ذكر نجيب محفوظ في روايته خان الخليلي، شخصية " أحمد عاكف "، المثقف الذي يعكف على القراءة الأدبية، لكنه لا يستطيع كتابة شعر أو قصة أو مقال.
وكنت أتابع أمثال أحمد عاكف في ندوة القصة بقصر ثقافة الحرية باهتمام، بعض الزملاء الأدباء كانوا يضيقون بهم، ويعتبرونهم زائدين عن الحاجة، بل كانوا لا يرحبون بتعليقاتهم التي تقال وقت مناقشة القصص في الندوة. وكان رأيي غير هذا، فهم يقضون أوقاتهم في أعمال مفيدة، بدلا من الجلوس في المقاهي.
وقد اقتربت أكثر من شخصية قريبة من أحمد عاكف، فهو بلدياتي، ويسكن في الحارة التي كانت تسكنها جدتي، ويكبرني بسنوات قليلة. فكنا نذهب معا لمكتبة البلدية لاستعارة الكتب، واشتهرت في الحي بوجود كتب أدبية كثيرة في بيتي، فكانوا يستعيرونها مني،. وكان – بلدياتي هذا - يهتم بي اهتماما خاصا، فيتصل بي تليفونيا من مقر عمله ليقترح علي فكرة قصة لكي أكتبها، وضاقت زوجته بكتبه، فجاء لبيتي بثلاث كتب منهم جزء من كتاب عشت ألف عام عن حياة يوسف وهبي الذي أصدرته دار المعارف. وكتاب عن جمال عبد الناصر مترجم ومن تأليف كاتب روسي، وغير متذكر اسم الكتاب الثالث.
لكن أصيب بلدياتي هذا بحالة نفسية عجيبة، فقد قرر أن يكون مشهورا، فعرض علي أن نكتب معا، فقلت له:
- الكتابة عملية ذاتية، ولا تصلح المشاركة فيها.
فغضب مني.
وسجل معي المذيع والشاعر المرحوم عاطف الحداد لقاءً إذاعيا، تحدثت فيه عن مسيرتي الأدبية، فذكرت اسماء: يحيي حقي ونجيب محفوظ وجمال الغيطاني ومحمد السيد عيد وصبري أبوعلم. وأنا لست حريصا على سماع الراديو، وفي صباح يوم جمعة اتصلت بي ابنته قائلة:
- بابا مكتئب وحزين منذ ليلة أمس ورافض أن يتعشى أو يفطر بسببك.
- لماذا؟
- لأنك تحدثت في الإذاعة ليلة أمس ولم تذكر اسمه.
فقلت: طيب ادهوني.
كان غاضبا وحادا في حديثه، فقد قلت في حواري:
- كنت أذهب لمكتبة البلدية مع صدبق.
قال: لماذا لم تذكر اسمي مثلما ذكرت الآخرين؟
قلت: لأنهم مشهورين.
فغضب وصاح: ما أنا كمان مشهور، أنا اتحدث في إذاعة الإسكندرية. ( يحرص هو على الاتصال بإذاعة الإسكندرية في الفترة المفتوحة، ويلح في الاتصال، وأحيانا يستجيبون إليه ويسمحون له بالحديث عن السؤال الذي يطرحونه طوال الحلقة)
وبحث عن الشهرة، طارد كاتب مسلسلات تلفزيونية سكندري، طلب منه نسخ من مسلسلاته ليتعلم منها، فتهرب منه الكاتب، فكلما يتصل به يقولون له في الحمام. ووجد بلدياتي أن أسهل طريقة للشهرة هي أن يؤرخ، واختار لنفسه اسما فنيا، ( أضاف لأسمه الأول لقب بلدتنا ) وهو اسم كان يحمله شاعر غنائي سكندري راحل، لكي يستفيد من شهرته، مما أغضب اسرة الشاعر الغنائي الراحل.
ثم نشرت لي جريدة أخبار الأدب موضوعا عن مكتبتي، فذكرت فيه بأنني كنت اعتمد أكثر على الإستعارة من مكتبة البلدية، صدرت الجريدة يوم الجمعة، وقرأها في حينها، وظل الموضوع يطارده، فجاءني مساء يوم الأربعاء وهو غاضب وثائر لأنني لم أذكر اسمه في المقالة، وقال سأفعل معك ما فعله عبد الحليم حافظ مع عبد العزيز محمود ( كان عبد الحليم حافظ يغني في بداية حياته، وفجأة ظهر على المسرح عبد العزيز محمود- المطرب المشهور وبطل أفلام السينما - فهللت الجماهير له وانصرفت عن المطرب الجديد الناشيء، لكن عبد الحليم حافظ أصرها في نفسه، وعندما تبدلت الأحوال وصار عبد الحليم أكثر منه شهرة، ظهر على المسرح وعبد العزيز محمود يغني، فتركته الجماهير وهتفت وهللت لعبد الحليم حافظ )
وبلدياتي هذا، ينتظر اليوم الذي يكون فيه أكثر شهرة مني لينتقم مني، الغريب، يريد أن يفعل بي ما فعله عبد الحليم حافظ في عبد العزيز محمود دون أن أؤذيه أو أضره.
وحضرنا معا صالون الغناء الذي يقيمه محمود حسن بمركز الإبداع، فطلب من محمود حسن أن يغني، فصاح محمود حسن فيه غاضبا:
- تغني يعني إيه، ده صالون محترم.
فقلت له:
- محمود حسن عنده حق، لا يمكن أن يجربك أمام الجماهير، أذهب في النهار لمكتبه في شارع عرابي وغني أمامه، لو وجد صوتك يصلح للغناء، سيدعوك في اللقاء القادم لتغني.
فقال بكل ثقة:
- لا تهتم بهذا، فهو سيجري ورايا، سيجري ورايا.
يعني هو واثق أنه سيشتهر ويصبح مغنيا مشهورا مما يجعل محمود حسن يلجأ إليه ويتوسل إليه لكي يغني في صالونه الغنائي. يقول هذا وقد تجاوز السبعين بكثير، كما أنني أعرفه منذ طفولتنا، صوته لا يصلح للغناء.
وزادت حالة إحتقانه بالنسبة لي، فقد نشرت بجريدة القاهرة مقالة عن بدرية السيد فغضب وثار، سألته:
- ما الذي يغضبك؟
قال: كنت عايز أنا أكتب عنها.
علما بأنني لم اقرأ له مقالة واحدة طوال حياته، ثم قال:
- وبعدين أنت كاتب أن بدرية السيد كانت عاملة في مصنع غزل كرموز، وهذه المعلومة لا يعرفها سواي لأن أخي كان يعمل معها وقتذاك.
وصمت لحظات ثم قال:
- وبعدين لما اطلع وأأرخ في النادي المصري محمد طعيمة سيقول لي ما الكلام ده قايله مصطفى نصر وكاتبه في جريدة..
( فقد اتضح أنه أخذ الكثير مما كتبته عن الأفلام في روايتي سينما الدورادو، ويذكره في الندوات ) وهو يغتت في الأمسيات الشعرية أو ندوات القصة، فيمد يده طالبا أن يؤرخ، ويقول كلاما معادا ليس فيه جديد )
وخاصمني سنوات بعد كتابتي عن بدرية السيد، وقالت لي زوجته:
- تحمله، فأنت سبب مشكلته، أنا أقول لأقاربي أصل زوجي عنده صديق كاتب وعايز يبقى مشهور زيه.
وخلال فترة غضبه مني كان يقول لكل من يقابله في الوسط الأدبي" أنا صديق مصطفى نصر " وخلال هذه الفترة كتبت مقالة نشرت في جريدة القاهرة عن عزت عوض الله، قلت فيها إنه من شدة تأثيره ذكره نجيب محفوظ في روايته الطريق، وذكره أسامة أنور عكاشة في مسلسه التلفزيوني أبو العلا البشري، حيث كان اسم المطرب ( علي الحجار ) عوض الله، ففكر في تغيير اسمه، فقال له أبو العلا البشري:
- ده أشهر مطرب في الإسكندرية اسمه عوض الله واخته اسمها زينب عوض الله.
وقلت أن أسامة أنور عكاشة لا يعرف أن عزت عوض الله مسيحيا وزينب عوض الله مسلمة.
وشاط بلدياتي وغضب، فهو صاحب هذا الاكتشاف الرهيب، فقد حضر ندوة لأسامة أنور عكاشة في مركز الإبداع، ووقف وذكر له هذا، فقال عكاشة لم أكن أعرف أنه مسيحي.
هو للآن غاضب وثائر لأنني ذكرت هذا في مقالي، ودائما يستشهد بالدكتورة حورية البدري، فقد حضرت اللقاء، قلت له:
- لكنني لم أر أسامة أنور عكاشة وجها لوجه في حياتي، كما أنني كنت حريصا على مشاهدة أبو العلا البشري لأنها مأخوذة عن دون كيشوت – وأنا مهتم بدون كيشوت، وأعرف أن زينب عوض الله مطربة ضريرة ومسلمة، وقد رأيتها أكثر من مرة في إذاعة الإسكندرية.
وحكيت هذا للدكتورة حورية البدري، فأكدت لي بأنها لم تر أسامة أنور عكاشة في مركز الإبداع، وهي لم تقابله سوى مرة واحدة في نادي سموحة.
كل فترة تعل عليه هذه الحالة ويقول لي اسأل الدكتورة حورية البدري فهي تشهد أنني تحدثت مع أسامة أنور عكاشة وقلت له كذا وكذا.
وكتبت مقالة نشرت بجريدة القاهرة عن فوضى تسمية شوارع الإسكندرية، ذكرت فيها أن مجموعة من السلف، علقوا لافتات في حي رشدي من طريق الحرية حتى البحر، مكتوب عليها " العظمة لله وحده " فوق عبارة " أمير البحار الأعظم " وأصر بلدياتي هذا على أنه هو الذي حكى لي هذه الحكاية وكان لابد أن أذكر اسمه في المقالة، ثم قال:
- حارفع عليك قضية، فقد ذكرت هذا من قبل في إذاعة الإسكندرية.
قلت له:
- جهاز الراديو الذي أملكه لا أعرف مكانه، لأنني للأسف لا أسمع الراديو الآن.
هذه عينة من العذابات التي نعانيها من مجنوني الشهرة، ولا أدري كيف سنتخلص منهم.
وكنت أتابع أمثال أحمد عاكف في ندوة القصة بقصر ثقافة الحرية باهتمام، بعض الزملاء الأدباء كانوا يضيقون بهم، ويعتبرونهم زائدين عن الحاجة، بل كانوا لا يرحبون بتعليقاتهم التي تقال وقت مناقشة القصص في الندوة. وكان رأيي غير هذا، فهم يقضون أوقاتهم في أعمال مفيدة، بدلا من الجلوس في المقاهي.
وقد اقتربت أكثر من شخصية قريبة من أحمد عاكف، فهو بلدياتي، ويسكن في الحارة التي كانت تسكنها جدتي، ويكبرني بسنوات قليلة. فكنا نذهب معا لمكتبة البلدية لاستعارة الكتب، واشتهرت في الحي بوجود كتب أدبية كثيرة في بيتي، فكانوا يستعيرونها مني،. وكان – بلدياتي هذا - يهتم بي اهتماما خاصا، فيتصل بي تليفونيا من مقر عمله ليقترح علي فكرة قصة لكي أكتبها، وضاقت زوجته بكتبه، فجاء لبيتي بثلاث كتب منهم جزء من كتاب عشت ألف عام عن حياة يوسف وهبي الذي أصدرته دار المعارف. وكتاب عن جمال عبد الناصر مترجم ومن تأليف كاتب روسي، وغير متذكر اسم الكتاب الثالث.
لكن أصيب بلدياتي هذا بحالة نفسية عجيبة، فقد قرر أن يكون مشهورا، فعرض علي أن نكتب معا، فقلت له:
- الكتابة عملية ذاتية، ولا تصلح المشاركة فيها.
فغضب مني.
وسجل معي المذيع والشاعر المرحوم عاطف الحداد لقاءً إذاعيا، تحدثت فيه عن مسيرتي الأدبية، فذكرت اسماء: يحيي حقي ونجيب محفوظ وجمال الغيطاني ومحمد السيد عيد وصبري أبوعلم. وأنا لست حريصا على سماع الراديو، وفي صباح يوم جمعة اتصلت بي ابنته قائلة:
- بابا مكتئب وحزين منذ ليلة أمس ورافض أن يتعشى أو يفطر بسببك.
- لماذا؟
- لأنك تحدثت في الإذاعة ليلة أمس ولم تذكر اسمه.
فقلت: طيب ادهوني.
كان غاضبا وحادا في حديثه، فقد قلت في حواري:
- كنت أذهب لمكتبة البلدية مع صدبق.
قال: لماذا لم تذكر اسمي مثلما ذكرت الآخرين؟
قلت: لأنهم مشهورين.
فغضب وصاح: ما أنا كمان مشهور، أنا اتحدث في إذاعة الإسكندرية. ( يحرص هو على الاتصال بإذاعة الإسكندرية في الفترة المفتوحة، ويلح في الاتصال، وأحيانا يستجيبون إليه ويسمحون له بالحديث عن السؤال الذي يطرحونه طوال الحلقة)
وبحث عن الشهرة، طارد كاتب مسلسلات تلفزيونية سكندري، طلب منه نسخ من مسلسلاته ليتعلم منها، فتهرب منه الكاتب، فكلما يتصل به يقولون له في الحمام. ووجد بلدياتي أن أسهل طريقة للشهرة هي أن يؤرخ، واختار لنفسه اسما فنيا، ( أضاف لأسمه الأول لقب بلدتنا ) وهو اسم كان يحمله شاعر غنائي سكندري راحل، لكي يستفيد من شهرته، مما أغضب اسرة الشاعر الغنائي الراحل.
ثم نشرت لي جريدة أخبار الأدب موضوعا عن مكتبتي، فذكرت فيه بأنني كنت اعتمد أكثر على الإستعارة من مكتبة البلدية، صدرت الجريدة يوم الجمعة، وقرأها في حينها، وظل الموضوع يطارده، فجاءني مساء يوم الأربعاء وهو غاضب وثائر لأنني لم أذكر اسمه في المقالة، وقال سأفعل معك ما فعله عبد الحليم حافظ مع عبد العزيز محمود ( كان عبد الحليم حافظ يغني في بداية حياته، وفجأة ظهر على المسرح عبد العزيز محمود- المطرب المشهور وبطل أفلام السينما - فهللت الجماهير له وانصرفت عن المطرب الجديد الناشيء، لكن عبد الحليم حافظ أصرها في نفسه، وعندما تبدلت الأحوال وصار عبد الحليم أكثر منه شهرة، ظهر على المسرح وعبد العزيز محمود يغني، فتركته الجماهير وهتفت وهللت لعبد الحليم حافظ )
وبلدياتي هذا، ينتظر اليوم الذي يكون فيه أكثر شهرة مني لينتقم مني، الغريب، يريد أن يفعل بي ما فعله عبد الحليم حافظ في عبد العزيز محمود دون أن أؤذيه أو أضره.
وحضرنا معا صالون الغناء الذي يقيمه محمود حسن بمركز الإبداع، فطلب من محمود حسن أن يغني، فصاح محمود حسن فيه غاضبا:
- تغني يعني إيه، ده صالون محترم.
فقلت له:
- محمود حسن عنده حق، لا يمكن أن يجربك أمام الجماهير، أذهب في النهار لمكتبه في شارع عرابي وغني أمامه، لو وجد صوتك يصلح للغناء، سيدعوك في اللقاء القادم لتغني.
فقال بكل ثقة:
- لا تهتم بهذا، فهو سيجري ورايا، سيجري ورايا.
يعني هو واثق أنه سيشتهر ويصبح مغنيا مشهورا مما يجعل محمود حسن يلجأ إليه ويتوسل إليه لكي يغني في صالونه الغنائي. يقول هذا وقد تجاوز السبعين بكثير، كما أنني أعرفه منذ طفولتنا، صوته لا يصلح للغناء.
وزادت حالة إحتقانه بالنسبة لي، فقد نشرت بجريدة القاهرة مقالة عن بدرية السيد فغضب وثار، سألته:
- ما الذي يغضبك؟
قال: كنت عايز أنا أكتب عنها.
علما بأنني لم اقرأ له مقالة واحدة طوال حياته، ثم قال:
- وبعدين أنت كاتب أن بدرية السيد كانت عاملة في مصنع غزل كرموز، وهذه المعلومة لا يعرفها سواي لأن أخي كان يعمل معها وقتذاك.
وصمت لحظات ثم قال:
- وبعدين لما اطلع وأأرخ في النادي المصري محمد طعيمة سيقول لي ما الكلام ده قايله مصطفى نصر وكاتبه في جريدة..
( فقد اتضح أنه أخذ الكثير مما كتبته عن الأفلام في روايتي سينما الدورادو، ويذكره في الندوات ) وهو يغتت في الأمسيات الشعرية أو ندوات القصة، فيمد يده طالبا أن يؤرخ، ويقول كلاما معادا ليس فيه جديد )
وخاصمني سنوات بعد كتابتي عن بدرية السيد، وقالت لي زوجته:
- تحمله، فأنت سبب مشكلته، أنا أقول لأقاربي أصل زوجي عنده صديق كاتب وعايز يبقى مشهور زيه.
وخلال فترة غضبه مني كان يقول لكل من يقابله في الوسط الأدبي" أنا صديق مصطفى نصر " وخلال هذه الفترة كتبت مقالة نشرت في جريدة القاهرة عن عزت عوض الله، قلت فيها إنه من شدة تأثيره ذكره نجيب محفوظ في روايته الطريق، وذكره أسامة أنور عكاشة في مسلسه التلفزيوني أبو العلا البشري، حيث كان اسم المطرب ( علي الحجار ) عوض الله، ففكر في تغيير اسمه، فقال له أبو العلا البشري:
- ده أشهر مطرب في الإسكندرية اسمه عوض الله واخته اسمها زينب عوض الله.
وقلت أن أسامة أنور عكاشة لا يعرف أن عزت عوض الله مسيحيا وزينب عوض الله مسلمة.
وشاط بلدياتي وغضب، فهو صاحب هذا الاكتشاف الرهيب، فقد حضر ندوة لأسامة أنور عكاشة في مركز الإبداع، ووقف وذكر له هذا، فقال عكاشة لم أكن أعرف أنه مسيحي.
هو للآن غاضب وثائر لأنني ذكرت هذا في مقالي، ودائما يستشهد بالدكتورة حورية البدري، فقد حضرت اللقاء، قلت له:
- لكنني لم أر أسامة أنور عكاشة وجها لوجه في حياتي، كما أنني كنت حريصا على مشاهدة أبو العلا البشري لأنها مأخوذة عن دون كيشوت – وأنا مهتم بدون كيشوت، وأعرف أن زينب عوض الله مطربة ضريرة ومسلمة، وقد رأيتها أكثر من مرة في إذاعة الإسكندرية.
وحكيت هذا للدكتورة حورية البدري، فأكدت لي بأنها لم تر أسامة أنور عكاشة في مركز الإبداع، وهي لم تقابله سوى مرة واحدة في نادي سموحة.
كل فترة تعل عليه هذه الحالة ويقول لي اسأل الدكتورة حورية البدري فهي تشهد أنني تحدثت مع أسامة أنور عكاشة وقلت له كذا وكذا.
وكتبت مقالة نشرت بجريدة القاهرة عن فوضى تسمية شوارع الإسكندرية، ذكرت فيها أن مجموعة من السلف، علقوا لافتات في حي رشدي من طريق الحرية حتى البحر، مكتوب عليها " العظمة لله وحده " فوق عبارة " أمير البحار الأعظم " وأصر بلدياتي هذا على أنه هو الذي حكى لي هذه الحكاية وكان لابد أن أذكر اسمه في المقالة، ثم قال:
- حارفع عليك قضية، فقد ذكرت هذا من قبل في إذاعة الإسكندرية.
قلت له:
- جهاز الراديو الذي أملكه لا أعرف مكانه، لأنني للأسف لا أسمع الراديو الآن.
هذه عينة من العذابات التي نعانيها من مجنوني الشهرة، ولا أدري كيف سنتخلص منهم.