لأول مرة أحضر وأشاهد " مهرجان العنب الفلسطيني " والذي اقيم هذه المرة في ساحة بلدية حلحول تحت شعار " الشهد في عنب الخليل " .
وحلحول مدينة فلسطينية تقع في جنوب الضفة الغربية على بُعد 5 كيلومترات شمال الخليل، وعلى الرغم من الازدحام وكثرة زوار المهرجان ودرجة الحرارة العالية التي تجعل العرق يتصبب من كل المسامات ، إلا أن الإحساس بأن زمن الحصرم العربي قد تحول هنا الى زمن الثقة والقوة والإصرار .
نعرف قصة الثعلب الذي عندما عجز عن الوصول الى عناقيد العنب قال بسخرية " العنب حامض " لكن في المهرجان يحيط بك العنب الأسود والأحمر المائل الى النبيذي والأخضر المائل الى الأصفر من كل الجوانب ، صناديق كرتونية عليها الختم " منتج فلسطيني " مكتوبة بألوان العلم الفلسطيني، الذي يجعلنا نقف على أرض التفاؤل.
التنقل بين أقسام البضائع والمشتريات في المهرجان بحاجة الى تأمل هادئ يعانق الماضي ويرتاح في حضن الحاضر، يستنشق الفخر الذي يزنر الأصابع التي قامت بصنع تلك الأدوات المزخرفة ، هنا المطرزات وهنا الأشغال اليدوية التراثية ، من سلال ملونة الى شالات وفساتين وصناديق ومصاغ طرز عليه بالقطبة الفلسطينية المعروفة . وهنا عناقيد العنب صممت على شكل قبة الصخرة ، وهناك العناقيد صممت على شكل عنقود كبير يطل من أعلى مرحباً بالقادمين الى المهرجان ، وهناك قناني عصير العنب والدبس وعلب الزبيب، ويطل الزعتر والزيت والخبز المخبوز على الصاج ، وترتمي قطع صابون المصنوعة من الزيت بين القناني المليئة بالزيت وبين العلب الزجاجية التي رسمت عليها صوراً لبعض القادة ، وتنظر الى الحيطان التي تحوي هذه البسطات، فتجد ابياتاً من الشعر الفلسطيني الوطني الحماسي مكتوبة على أوراق بيضاء تشعل النيران في الروح ويبقى دخانها ومضات تمنح الزائر طاقة جبارة .
في " مهرجان العنب الخليلي " تخلع ثيابك المرهقة من الموضة ، وترتدي ثوب الفلاح الفلسطيني الذي قام بتسييج الأرض لكي يحميها من المصادرة وقام بزراعتها وتشبث بجذور الأشجار، لأنه يعيش معركة التحدي بينه وبين الاحتلال الذي يمد مخالبه يومياً على الأرض ويصادرها .
وقفت أمام بائع العنب ، قال لي أن هناك ستة عشر نوعاً من العنب في المعرض، اعترفت بصدق أنني لا اعرف تلك الأنواع ، لكن على طريقة " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " بدأت بشراء الكراتين ، يضحك البائع وقال تريدين المتاجرة بالعنب .. اجبته : لا هذه هدايا للذين لا يعرفون طعم " عنب الخليل " .
المزارع الفلسطيني يولد وظهره للعراء وأيامه مقاومة وترابه عشق وثماره انتظار، أما الأشجار فهي الحرب الشرسة بين عمق الجذور وبين أسنان جرافات الاقتلاع التي تسعى لنزعها ، لكي يبنون مكانها المستوطنات .
على باب الدخول الى ساحة المهرجان تجلس امرأة بثوبها الفلسطيني تبيع شتلات الدوالي – كما يطلقون عليها - ، كأنها تريد أن تقول علينا جميعاً زراعة " الدوالي " لكي تمتد على الحيطان بين السطوح وعلى السياج ، يجب دعم هذه النبتة التي تتحدى المستحيل .
وقفت عاجزة بين كراتين العنب " راحت السكرة واجت الفكرة " ماذا سأفعل بهذه الكراتين ؟؟ لكن ما أن رأيت بيوت مستوطنة " كرمي تسور " التي تقع شمال مدينة حلحول ، وقد أقيمت على أراضي بلدتي حلحول وبيت أمر حتى هتفت مع الشاعر عز الدين المناصرة في ديوانه " يا عنب الخليل " الذي صدر عام 1968 ، حتى قبل أن تبتلع المستوطنات الأراضي الفلسطينية ، حين قال :
خليلي يا عنب الحر
لا تثمر
وإن أثمرت ، كن سماً على الأعداء
لا تثمر
وحلحول مدينة فلسطينية تقع في جنوب الضفة الغربية على بُعد 5 كيلومترات شمال الخليل، وعلى الرغم من الازدحام وكثرة زوار المهرجان ودرجة الحرارة العالية التي تجعل العرق يتصبب من كل المسامات ، إلا أن الإحساس بأن زمن الحصرم العربي قد تحول هنا الى زمن الثقة والقوة والإصرار .
نعرف قصة الثعلب الذي عندما عجز عن الوصول الى عناقيد العنب قال بسخرية " العنب حامض " لكن في المهرجان يحيط بك العنب الأسود والأحمر المائل الى النبيذي والأخضر المائل الى الأصفر من كل الجوانب ، صناديق كرتونية عليها الختم " منتج فلسطيني " مكتوبة بألوان العلم الفلسطيني، الذي يجعلنا نقف على أرض التفاؤل.
التنقل بين أقسام البضائع والمشتريات في المهرجان بحاجة الى تأمل هادئ يعانق الماضي ويرتاح في حضن الحاضر، يستنشق الفخر الذي يزنر الأصابع التي قامت بصنع تلك الأدوات المزخرفة ، هنا المطرزات وهنا الأشغال اليدوية التراثية ، من سلال ملونة الى شالات وفساتين وصناديق ومصاغ طرز عليه بالقطبة الفلسطينية المعروفة . وهنا عناقيد العنب صممت على شكل قبة الصخرة ، وهناك العناقيد صممت على شكل عنقود كبير يطل من أعلى مرحباً بالقادمين الى المهرجان ، وهناك قناني عصير العنب والدبس وعلب الزبيب، ويطل الزعتر والزيت والخبز المخبوز على الصاج ، وترتمي قطع صابون المصنوعة من الزيت بين القناني المليئة بالزيت وبين العلب الزجاجية التي رسمت عليها صوراً لبعض القادة ، وتنظر الى الحيطان التي تحوي هذه البسطات، فتجد ابياتاً من الشعر الفلسطيني الوطني الحماسي مكتوبة على أوراق بيضاء تشعل النيران في الروح ويبقى دخانها ومضات تمنح الزائر طاقة جبارة .
في " مهرجان العنب الخليلي " تخلع ثيابك المرهقة من الموضة ، وترتدي ثوب الفلاح الفلسطيني الذي قام بتسييج الأرض لكي يحميها من المصادرة وقام بزراعتها وتشبث بجذور الأشجار، لأنه يعيش معركة التحدي بينه وبين الاحتلال الذي يمد مخالبه يومياً على الأرض ويصادرها .
وقفت أمام بائع العنب ، قال لي أن هناك ستة عشر نوعاً من العنب في المعرض، اعترفت بصدق أنني لا اعرف تلك الأنواع ، لكن على طريقة " انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً " بدأت بشراء الكراتين ، يضحك البائع وقال تريدين المتاجرة بالعنب .. اجبته : لا هذه هدايا للذين لا يعرفون طعم " عنب الخليل " .
المزارع الفلسطيني يولد وظهره للعراء وأيامه مقاومة وترابه عشق وثماره انتظار، أما الأشجار فهي الحرب الشرسة بين عمق الجذور وبين أسنان جرافات الاقتلاع التي تسعى لنزعها ، لكي يبنون مكانها المستوطنات .
على باب الدخول الى ساحة المهرجان تجلس امرأة بثوبها الفلسطيني تبيع شتلات الدوالي – كما يطلقون عليها - ، كأنها تريد أن تقول علينا جميعاً زراعة " الدوالي " لكي تمتد على الحيطان بين السطوح وعلى السياج ، يجب دعم هذه النبتة التي تتحدى المستحيل .
وقفت عاجزة بين كراتين العنب " راحت السكرة واجت الفكرة " ماذا سأفعل بهذه الكراتين ؟؟ لكن ما أن رأيت بيوت مستوطنة " كرمي تسور " التي تقع شمال مدينة حلحول ، وقد أقيمت على أراضي بلدتي حلحول وبيت أمر حتى هتفت مع الشاعر عز الدين المناصرة في ديوانه " يا عنب الخليل " الذي صدر عام 1968 ، حتى قبل أن تبتلع المستوطنات الأراضي الفلسطينية ، حين قال :
خليلي يا عنب الحر
لا تثمر
وإن أثمرت ، كن سماً على الأعداء
لا تثمر
شوقية عروق منصور - يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
شوقية عروق منصور - يا عنب الخليل كن سماً على المحتل
www.ahewar.org