ها أنا ذا أسقط كورق الخريف
على رصيف ينحدر إلى منتهى مواجعي
لا منافذ لي لمحق اصفرار الظلال
في وجه المساء،
إذ أكبر مدى في زقاق كبوتي
رديفا للنهايات
ندا للجراحات في معصم الماء
لا طريق، أسلكه إلى صبواتي
أقتفي أثر الفراشات
لعلي ألتف في سورة الخريف
أكون شبيها لمرايا الغمام
سديما لمنتهى أفق الريح
إذ أشرد في الحفيف الآتي
من فواجع الولادات
تتشوه الرؤى التي تؤول إلى البدايات
تتزاحم الأوردة في النسوغ
مثل صور اليباب، إذ تنقلب
في قعر الذاكرة
كاصفرار عشب بين ظلين
كأقبية سماد الروح
تنسكب في أطيافي البعيدة
كزورق منقلب في يد الموج
غامر في السحاب، والريح، والمدار
منزو في سرب الرذاذ، والبحر، والمنار
ليته، يسبقني، هاهنا، في شرود القصيدة
يتبع أشلاء الحطام، هناك، في دقاق الخطو
في مسالك، لا تسبك المطاف
لا ترصف التيه في الوجوه،
إذ تمور في السحق، تنبت أفيون العدم
في الأسوار، والفيافي الظاعنة
لا درب لي لتلمس هذا الحطام
تبعجني طعنة الخريف
مثل أعواد الثقاب الخاسئة
تلفني بين مطايا النسيان
أشرد كتنين، يخبط في البراري
ينسلخ من جلد الطين
إلى مرافئ الصمت
ومحافل الكبوات
أتلوى كصاعقة في ضباب العمر
إذ تربض المآتم في نحري
كعقرب ساعة يسيح
في تخوم المدى
تتبدى لي الوجوه شجرا لمشاتل الموت
ترسو في الأبد كبرق
كسماء قلبي الخافقة في نور الأزل
كفصل شتاء بارد يلفني بخطى أحبابي
ينزلق سيري في ثرى دمهم
فيأتيني عمرهم، صخبا
يلون سحنات الذكرى
بالهسيس، والإيماء، واللحن
ورسم البياض كأي عمر لا يغور،
لا يضمحل، لا يخفت، لا يخبو
كأني بها، ها هنا، بقربي
عالية، نابضة كأدواح
تعاود الحياة والخفق والانطلاق
والانشداه إلى أول الطريق
وبداية الحكاية..
عبد العزيز أمزيان
* نشر بمجلة نزوى، ع/ 114/ 2023
على رصيف ينحدر إلى منتهى مواجعي
لا منافذ لي لمحق اصفرار الظلال
في وجه المساء،
إذ أكبر مدى في زقاق كبوتي
رديفا للنهايات
ندا للجراحات في معصم الماء
لا طريق، أسلكه إلى صبواتي
أقتفي أثر الفراشات
لعلي ألتف في سورة الخريف
أكون شبيها لمرايا الغمام
سديما لمنتهى أفق الريح
إذ أشرد في الحفيف الآتي
من فواجع الولادات
تتشوه الرؤى التي تؤول إلى البدايات
تتزاحم الأوردة في النسوغ
مثل صور اليباب، إذ تنقلب
في قعر الذاكرة
كاصفرار عشب بين ظلين
كأقبية سماد الروح
تنسكب في أطيافي البعيدة
كزورق منقلب في يد الموج
غامر في السحاب، والريح، والمدار
منزو في سرب الرذاذ، والبحر، والمنار
ليته، يسبقني، هاهنا، في شرود القصيدة
يتبع أشلاء الحطام، هناك، في دقاق الخطو
في مسالك، لا تسبك المطاف
لا ترصف التيه في الوجوه،
إذ تمور في السحق، تنبت أفيون العدم
في الأسوار، والفيافي الظاعنة
لا درب لي لتلمس هذا الحطام
تبعجني طعنة الخريف
مثل أعواد الثقاب الخاسئة
تلفني بين مطايا النسيان
أشرد كتنين، يخبط في البراري
ينسلخ من جلد الطين
إلى مرافئ الصمت
ومحافل الكبوات
أتلوى كصاعقة في ضباب العمر
إذ تربض المآتم في نحري
كعقرب ساعة يسيح
في تخوم المدى
تتبدى لي الوجوه شجرا لمشاتل الموت
ترسو في الأبد كبرق
كسماء قلبي الخافقة في نور الأزل
كفصل شتاء بارد يلفني بخطى أحبابي
ينزلق سيري في ثرى دمهم
فيأتيني عمرهم، صخبا
يلون سحنات الذكرى
بالهسيس، والإيماء، واللحن
ورسم البياض كأي عمر لا يغور،
لا يضمحل، لا يخفت، لا يخبو
كأني بها، ها هنا، بقربي
عالية، نابضة كأدواح
تعاود الحياة والخفق والانطلاق
والانشداه إلى أول الطريق
وبداية الحكاية..
عبد العزيز أمزيان
* نشر بمجلة نزوى، ع/ 114/ 2023