نهاية عام 1969 من القرن الماضي وقبل 46 سنة، وفي مقاهي: ابو مضر "مقهى الدكة" قرب جسر الهنود، كازينو البدر على ساحل شط العرب ، مقهى جندي مقابل همبركر ابو نادية وكافتيريا علي بابا في شارع الوطن، نشأت ونوقشت فكرة إصدار مجموعة 12 قصة التي هي بالأساس فكرة القاصين ودود حميد ومجيد جاسم العلي والتحق بهما عبدالحسين العامر ثالثاً. فقد كانت النقاشات حول المشروع تدار بتحفظ من الجانب الأدبي والفني.
سألت القاص عبدالحسين العامر، كيف تجمعتم انتم النخبة اليسارية؟ فأجاب:" فاتحنا صديقنا القاص محمد خضير فوافق بالانضمام الى المجموعة، وبعده القاص جليل المياح وريسان جاسم وبقية المجموعة. كانت النصوص تناقش بشكل جماعي ونتبادل الآراء والتصويب فيما بيننا".
وقال العامر :"كتبت النصوص بخط اليد وارسلت مع ودود حميد ومجيد جاسم العلي الى وزارة الثقافة والاعلام في بغداد لإجازتها ، وتم الاتفاق مع مطبعة حداد في البصرة لصاحبها الاديب، "له الذكر الطيب" يوسف يعقوب حداد على طبع 1000 نسخة وبسعر 120 ديناراً تدفع على مرحلتين".
واستطرد القاص العامر :"سُلمت المخطوطات القصصية مختومة بختم الوزارة "نوافق على النشر" وموقعة بعدة تواقيع للمسؤولين بضمنهم عبد الامير معله, وكان القاص ودود حميد المسؤول المالي الذي جمع تبرعات من المشاركين في الإصدار، خمسة دنانير لسد نفقات الطبع، وكان قسم منهم لا يملكون هذا المبلغ بسبب، اما ان يكون طالباً او عاطلا عن العمل ، فقد صدر العدد الاول منها في منتصف 1971 والثاني في ايلول 1972 بنفس الاسم ولكنه يحتوي على ثلاث عشرة قصة .
المشاركون في المجموعتين كانوا :
احمد محمد امين، حسن موسى، خليل المياح، ريسان جاسم، سلمان كاصد، شاكر السكري، طاهر ظاهر حبيب، عبدالجبار الحلفي، عبدالجليل المياح، عبدالحسين العامر، عبدالصمد حسن، كاظم الصبر، مجيد جاسم العلي، محمد خضير، محمد سعدون السباهي، ودود حميد.
أخيرا، كانت لاتحاد الادباء في البصرة جلسة احتفاء بهؤلاء النخبة وبمنجزهم الذي صدرت منه مجموعتان فقط. ففي صباح السبت 24 ايلول 2016 وعلى قاعة محمود عبدالوهاب في مقر الاتحاد وبحضور مميز من ادباء ومثقفي البصرة، أقيمت جلسة للاستذكار والاحتفاء بهم. أدار الجلسة القاص عبدالحليم مهودر، الذي اشاد بالمجموعتين وحيثيات صدورهما والمعرقلات التي صادفتهم، وتحدث عن الاصدارات في تلك الفترة من مجموعات شعرية وقصصية ومهرجانات ثقافية.
كما تحدث القاص ودود حميد عن استذكاره بهذه المناسبة، قال: بعد اطلاق سراحي من السجن عام 1968 التقيت صديقي مجيد جاسم العلي وعددا من الاخوة الاخرين حملة الافكار اليسارية وولدت عندنا فكرة الاصدار، وكان من أسباب نجاح هذه المجموعة ظهور الاستاذ محمد خضير.
من بعض أسباب محاربة أصحاب القرار إصدار مجموعتنا، هو ما حصل في غلاف المجموعة الاولى حيث جعل الفنان اياد صادق أسماءنا على شكل نقاط وتحيط بنا الجماهير، والرقم 12 مثَّله بالمنجل والجاكوج، فحاولوا بشتى السبل منع اصدارها ولكن كانت ارادتنا اقوى".
القاص عبدالحسين العامر قال :"البصرة فيها قامات الفقه والفلسفة والادب وجمال الشعر ، فهي مرسى للسندباد وليالٍ لحكايات شهرزاد، ومحفل للفراهيدي والجاحظ والمتصوفة، وشعاباً للصعاليك وصولات للزنج وللأزارقة الحفاة، ومنابر للمعتزلة ، وجدل لمدارس اللغة واعلامها".
القاص عبدالجبار الحلفي شكر اتحاد الادباء في البصرة على هذه الفكرة الريادية، وكانت فرحته كبيرة بان يلتقي مع النخبة الطيبة بعد اكثر من اربعين سنة. قال ان البصرة كانت مستهدفة بأدبائها منذ تأسيسها. الناقد جميل الشبيبي كان له حضور في هذه الاصبوحة حيث حيّا الادباء والاتحاد والاستذكار الجميل للإصدار بعد اكثر من اربعين عاماً.
الكاتب جاسم عايف كان له استذكار للإنتاج الثقافي في السبعينيات مثل مجلة الف باء والاقلام وغيرها ، اما القاص محمد خضير فقد بين:" أن مجموعة 12 قصة شكلت ظاهرة تؤرخ نهاية فترة الستينيات والتخلص من لعنة الاسماء وبداية مرحلة جديدة "السبعينيات"، وتؤشر ظاهرة ازدهار القصة القصيرة في العراق.
البصرة - صلاح العمران
سألت القاص عبدالحسين العامر، كيف تجمعتم انتم النخبة اليسارية؟ فأجاب:" فاتحنا صديقنا القاص محمد خضير فوافق بالانضمام الى المجموعة، وبعده القاص جليل المياح وريسان جاسم وبقية المجموعة. كانت النصوص تناقش بشكل جماعي ونتبادل الآراء والتصويب فيما بيننا".
وقال العامر :"كتبت النصوص بخط اليد وارسلت مع ودود حميد ومجيد جاسم العلي الى وزارة الثقافة والاعلام في بغداد لإجازتها ، وتم الاتفاق مع مطبعة حداد في البصرة لصاحبها الاديب، "له الذكر الطيب" يوسف يعقوب حداد على طبع 1000 نسخة وبسعر 120 ديناراً تدفع على مرحلتين".
واستطرد القاص العامر :"سُلمت المخطوطات القصصية مختومة بختم الوزارة "نوافق على النشر" وموقعة بعدة تواقيع للمسؤولين بضمنهم عبد الامير معله, وكان القاص ودود حميد المسؤول المالي الذي جمع تبرعات من المشاركين في الإصدار، خمسة دنانير لسد نفقات الطبع، وكان قسم منهم لا يملكون هذا المبلغ بسبب، اما ان يكون طالباً او عاطلا عن العمل ، فقد صدر العدد الاول منها في منتصف 1971 والثاني في ايلول 1972 بنفس الاسم ولكنه يحتوي على ثلاث عشرة قصة .
المشاركون في المجموعتين كانوا :
احمد محمد امين، حسن موسى، خليل المياح، ريسان جاسم، سلمان كاصد، شاكر السكري، طاهر ظاهر حبيب، عبدالجبار الحلفي، عبدالجليل المياح، عبدالحسين العامر، عبدالصمد حسن، كاظم الصبر، مجيد جاسم العلي، محمد خضير، محمد سعدون السباهي، ودود حميد.
أخيرا، كانت لاتحاد الادباء في البصرة جلسة احتفاء بهؤلاء النخبة وبمنجزهم الذي صدرت منه مجموعتان فقط. ففي صباح السبت 24 ايلول 2016 وعلى قاعة محمود عبدالوهاب في مقر الاتحاد وبحضور مميز من ادباء ومثقفي البصرة، أقيمت جلسة للاستذكار والاحتفاء بهم. أدار الجلسة القاص عبدالحليم مهودر، الذي اشاد بالمجموعتين وحيثيات صدورهما والمعرقلات التي صادفتهم، وتحدث عن الاصدارات في تلك الفترة من مجموعات شعرية وقصصية ومهرجانات ثقافية.
كما تحدث القاص ودود حميد عن استذكاره بهذه المناسبة، قال: بعد اطلاق سراحي من السجن عام 1968 التقيت صديقي مجيد جاسم العلي وعددا من الاخوة الاخرين حملة الافكار اليسارية وولدت عندنا فكرة الاصدار، وكان من أسباب نجاح هذه المجموعة ظهور الاستاذ محمد خضير.
من بعض أسباب محاربة أصحاب القرار إصدار مجموعتنا، هو ما حصل في غلاف المجموعة الاولى حيث جعل الفنان اياد صادق أسماءنا على شكل نقاط وتحيط بنا الجماهير، والرقم 12 مثَّله بالمنجل والجاكوج، فحاولوا بشتى السبل منع اصدارها ولكن كانت ارادتنا اقوى".
القاص عبدالحسين العامر قال :"البصرة فيها قامات الفقه والفلسفة والادب وجمال الشعر ، فهي مرسى للسندباد وليالٍ لحكايات شهرزاد، ومحفل للفراهيدي والجاحظ والمتصوفة، وشعاباً للصعاليك وصولات للزنج وللأزارقة الحفاة، ومنابر للمعتزلة ، وجدل لمدارس اللغة واعلامها".
القاص عبدالجبار الحلفي شكر اتحاد الادباء في البصرة على هذه الفكرة الريادية، وكانت فرحته كبيرة بان يلتقي مع النخبة الطيبة بعد اكثر من اربعين سنة. قال ان البصرة كانت مستهدفة بأدبائها منذ تأسيسها. الناقد جميل الشبيبي كان له حضور في هذه الاصبوحة حيث حيّا الادباء والاتحاد والاستذكار الجميل للإصدار بعد اكثر من اربعين عاماً.
الكاتب جاسم عايف كان له استذكار للإنتاج الثقافي في السبعينيات مثل مجلة الف باء والاقلام وغيرها ، اما القاص محمد خضير فقد بين:" أن مجموعة 12 قصة شكلت ظاهرة تؤرخ نهاية فترة الستينيات والتخلص من لعنة الاسماء وبداية مرحلة جديدة "السبعينيات"، وتؤشر ظاهرة ازدهار القصة القصيرة في العراق.
البصرة - صلاح العمران