قد يقول قائل، لقد مللنا من ترداد هذه السمفونية التي تبنى منذ اكثر من عقدين على التهديدات المتبادلة بين "إسرائيل" وإيران وقوى المحور المرتبط بها،والتي لا نرى منها الا هجوما هنا وهجوم هناك،او مواجهة ظل سواء كانت بتنفيذ اعمال استخباراتية أو في البحر،لكن الحرب بمعناها الواسع أو الشمال فهي مستبعدة،نقول له هذا الاستنتاج صحيح وينطبق على الفترة السابقة،لكن هذه الايام بالذات الوضع مختلف تماما،إن لم نقل الساعات التي تحمل من التطورات المتسارعة ما يؤذن باندلاع مواجهة أو مواجهات على أكثر من جبهة،فدعونا نراقب ونتتبع ما يجري في منطقتنا من تحركات عاجلة وحثيثة تقود لقناعة أن هناك شيء يحضر له،وقد يخرج للسطح في أية ساعة أو يوم من الايام القادمة على أبعد تقدير،وهذا الاستنتاج مبنيٌّ على الاحداث التالية :-
• أولا التهديدات "الاسرائيلية" وعلى لسان رئيس حكومتها "بنيامين نتياهو" ووزيرحربه "يوآف غالانت" ورئيس اركانه جيشة " هرتسلي هليفي" وباقي الوزراء والتي تتزامن من اطلاق مناورات في المنطقة الشمالية بالذات تحت مسمى " اللكمة القاضية" لم تعد تلك التصريحات مطعّمة بالدبلوماسية كما كانت في السابق ،بل أضحت مباشرة وتشير في تعبيراتها أن هناك امر عسكري قد يحدث بشكل مفاجئ،خاصة التهديدات التي تخص ايران ومفاعلاتها النووية أو المقاومة الاسلامية في لبنان أو التواجد الايراني في سوريا،ففي الشأن الايراني يبدو أن "اسرائيل" لم تعد تتحمل وصول التخصيب في اليورانيوم من قبل ايران حدود الـ86%،كذلك غاضها نجاح ايران بالأمس بإقفال ملف وجود علامات اشعاعية عالية في محطة مريوان الايرانية مع وكالة الطاقة الذرية،وكذلك اعلان ايران مؤخرا عن تزويد ترسانتها الصاروخية بصاروخ الاول يسمى خبير مداه 2000 كم وزنة ذخيرته طن ونصف وقادر على تفادي الرادارات وقد يصل اسرائيل في غضون 6 دقائق تقريبا.
• ثانيا: تحرك مصر العاجل لدعوة القيادات الفلسطينية من قيادات حماس والجهاد ورئيس وزراء السلطة ومدير حكومة حماس في القطاع من قبل المخابرات المصرية لبحث امور عدة في جوهرها الوعود في تقديم تسهيلات للقطاع وتثبيت التهدئة مقابل عدم الدخول في أي مواجهة قادمة قد تقع في المنطقة الشمالية وإيران،ويبدو انها رسالة من القيادة " الاسرائيلية " لفصائل المقاومة في غزة،وفي نفس الوقت طار وفد امني مصري الى لبنان على عجل للقاء القيادة اللبنانية وعلى ما يبدو لنفس الغرض.
• ثالثا : وجود رئيس جهاز الشاباك "الاسرائيلي" " رونين بار" في واشنطن بشكل مفاجئ وإلغاء زيارة وزير الخارجية الامريكية أنتوني بلنكن زيارة كانت مقررة لإسرائيل بشكل مفاجئ ايضا.
• رابعا :مناورات "اللكمة القاضية" والتي تحاكي اندلاع مواجهة في الشمال وعلى اكثر من جبهة بعد اشهر قليلة على انتهاء مناورات طويلة بمشاركة امريكية نهاية كانون ثاني الفائت،واستدعاء قسم من الاحتياط.
• رابعا :حصول اسرائيل وبصورة سرية تسربت اخبارها عبر وسائل الاعلام حصولها على قذائف ضخمة من الولايات المتحدة قادرة على اختراق التحصينات التي تصل الى 60 مترا في جوف الارض او الصخر،ويصل وزن هذه القنابل عشرة طنان.
• خامسا : المناورات التي قامت بها المقاومة الاسلامية في لبنان حزب الله الاسبوعين الفائتين في جنوب لبنان حاكت الاولى العبور الى منطقة الجليل المحتلة والثانية المساهمة تحرير فلسطين،وهذا يتناغم مع تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاخير الذي جاء بمناسبة الاحتفال بتحرير جنوب لبنان في العام 2000،والذي هدد "اسرائيل" بأنه في حال اندلعت الحرب الكبرى فإن مئات الاف المقاتلين سيشاركون فيها ومن على كافة الجبهات.
• سادسا : على الصعيد الدولي،التوتر سيد الموقف،فالحرب الروسية الاوكرانية تتصاعد،ويتصاعد معها الانشغال الامريكي والغربي،والتوتر ايضا بين الصين وتايوان حاضر وبقوة،والتجاذب بين الصين والولايات المتحدة على اشده،واندلاع اضطرابات في كوسوفو بين الصرب وقوى حلف شمال الاطلسي برزت مؤخرا، هذه الاحداث العالمية هي الفرصة الانسب التي تراها "اسرائيل" لتنفيذ مخططاتها.
• "إسرائيل"ترى في تنامي قوة المحور من ايران للبنان لغزة لسوريا للعراق لليمن خطرا وجوديا يتعاظم عليها، وهي مضطرة الى مواجهة هذا الخطر الداهم قبل أن يكبر أكثر،خاصة وانه لا مجال لكسر وحدة هذا المحور أو تحقيق اختراق في مواقفه الرافضة تماما لوجود اسرائيل قطعيا .
من هنا ومن كل الشواهد والأحداث والتحركات المريبة المتلاحقة،يظهر لنا أن نذر المواجهة إن كانت مواجهة محدودة على محور الشمال بالذات أو حربا كبرى أو شاملة او مواجهة تتدحرج لحرب شاملة وراد وبقوة في أي لحظة،وان كلا طرفيّ تلك المواجهة او الحرب يستعدان لها بكلِّ قوة،لأنهما يدركان حقيقة حتميتها إن عاجلا أو آجلا.
بقلم عصري فياض
• أولا التهديدات "الاسرائيلية" وعلى لسان رئيس حكومتها "بنيامين نتياهو" ووزيرحربه "يوآف غالانت" ورئيس اركانه جيشة " هرتسلي هليفي" وباقي الوزراء والتي تتزامن من اطلاق مناورات في المنطقة الشمالية بالذات تحت مسمى " اللكمة القاضية" لم تعد تلك التصريحات مطعّمة بالدبلوماسية كما كانت في السابق ،بل أضحت مباشرة وتشير في تعبيراتها أن هناك امر عسكري قد يحدث بشكل مفاجئ،خاصة التهديدات التي تخص ايران ومفاعلاتها النووية أو المقاومة الاسلامية في لبنان أو التواجد الايراني في سوريا،ففي الشأن الايراني يبدو أن "اسرائيل" لم تعد تتحمل وصول التخصيب في اليورانيوم من قبل ايران حدود الـ86%،كذلك غاضها نجاح ايران بالأمس بإقفال ملف وجود علامات اشعاعية عالية في محطة مريوان الايرانية مع وكالة الطاقة الذرية،وكذلك اعلان ايران مؤخرا عن تزويد ترسانتها الصاروخية بصاروخ الاول يسمى خبير مداه 2000 كم وزنة ذخيرته طن ونصف وقادر على تفادي الرادارات وقد يصل اسرائيل في غضون 6 دقائق تقريبا.
• ثانيا: تحرك مصر العاجل لدعوة القيادات الفلسطينية من قيادات حماس والجهاد ورئيس وزراء السلطة ومدير حكومة حماس في القطاع من قبل المخابرات المصرية لبحث امور عدة في جوهرها الوعود في تقديم تسهيلات للقطاع وتثبيت التهدئة مقابل عدم الدخول في أي مواجهة قادمة قد تقع في المنطقة الشمالية وإيران،ويبدو انها رسالة من القيادة " الاسرائيلية " لفصائل المقاومة في غزة،وفي نفس الوقت طار وفد امني مصري الى لبنان على عجل للقاء القيادة اللبنانية وعلى ما يبدو لنفس الغرض.
• ثالثا : وجود رئيس جهاز الشاباك "الاسرائيلي" " رونين بار" في واشنطن بشكل مفاجئ وإلغاء زيارة وزير الخارجية الامريكية أنتوني بلنكن زيارة كانت مقررة لإسرائيل بشكل مفاجئ ايضا.
• رابعا :مناورات "اللكمة القاضية" والتي تحاكي اندلاع مواجهة في الشمال وعلى اكثر من جبهة بعد اشهر قليلة على انتهاء مناورات طويلة بمشاركة امريكية نهاية كانون ثاني الفائت،واستدعاء قسم من الاحتياط.
• رابعا :حصول اسرائيل وبصورة سرية تسربت اخبارها عبر وسائل الاعلام حصولها على قذائف ضخمة من الولايات المتحدة قادرة على اختراق التحصينات التي تصل الى 60 مترا في جوف الارض او الصخر،ويصل وزن هذه القنابل عشرة طنان.
• خامسا : المناورات التي قامت بها المقاومة الاسلامية في لبنان حزب الله الاسبوعين الفائتين في جنوب لبنان حاكت الاولى العبور الى منطقة الجليل المحتلة والثانية المساهمة تحرير فلسطين،وهذا يتناغم مع تهديدات الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الاخير الذي جاء بمناسبة الاحتفال بتحرير جنوب لبنان في العام 2000،والذي هدد "اسرائيل" بأنه في حال اندلعت الحرب الكبرى فإن مئات الاف المقاتلين سيشاركون فيها ومن على كافة الجبهات.
• سادسا : على الصعيد الدولي،التوتر سيد الموقف،فالحرب الروسية الاوكرانية تتصاعد،ويتصاعد معها الانشغال الامريكي والغربي،والتوتر ايضا بين الصين وتايوان حاضر وبقوة،والتجاذب بين الصين والولايات المتحدة على اشده،واندلاع اضطرابات في كوسوفو بين الصرب وقوى حلف شمال الاطلسي برزت مؤخرا، هذه الاحداث العالمية هي الفرصة الانسب التي تراها "اسرائيل" لتنفيذ مخططاتها.
• "إسرائيل"ترى في تنامي قوة المحور من ايران للبنان لغزة لسوريا للعراق لليمن خطرا وجوديا يتعاظم عليها، وهي مضطرة الى مواجهة هذا الخطر الداهم قبل أن يكبر أكثر،خاصة وانه لا مجال لكسر وحدة هذا المحور أو تحقيق اختراق في مواقفه الرافضة تماما لوجود اسرائيل قطعيا .
من هنا ومن كل الشواهد والأحداث والتحركات المريبة المتلاحقة،يظهر لنا أن نذر المواجهة إن كانت مواجهة محدودة على محور الشمال بالذات أو حربا كبرى أو شاملة او مواجهة تتدحرج لحرب شاملة وراد وبقوة في أي لحظة،وان كلا طرفيّ تلك المواجهة او الحرب يستعدان لها بكلِّ قوة،لأنهما يدركان حقيقة حتميتها إن عاجلا أو آجلا.
بقلم عصري فياض