سبحانه وتعالى يريد الخيرَ لعباده بغض النَّظر عن معتقداتِهم. أهناك تسامحٌ خيرٌ من هذا الذي أراده اللهُ لعباده؟
وقمَّة التَّسامح هذا نلمسُها حين بعث اللهُ سبحانه وتعالى موسى وأخاه هارون إلى فرعون وطلب منهما، رغم طُغيان وجبروت واستعلاء هذا الأخير، أن يُعامِلاه بالكلام الطيب مصداقا لقوله عزَّ وجلَّ : "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ" (طه، 44). أليست هذه الآية دليلٌ على حُسن المعاملة التي تندرج في خانة الخير الذي أراد اللهُ سبحانه وتعالى أن يتَّصفَ به عبادُه بغض النظر عن معتقداتهم.
والآيات القرآنية الكريمة التي تبيِّن أن اللهَ سبحانه وتعالى يريد الخيرَ لعباده، بغض النظر عن مُعتقداتهم، كثيرة أخُصُّ بالذكر من بينها : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (البقرة، 168). في هذه الآية، يتوجَّه الله سبحانه وتعالى للناس كلهم ويدعوهم إلى أكل ما سخره لهم من خيرات في البر والبحر (نباتات وحيوانات). وحين يتوجَّه اللهُ جل علاه للناس جميعا، فإنه يضعهم على قدم المساواة فيما يخصُّ الاستفادة من خيرات الأرض.
السؤال المطروح هنا هو: "هل الناس، وأخصُّ بالذكر المسلمين الذين تحثهم عقيدتُهم على الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، يقولون، فعلا في حياتهم اليومية، "حُسناً" لبعضهم البعض كما أراد لهم اللهُ ذلك"؟ بكل بساطة، الجواب هو لا! لماذا؟
1.لأن شريحةً عريضةً من الناس وجدوا ضالَّتَهم في شبكات التَّواصل الاجتماعي، فراحوا يستغلونها لتوجيه الشتم والكلام النابي لمَن لا يشاطرونهم الآراء. بل ويُعرِّضونهم للتشهير والتَّبخيس والحطِّ من سُمعتِهم علما أن اللهَ سبحانه وتعالى يقول في إحدى آيات القرآن الكريم: "..وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ…" (الحجرات، 11)، أي أن لا يطعنَ بعضًكم في البعض الآخر ولا تنطقوا في حق الناس الآخرين بألقاب لا يحبُّونها وتجرح عواطفَهم.
2.لأن شريحةً عريضةً من السياسيين هنا ومناك، عوض أن يكونوا قدوةً للناس في التَّصرُّف بخُلُقٍ حسَنٍ والنًّطق بكلام طيب، فإنهم يتبادلون الشتائم والكلامَ الجارح والمُنحط. بل إنهم مستعدون لدَهسِ كل مَن يعترض طريقَهم للوصول إلى السلطة. وعوض أن تنهاهم عقيدتُهم عن اجتناب الكلام الجارح، فإنهم، حباً في السلطة ولكل ما تُتيحه لهم من فُرص الجشع والنَّهَم، ينسون ما تُمليه عليهم هذه العقيدة، فينصاعون لغرائزهم وأهوئهم.
3.لأن بعضَ رجال الدين من فقهاء وعلماء، وخصوصا أولائك الذين اتخذوا من التَّطرُّف الديني عقيدةً لهم، عندما تُعارَضُ أفكارُهم واتجاهاتُهم التَّطرُّفية، ينسون فقهَهم وعِلمَهم. حينها، يواجهون مُعارضيهم، حتى لو كانوا فقهاء وعلماء مثلهم، بالسب والشتم والتَّكفير وينعتونهم بالزندقة، وقد يُفتون بقتل هؤلاء المعارضين. بل إنهم ينسون ما أوصى به الله عبادَه من حُسن الخُلُق ولِينِ الكلام مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ… (النحل، 125). "جادِلهم"، أي افتح معهم نقاشا يسوده الاحترامُ المتبادل. والنقاش هو الشيء الذي يكرهه مَن جعل ويجعل من التَّطرُّف الديني عقيدتَه. المُتطرِّف الديني هاجِسُه الأول والأخير هو فَرضُ أفكاره واتجاهاتِه على الآخرين، وبدون نقاش!
ليست هذه إلا بعض الأمثلة مما يجري في الواقع اليومي للناس. ناهيك عن الاغتياب والغمز واللَّمز والقدح والوشاية… وكأن الناسَ يستحضرون الدينَ، فقط، في المساجد وفي صوم رمضان… بينما الدين عبادات وجزء كبيرٌ منه معاملات. فما الفائدة من العبادات إن لم يكن لها تأثيرٌ على المعاملات؟ كل ما يجري في الحياة اليومية للناس مبني على المعاملات. والمعاملات لا تستقيم بدون تواصل. والتواصل أساسُ العلاقات بين الناس بواسطة وسيلة اجتماعية-لغوية socio-linguistique التي هي اللغة أو الكلام. واستقامة المعاملات من استقامة اللغة أو الكلام. واستقامة اللغة أو الكلام تتطلَّب أن يكونَ هذا الكلامُ طيباً، منطقيا وفيه نفعٌ للجميع.
أما الخير، فهو كل ما يسُرُّ الناسَ وينفعهم ويُسعدهم. والخيرُ يمكن أن يكونَ ملموسا، أي ماديا، كما يمكن أن يكون معنويا. والكلام الطيب، أي الكلام الخالي من الشتم والاستعلاء والتَّكبُّر والدناءة و…، يندرج في خانة الخير المعنوي.
وهذا هو ما أوصى به اللهُ سبحانه وتعالى في جزء من الآية الكريمة رقم 83 من سورة البقرة : "...وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا…"، أي، إذا خاطبتم الناسَ، قولوا لهم كلاما طيبا. أو إذا خاطبتم الناسَ، خاطِبوهم بحُسن خُلُق. ومخاطبة الناس بحُسن خُلُق هو بمثابة تساوي المُخاطِب والمخاطَب وإعطاء لهذا الأخير قيمةً اعتبارية. في الحقيقة، هذه الآية موجهة لبني إسرائيل لكن، ما دام بنو إسرائيل بشرٌ مثلهم مثل البشر الآخرين، يمكن الاقتداءُ بما أوصى به اللهُ عبادَه من حُسن خُلُق عند مخاطبة الناس.
وما يُثيرُ الانتباهَ، هو أن مَن سيقول "حُسنا"، سيقوله لِمَن؟ سيقوله للناس. وكلمة "الناس" تعني جميع الناس أو جميع البشر. لأن اللهَ، سبحانه وتعالى، لم يقل : قولوا حُسنا للمسلمين أو النصارى أو اليهود أو أية ديانة أخرى أو قولوا حُسنا لناسٍ دون آخرين. وهذا يعني أن قولَ الكلام الطيب ليس مرتبطا بمُعتقد مَن هم موجَّهٌ لهم هذا الكلام الطيب. وهذا يعني أن البشرَ مُكرَّمون عند الله بغض النظر عن معتقداتهم مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا (الإسراء، 70).
وتكريم الله لبني آدم، بغض النظر عن معتقداتِهم، لم يتوقف عند قول الكلام الطيب للناس. بل إن هذا التَّكريمَ والاعتبارَ طالا أو شملَا حتى المشركين (وهم الكفار) الذين كانوا ضد التَّوحيد وكانوا جاحدين للرسالات السماوية ولا يعترفون بها وبآخِرِ الأنبياء والرُّسل، محمد (ص). المُشركون الذين كانوا يعتدون على المسلمين ويخرجونهم من ديارهم ويسخرون منهم ويستهزئون بهم ويتهمونهم بالسحر والجنون… مصداقا لقوله سبحانه وتعالى: "لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (الممتحَنة، 8). أليست هذه الآية الكريمة دليلٌ على أن اللهَ سبحانه وتعالى يريد الخيرَ لعباده بغض النَّظر عن معتقداتِهم. أهناك تسامحٌ خيرٌ من هذا الذي أراده اللهُ لعباده؟
وقمَّة التَّسامح هذا نلمسُها حين بعث اللهُ سبحانه وتعالى موسى وأخاه هارون إلى فرعون وطلب منهما، رغم طُغيان وجبروت واستعلاء هذا الأخير، أن يُعامِلاه بالكلام الطيب مصداقا لقوله عزَّ وجلَّ : "فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ" (طه، 44). أليست هذه الآية دليلٌ على حُسن المعاملة التي تندرج في خانة الخير الذي أراد اللهُ سبحانه وتعالى أن يتَّصفَ به عبادُه بغض النظر عن معتقداتهم.
والآيات القرآنية الكريمة التي تبيِّن أن اللهَ سبحانه وتعالى يريد الخيرَ لعباده، بغض النظر عن مُعتقداتهم، كثيرة أخُصُّ بالذكر من بينها : "يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ" (البقرة، 168). في هذه الآية، يتوجَّه الله سبحانه وتعالى للناس كلهم ويدعوهم إلى أكل ما سخره لهم من خيرات في البر والبحر (نباتات وحيوانات). وحين يتوجَّه اللهُ جل علاه للناس جميعا، فإنه يضعهم على قدم المساواة فيما يخصُّ الاستفادة من خيرات الأرض.
السؤال المطروح هنا هو: "هل الناس، وأخصُّ بالذكر المسلمين الذين تحثهم عقيدتُهم على الأمرِ بالمعروف والنهي عن المنكر، يقولون، فعلا في حياتهم اليومية، "حُسناً" لبعضهم البعض كما أراد لهم اللهُ ذلك"؟ بكل بساطة، الجواب هو لا! لماذا؟
1.لأن شريحةً عريضةً من الناس وجدوا ضالَّتَهم في شبكات التَّواصل الاجتماعي، فراحوا يستغلونها لتوجيه الشتم والكلام النابي لمَن لا يشاطرونهم الآراء. بل ويُعرِّضونهم للتشهير والتَّبخيس والحطِّ من سُمعتِهم علما أن اللهَ سبحانه وتعالى يقول في إحدى آيات القرآن الكريم: "..وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ…" (الحجرات، 11)، أي أن لا يطعنَ بعضًكم في البعض الآخر ولا تنطقوا في حق الناس الآخرين بألقاب لا يحبُّونها وتجرح عواطفَهم.
2.لأن شريحةً عريضةً من السياسيين هنا ومناك، عوض أن يكونوا قدوةً للناس في التَّصرُّف بخُلُقٍ حسَنٍ والنًّطق بكلام طيب، فإنهم يتبادلون الشتائم والكلامَ الجارح والمُنحط. بل إنهم مستعدون لدَهسِ كل مَن يعترض طريقَهم للوصول إلى السلطة. وعوض أن تنهاهم عقيدتُهم عن اجتناب الكلام الجارح، فإنهم، حباً في السلطة ولكل ما تُتيحه لهم من فُرص الجشع والنَّهَم، ينسون ما تُمليه عليهم هذه العقيدة، فينصاعون لغرائزهم وأهوئهم.
3.لأن بعضَ رجال الدين من فقهاء وعلماء، وخصوصا أولائك الذين اتخذوا من التَّطرُّف الديني عقيدةً لهم، عندما تُعارَضُ أفكارُهم واتجاهاتُهم التَّطرُّفية، ينسون فقهَهم وعِلمَهم. حينها، يواجهون مُعارضيهم، حتى لو كانوا فقهاء وعلماء مثلهم، بالسب والشتم والتَّكفير وينعتونهم بالزندقة، وقد يُفتون بقتل هؤلاء المعارضين. بل إنهم ينسون ما أوصى به الله عبادَه من حُسن الخُلُق ولِينِ الكلام مصداقا لقوله سبحانه وتعالى : "ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ… (النحل، 125). "جادِلهم"، أي افتح معهم نقاشا يسوده الاحترامُ المتبادل. والنقاش هو الشيء الذي يكرهه مَن جعل ويجعل من التَّطرُّف الديني عقيدتَه. المُتطرِّف الديني هاجِسُه الأول والأخير هو فَرضُ أفكاره واتجاهاتِه على الآخرين، وبدون نقاش!
ليست هذه إلا بعض الأمثلة مما يجري في الواقع اليومي للناس. ناهيك عن الاغتياب والغمز واللَّمز والقدح والوشاية… وكأن الناسَ يستحضرون الدينَ، فقط، في المساجد وفي صوم رمضان… بينما الدين عبادات وجزء كبيرٌ منه معاملات. فما الفائدة من العبادات إن لم يكن لها تأثيرٌ على المعاملات؟ كل ما يجري في الحياة اليومية للناس مبني على المعاملات. والمعاملات لا تستقيم بدون تواصل. والتواصل أساسُ العلاقات بين الناس بواسطة وسيلة اجتماعية-لغوية socio-linguistique التي هي اللغة أو الكلام. واستقامة المعاملات من استقامة اللغة أو الكلام. واستقامة اللغة أو الكلام تتطلَّب أن يكونَ هذا الكلامُ طيباً، منطقيا وفيه نفعٌ للجميع.