أ. د. عادل الأسطة - هل أسهم كتاب القصة القصيرة في موتها؟

مرة قرأت معلومة تقول إن كتاب القصة القصيرة في مصر أكثر من قرائها .
ازدهرت القصة القصيرة الفلسطينية والعربية في خمسينيات وستينيات وسبعينيات وحتى ثمانينيات القرن ٢٠ ، وبعد ذلك بهت الاهتمام بها وتحول أكثر كتابها إلى كتابة الرواية ، تماما كما انصرف بعض الشعراء عن الشعر إلى الرواية .
هل يعني ما سبق موت القصة القصيرة ؟
ما عادت دور النشر تطبع المجموعات القصصية إلا إذا دفع كتابها التكاليف سلفا ، ومرة أخبرني الدكتور بسام أبوغزاله أنه كتب القصة القصيرة قبل أن يكتب الرواية ولكن الناشر أحبطه . كان حدث مع نجيب محفوظ في عشرينيات القرن ٢٠ العكس ، فلم يتشجع الناشر لطباعة رواية لمحفوظ واقترح عليه أن ينشر الرواية ، في الصحف والمجلات، على شكل قصص قصيرة ، ففعل وحصل على مكافآت . إن قصصه القصيرة الأولى روايات مختصرة .
كانت القصة القصيرة تقليدية الشكل فيها شخصية وحدث وفكرة ولها بداية ووسط ونهاية غالبا ، وكان كاتبها يعيش مع الشخصية ويتأمل فيها ويدرسها ثم يكتبها في قصة ، وكانت هذه الشخصية تعمر في ذهن القاريء .
منذ التجديد في شكل القصة القصيرة وموت الشخصية والتجديد في الشكل وكتابة القصة القصيرة جدا ما عادت الشخصيات تعيش في أذهان القراء . صارت القصة مثل وجبة سريعة تؤكل بسرعة " عل الواقف " فلا تسمن ولا تغني من جوع ، وتشجع على كتابة القصص القصيرة جدا جدا جدا كتاب كثر ، وأشك في أن المرء يتذكر عناوينها أو عناوين مجموعاتها .
هل أسهم كتاب القصة القصيرة في موت القصة ؟
حتى النقاد ما عادوا يتابعون النتاج القصصي ويكتبون عما يصدر منه .
هل أسهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تمييع فن القصة القصيرة ، كما أسهمت في تمييع الشعر ؟
لا بد من الكتابة عن الفارق بين زمن الصحيفة الورقية وزمن الفيس بوك ، وهذا يشغلني .
ومع أنني أكتب القصة القصيرة وكنت أدرسها في الجامعة إلا أنني ما عدت أتشجع لقراءة مجموعة قصصية أو الكتابة عنها .
لا تزعل يا صديقي الشاعر صلاح أبو لاوي
لا تزعل يا صديقي الكاتب محمود شقير
لا تزعل يا صديقي القاص زياد خداش .
إنها خربشات ، وإنه الضجر .
مساء الخير
عادل الاسطة
Adel Osta
٢٥ / ٩ / ٢٠٢

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى