أبو النجم العجلي - يا ناقُ سيري عَنَقاً فَسيحاً

يا ناقُ سيري عَنَقاً فَسيحاً
إِلى سُلَيمانَ فَنَستَريحا
قُبّاً أَطاعَت راعِياً مُشِيحا
لا مُنفِشاً رِعياً وَلا مُريحا
يَرعى سحابَ العَهدِ والفُتوحا
كَأَنَّ تَحتي مُخلِفاً قُروحا
جَونٌ كَأَنَّ العَرَقَ المَنتوحا
لَبَّسَهُ القَطِرانَ وَالمُسوحا
يَسوفُ مِن أَبوالِها الصَريحا
وَقَد أَجَنَّت عَلَقاً مَلقوحا
مُحَشرِجاً وَمَرَّةً صَدوحا
أَعجَمَ في آذانِها فَصيحا
لا يَشتَكي الحافِرَ الصَموحا
يَكتَحنَ وَجهاً بِالحَصى مَلتوحا
وَمَرَّةً بِحافِرٍ مَكتوحا
إِذا عَلَونَ الأَحشَبَ المَنطوحا
سَمِعتَ لِلمَروِ بِهِ ضَبيحا
يَنفُخنَ مِنهُ لَهَباً مَنفوحا
يُطَوِّحُ الهادي بِهِ تَطويحا
إِذا عَلا دَوِيَّهُ المَندوحا
حَتّى إِذا ما غَيَّبَت نُشوحا
لاقَت تَميماً سامِقاً لَموحا
صاحِبَ أَقناصٍ بِها مَشبوحا
يَذكُرُ زُهمَ الكَفِلِ المَشروحا
باتَ إِلى قَترَتِهِ طَليحا
كَالسَيِّدِ يُخفي شَخصَهُ وَالرّيحا
وَالنَفَسَ العاليَ وَالتَسبيحا
يَأخُذُ فيهِ الحَيَّةَ النَبوحا
ثُمَّ يَبيتُ عِندَهُ مَسدوحا
مُهَشَّمَ الهامَةِ أَو مَذبوحا
في لَجَفٍ غَمَّدَهُ الصَفيحا
وَخَشَبٍ سَطَّحَهُ تَسطيحا
وَالطينَ مِن كَفَّيهِ وَالتَمسيحا
بَيتاً خَفِيّاً في الثَرى مَدحوحا
وَبَلَحَ النَملُ بِهِ بُلوحا
حَتّى إِذا العَودُ اِشتَهى الصَبوحا
وَسَكَتَ المُكّاءُ أَن يَصيحا
وَهَبَّتِ الأَفعى بِأَن تَشيحا
فَرى بِجَنبَي لِيتِهِ كُدوحا
أَنحى شَمالاً هَمزى نَصوحا
وَهَتفى مُعطيةً طَروحا
حَيثُ تُلافي الأَبَرَّةُ القَبيحا
فَاِختاضَ أُخرى فَهَوَت رَجوحا
لِلشِقِّ يَهوي جُرحُها مَنضوحا

أبو النجم العجلي
أعلى