أحب البغادة، الشاي شرابهم الطيب ذا النكهة والمذاق والرائحة الزكية.
الشاي يشرب صباحاً عند تناول وجبة الافطار، مع الجبنة أو "القيمر" الكيمر اللذيذ، وعصراً يشرب مع "البقصم، و"الكليجة"..
وعند الجلوس في المقاهي يشرب الشاي في جميع الاوقات، ولا يزال بعضها يزين واجهاته أوجاغ الشاي ومعداته "المواعين" و"الاستكانات" والخواشيك الخ.
بعض المقاهي القديمة كانت تعد الشاي على الفحم والبعض على السماور "كمقهى الشابندر وحسن العجمي والزهاوي، والبلدية والرشيد وعزاوي والببروتي، والمميز وعبود، والشط وعارف اغا والذي كان من جلاسها الشاعر الخالد معروف عبد الغني الرصافي، ويلتف حوله الشعراء والادباء ومنهم الشاعر كمال نصرت، الذي كان يؤجج اوار المعركة بينه وبين الزهاوي جميل صدقي جليس مقهى الزهاوي وكان يونس بحري كما يذكر الذاكرون، هو اول من يؤجج نيران العراك ايضاً.
وكان ان جمع بين الرصافي والزهاوي، في دعوة "صلح" السيد محمود صبحي الدفتري، وبحضور جمع من الادباء والشعراء في دارته بكرخ بغداد، وانطفأ اوار المعركة والمحاججة بينهما منذ دعوة الدفتري محمود صبحي..!
والمقاهي تعد مجمعات ثقافية لتبادل الآراء بالشؤون الادبية والثقافية والمعرفية حيث يروح الادباء والشعراء يتبادلون الاحاديث حول صدور المكتب والدواوين وتبادل الذكريات مما لا يستغني عنها الكاتب الكتب والشاعر المبدع ابداً.
كل هذا يدور في المقاهي وبخاصة في ايام الجمع في شارع المتنبي الذي بعد "كرنفالاً" إذ يأتي إلى المتنبي هذا الشارع الذي أطلق عليه تيمناً باسم شاعر العربية بل مالئ الدنيا وشاغل الناس" ابو الطيب المتنبي.
اقول. حملة القلم يزورون هذا الشارع مجاميع.. ومجاميع منهم من يتشوف على القديم أو الجديد من العناوين التي يفيض بها هذا الشارع المحمود بالمعرفة أبداً وهناك من يعود إلى مقهى الشابندر، بعد تجوال وصوال في منعطفات وارصفه هذا الشارع بعد ان يأخذ التعب منه مأخذاً.
في المقاهي قديماً، كان "القهواتية" يعملون انواعاً وأنواعاً من الشاي، فهناك كان شاي "الزعفران" و"الدارسين" و"الحليب" وشاي ماوي وورد لسان الثور" وجاي حامض".
وفي ايام الاعياد والكسلات والمناسبات البغدادية في الماضي كانت الاسر والعوائل تخرج إلى المتنزهات والبساتين، حيث يتناولون الغداء، ومن بعد يتصدر "السماور" وقوري الشاي الخزفي المورد لتخدير الشاي، وهم يحيطون بـ السماور" المزين بـ عبارات رقيقة.. يحضر الشاي بـ القوري، بعد وضع حبات من الهيل، ويزداد طيباً ورائحة ونكهة لا تضاهيها اية نكهة.
ومن انواع واسماء الشاي.. المروحة، وبغداد، وبابل وشاي سيلان الخ، وقديماً عند جلوس البغدادي في المقهى إذا كان احد اصحابه جالساً قبله يتعالى صوته (جيب شاي) و(أنطي شاي)، و(شايك واصل).. دلالة على الكرم الحاتمي الذي يتحلى به البغدادي.
وكان جلاس المقهى في الايام الخوالي.. يتنادون على عامل المقهى جيب شاي للاستاذ. وآخر يقول اريده من راس القوري ما أريده سنكيين، وآخر اريده هواية حلو، وآخر اريد شكره قليل، وهو يقول هذا شاي فاير، وهذا حلو هواية، وهذا طوخ وهذا قنداغ، وهذا شاي بارد وبلاله..
وهناك من يقول عند تقديم الجايجي جاياً سنكيناً..
قابل ماكل باجة، ومن يقول عند اول جلوسه اريد شاي يكعد الراس.
والمقاهي كانت تستعمل للجلوس تخوت الخشب وكراسي سعف النخيل.
وأورد الشيخ جلال الحنفي البغدادي في مجلة "الفتح" الصادرة عام 1939 مقالة على العنوان الموسوم، من شوارد التاريخ البغدادي".
"تاريخ استعمال الشاي في بغداد كشراب تشربه الناس قريب جداً، ولكن استعمال الشاي عندهم كدواء أمر معروف، وكان العطارون يجلبون منه كميات قليلة جداً لأغراض طبية".
حدثنا أحد معمري بغداد، وهو حسين التنكجي بن علي، وقد بلغ من العمر اكثر من مئة سنة وهو لا يزال يشتغل في مهنته في سوق الميدان ببغداد قال "انه عندما كان في السابعة أو الثامنة من عمره ظهرت في قفاه "زكطةٍ فعرضها أهله على عجائز البلد، فأوصت أحداهن بغسلها بالشاي، قال ففتشنا على الشاي في كثير من حوانيت العطارين فما وجدنا الا عند عطار في محلة الحيدر خانة.
وحدثنا معمر آخر، وهو أسطة أحمد بن عبد الله بن رمضان، وعمره الآن فوق المئة سنة وهو يسكن محلة السور، فقال ان الشاي لم يكن مستعملاً في بغداد وكان اصحاب المقاهي، يوزعون، على رواد مقاهيهم "القهوة و"الزنجبيل"
الشاي يشرب صباحاً عند تناول وجبة الافطار، مع الجبنة أو "القيمر" الكيمر اللذيذ، وعصراً يشرب مع "البقصم، و"الكليجة"..
وعند الجلوس في المقاهي يشرب الشاي في جميع الاوقات، ولا يزال بعضها يزين واجهاته أوجاغ الشاي ومعداته "المواعين" و"الاستكانات" والخواشيك الخ.
بعض المقاهي القديمة كانت تعد الشاي على الفحم والبعض على السماور "كمقهى الشابندر وحسن العجمي والزهاوي، والبلدية والرشيد وعزاوي والببروتي، والمميز وعبود، والشط وعارف اغا والذي كان من جلاسها الشاعر الخالد معروف عبد الغني الرصافي، ويلتف حوله الشعراء والادباء ومنهم الشاعر كمال نصرت، الذي كان يؤجج اوار المعركة بينه وبين الزهاوي جميل صدقي جليس مقهى الزهاوي وكان يونس بحري كما يذكر الذاكرون، هو اول من يؤجج نيران العراك ايضاً.
وكان ان جمع بين الرصافي والزهاوي، في دعوة "صلح" السيد محمود صبحي الدفتري، وبحضور جمع من الادباء والشعراء في دارته بكرخ بغداد، وانطفأ اوار المعركة والمحاججة بينهما منذ دعوة الدفتري محمود صبحي..!
والمقاهي تعد مجمعات ثقافية لتبادل الآراء بالشؤون الادبية والثقافية والمعرفية حيث يروح الادباء والشعراء يتبادلون الاحاديث حول صدور المكتب والدواوين وتبادل الذكريات مما لا يستغني عنها الكاتب الكتب والشاعر المبدع ابداً.
كل هذا يدور في المقاهي وبخاصة في ايام الجمع في شارع المتنبي الذي بعد "كرنفالاً" إذ يأتي إلى المتنبي هذا الشارع الذي أطلق عليه تيمناً باسم شاعر العربية بل مالئ الدنيا وشاغل الناس" ابو الطيب المتنبي.
اقول. حملة القلم يزورون هذا الشارع مجاميع.. ومجاميع منهم من يتشوف على القديم أو الجديد من العناوين التي يفيض بها هذا الشارع المحمود بالمعرفة أبداً وهناك من يعود إلى مقهى الشابندر، بعد تجوال وصوال في منعطفات وارصفه هذا الشارع بعد ان يأخذ التعب منه مأخذاً.
في المقاهي قديماً، كان "القهواتية" يعملون انواعاً وأنواعاً من الشاي، فهناك كان شاي "الزعفران" و"الدارسين" و"الحليب" وشاي ماوي وورد لسان الثور" وجاي حامض".
وفي ايام الاعياد والكسلات والمناسبات البغدادية في الماضي كانت الاسر والعوائل تخرج إلى المتنزهات والبساتين، حيث يتناولون الغداء، ومن بعد يتصدر "السماور" وقوري الشاي الخزفي المورد لتخدير الشاي، وهم يحيطون بـ السماور" المزين بـ عبارات رقيقة.. يحضر الشاي بـ القوري، بعد وضع حبات من الهيل، ويزداد طيباً ورائحة ونكهة لا تضاهيها اية نكهة.
ومن انواع واسماء الشاي.. المروحة، وبغداد، وبابل وشاي سيلان الخ، وقديماً عند جلوس البغدادي في المقهى إذا كان احد اصحابه جالساً قبله يتعالى صوته (جيب شاي) و(أنطي شاي)، و(شايك واصل).. دلالة على الكرم الحاتمي الذي يتحلى به البغدادي.
وكان جلاس المقهى في الايام الخوالي.. يتنادون على عامل المقهى جيب شاي للاستاذ. وآخر يقول اريده من راس القوري ما أريده سنكيين، وآخر اريده هواية حلو، وآخر اريد شكره قليل، وهو يقول هذا شاي فاير، وهذا حلو هواية، وهذا طوخ وهذا قنداغ، وهذا شاي بارد وبلاله..
وهناك من يقول عند تقديم الجايجي جاياً سنكيناً..
قابل ماكل باجة، ومن يقول عند اول جلوسه اريد شاي يكعد الراس.
والمقاهي كانت تستعمل للجلوس تخوت الخشب وكراسي سعف النخيل.
وأورد الشيخ جلال الحنفي البغدادي في مجلة "الفتح" الصادرة عام 1939 مقالة على العنوان الموسوم، من شوارد التاريخ البغدادي".
"تاريخ استعمال الشاي في بغداد كشراب تشربه الناس قريب جداً، ولكن استعمال الشاي عندهم كدواء أمر معروف، وكان العطارون يجلبون منه كميات قليلة جداً لأغراض طبية".
حدثنا أحد معمري بغداد، وهو حسين التنكجي بن علي، وقد بلغ من العمر اكثر من مئة سنة وهو لا يزال يشتغل في مهنته في سوق الميدان ببغداد قال "انه عندما كان في السابعة أو الثامنة من عمره ظهرت في قفاه "زكطةٍ فعرضها أهله على عجائز البلد، فأوصت أحداهن بغسلها بالشاي، قال ففتشنا على الشاي في كثير من حوانيت العطارين فما وجدنا الا عند عطار في محلة الحيدر خانة.
وحدثنا معمر آخر، وهو أسطة أحمد بن عبد الله بن رمضان، وعمره الآن فوق المئة سنة وهو يسكن محلة السور، فقال ان الشاي لم يكن مستعملاً في بغداد وكان اصحاب المقاهي، يوزعون، على رواد مقاهيهم "القهوة و"الزنجبيل"