إبراهيم قيس جركس - الشعور بالعدم

يرى التّطوّريون أنَّ الإنسان _أو الجسم البشري_ هو محاولة الجينات لفهم ذاتها.

هل يمكننا القول _نحن كوجوديين_ بأنَّ الحياة ما هي إلا محاولة العدم لفهم ذاته؟!!

إنَّ لحظات العبث التي نشعر بها أحياناً كوقع المطرقة على رؤوسنا ما هي إلا إطلالة العدم على ماهية وجودنا.

نحن نستشعر العدم، إذ أنَّه مرتبطٌ بوجودنا، ومن ثمّ بكينونتنا.

العدم المرتبط بوجودنا يعني فَنائنا بعد موتنا بوصفنا كائنات بشرية فانية، أمّا العدم المرتبط بكينونتنا، أو ماهيتنا، فيعني الوجود الزائف الذي نعيشه خلال حياتنا اليومية؛ ذلك الوجود غير الأصيل الذي يَعدُم حقيقتنا ويفرض علينا وجودا زائفاً وأقنعة نرتديها أقناء تفاعلنا مع العالم وتعاملنا مع الآخر… ذلك الآخر الضروري لإدراك ماهيتنا وحقيقتنا، وفي نفس الوقت، يشكّل تهديداً لحريتنا بوصفه عَيناً مُراقِبَةً تُطلق أحكاماً قيَميّة على ماهيتنا، ويسجننا في سجنٍ من الأحكام المُسبَقَة، ويجبرنا على عيش حياةٍ زائفة غير أصيلة، لكنّها تتناسب مع معايير ذاك الآخر، وبذلك ندفع ثمن رضى الآخرين حرّيتنا وراحتنا وهدوءنا النفسي، والأهم من ذلك كله: أصالتنا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى