د. محمد عباس محمد عرابي - وقفة مع رثاء بعض علماء اللغة والأدب المعاصرين

رحم الله أساتذتنا علماء اللغة والأدب الذين ودعناهم في السنوات الأخيرة، وهم وإن كانوا قد فارقونا بأجسادهم، إلا أن عطاءهم وعلمهم باق تنتفع به البشرية عبر العصور، وقد أحسنت شبكة الألوكة صنعًا في نشر قصائد رثائهم التي تبين مناقهم وعطاءهم العلمي.
وسيعرض هذا المقال ست قصيدة في القصيدة الأولى : رثاء كل من شيخ الأندلس الأستاذ الدكتور/ الطاهر "مكي رحمه الله"للشاعر محمد لطفي الدرعمي، القصيدة الثانية (في رثاء فقيد العربية أبي همام)للشاعر عبدالحميد محمد العمري، القصيدة الثالثة رثاء الراحل الدكتور محمود مكي للشاعر أ.د. حسن الشافعي، القصيدة الرابعة :رثاء الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف (قصيدة) للشاعر سلطان إبراهيم، القصيدة الخامسة :رثاء الدكتور علي عشري زايد للشاعرأ.د. حسن الشافعي، القصيدة السادسة : في رثاء عميد الأدب الإسلامي الدكتور عبد القدوس أبو صالح رحمه الله للشاعر الدكتور وليد قصاب.
وفيما يلي عرض لهذه القصائد:
*القصيدة الأولى: في رثاء شيخ الأندلس الأستاذ الدكتور/ الطاهر مكي رحمه الله للشاعر محمد لطفي الدرعمي:
حيث بين فيها مكانة الأستاذ الدكتور/ الطاهر مكي (1924-2017م)(رحمه الله)في القلوب ،وبيان جهوده الأدبية وفي التدريس ،وخاصة في مجال الأدب الأندلسي ،حيث يقول :
أيا دارَ العلومِ فَقَدتِ شيخًا
رَثَاهُ القلبُ قبلَ الشِّعرِ حُزنا
تكالبَتِ الهمومُ عليك قهرًا
بفَقْدِ الشُمِّ أعلامًا خسرنا
فهذا (الطاهِرُ المَكِّيُّ) شيخٌ
قضى عمرًا يُعلِّمُ فيكِ فنَّا
تفنَّن في العلومِ كما رأينا
فنونًا قد علَتْ بالحسنِ مُزْنَا
وآدابٌ يُعلِّمُها أبيًّا
يُعِيدُ المجدَّ فينا إِذْ ضَعُفْنَا
يَطيرُ بنا على سُحُبِ المعاني
يُزيحُ عنِ التراثِ الشيخِ وَهْنَا
بأندلسٍ فقيدٍ راح يُحْيِي
رُفاتَ الأقدمينَ.. بها تغنَّى
يشقُّ الأرضَ بحثًا عن جديدٍ
ويَسْقِي بَذْرَ علمٍ كاد يَفْنَى
يقولُ الشيخُ في درسٍ: تعالَوا
تغنَّوا.. أَسمِعوا للصُمِّ لَحْنَا
أَلَسْنَا خيرَ مَن دانَتْ علومٌ
لهم.. بالسبقِ فضلًا قد عَلَوْنا
أَلَسْنَا.. مَن تعلَّمتِ الأعادي
بأرضِ العُرْبِ ألوانًا.. لَدَيْنَا
نَشَرْنا عِلْمَنا في الأرضِ فضلًا
وقدَّمْنا.. فصارَ اليومَ دَيْنَا
أَعِيدُوا المجدَ إِنْ رُمْتُمْ عُلوًّا
وهُبُّوا اليومَ.. إنَّا الأمسِ قُمْنَا
أيا جيلًا تقاصَرْنا تِباعًا
له حقًّا.. وفي صِغَرٍ هَرِمْنَا
فأجيالٌ تُلاحقُ كلَّ غرٍّ
وأجيالٌ تَخِذْنَ الغربَ عَوْنَا
فأسبِغْ ربَّنا بجميلِ تَوْبٍ
وعامِلْهُ بعفوٍ منكَ حُسْنَا
سيظل ذكرك كالأريج

القصيدة الثانية (في رثاء فقيد العربية أبي همام)للشاعر عبدالحميد محمد العمري
والدكتور أبو همام هو الدكتورعبد اللطيف عبد الحليم عبد الله (1945م-2014م) وهو أكاديمي وأديب وشاعر وناقد ومترجم مصريعمل أستاذا للأدب العربي وخاصة الأندلسي ،ويقول الشاعر عبدالحميد محمد العمري في رثائه مبينا مناقبه في مجال الأدب والشعر :
أَلِدُ الكَلامَ - أسى - لِغَيْرِ تَمَامِ
أَمَضَى؟... أَرَاحَ؟... أَمَاتَ قبلَ لِقائِهِ؟
أَيَمُوتُ فِي صَمْتِ أبُو هَمَّامِ؟
وعَصَاهُ؟.. راَحتْ، أمْ مَضَى مِنْ دُونِها
لَمْ يصْطَحِبْهَا بعْدَ إِلْفِ دَوَامِ؟
والعِلْمُ.. مَنْ للعِلْمِ بَعْدِ رَحِيلِهِ،
والشِّعْرِ؟ مَنْ لِنَوائِبِ الأيَّامِ؟
وَنَدَاهُ في "دَارِ العلُومِ"... أَأَمْسَكَتْ
سُحُبُ الفضَائِلِ بعدَ طُولِ سجَامِ؟
قَدْ أيْنَعَتْ فيها عُقُولٌ شَادَهَا
ونَمَتْ، فَأَعْجَلَهَا الرَّدى بِفِطَامِ!!
لَوْ كَانَ أَمْهَلَهُ قَلِيلاً حَينُهُ
وَإِذَنْ رَجَوْتُ بِهِ لقاء هُمَامِ
لَوْ كَانَ... يَا حَرْفَ امْتِنَاعٍ، خَلْفَهُ
وَلَهِي عَلَى فُقْدَانِهِ وَهُيَامِي
أَبْكِي... وَمَا جَدْوَى الدُّمُوعِ وَقَدْ مَضَى؟
مَا حِيلَتِي.. وَالدَّمْعُ خَيْرُ كَلاَمِي؟
أَبْكِي.. وَأَعْلَمُ أَنَّ دَمْعِيَ مَا جَرَى
لَنْ أَجْتَنِي مِنْهُ سِوَى آلاَمِي
أَبْكِي.. وَذَا سَيْلُ المنُونِ غَزَا الحِمَى
وَأَتَى عَلَيْهِ.. فَأُغْرِقَتْ أَحْلاَمِي
أَبْكِي.. وَدَمْعِي فِيهِ خَيْرُ قَصِيدَةٍ
وَقَصَائِدِي فِيهِ بِغَيْرِ خِتَامِ
أَبْكِي.. وَأُمِّي قَدْ بَكَتْهُ وَأُمُّهُ
وَبَنَاتُهَا يَنْدُبْنَ أيَّ حُسَامِ!!
يَا أمُّ.. يَا لُغَةَ البَيَانِ وَسِحْرِهِ
لاَ ثُكْلَ إلاَّ ثُكْلكِ ابنَ كِرَامِ
فَلأَنْتِ أَبْكَى مَنْ بَكَاهُ.. لِبِرِّهِ
وَجِهَادِهِ وَبَيَانِهِ المتَسَامِي
وَلأَنْتِ أحْرَى بِالعَزَاءِ.. فَإِنْ بَكَى
لِبُكَاكِ نَجْلُكِ لَمْ يَكُن بمُلامِ
وإذَا بَكَى الشِّعْرُ الرَّصِينُ، وَلَمْ يُطِقْ
صَبْراً.. وَنَادَى –لَمْ يَكُنْ بِحَرَامِ-:
وَاثُكْلَ مُنْسَرِحٍ/ مَضَى رُبَّانُهُ
مَنْ ذَا سُيُبْحِرُ بَعْدَهُ بِسَلاَمِ؟
يَتَهَيَّبُ الشُّعَرَاءُ سَطْوَةِ مَوْجِهِ
وَالموْجُ يَفْزَعُ مِنْ أَبِي هَمَّامِ
أَرْضَاهُ حَتَّى انْقَادَ جَامِحُهُ لَهُ
وَطَغَى فَأَلْجَمَهُ بِغَيْرِ لِجَامِ
وَإِذَا بَكَى الرَّجُلَ الجهَادُ، فَكَمْ حَمَى
ثَغْراً تَثَاقَلَ عَنْهُ كُلُّ مُحَامِ
دَفَعَتْ بِهِ العَرَبِيَّةُ اسْتِخْفَافَ مَنْ
ضَلُّوا فَقَامَ بِذَاكَ خَيْرَ قِيَامِ
فَاسْأَلْ بِهِ أَهْلَ الضَّلاَلَةِ.. إِنَّهُمْ
ذَاقُواْ بِسَاحَتِهِمْ أَمَرَّ طَعَامِ
كَانَ البقِيَّةَ مِنْ رِجَالٍ زَلْزَلُواْ
عَرْشاً لَهُمْ فِي يَقْظَةٍ ومَنَامِ
وَاسْأَلْ بِهِ "حُرّاً" تَحَرَّرَ أَهْلُهُ
مِنْ أَصْلِهِمْ وَتَقَيَّدُواْ بِحُطَامِ
جَعَلُواْ العَدُوَّ أخاً وَأَهْلَهُمُ عِدىً
فَالحرُّ فِيهِمْ قَاطِعُ الأَرْحَامِ
وَالحرُّ مَنْ فِي القَيْدِ –قَيْد عَدُوِّهِ-
يَدْعُو الوَرَى لِعِبَادَةِ الأَصْنَامِ
وَاسْأَلْ بِهِ الأَدَبَ المصَفَّى وَالهدَى
في الرَّأْيِ.. وَالإِنْعَامَ في الإلْهَامِ
فَلَقَدْ مَضَى... وَكِتَابُهُ حَيٌّ فَتىً
لاَ يُبْتَلَى بِالموْتِ وَالأَسْقَامِ
وَالموتُ مَوْتُ الصَّالحاتِ فَإِنْ حَيَتْ
وتَنَاسَلَتْ نَابَتْ عَنِ الأَجْسَامِ
يَا أَيُّهَا العَلَمُ المسَافِرُ في الْمُدَى
أوْغَلْتَ حِينَ صَحِبْتَ رَكْبَ حِمَامِ
وَتَرَكْتَ خَلْفَكَ شِيعَةً لَكَ أَيْقَنَتْ
سَتَعِيشُ بَعْدَكَ غُرْبَةَ الأَيْتَامِ
وَرِثُواْ كِتَابَكَ عَنْكَ فَهْوَ عَزَاؤُهُمْ
والحُبَّ، وَهْوَ بِضَاعَةُ الإِسْلاَمِ
سَيَظَلُّ عِلْمُكَ بَعْدَ فَقْدِكَ قِسْمَةً
في النَّاسِ مِثْلَ نَوَائِبِ الأَيَّامِ
وَيَظَلُّ ذِكْرُكَ كَالأَرِيجِ تَضَوَّعَتْ
بِهِ كُلُّ عَابِرَةٍ مِنَ الأَنْسَامِ
في كُلِّ نَادٍ مِنْكَ تَغْدُو نَسْمَةٌ
وتَرُوحُ أُخْرَى في ابْتِداً وَخِتَامِ
فَعَلَيْكَ رَحْمَةُ رَبِّنَا يَا ابْنَ العُلاَ
وأَخَ الهدَى والمجدِ وَالإِقْدَامِ
أَفْنَيْتُ دَمْعِي في رِثَائِكُمُ وَلَنْ
تَفْنَى الشُّجُونُ وَحُرْقَتِي وَكِلاَمِي
فَدَعِ المدَامِعَ مِنْ عُيُونِ قَصَائِدِي
تُقْرِيكَ فَيْضَ تحيَّتِي وسلامي

القصيدة الثالثة :رثاء الراحل الدكتور محمود مكي (1348 هـ / 1929 - 1434 هـ / 8 أغسطس 2013)،. للشاعر أ.د. حسن الشافعي:
والدكتور محمود علي مكي عالم مصري في الدراسات الأندلسية حيث عمل في جامعة مدريد ،وعن مناقبه يقول الشاعر الأسناذ الدكتور حسن الشافعي :
الضادَ مِن ألفٍ لِميمِ ملكت
بِهمَّةِ صاحبِ العزمِ القَويمِ
وعِشْتَ لَهَا فأَوْلَتْ أصغرَيْها
لنابغِ مَكَّةَ النَّدْبِ الكَريمِ
إذَا المَكِّيُّ شارَك مَجْمَعيًّا
فدُونَكَ حافظَ القلبِ السَّليمِ
وإِنْ تَسمَعْه يومًا جامِعيًّا
فحَسْبُكَ مالِكًا سرَّ العُلومِ
وصلتَ بقيَّةِ الأرحامِ فينا
بأكنافِ الجَزيرَةِ والتُّخومِ
وقد عادُوا لعهدِكَ فِي حُنينٍ
إلى التوحيدِ مِلَّةِ إبرَهيمِ
يَرُومُونَ الفصاحةَ عندَ طَيٍّ
ويَبْغُونَ الملاحَةَ في تَميمِ
ويَعتزُّونَ فِي نبلٍ وصدقٍ
بهذا المجدِ والشَّرفِ المقيمِ
أيا جسدَ الحبيبِ "بماجريطٍ"
سقاكَ مضاعف الغيثِ العَميمِ
تركْتَ "قِنَا" لتُودعَ بينَ صحبٍ
أتاها مِنْهمُ عبدُالرَّحيمِ
مُقدّمَ سادةٍ بصَعيدِ مِصرٍ
أطافُوا بابنِ قُرطبةَ العظيمِ
وشيخُ المادِحين أباصِريٌّ
نهايةُ ذلك العقدِ النَّظيمِ
تَركْتَ "قِنَا" وبيتُك في ذُراهَا
ومصرُ تُجلُّكم عند النُّجومِ
تُشارِكُ خالدَيْها في جهادٍ
لحفظِ الوحي والفُصْحى الرؤُومِ
وتنفخُ في شبِيبَتِها برُوحٍ
مِن الإيمانِ والذِّكرِ الحَكيمِ
لتُحْيِيَ ماضيًا وتَصونَ مجدًا
وتَحْمِيَ حَاضرًا شرَّ الخُصومِ
أيا جسدَ الحبيبِ "بماجريطٍ"
تمكَّنْ من ثَراها في الصَّميمِ
تَصِلْكَ عُروقُ أسلافٍ كرامٍ
لِقُرشيِّينَ جَاؤُوا مِن قَديمِ
وبثُّوا في ثراها رُوحَ نبلٍ
سَرَى مِن قلبِ مكَّة والحطيمِ
فصَاغُوا الشِّعرَ فنًّا عَبْقريًّا
مِن الوجدانِ في ركنٍ حَميمِ
ودانَ لحسِّهمْ فنُّ "الدِّراما"
يَبُوحُ بسرِّ غُربتِنا البَهيمِ
تعانقُ في مدى الأرواحِ جَدًّا
فقيهًا في مُحلَّاهُ الوَسيمِ
وفي طوقِ الحمامةِ قلبُ صبٍّ
يُداعِبُه الهوى غيرُ الذَّميمِ
ويلقَاكَ ابنُ رشدٍ مَالِكيًّا
بدايتُهُ من القصدِ المَرُومِ
وفصلُ مقالِهِ وصلٌ حَميمٌ
لشقٍّ هاجَ مِن فهمٍ سَقيمِ
وإن تَلْقَ الحُمَيديْ ذاتَ وصلٍ
فخُذْ قَبَسًا لأهلِكَ والحَريمِ
فرُبَّ مسافرٍ بفضاءِ مصرٍ
يُريدُكَ مثلَ مُوسَاهُ الكَليمِ
وإنَّ قراءةَ التاريخِ نورٌ
لمَن يَبْني على الهدْيِ الحَكيمِ
ألا يا ربِّ صُنْ أبناءَ مِصرٍ
مِن الظلماتِ والرِّيحِ السَّمومِ
جمَعْتَ لمصرَ في عمرٍ سَخِيٍّ
رحيقَ الفنِّ مِن كلِّ الكُرومِ
نَطوفُ على الذُّرا كالنَّحلِ جَنْيًا
وتُصغِي للضمائرِ والفُهُومِ
تُعتِّقُ حكمة التاريخِ وَعيًا
يُضِيءُ طريقَنا بينَ الرُّجومِ
ومصرُ على هُدَى الحكماءِ تَمْضِي
مُباركةً إلى غَدِها العَظيمِ
وقُلْ لبَنِي الجزيرةِ قولَ صدقٍ
لقد عُدْنا إلى الوُدِّ القَديمِ
وراءَ الضفةِ الأخرى قلوبٌ
يُلاعِبُها الهوى مثلَ النَّسيمِ
وتَملؤُها مشاعرُ حانياتٌ
حُنُوَّ المُرضِعاتِ على الفَطيمِ
فكُونُوا الأوفياءَ لِعُدْوَتَيْها
مِن اللَّاتينِ والعربِ القُرومِ

القصيدة الرابعة :رثاء الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف (قصيدة) للشاعر سلطان إبراهيم
والدكتور محمد حماسة عبد اللطيف(1941- 2015م)له العديد من المؤلفات النحوتية وعلم اللغة ،وله بعض الدواوين الشعرية ،يقول الشاعر سلطان إبراهيم عنه :
إلى العَلَم النبيل الدكتور محمَّد حماسة عبد اللطيف، أهدي هذه الأبيات:

العلمُ يَنعى للوَرى نِبراسَهْ
والشعرُ يَرثي نَبضَهُ، إحساسَهْ
والدارُ تذرِفُ دمعَها في لَوعةٍ
يا كنزَها، قد كنتَ أروعَ ماسَهْ
ودَّعتنا يا من ملأتَ حياتَنا
علماً يفيضُ نبالةً وكِياسَهْ
هذا رُواقُ الدرسِ يبكي حسرةً
والحبرُ ودَّعَ باكياً قِرطاسَهْ
الضادُ تَبكي عاشقاً جعلَ الهوى
ديناً يزيدُ مع الزمانِ قَداسَهْ
وغَدا يغازلُ حرفها طولَ المَدى
يسقيهِ، يَرعى نبتَهُ وغِراسَهْ
يا مَن تبحَّرَ في العلومِ وغاصَ في
أعماقِها فرأَى الجميعُ مِراسَهْ
كم صُنتَ حصنَ النَّحوِ مِن أعدائهِ
فادَيتَهُ ممَّن يرومُ مِساسَهْ
أظهرتَ للدُّنيا بهاءَ حُروفنا
والمَجمَعُ العربيُّ كنتَ أَساسَهْ
ونصحتَ للكتَّابِ حينَ دعوتَهمْ
للإتحادِ، فكانَ خيرَ سِياسَهْ
قد عشتَ تحملُ عبءَ نشرِ رسالةٍ
في الدارِ تبذُلُ خدمةً وحراسَهْ
أنهكتَ هذا الجسمَ في طلبِ العُلا
والحرُّ يَنضِي دائماً أَفراسَهْ
فالآنَ نمْ فلأنتَ من علَّمتنا
أنَّ العلوم تفوْقُ جاهَ الساسَهْ
تبقى العلومُ مدى الزمانِ بنُورها
والجاهُ يعلنُ دائماً إفلاسَهْ
يا أيُّها المصباحُ، لا لَن تنطفي
وبكُم ستشرقُ حكمةٌ ودراسَهْ
نَم هانئاً فالكلُّ من أنواركُم
سيسيرُ مهتدياً بعلمِ "حماسَهْ"

القصيدة الخامسة :رثاء الدكتور علي عشري زايد ( 25-10-1937 / 27 من أبريل 2003. للشاعرأ.د. حسن الشافعي
وللدكتور زايد العديد من المؤلفات في مجال الأدب والنقد ،وعن مناقبه يقول الشافعي :
وطَيْبةٌ مَراحِمُهْ
على حبيبٍ راحلٍ
حاضرةٌ مَعالِمُهْ
عشرٌ مَضَينَ يا عَلِي
يُ والفراقُ عَلْقَمُهْ
نجرعُهُ وكأسُه
في فمِنا تُلازِمُهْ
عقدٌ مضى كيف مضى
وزَايَلتْنِي أَسْهُمُهْ
يا وَحدَتِي في غُربتِي
والنَّعيُ تنبُو كَلِمُه
يا ويحَ جَنْبي بالبَلا
ءِ والسِّهامُ تُضْرِمُه
فتَأخُذ السِّهامُ مِن
قلبي يُبادِرْها دَمُه
عكفتُ وَحْدي صابرًا
أَنزِعُها وَأَلْأَمُه
غَدَا فُؤادي فارغًا
ما فيهِ إلَّا مَأْتَمُه
ولا عَزاء يُسعِفُه
ولا بكاء يَرْحَمُه
كلُّ البُكا مركزٌ
في أصلِ قلبي أَكتُمُه
لو أنني ودَّعتهُ
على الجبينِ أَلْثُمُه!
لو أنني حمَلتُهُ
لقبرِه أُكرِّمُه!
وفي الترابِ أُودِعُهْ
وللخلودِ أُسْلِمُه!
لو أنني .. لو أنني
ربُّ القضاءِ يُحكِمُه
أين الشريكُ في المصا
بِ فادحًا فنَهزِمُه؟
أين الحبيبُ في الهنا
ءِ خالصًا نَقْتَسِمُه؟
أين الرفيقُ في الخلا
صِ شاردًا ونَحْلُمُه؟
كنَّا نُناجِيه معًا
وبالدما نُنادِمُه!
ذكرتُكم والشعبُ في الت
تَحريرِ تعلو أَسهُمُه
حيثُ الزمانُ والمكا
نُ والدُّنا تُعَظِّمُه
لا شكَّ أنْ سمِعتَني
مناجيًا أُكلِّمُه
ما كان إلا شعركم
أَرْويه لستُ أَنظمُه
قد علَّمَتْنا حكمةُ الت
تَجْريبِ ما لا نَعلَمُه
"الشعرُ صعبٌ وطوي
لٌ - بالُهُ - وسُلَّمُهْ"
والنصرُ والتحريرُ لي
ستْ لقريبٍ أَنجُمُهْ
تنتابُها الأيدي, ول
كن بالفِدا سنَحْسِمُهْ
[HEADING=2]القصيدة السادسة : في رثاء عميد الأدب الإسلامي الدكتور عبد القدوس أبو صالح (1932-2022م)(رحمه الله )للشاعر الدكتور وليد قصاب[/HEADING]
[HEADING=2]و الدكتور عبد القدوس أبو صالح ( (رحمه الله )له جهوده المميزة في نشأة الأدب الإسلامي وفي بيان مناقبه يقول الدكتور وليد قصاب حيث يقول :[/HEADING]
كم غابَ عنَّا للخلودِ كِرامُ
فالأرضُ يغْشَى وجهَها إظلامُ
فرحيلُ أعلامِ الهدايةِ مِحْنَةٌ
ما لمْ يَسُدَّ مَسَدَّهمْ أعلامُ
إنْ غاب عن شرفِ البيانِ مُنافحٌ
نطقَ الغُوَيُّ وجَعْجَعَ الهدَّامُ
وتَيَتَّمَ القلمُ الشَّريفُ كأنّه
صحنُ اللئامِ وحولَه أيتامُ
بأبي اليمانِ يَشِيدُ أصحابُ النُّهى
وترَى جليلَ فعاله الأقوامُ
قد كانَ عن دينِ الإلهِ منافِحًا
إذْ شَبَّ يرعَى خَطْوَه الإسلامُ
كمْ واجَهَ السّفهَ المُخَيِّمَ درعُهُ
درعُ البيانِ مُهنّدٌ وحُسامُ
ما ذاتَ يومٍ قد تخاذلَ أو وَنَى
لا يُسْلِمَنَّ عَرينَه الضِّرغامُ
وبعبدِ قُدُّوسٍ فقدْنا فارسا
ما مِثْلُه في النّائباتِ هُمَامُ
أهدَى إلى الأدبِ الرّفيعِ منارةً
أضحَى لها في الخافِقَيْنِ مَقَامُ
فدعا إلى الأدبِ الرفيعِ، حروفُه
تسمُو بها نحوَ العلاءِ الهامُ
ذكَّرْتَني حَسّانَ يهدرُ صوتُه
كالرّعدِ تخرَسُ دونَه الأقلامُ
ومحمّدٌ يدعو له ويَحُثُّهُ:
قلْ إنّ شعرَكَ فيهِمُ صَمصامُ
جبريلُ خلفَكَ ناصِرٌ ومُؤَيِّدٌ
ما كلُّ أصنافِ الكلامِ كلامُ
حرفُ الضِّياءِ لدى التَّقِيِّ أمانةٌ
ولكلِّ فنٍّ ذِرْوَةٌ وسنَامُ
رحِمَ الإلهُ أبا اليمانِ فإنّه
نِعْمَ الرّجالُ، وربُّنا العلّامُ
ما كلُّ مَنْ عبر الحياةَ مسافرًا
تروي صنيعَ حياتِهِ الأيّامُ
أو كلُّ مَنْ يأتي ويمضي راحِلًا
تبْقَى له فوقَ الثّرى أقدامُ
هذي هيَ الدُّنيا مَقِيلُ مسافرٍ
والعُمْرُ فيها غَمْضَةٌ ومَنامُ
أُسكِنتَ في دار النّعيمِ مُكَرَّمًا
وعليك ألفُ تحيّةٍ وسلام
المراجع :
نشرت جميع القصائد الواردة في هذا المقال في موقع شبكة الألوكة (مع الشعراء ) عبر الروابط التالية :

رثاء الدكتور علي عشري زايد

https://www.alukah.net/literature_language/0/96890


https://www.alukah.net/literature_language/0/110478

https://www.alukah.net/literature_language/0/83172
البرقية
في رثاء شيخ الأندلس الأستاذ الدكتور الطاهر مكي (قصيدة)
في رثاء عميد الأدب الإسلامي الدكتور عبد القدوس أبو صالح رحمه الله

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى