السبت 18 نيسان 1942
عزيزتي
قيلَ يَوْمًا لأَحَدِ الكُتّابِ المَشْهورينَ: "لِماذا لا تقولُ الشِعْرَ، أَنْتَ يا مَنْ لَهُ صِدْقُ الكَلامِ، وَأَناقَةُ العِبارَةِ، وَأَلوانُ الخَيالِ، وَثَرْوَةٌ مِنَ الأَفْكارِ نادِرَةُ المِثالِ؟" فَأَجابَ: "كُلَّما هَمَمْتُ بِقَوْلِ الشِعْرِ ازدَحَمَتْ ضُروبُ الأَفْكارِ في صَدْري، فَوَقَفْتُ عاجِزًا عَنْ تَخَيُّرِ أَحْسَنِها".
هذِهِ يا صَغيرَتي، حالَتي في كُلِّ مَرَّةٍ أَعْزِمُ عَلى التَحَدُّثِ إِلَيْكِ عَنْ حُبّي. فَيَخْتَلِطُ أَلْفُ لَوْنٍ مِنْ مَشاعري، وَأُكْرَهُ عَلى الصَمْتِ. وَلَمْ يَتَّفِقْ لي قَطُّ أَنِ استَطَعْتُ أَنْ أَعْكِسَ وَلَوْ إِشْعاعًا واحِدًا مِنْ هذِهِ المَشاهِدِ الجَميلَةِ التي يَرْسُمُها في نَفْسي جَمالُكِ وَسِحْرُكِ وَحُبُّكِ.
وَما عَجِزْتُ عَنْ قَوْلِهِ مُنْذُ هُنَيْهَةٍ، أَأَسْتَطيعُ أَنْ أَقولَهُ الآنَ؟ إِنّي ما زِلْتُ مَغْمورًا بِهذهِ السَكْرَةِ التي (ذُقْتُها) بَيْنَ ذِراعَيْكِ، بِهذا الرحيقِ الذي سَكَبَتْهُ لي عَيْناكِ، بِهذا الإِنْخِطافِ الذي يُغْرِقُني فيهِ لَوْنُ بَشَرَتِكِ الزَنْبَقِيُّ يَسْقيهِ اليَنْبوعُ العَذْبُ المُتَفّجِّرُ مِنْ عَيِنَيْكِ الجَميلَتَيْنِ في كُلِّ مّرَّةٍ أَجِدُني بِالقُرْبِ مِنْكِ.
أَوّاه! كُلَّما قارَنْتُ بَيْنَكِ وَبَيْنَ هذِهِ المَخْلوقاتِ التي تَحومُ حَوْلَنا وَجَدْتُها صَغيرَةً حَقيرَةً حَتّى إِنّي لأَشُكُّ في وُجودِها.
أَيُّها الجَمالُ البَهِيُّ النَقِيُّ الّذي يَمُدُّني بِأَمَلِ الحَياةِ! أَيُّها الجَمالُ الجَميلُ سَبْعَ مَرّاتٍ، إِنّي أُبارِكُكِ! لَقَدْ جَعَلْتِ مِنّي، أَنا الشاعِرُ ذا الرؤى الجُهَنَّمِيَّةِ، شاعِرًا حَنونًا، صافِيًا، هادئًا. فَأَنا مَدينٌ لَكِ، مَدينٌ لَكِ سَبْعَ مَرّاتٍ.
إِنَّ كَلِمَةَ "الحُبِّ" هذِهِ الكَلِمَةَ المُنْطَوِيَةَ عَلى سَكَراتٍ مَجْهولَةٍ، لَتَعْني في قَلْبَيْنا وَعلى شِفاهِنا، مَعْنًى لا يُنافِسُهُ مَعْنًى آخَر.
إِنَّهُ مَخْطوطَةٌ شِعْرِيَّةٌ تُغَنّي فيها لُغَةٌ تَجْهَلُها الأَرْضُ إِلى اللِقاءِ.
شاعِرُكِ الذي يُحِبّ إِلْياسُكِ
الياس أبو شبكه
عزيزتي
قيلَ يَوْمًا لأَحَدِ الكُتّابِ المَشْهورينَ: "لِماذا لا تقولُ الشِعْرَ، أَنْتَ يا مَنْ لَهُ صِدْقُ الكَلامِ، وَأَناقَةُ العِبارَةِ، وَأَلوانُ الخَيالِ، وَثَرْوَةٌ مِنَ الأَفْكارِ نادِرَةُ المِثالِ؟" فَأَجابَ: "كُلَّما هَمَمْتُ بِقَوْلِ الشِعْرِ ازدَحَمَتْ ضُروبُ الأَفْكارِ في صَدْري، فَوَقَفْتُ عاجِزًا عَنْ تَخَيُّرِ أَحْسَنِها".
هذِهِ يا صَغيرَتي، حالَتي في كُلِّ مَرَّةٍ أَعْزِمُ عَلى التَحَدُّثِ إِلَيْكِ عَنْ حُبّي. فَيَخْتَلِطُ أَلْفُ لَوْنٍ مِنْ مَشاعري، وَأُكْرَهُ عَلى الصَمْتِ. وَلَمْ يَتَّفِقْ لي قَطُّ أَنِ استَطَعْتُ أَنْ أَعْكِسَ وَلَوْ إِشْعاعًا واحِدًا مِنْ هذِهِ المَشاهِدِ الجَميلَةِ التي يَرْسُمُها في نَفْسي جَمالُكِ وَسِحْرُكِ وَحُبُّكِ.
وَما عَجِزْتُ عَنْ قَوْلِهِ مُنْذُ هُنَيْهَةٍ، أَأَسْتَطيعُ أَنْ أَقولَهُ الآنَ؟ إِنّي ما زِلْتُ مَغْمورًا بِهذهِ السَكْرَةِ التي (ذُقْتُها) بَيْنَ ذِراعَيْكِ، بِهذا الرحيقِ الذي سَكَبَتْهُ لي عَيْناكِ، بِهذا الإِنْخِطافِ الذي يُغْرِقُني فيهِ لَوْنُ بَشَرَتِكِ الزَنْبَقِيُّ يَسْقيهِ اليَنْبوعُ العَذْبُ المُتَفّجِّرُ مِنْ عَيِنَيْكِ الجَميلَتَيْنِ في كُلِّ مّرَّةٍ أَجِدُني بِالقُرْبِ مِنْكِ.
أَوّاه! كُلَّما قارَنْتُ بَيْنَكِ وَبَيْنَ هذِهِ المَخْلوقاتِ التي تَحومُ حَوْلَنا وَجَدْتُها صَغيرَةً حَقيرَةً حَتّى إِنّي لأَشُكُّ في وُجودِها.
أَيُّها الجَمالُ البَهِيُّ النَقِيُّ الّذي يَمُدُّني بِأَمَلِ الحَياةِ! أَيُّها الجَمالُ الجَميلُ سَبْعَ مَرّاتٍ، إِنّي أُبارِكُكِ! لَقَدْ جَعَلْتِ مِنّي، أَنا الشاعِرُ ذا الرؤى الجُهَنَّمِيَّةِ، شاعِرًا حَنونًا، صافِيًا، هادئًا. فَأَنا مَدينٌ لَكِ، مَدينٌ لَكِ سَبْعَ مَرّاتٍ.
إِنَّ كَلِمَةَ "الحُبِّ" هذِهِ الكَلِمَةَ المُنْطَوِيَةَ عَلى سَكَراتٍ مَجْهولَةٍ، لَتَعْني في قَلْبَيْنا وَعلى شِفاهِنا، مَعْنًى لا يُنافِسُهُ مَعْنًى آخَر.
إِنَّهُ مَخْطوطَةٌ شِعْرِيَّةٌ تُغَنّي فيها لُغَةٌ تَجْهَلُها الأَرْضُ إِلى اللِقاءِ.
شاعِرُكِ الذي يُحِبّ إِلْياسُكِ
الياس أبو شبكه