د. سيد شعبان - امرأة الشعر!

حين تكون المغالبة بالقول وانتزاع الألقاب مدعاة للذين أفلسوا يجب على المرء أن يدفع برأيه غير هياب ولا وجل؛ سيما والشعر فن العرب الأول؛ وإمارته في العصر الحديث انعقدت لشوقي فترى الخالفين ينقمون عليه مكانته وعلى مصر ريادتها!
لا ضير أن تشعر امرأة ولا عيب في أن تكون ملهاة المنتديات؛ أما أن تستلب الإمارة عنوة أو تكون مادة للتسلية فهذا افتراء واجتراء!
قط يطير برجلين بحر عند تلة؛ لا إبداع في تراكيب انعدم رونقها وفقدت ماء الحياة!
أدري بأن المال سبيل المعوزين ومسلاة المعدمين ورشوة المتنفذين؛ فماذا يبقى للعربية بعد كبار شعرائها؛ رحم الله العقاد حين كتب الديوان كانت عينه على الإمارة وفي آخرة أقر بشاعرية شوقي!
امرأة الشعر لا أعرفها؛ ولا أنقم عليها ما جنت يداها؛
يقولون:
تجديد!
بئس الفن أن يكون زيفا وقبيح بالناقد أن ترمى له الدنانير فيجثو يحتلب الأرض!
دعوا لشوقي إمارته ولمصر ريادتها!
فلقد ألقت ربة الشعر بمقاليدها ورفعت التاج عاليا فوق رأس الأمير!
أزعم أن وراء الأكمة تدبيرا يتبعه تهريج ومن ثم سرف حتى لايكون في عالم الإبداع غير أغمار يملأون النوادي صياحا أو في الأزقة تهارشا!
خلت الأمر تسلية فإذا بهم يزعمون ثم هاهم يصدقون ما اجترحت أيديهم!
لست مزهوا بشوقي غير أنه امتلك الروي والعاطفة والفن شرطه أن يكون إبداعا في غير تقليد؛ كثيرون يحبونه وهل ثمة إمارة بغير إجماع؟
حاولوا قصيدة النثر واحتازوا الطبل لها؛ لكنه صار خبط عشواء وتهاويم كهان!
للشعر ميدانه من خيال وتصوير ولغة وتركيب؛ من أبدع فيه بلغ الثريا لكنه يبقى دون الأمير؛ تلك مقولة ناقد خبر القول وعرف مراميه!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى