أولا ومن أجل التوضيح، التَّطرُّف عبارة عن تيار فكري مبني على عقيدة أو مذهب أساسُه رفضُ الاعتدال. والتَّطرُّف، كتيار فكري، لا يعترف إلا بما يُمليه عليه مذهبُه أو عقيدتُه. وهدفُه الأساسي هو تغيير البيئة المحيطة به أو المجتمع، لكن تغيير جذري يتماشى مع أفكاره ولو تطلَّبَ، أحيانا، هذا التغيير اللجوء إلى العنف والإكراه والقمع. وإذا شبَّهنا أي تيار فكري بعَصا، فإن المُعتدلَ يمسكها من الوسط بينما المتطرِّف لا يرى إلا طرفَيها.
وحينما نتحدَّث عن التَّطرُّف كتيار فكري، فإن الأمرَ يتعلَّق بفكر متعصِّبٍ، أي مبني على الدوغمائية dogmatisme التي لا تقبل النقاشَ والتَّحاورَ. وذلك لأن المتطرِّفين يعتقدون اعتقادا راسخا أنهم يملكون الحقيقة المُطلقة. وهذا يعني أن كلَّ ما يقدِّمه الآخرون من أفكار خارجٌ عن الصواب وخاطئ ومًخطِئ. والتَّطرُّف له مشروعٌ يسعى إلى فرضه على الآخرين ولو كان هذا المشروعُ مضرا بالصالح العام. فالصالح العام في نظر التَّطرُّف هو ذلك الذي يخدم مشروعَه وأجندتَه.
والتَّطرُّفُ يمكن أن يكتسيَ طابعاُ سياسيا، اجتماعيا ودينيا.
والتَّطرُّف السياسي يمكن أن يكونَ ذا ميولٍ يميني أو يساري. التَّطرُّف السياسي اليميني، تيارُه الفكري يعتمد على قومِيةٍ nationalisme و تقليدِيةٍ traditionnalisme مبالغٌ فبهما علما أن أفكارَه تتِمُّ صياغتُها في قالب جذري، مطلق وسلطوي لا يقبل النقاش. وهدف التيار الفكري اليميني المتطرِّف هو محاربة السياسات الليبرالية والاشتراكية ولو اقتضى الحال خرق المباديء الديمقراطية وحتى اللجوء إلى العنف والإرهاب. وقد يذهب التَّطرُّف اليميني إلى حدِّ كراهية الأجانب xénophobie و اتخاذ مواقف عنصرية racistes إزاءهم.
أما التطرُّف السياسي اليساري، فتيارُه الفكري يسعى إلى محاربة القومية والأمبيرالية والرأسمال وكل ما ينتسب للديمقراطية الليبرالية. وبعبارة أخرى، التَّطرُّف السياسي اليساري يسعى إلى خَلْقِ مجتمع تسود فيه المساواة بين أفراده ولو اقتضى هذا الخَلْقُ اللجوءَ إلى الثورة. والتيار الفكري لليسار المُتطرِّف، غالبا ما يستمِدُّ مذهبه أو عقيدتَه من تأويل جذري وراديكالي للنظريات الماركسية و الشيوعية.
أما التَّطرُّف الاجتماعي، فغالبا ما يكون ناتجا عن الأبوية paternalisme، عن الجهل و عن الإدراك السَّطحي للدين. الأبوية لا تزال منتشرةً في الأوساط المغربية إذ تتمثَّل في فَرضِ السلطة والغطرسة من طرف ربِّ أسرةٍ أو صاحب مقاولةٍ أو صاحب نفوذٍ أو غنيٍّ متكبِّرٍ... على الآخرين. و مظاهر هذا النوع من التَّطرُّف الاجتماعي كثيرة أذكر منها على سبيل المثال : فرضُ ارتداء الحجاب على صغيرات السن، احتقار البشر، هضمُ حقوق اليد العاملة وخصوصا من طرف أصحاب الشكارة، تعنيف المرأة، فرض الزواج على القاصرات، فرض الزواج على الأبناء و البنات تعسُّفا وتجاهلاُ لاختياراتهم…
أما أخطر تطرُّف تعرفُه البشرية في أيامنا هذه، فهو التَّطرُّف الديني الذي قد يكون ناتجا عن فهمٍ سطحي للدين أو عن غُلُوٍّ في إدراك مفاهيمه و تعاليمه. والتَّطرُّف الديني يزداد خطورةً عندما يتَّخذ المتطرَّفون الدينيون السياسةَ مطيّةً لتمرير مشروعهم السلطوي التَّسلُّطي. إنهم يُؤمنون إيمانا راسخا ودوغمائيا أن تطرُّفهم على صواب. بل إنهم متأكِّدون بأنهم يتصرَّفون بوصاية من الله وبالتالي، فهم لا يقبلون النقاشَ والاختلافَ ما داموا مقتنعين أن أفكارَهم حقائقُ مطلقة. وهذا هو ما يدفعهم إلى فرضِ أفكارهم وإدراكَهم المُبالغ فيه للدين على الآخرين. ولهذا، نراهم يغضبون و يُصيبهم السُّعار كلما حاول أحدُهم أن يُحاورَهم ويناقشَهم بالعقل في أمور الدين. فمَن يُعارضهم عليه أن يستعدَّ لردود أفعال قد لا تُحمدُ عقباها.
وهذا هو ما يحدث عندما يريد المتطرِّفون فرضَ مشروعهم السياسي/الديني على الغير إذ لا يتردَّدون ولو هُنَيهةً واحدةً في اللجوء إلى العنف والغطرسة والتَّعجرف والاستبداد والإرهاب. والدليل على ذلك الجرائم البشِعة التي اقترفتها وتقترفها القاعدة وداعش في سوريا و العرلق و بوكو حرام في نيجيريا و الساحل الإفريقي و حركة الشباب في الصومال، الخ.
وحينما نتحدَّث عن التَّطرُّف كتيار فكري، فإن الأمرَ يتعلَّق بفكر متعصِّبٍ، أي مبني على الدوغمائية dogmatisme التي لا تقبل النقاشَ والتَّحاورَ. وذلك لأن المتطرِّفين يعتقدون اعتقادا راسخا أنهم يملكون الحقيقة المُطلقة. وهذا يعني أن كلَّ ما يقدِّمه الآخرون من أفكار خارجٌ عن الصواب وخاطئ ومًخطِئ. والتَّطرُّف له مشروعٌ يسعى إلى فرضه على الآخرين ولو كان هذا المشروعُ مضرا بالصالح العام. فالصالح العام في نظر التَّطرُّف هو ذلك الذي يخدم مشروعَه وأجندتَه.
والتَّطرُّفُ يمكن أن يكتسيَ طابعاُ سياسيا، اجتماعيا ودينيا.
والتَّطرُّف السياسي يمكن أن يكونَ ذا ميولٍ يميني أو يساري. التَّطرُّف السياسي اليميني، تيارُه الفكري يعتمد على قومِيةٍ nationalisme و تقليدِيةٍ traditionnalisme مبالغٌ فبهما علما أن أفكارَه تتِمُّ صياغتُها في قالب جذري، مطلق وسلطوي لا يقبل النقاش. وهدف التيار الفكري اليميني المتطرِّف هو محاربة السياسات الليبرالية والاشتراكية ولو اقتضى الحال خرق المباديء الديمقراطية وحتى اللجوء إلى العنف والإرهاب. وقد يذهب التَّطرُّف اليميني إلى حدِّ كراهية الأجانب xénophobie و اتخاذ مواقف عنصرية racistes إزاءهم.
أما التطرُّف السياسي اليساري، فتيارُه الفكري يسعى إلى محاربة القومية والأمبيرالية والرأسمال وكل ما ينتسب للديمقراطية الليبرالية. وبعبارة أخرى، التَّطرُّف السياسي اليساري يسعى إلى خَلْقِ مجتمع تسود فيه المساواة بين أفراده ولو اقتضى هذا الخَلْقُ اللجوءَ إلى الثورة. والتيار الفكري لليسار المُتطرِّف، غالبا ما يستمِدُّ مذهبه أو عقيدتَه من تأويل جذري وراديكالي للنظريات الماركسية و الشيوعية.
أما التَّطرُّف الاجتماعي، فغالبا ما يكون ناتجا عن الأبوية paternalisme، عن الجهل و عن الإدراك السَّطحي للدين. الأبوية لا تزال منتشرةً في الأوساط المغربية إذ تتمثَّل في فَرضِ السلطة والغطرسة من طرف ربِّ أسرةٍ أو صاحب مقاولةٍ أو صاحب نفوذٍ أو غنيٍّ متكبِّرٍ... على الآخرين. و مظاهر هذا النوع من التَّطرُّف الاجتماعي كثيرة أذكر منها على سبيل المثال : فرضُ ارتداء الحجاب على صغيرات السن، احتقار البشر، هضمُ حقوق اليد العاملة وخصوصا من طرف أصحاب الشكارة، تعنيف المرأة، فرض الزواج على القاصرات، فرض الزواج على الأبناء و البنات تعسُّفا وتجاهلاُ لاختياراتهم…
أما أخطر تطرُّف تعرفُه البشرية في أيامنا هذه، فهو التَّطرُّف الديني الذي قد يكون ناتجا عن فهمٍ سطحي للدين أو عن غُلُوٍّ في إدراك مفاهيمه و تعاليمه. والتَّطرُّف الديني يزداد خطورةً عندما يتَّخذ المتطرَّفون الدينيون السياسةَ مطيّةً لتمرير مشروعهم السلطوي التَّسلُّطي. إنهم يُؤمنون إيمانا راسخا ودوغمائيا أن تطرُّفهم على صواب. بل إنهم متأكِّدون بأنهم يتصرَّفون بوصاية من الله وبالتالي، فهم لا يقبلون النقاشَ والاختلافَ ما داموا مقتنعين أن أفكارَهم حقائقُ مطلقة. وهذا هو ما يدفعهم إلى فرضِ أفكارهم وإدراكَهم المُبالغ فيه للدين على الآخرين. ولهذا، نراهم يغضبون و يُصيبهم السُّعار كلما حاول أحدُهم أن يُحاورَهم ويناقشَهم بالعقل في أمور الدين. فمَن يُعارضهم عليه أن يستعدَّ لردود أفعال قد لا تُحمدُ عقباها.
وهذا هو ما يحدث عندما يريد المتطرِّفون فرضَ مشروعهم السياسي/الديني على الغير إذ لا يتردَّدون ولو هُنَيهةً واحدةً في اللجوء إلى العنف والغطرسة والتَّعجرف والاستبداد والإرهاب. والدليل على ذلك الجرائم البشِعة التي اقترفتها وتقترفها القاعدة وداعش في سوريا و العرلق و بوكو حرام في نيجيريا و الساحل الإفريقي و حركة الشباب في الصومال، الخ.