لم أتمن في حياتي سوى أن أكون كاتبا، كل ما أحصل عليه من مال اشتري به مجلات وكتب. عندما أقرأ كتابا، آخذه معي في كل مكان أذهب إليه فاقرأ في الوقت المتاح إلى أن انتهي منه، وأظل أفكر فيه وأحكي عنه لمعارفي، (بسبب هذه الطريقة حولت بعض الأصدقاء إلى قراء ومثقفين).
إنني من أول جيل يتعلم تعليماً نظامياً في أسرتي، وفد أهلي كبار من الصعيد، لم أجد من يرشدني إلى الطريق السليم، كنت كمن يمارس رياضة دون مدرب حاذق ماهر، وقد كنتُ وأنا طفل في إجازة أولي إعدادي، ذو جسد قوي فنصحني البعض بممارسة رياضة حمل الأثقال أو المصارعة. وذهبت إلى نادي في حينا، دور أرضي من البيت، وقطع الحديد ملقاة فوق الأرض الترابية، حملت حديدا أكبر من سني، ثم رقدت على ظهري وحملت الحديد بساقيّ، توقف كل من في النادي وجاءوا ليشاهدوا هذا الموقف الغريب فقد حملت كل الحديد الموجود. وهلل الواقفون إعجابا، لكنني في المساء استيقظت من نومي على إثر آلام شديدة في ساقيّ، كلما مددتهما تعودان ثانية إلى مكانهما، وعانيت لأكثر من شهر، ولم أذهب إلى هذا النادي ثانية. هذه هي المشكلة، أن تمارس المهنة دون موجه خبير. الأسوء أن يكون الموجه جاهلا.
***
عرفتُ طريق مكتبة البلدية، وأصبحتُ من زبائنها الدائمين، أقضي معظم وقتي فيها أيام الأجازات. ووجدت الاهتمام من بعض العاملين فيها، عامل يرتدي بذلة صفراء، أعاد إلى المخازن كتاب الف ليلة وليلة الذي طلبته بعد أن قرأت عن أهميته، خاف الرجل أن أكون قد طلبته من أجل ما فيه من كلام خارج. وكان ينصحني بألا أقرأ إحسان عبد القدوس، وأقرأ نجيب محفوظ، رغم أن إحسان كان أكثر شهرة في ذلك الوقت.
بدأتٌ بكتابة الروايات، وكنتُ وأنا في الثانية الإعدادية يقرأ معظم تلاميذ الفصل رواياتي، التي تأثرت فيها بالأفلام العربية التي كنت مغرما بها.
عرفت مدرسة روز اليوسف: إحسان عبد القدوس وفتحي غانم وعبد الله الطوخي وأحمد بهاء الدين ومصطفى محمود ومحمود السعدني وصبري موسى وغيرهم. مازلت أذكر شعوري وقتذاك،عالم سحري جعلني أذوب داخله، وأبحث عن كل أعداد مجلة صباح الخير التي فاتتني، كنتُ احصل على قرش صاغ كل يوم ( مصروفي) فأذهب إلى محطة مصر واشتري عددين من المجلة.
وبدأت أقلد حكايات إحسان عبد القدوس، كتبت عن أحداث حدثت في بيتنا، وعن حياتي: موت أمي في طفولتي وزواج والدي من فتاة جاءوا بها له من الصعيد، وعن تعاستي لهذا. وكتبتُ عن حبي لفتاة كانت تسكن معنا في نفس الشقة. ( كنا نسكن حجرتين من الشقة والحجرات الثلاث الباقيات يسكنها ثلاث أسر أخرى)
ارسلت قصة بعنوان " القديسة " - كنت أقلد فيها طريقة طه حسين في الكتابة - إلى مجلة القصة، تحكي فتاة للقرطاس عن سرها الذي لا يمكن أن تحكيه لأحد. أمها الأرملة الجميلة، رفضت عمدة قرية مجاورة، فسموها بالقديسة، لكن الحقيقة تعرفها ابنتها، وهي أن رجلا يأتيها كل مساء.
رد عليّ الأستاذ ثروت أباظة قائلا: أسلوبك يتسم بالشفافية والرهافة، لكن موضوع القصة مبتذل، أرجو أن تستخدم أسلوبك الجيد في أعمال........
تعرفت على صديق لي مسيحي يسكن حي غيط العنب ويعمل في إذاعة الإسكندرية، كان سعيدا وفخورا لأنه يعمل في الإذاعة. حكى لي عن شاب مسيحي يسير بجوار مقابر الأقباط في الشاطبي مساءً، فقابلته فتاة ليل قريبة الشبه بخطيبته التي ماتت ودفنت في هذه المقابر، وقد أحست الفتاة بالبرد، فخلع الجاكيت وأعطاه لها لتلبسه، لكنها اختفت فجأة، فدخل المدافن يشكو لقبر حبيبته، فوجد الجاكيت فوق شاهد القبر فعرف أن الفتاة التي كانت معه هي خطيبته التي ماتت. هذه حكاية من الحكايات التي انتشرت بعد هزيمة يونيو67، فبعد الهزائم العسكرية يلجأ الناس إلى الغيبيات.
كتبتُ هذه القصة وسميتها دميانة، فقد كان صديقي هذا يحكي لي عن امرأة اسمها دميانة، صديقة لرجل دين، يُفرضها على المدارس الكثيرة في حي غيط العنب لتدرس لهم في حصة الدين.
وذهبت بالقصة إلى ندوة كانت تقام في جمعية ذوي المعاشات وأصدقاء الشيوخ وكان يُشرف عليها الأستاذ محمد الصاوي، وقابلت الأستاذ عبد الوهاب الأسواني فقرأ القصة، التي كنت أصدرها بأبيات للشاعر اللبناني نسيب عريضة:
لماذا سفينة تطلب ريحا ... ومن حولها أبحر هائلة
وفي القفر عطشى ... وريح السموم بهم نازلة
لماذا نحب لماذا نحس لماذا نعيش بلا طائلة؟!. فنقل الأبيات، ونصحني بألا أصدر القصة بأي شيء. وقال لي: أنت أفضل من كثيرين يجلسون معنا الآن. ومن يومها بدأت علاقتي به.
تأثرت بمحمد حافظ رجب، وأعجبت بقصصه التي كتبها عن غربال: أصابع الشعر ومارش الحزن والأب حانوت وغيرها، وهي في رأيي أفضل وانضج من قصته الكرة ورأس الرجل التي أحدثت ضجة وقتذاك. وحاولتُ أن أفعل ما فعله حافظ رجب وأكتب عن الحي الذي أعيش فيه بلا فائدة.
زرت لوكاندة في المنشية قريبة جدا من سينما ركس، وقريبة من شارع له تاريخ طويل في الإجرام والدعارة والبارات اسمه " شارع البير" (وهو جمع سيء لكلمة بار) كان صديق لي يدير هذه اللوكاندة، وأتتني فكرة كتابة رواية الصعود فوق جدار أملس، عن امرأة من سكان غربال تعرفتْ علي عشيق لها، والده يمتلك بلانصات في البحر، وزرائب للجاموس والبقر (قبل نقل الزرائب إلى خارج مدينة الإسكندرية). كان يسرق نقود والده ويخفيها عندها، لكنه تشاجر مع زوجها وأولادها فضربوه وطردوه من الشقة، فغضب وسكر ومات في الشارع، فأخذتْ نقوده واشترتْ لوكاندتها هذه. وجاءت بشاب مثقف كان على علاقة بابنتها واقامت معه علاقة وجعلته يدير اللوكاندة لها.
***
قرأتُ عن دور الإسكندرية في مقاومة الإنجليز وأعوانهم قبل ثورة يوليو 52، وعن الذين ماتوا في مظاهرات المنشية، في الشارع الذي سمي بعد ذلك بشارع الشهداء. وأحسست بأن هناك علاقة ما بين السلطان حسين كامل وأنور السادات، وأن ثمة تشابه بين عصريهما. فربطت بين العصرين من خلال حادث محاولة اغتيال السلطان حسين كامل بشارع رأس التين أمام ضريح سيدي يوسف الجعراني. لكن القنبلة لم تنفجر وتم القبض على نجيب الهلباوي الذي ألقي بالقنبلة والمحرض الذي استأجر البيت الذي ألقيت القنبلة منه. وحكم عليهما بالإعدام لكن السلطان حسين كامل خفف الحكم إلى السجن، وظلا في السجن إلى أن تولي سعد زغلول الوزارة فافرج عن كل المعتقلين السياسيين.
هذا هو أساس موضوع روايتي الهماميل، فقد كانت جماعة التضامن الأخوي التي حاولت اغتيال السلطان تجتمع في حي الهماميل وهو بين المنشية واللبان.
***
كتبتُ رواية عن الصعيد باسم المساليب، وهم مجموعة يعرفها أهل الصعيد يعيشون في مدن وقرى الصعيد، يشبهون الغجر في أوربا والهند، ولم تعجبني طريقة كتابتها، فأجلت نشرها وأبديت اهتماما بالكتابة عن حي غربال لسببين:
الأول :عندما كتب الأستاذ فاروق خورشيد عن روايتي الجهيني ربط بينها وبين ألف ليلة وليلة ؛ خاصة الليالي المصرية فيها.
الثاني: بعد أن قرأ جمال الغيطاني رواياتي الصعود فوق جدار أملس وجبل ناعسة والجهينى، نصحني بأن أتعمق في هذا الحي الذي أكتب عنه.
وعلى هذا الأساس كتبتُ روايتي " ليالي غربال" مستمداً روح وعالم ألف ليلة وليلة، كتبتُ عن نشأة الحي وعاداته وتقاليده، وعن أطفاله وكيف ينشأون، وعن دخول المياه والكهرباء فيه، وعن مهن أهل الحي. عن أزيائه، عن كل شيء فيه. واعتقد أن الرواية لم تلق الاهتمام الذي توقعته لها رغم أن الدكتور أحمد صبرة قد قررها على طلبة كلية الأداب بالإسكندرية، وقد سعدت عندما زارني الصديق صلاج بكر وكان مراقبا في امتحانات كلية الآداب – قسم اللغة العربية ، ومعه ورقة الأسئلة وفيها سؤال عن ليالي غربال لطلبة الليسانس.
إنني من أول جيل يتعلم تعليماً نظامياً في أسرتي، وفد أهلي كبار من الصعيد، لم أجد من يرشدني إلى الطريق السليم، كنت كمن يمارس رياضة دون مدرب حاذق ماهر، وقد كنتُ وأنا طفل في إجازة أولي إعدادي، ذو جسد قوي فنصحني البعض بممارسة رياضة حمل الأثقال أو المصارعة. وذهبت إلى نادي في حينا، دور أرضي من البيت، وقطع الحديد ملقاة فوق الأرض الترابية، حملت حديدا أكبر من سني، ثم رقدت على ظهري وحملت الحديد بساقيّ، توقف كل من في النادي وجاءوا ليشاهدوا هذا الموقف الغريب فقد حملت كل الحديد الموجود. وهلل الواقفون إعجابا، لكنني في المساء استيقظت من نومي على إثر آلام شديدة في ساقيّ، كلما مددتهما تعودان ثانية إلى مكانهما، وعانيت لأكثر من شهر، ولم أذهب إلى هذا النادي ثانية. هذه هي المشكلة، أن تمارس المهنة دون موجه خبير. الأسوء أن يكون الموجه جاهلا.
***
عرفتُ طريق مكتبة البلدية، وأصبحتُ من زبائنها الدائمين، أقضي معظم وقتي فيها أيام الأجازات. ووجدت الاهتمام من بعض العاملين فيها، عامل يرتدي بذلة صفراء، أعاد إلى المخازن كتاب الف ليلة وليلة الذي طلبته بعد أن قرأت عن أهميته، خاف الرجل أن أكون قد طلبته من أجل ما فيه من كلام خارج. وكان ينصحني بألا أقرأ إحسان عبد القدوس، وأقرأ نجيب محفوظ، رغم أن إحسان كان أكثر شهرة في ذلك الوقت.
بدأتٌ بكتابة الروايات، وكنتُ وأنا في الثانية الإعدادية يقرأ معظم تلاميذ الفصل رواياتي، التي تأثرت فيها بالأفلام العربية التي كنت مغرما بها.
عرفت مدرسة روز اليوسف: إحسان عبد القدوس وفتحي غانم وعبد الله الطوخي وأحمد بهاء الدين ومصطفى محمود ومحمود السعدني وصبري موسى وغيرهم. مازلت أذكر شعوري وقتذاك،عالم سحري جعلني أذوب داخله، وأبحث عن كل أعداد مجلة صباح الخير التي فاتتني، كنتُ احصل على قرش صاغ كل يوم ( مصروفي) فأذهب إلى محطة مصر واشتري عددين من المجلة.
وبدأت أقلد حكايات إحسان عبد القدوس، كتبت عن أحداث حدثت في بيتنا، وعن حياتي: موت أمي في طفولتي وزواج والدي من فتاة جاءوا بها له من الصعيد، وعن تعاستي لهذا. وكتبتُ عن حبي لفتاة كانت تسكن معنا في نفس الشقة. ( كنا نسكن حجرتين من الشقة والحجرات الثلاث الباقيات يسكنها ثلاث أسر أخرى)
ارسلت قصة بعنوان " القديسة " - كنت أقلد فيها طريقة طه حسين في الكتابة - إلى مجلة القصة، تحكي فتاة للقرطاس عن سرها الذي لا يمكن أن تحكيه لأحد. أمها الأرملة الجميلة، رفضت عمدة قرية مجاورة، فسموها بالقديسة، لكن الحقيقة تعرفها ابنتها، وهي أن رجلا يأتيها كل مساء.
رد عليّ الأستاذ ثروت أباظة قائلا: أسلوبك يتسم بالشفافية والرهافة، لكن موضوع القصة مبتذل، أرجو أن تستخدم أسلوبك الجيد في أعمال........
تعرفت على صديق لي مسيحي يسكن حي غيط العنب ويعمل في إذاعة الإسكندرية، كان سعيدا وفخورا لأنه يعمل في الإذاعة. حكى لي عن شاب مسيحي يسير بجوار مقابر الأقباط في الشاطبي مساءً، فقابلته فتاة ليل قريبة الشبه بخطيبته التي ماتت ودفنت في هذه المقابر، وقد أحست الفتاة بالبرد، فخلع الجاكيت وأعطاه لها لتلبسه، لكنها اختفت فجأة، فدخل المدافن يشكو لقبر حبيبته، فوجد الجاكيت فوق شاهد القبر فعرف أن الفتاة التي كانت معه هي خطيبته التي ماتت. هذه حكاية من الحكايات التي انتشرت بعد هزيمة يونيو67، فبعد الهزائم العسكرية يلجأ الناس إلى الغيبيات.
كتبتُ هذه القصة وسميتها دميانة، فقد كان صديقي هذا يحكي لي عن امرأة اسمها دميانة، صديقة لرجل دين، يُفرضها على المدارس الكثيرة في حي غيط العنب لتدرس لهم في حصة الدين.
وذهبت بالقصة إلى ندوة كانت تقام في جمعية ذوي المعاشات وأصدقاء الشيوخ وكان يُشرف عليها الأستاذ محمد الصاوي، وقابلت الأستاذ عبد الوهاب الأسواني فقرأ القصة، التي كنت أصدرها بأبيات للشاعر اللبناني نسيب عريضة:
لماذا سفينة تطلب ريحا ... ومن حولها أبحر هائلة
وفي القفر عطشى ... وريح السموم بهم نازلة
لماذا نحب لماذا نحس لماذا نعيش بلا طائلة؟!. فنقل الأبيات، ونصحني بألا أصدر القصة بأي شيء. وقال لي: أنت أفضل من كثيرين يجلسون معنا الآن. ومن يومها بدأت علاقتي به.
تأثرت بمحمد حافظ رجب، وأعجبت بقصصه التي كتبها عن غربال: أصابع الشعر ومارش الحزن والأب حانوت وغيرها، وهي في رأيي أفضل وانضج من قصته الكرة ورأس الرجل التي أحدثت ضجة وقتذاك. وحاولتُ أن أفعل ما فعله حافظ رجب وأكتب عن الحي الذي أعيش فيه بلا فائدة.
زرت لوكاندة في المنشية قريبة جدا من سينما ركس، وقريبة من شارع له تاريخ طويل في الإجرام والدعارة والبارات اسمه " شارع البير" (وهو جمع سيء لكلمة بار) كان صديق لي يدير هذه اللوكاندة، وأتتني فكرة كتابة رواية الصعود فوق جدار أملس، عن امرأة من سكان غربال تعرفتْ علي عشيق لها، والده يمتلك بلانصات في البحر، وزرائب للجاموس والبقر (قبل نقل الزرائب إلى خارج مدينة الإسكندرية). كان يسرق نقود والده ويخفيها عندها، لكنه تشاجر مع زوجها وأولادها فضربوه وطردوه من الشقة، فغضب وسكر ومات في الشارع، فأخذتْ نقوده واشترتْ لوكاندتها هذه. وجاءت بشاب مثقف كان على علاقة بابنتها واقامت معه علاقة وجعلته يدير اللوكاندة لها.
***
قرأتُ عن دور الإسكندرية في مقاومة الإنجليز وأعوانهم قبل ثورة يوليو 52، وعن الذين ماتوا في مظاهرات المنشية، في الشارع الذي سمي بعد ذلك بشارع الشهداء. وأحسست بأن هناك علاقة ما بين السلطان حسين كامل وأنور السادات، وأن ثمة تشابه بين عصريهما. فربطت بين العصرين من خلال حادث محاولة اغتيال السلطان حسين كامل بشارع رأس التين أمام ضريح سيدي يوسف الجعراني. لكن القنبلة لم تنفجر وتم القبض على نجيب الهلباوي الذي ألقي بالقنبلة والمحرض الذي استأجر البيت الذي ألقيت القنبلة منه. وحكم عليهما بالإعدام لكن السلطان حسين كامل خفف الحكم إلى السجن، وظلا في السجن إلى أن تولي سعد زغلول الوزارة فافرج عن كل المعتقلين السياسيين.
هذا هو أساس موضوع روايتي الهماميل، فقد كانت جماعة التضامن الأخوي التي حاولت اغتيال السلطان تجتمع في حي الهماميل وهو بين المنشية واللبان.
***
كتبتُ رواية عن الصعيد باسم المساليب، وهم مجموعة يعرفها أهل الصعيد يعيشون في مدن وقرى الصعيد، يشبهون الغجر في أوربا والهند، ولم تعجبني طريقة كتابتها، فأجلت نشرها وأبديت اهتماما بالكتابة عن حي غربال لسببين:
الأول :عندما كتب الأستاذ فاروق خورشيد عن روايتي الجهيني ربط بينها وبين ألف ليلة وليلة ؛ خاصة الليالي المصرية فيها.
الثاني: بعد أن قرأ جمال الغيطاني رواياتي الصعود فوق جدار أملس وجبل ناعسة والجهينى، نصحني بأن أتعمق في هذا الحي الذي أكتب عنه.
وعلى هذا الأساس كتبتُ روايتي " ليالي غربال" مستمداً روح وعالم ألف ليلة وليلة، كتبتُ عن نشأة الحي وعاداته وتقاليده، وعن أطفاله وكيف ينشأون، وعن دخول المياه والكهرباء فيه، وعن مهن أهل الحي. عن أزيائه، عن كل شيء فيه. واعتقد أن الرواية لم تلق الاهتمام الذي توقعته لها رغم أن الدكتور أحمد صبرة قد قررها على طلبة كلية الأداب بالإسكندرية، وقد سعدت عندما زارني الصديق صلاج بكر وكان مراقبا في امتحانات كلية الآداب – قسم اللغة العربية ، ومعه ورقة الأسئلة وفيها سؤال عن ليالي غربال لطلبة الليسانس.