لم تعد الجوارح تسكن الصحيفة
ولم يعد للشاعر إلا البكاء
على شمعة مطفأة ..
كان يظن الحواة من أصدقائه
يحسنون الإنصات
إلى ضوئها يتساقط
بين كفيه
وهو يعاند الريح ،
ويقرأ فواتح القصائد
على أرواحهم المثخنة ..
بالفرح
أيتها الساحرة
التي اصطادت الليل
من ذيله،
وجرجرت الشعر إلى قفص
نصفه من زجاج
ونصفه عتمة
أيتها التي توضأت من دمي
ويممت شطر أفاعيها
اغتسلي من حماك
واسبحي ..
في زرقتي القاتمة
أنا الآن وحيد
إلا من بقايا أصدقائي
الذين لم يدركوا الوقت
لتسديد طعنة الضوء
إلى رفرفاتي
قبيل السقوط المدمَّى
ولم تسعفهم الذاكرة
لافتتاح ممر جديد لروحي
إنك الآن وحدك
رغم هذا الضجيج
الذي يتساقط...
من نهديك
رغم النخيل الذي يتأبطني ..
كلما منحت نافذتي لهواء جديد
رغم المسافات التي تتطاول
كي تنال نصيبها
من كعكة أمي
ورغم ابتهاجات الصحيفة
كلما نشرت صورة الرئيس
وهو يغمزني بعينه اليسرى
مهددا قصيدتي
بنزع ثيابها أمام الجمهور
أيتها المرأة التي تلتف في أكفاني
دون أن تستثير اللحاد
أو تفتح دوارها
خلسة
للمعزين
اقرئي الآن آية قلبي
واكتبي تحتها
بالأبيض المتوحش
كان يداوى العذراى
ببعض الرحيق
لكنه ـ في الهزيع الأخير من الحزن
يسكب ظلمته
في بئري
كي تتوالد الزالزل
بأقل خسارة ممكنة
ماكنت أعلم
أن البلاد ستذهب
في نزهة دستورية
قبل أن يستقيل العطر
من إبط السيدة
ويسترد الملح عرشه
لم أكن أدرك
أ ن السيدة الرئيسة
تعرف أرقام ذاكرتي
وألوان أصدقائي
ومقاييس أحزاني الداخلية
إنها ماكرة بما يكفي
لطحن ديوان شعر
في أمعائها
دون رائحة
لكنها أفصحت
يوم كشفت عن ساقيها
وهي تمر فوق قواريري
يتبعها ظلي
وتتبعني حماها ..
عن ندبة في قصيدتي
وآثار جرح قديم
في جملتي الاسمية
إنها ماكرة بما يكفي
لإذابة شاعر في حداثته
قابضا على بشار بن برد
والمعري
وابن رشد
بجائزة في ( الأوبرا)
وبعض الطعوم الإسفنجية
ألم أقل لكم
خذو حذركم من "الميك أب "
ولاتتحدثوا مع الساسة
إلا من وراء حجاب ؟
ألم أقل إنني خائف من حديقة أمي
وجلبابها الأسود
ألم أتوارى من مصابيحكم
خلف أطفالي ،
وامرأتي الكسيرة؟
إنها تعرفني
في الظلام
ولاتبصرونني في الوهج
دعوا ماتدبرون لروحي
وقفوا للتحية
أنا الآن أعلن الهزيمة
وأرفع راياتكم السود
فوق كوخي
فلاتتولوا
مدبرين
ثم قطاف ينتظركم
على الحافة
وثمة رسل ينتظرون البشارة
في غور سحيق
مختار عيسى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من قصائد ديوان " من أوراق الهزيمة " الهيئة المصرية العامة للكتاب 2012
ولم يعد للشاعر إلا البكاء
على شمعة مطفأة ..
كان يظن الحواة من أصدقائه
يحسنون الإنصات
إلى ضوئها يتساقط
بين كفيه
وهو يعاند الريح ،
ويقرأ فواتح القصائد
على أرواحهم المثخنة ..
بالفرح
أيتها الساحرة
التي اصطادت الليل
من ذيله،
وجرجرت الشعر إلى قفص
نصفه من زجاج
ونصفه عتمة
أيتها التي توضأت من دمي
ويممت شطر أفاعيها
اغتسلي من حماك
واسبحي ..
في زرقتي القاتمة
أنا الآن وحيد
إلا من بقايا أصدقائي
الذين لم يدركوا الوقت
لتسديد طعنة الضوء
إلى رفرفاتي
قبيل السقوط المدمَّى
ولم تسعفهم الذاكرة
لافتتاح ممر جديد لروحي
إنك الآن وحدك
رغم هذا الضجيج
الذي يتساقط...
من نهديك
رغم النخيل الذي يتأبطني ..
كلما منحت نافذتي لهواء جديد
رغم المسافات التي تتطاول
كي تنال نصيبها
من كعكة أمي
ورغم ابتهاجات الصحيفة
كلما نشرت صورة الرئيس
وهو يغمزني بعينه اليسرى
مهددا قصيدتي
بنزع ثيابها أمام الجمهور
أيتها المرأة التي تلتف في أكفاني
دون أن تستثير اللحاد
أو تفتح دوارها
خلسة
للمعزين
اقرئي الآن آية قلبي
واكتبي تحتها
بالأبيض المتوحش
كان يداوى العذراى
ببعض الرحيق
لكنه ـ في الهزيع الأخير من الحزن
يسكب ظلمته
في بئري
كي تتوالد الزالزل
بأقل خسارة ممكنة
ماكنت أعلم
أن البلاد ستذهب
في نزهة دستورية
قبل أن يستقيل العطر
من إبط السيدة
ويسترد الملح عرشه
لم أكن أدرك
أ ن السيدة الرئيسة
تعرف أرقام ذاكرتي
وألوان أصدقائي
ومقاييس أحزاني الداخلية
إنها ماكرة بما يكفي
لطحن ديوان شعر
في أمعائها
دون رائحة
لكنها أفصحت
يوم كشفت عن ساقيها
وهي تمر فوق قواريري
يتبعها ظلي
وتتبعني حماها ..
عن ندبة في قصيدتي
وآثار جرح قديم
في جملتي الاسمية
إنها ماكرة بما يكفي
لإذابة شاعر في حداثته
قابضا على بشار بن برد
والمعري
وابن رشد
بجائزة في ( الأوبرا)
وبعض الطعوم الإسفنجية
ألم أقل لكم
خذو حذركم من "الميك أب "
ولاتتحدثوا مع الساسة
إلا من وراء حجاب ؟
ألم أقل إنني خائف من حديقة أمي
وجلبابها الأسود
ألم أتوارى من مصابيحكم
خلف أطفالي ،
وامرأتي الكسيرة؟
إنها تعرفني
في الظلام
ولاتبصرونني في الوهج
دعوا ماتدبرون لروحي
وقفوا للتحية
أنا الآن أعلن الهزيمة
وأرفع راياتكم السود
فوق كوخي
فلاتتولوا
مدبرين
ثم قطاف ينتظركم
على الحافة
وثمة رسل ينتظرون البشارة
في غور سحيق
مختار عيسى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* من قصائد ديوان " من أوراق الهزيمة " الهيئة المصرية العامة للكتاب 2012
مختار عيسى
مختار عيسى is on Facebook. Join Facebook to connect with مختار عيسى and others you may know. Facebook gives people the power to share and makes the world more open and connected.
www.facebook.com