علجية عيش - شعب له قابلية للإستعباد شعب لا يستحق الحياة

الذين يتحدثون عن الحرية ليحرروا عقولهم أولا ، الذين يتحدثون عن التغيير فليغيروا أنفسهم أولا
---------

1 - كل الصحف تتحدث عن الفساد و أهله ، عن العصابات ، فهل حان الوقت للحديث عن الفساد داخل السلطة الرابعة؟
من يسرق تغطية حدث و يوقعه باسمه، قد يسرق مقالا و قد يسرق دراسة أكاديمية و قد يسرق مذكرة تخرج و قد يسرق كتابا و ينشره باسمه و دون خجل، يدّعون أنهم ينشدون التغيير، لا يحدث التغيير سارق أو خائن أو مخادع كذاب ، لقد اقسم الله بالقلم ( و القلم و ما يسطرون)، و لكن هناك من يخون هذا القَسَم و يسرق ، عن السرقات الإعلامية أتحدث،( أفلا يخجلون؟)

2 - كيف نعيد الحياة لشعب ميت بالحياة، كيف نعوضه عن حرمانه من حقوقه طيلة هذه السنوات، كيف نعتذر إليه، شعب كان ضحية قوانين هشة و غير مطبقة ميدانيا، قوانين داست على كرامته، شعب عاش حياة كلها كذب و سفسطة و خداع و وعود كاذبة، في دولة كفر أبناءها بكل القيم ، كفروا حتى بدينهم بسبب الخطاب المزيف الملفق بالأكاذيب و الفتاوي الباطلة
كيف يستعيد هذا الشعب كرامته و هو يرى ابناءه يغرقون في وحل الجريمة عقولهم مخدرة بالكيف و أسئلة أخرى تبحث لها عن جواب؟ الجميع كذب علينا و استغل عاطفتنا و وطنيتنا ، إلى أين يلجأ الشباب للعثور على حياة يسودها العدل، حياة تحقق العدالة للجميع، فلا يوجد فقير متسول و لا امرأة متشردة و لا شاب مدمن أو لصٌّ، أو يختطف النساء و يغتصبهم ، يختطف أطفالا و ينزع منهم أعضاءهم للبيع

3 - نحن في زمن ضاع فيه الإنسان لأننا في زمن أصبحت فيه المادة هي السيّد، هي القانون، هي لغة الخطاب، بالمال تشترى أصوات المواطن و ذمته، زمن أصبحت فيه الإنسانية منعدمة، زمن لا توجد فيه حرية التفكير، و حرية الرأي، كل شيئ فيه ممنوع ، لا يحق لك أن تعبر عن مواقفك، لا يحق لك أن تقول "لا"، لا يحق لك أن تحب و تعبر عن مشاعرك لأنه سيتهمونك بالفسق، لا يحق لك حتى أن تتنفس و تستمتع بالنسيم ، و قد يأتي يوم و أن ندفع فيه ثمن الهواء الذي نتنفسه

الذين يتحدثون عن حرية الآخر أقول لهم حرّروا عقولكم و أنفسكم أولا
الذين ينشدون التغيير أقول لهم غيروا أنفسكم أولا..
شتان بين جيل نوفمبر 54 و جيل الجال و السروال الممزق على الركبتين و "القطّوشة"
جيل لم يهضم بعد تضحيات أجداده
جيل لا يعرف واجبه من حقوقه
جيلٌ يُقاد و لا يقود
جيل فقد بوصلته فظل تائها بلا عنوان
جيل خدروه حتى أضحى أعمى بلا بصيرة، يعيش كالحيوان بلا هدف، لا يفكر سوى في إشباع بطنه و نزواته، يقف في الطابور ليحصل على الزيت و السميد، خدروه بحفلات الرقص و الرعونة، لا يعي بما يدور حوله
إنهم المستعبدون الجدد.. المخدرون بالشعارات المزيفة باسم الديمقراطية و باسم حقوق الإنسان، هكذا أراد له النظام حتى يقوده كما يقود الراعي قطيعه
( عن بلادي اتحدث )
-------------------
علجية عيش
-------------------

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى