أكثر مصطلحين يترددان في سماء الساحة السياسية الفلسطينية هي الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام،وكل واحدة منهما مبنية على الاخرى،فالوحدة الوطنية هي الرؤية أو الملتقيات والتقاطعات التي تصهر الفصائل الفلسطينية في طريق واحد في مواجهة الاحتلال،وبناء الدولة الفلسطينية الموعودة على أساس من الديمقراطية والتعددية السياسية،أما إنهاء الانقسام يعني إنهاء الحالة الناتجة عن الاقتتال بين فتح وحماس في العام 2007،والتي ادت لسيطرة حماس على القطاع،وفقدان السلطة الفلسطينية سيطرتها على هذا الجزء المهم من الوطن او الدولة الموعودة وما ترتب عنه من وجود كيانين الاول في الضفة،والثاني في القطاع،وما نتج عن ذلك من خسائر سياسية واقتصادية واجتماعية.
وحتى لا نكرر الامر والمطلب دون أن نعي روحه وجوهره الحقيقيين،وما الذي يتطلبه الامر حتى يتم انهاء الانقسام لا بد من الاطلاع على مواقف كل طرف،وتطلع كل طرف،وفحص إمكانية وصولهم لنقاط أو نقطة التقاء تنتهي عندها حالة الانقسام،فالطرف الاول وهو السلطة الفلسطينية ومن خلفهم حركة فتح وم ت ف،يطالبون في جوهر ما يطالبون أن ينتهي الانقسام على أمرين هامين وهما :-
• الاول :- الالتقاء على برنامج كفاح سياسي يقوم على الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية،بمعنى الاعتراف بوجود اسرائيل.
• الثاني : عودة غزة "للشرعية "،وأن لا يكون الوضع في غزة بوجود سلاحين،سلاح سلطة،وسلاح مقاومة،وقد طرحت عدة تصورات خلال لقاءات ومحادثات التفاوض بين فتح وحماس في كل المراحل والأزمنة على كيفية التعامل مع سلاح المقاومة بعد انهاء الانقسام او قبله او اثناءه.
هذان الطلبان جوهر المطالب لقيادة م ت ف وقيادة المنظمة او الرئاسة الفلسطينية،مع تباين لبعض المواقف لبعض القوى الفلسطينية المؤمنة بضرورة الابقاء على السلاح المقاوم في غزة كمثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية والقيادة العامة وغيرهما.
أما مطلب حركة حماس بالذات،فبعد مضيّ سبعة عشر عاما من حكمها لقطاع غزة وتعرض القطاع للحصار الاسرائيلي الخانق،فقد شعرت حماس بثقل المسؤولية في ادارة القطاع خاصة بعد أن فقدت جزءا مهما من عمقها العربي والإسلامي المتمثل في تهاوي نتائج ما يسمى بالربيع العربي في مصر وتونس والسودان والذي كان يحقق لها بعض الدفيء الداعم،وفشل هذا الربيع في النيل من سوريا كدولة ونظام،واضطرار حماس للعودة للحضن السوري،فهي ترجوا وتتمنى أن تعود السلطة لتحمل العبء الاقتصادي والأمني على قطاع غزة،وترك المقاومة وسلاحها مشرعا في وجه الاحتلال واعتداءاته في توأمة تشابه سلاح المقاومة في لبنان،على أن يتم الاتفاق على دمج موظفي القطاع الذين تم توظيفهم بعد العام 2007 في قائمة موظفي السلطة،وقبل ذلك الاتفاق على برنامج نضالي كفاحي بكل الوسائل والسبل المتاحة،حتى يتم تحقيق الحد الادنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المتمثل بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عاصمتها القدس الشرقية وتحقيق عودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها في العام 1948.
من هنا يبرز التباعد الجوهري بين الموفقين،فالاعتراف بإسرائيل من قبل حماس والجهاد وعدد كبير من الفصائل الفلسطينية غير وارد،وهو موقف استراتيجي في ادبيات هذه الفصائل،تعزز اكثر بعد فشل العقود التفاوضية والرهان على التسويات خلال اكثر من ثلاثين عاما.
اما نزع السلاح خاصة في ظل تنكر اسرائيل لأبسط الحقوق الفلسطينية والتحول الكبير في المجتمع الاسرائيلي لجهة التطرف،واعتماد الحل العسكري مع المطالب النضالية الفلسطينية فهو أمل ابليس في الجنة كما عبر عنه قائد حركة حماس في القطاع يحيى السنوار.
من هنا،نرى ونلمس البون الشاسع بين الموقفين،وكبر المسافة بين التعارضين،ولا نرى أمل قريب في ردم الهوة أو جسرها إلا بتغير جذري في مواقف الطرفين تجاه القضيتين الاهم وهما الاعتراف بإسرائيل ونزع أو تحييد السلاح المقاوم،أو اللجوء لخيار الشعب في الوطن والشتات انتخابات شاملة رئاسية وبرلمانية فلسطينية ( للتشريعي والوطني ) لترك الشعب يختار أي الخيارين يريد،ويجدد الدم في م ت ف،ويصلح مؤسساتها على قاعدة المشاركة الفصائلية الشاملة في بنائها وإعادة الحياة لها من جديد،وإذا كان التذرع من قبل القيادة الفلسطينية أن انتخابات ترفضها اسرائيل في القدس لن تكون،فعلى القيادة الفلسطينية أن تنتزع هذه الانتخابات في القدس بوسيلة مقاومة شعبية بأن يوضع الصندوق في باحات المسجد الاقصى وكنسية القيامة وحواري وبلدات القدس،ويترك للشعب المقدسي الدافع عنه بكل قواه لإتمام هذه الضرورة أمام العالم كله،ولا نجلس وننتظر أن يقوم العالم بممارسة الضغط على اسرائيل لإجبارها على قبول انتخابات في القدس،ومن ثم الخروج من دوامة البقاء في نفس المربع الممل،لأن الوقت لا يعمل لصالحنا خاصة ما يقوم به الاحتلال من تهويد متواصل ومستمر ومتصاعد على الارض كل يوم وكل ساعة.الامر الذي يقضي على إمكانية حل مقبول من قبل الفلسطينيين.
كاتب فلسطيني
وحتى لا نكرر الامر والمطلب دون أن نعي روحه وجوهره الحقيقيين،وما الذي يتطلبه الامر حتى يتم انهاء الانقسام لا بد من الاطلاع على مواقف كل طرف،وتطلع كل طرف،وفحص إمكانية وصولهم لنقاط أو نقطة التقاء تنتهي عندها حالة الانقسام،فالطرف الاول وهو السلطة الفلسطينية ومن خلفهم حركة فتح وم ت ف،يطالبون في جوهر ما يطالبون أن ينتهي الانقسام على أمرين هامين وهما :-
• الاول :- الالتقاء على برنامج كفاح سياسي يقوم على الاعتراف بقرارات الشرعية الدولية،بمعنى الاعتراف بوجود اسرائيل.
• الثاني : عودة غزة "للشرعية "،وأن لا يكون الوضع في غزة بوجود سلاحين،سلاح سلطة،وسلاح مقاومة،وقد طرحت عدة تصورات خلال لقاءات ومحادثات التفاوض بين فتح وحماس في كل المراحل والأزمنة على كيفية التعامل مع سلاح المقاومة بعد انهاء الانقسام او قبله او اثناءه.
هذان الطلبان جوهر المطالب لقيادة م ت ف وقيادة المنظمة او الرئاسة الفلسطينية،مع تباين لبعض المواقف لبعض القوى الفلسطينية المؤمنة بضرورة الابقاء على السلاح المقاوم في غزة كمثل الجبهتين الشعبية والديمقراطية والقيادة العامة وغيرهما.
أما مطلب حركة حماس بالذات،فبعد مضيّ سبعة عشر عاما من حكمها لقطاع غزة وتعرض القطاع للحصار الاسرائيلي الخانق،فقد شعرت حماس بثقل المسؤولية في ادارة القطاع خاصة بعد أن فقدت جزءا مهما من عمقها العربي والإسلامي المتمثل في تهاوي نتائج ما يسمى بالربيع العربي في مصر وتونس والسودان والذي كان يحقق لها بعض الدفيء الداعم،وفشل هذا الربيع في النيل من سوريا كدولة ونظام،واضطرار حماس للعودة للحضن السوري،فهي ترجوا وتتمنى أن تعود السلطة لتحمل العبء الاقتصادي والأمني على قطاع غزة،وترك المقاومة وسلاحها مشرعا في وجه الاحتلال واعتداءاته في توأمة تشابه سلاح المقاومة في لبنان،على أن يتم الاتفاق على دمج موظفي القطاع الذين تم توظيفهم بعد العام 2007 في قائمة موظفي السلطة،وقبل ذلك الاتفاق على برنامج نضالي كفاحي بكل الوسائل والسبل المتاحة،حتى يتم تحقيق الحد الادنى من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المتمثل بإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عاصمتها القدس الشرقية وتحقيق عودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم التي هجروا منها في العام 1948.
من هنا يبرز التباعد الجوهري بين الموفقين،فالاعتراف بإسرائيل من قبل حماس والجهاد وعدد كبير من الفصائل الفلسطينية غير وارد،وهو موقف استراتيجي في ادبيات هذه الفصائل،تعزز اكثر بعد فشل العقود التفاوضية والرهان على التسويات خلال اكثر من ثلاثين عاما.
اما نزع السلاح خاصة في ظل تنكر اسرائيل لأبسط الحقوق الفلسطينية والتحول الكبير في المجتمع الاسرائيلي لجهة التطرف،واعتماد الحل العسكري مع المطالب النضالية الفلسطينية فهو أمل ابليس في الجنة كما عبر عنه قائد حركة حماس في القطاع يحيى السنوار.
من هنا،نرى ونلمس البون الشاسع بين الموقفين،وكبر المسافة بين التعارضين،ولا نرى أمل قريب في ردم الهوة أو جسرها إلا بتغير جذري في مواقف الطرفين تجاه القضيتين الاهم وهما الاعتراف بإسرائيل ونزع أو تحييد السلاح المقاوم،أو اللجوء لخيار الشعب في الوطن والشتات انتخابات شاملة رئاسية وبرلمانية فلسطينية ( للتشريعي والوطني ) لترك الشعب يختار أي الخيارين يريد،ويجدد الدم في م ت ف،ويصلح مؤسساتها على قاعدة المشاركة الفصائلية الشاملة في بنائها وإعادة الحياة لها من جديد،وإذا كان التذرع من قبل القيادة الفلسطينية أن انتخابات ترفضها اسرائيل في القدس لن تكون،فعلى القيادة الفلسطينية أن تنتزع هذه الانتخابات في القدس بوسيلة مقاومة شعبية بأن يوضع الصندوق في باحات المسجد الاقصى وكنسية القيامة وحواري وبلدات القدس،ويترك للشعب المقدسي الدافع عنه بكل قواه لإتمام هذه الضرورة أمام العالم كله،ولا نجلس وننتظر أن يقوم العالم بممارسة الضغط على اسرائيل لإجبارها على قبول انتخابات في القدس،ومن ثم الخروج من دوامة البقاء في نفس المربع الممل،لأن الوقت لا يعمل لصالحنا خاصة ما يقوم به الاحتلال من تهويد متواصل ومستمر ومتصاعد على الارض كل يوم وكل ساعة.الامر الذي يقضي على إمكانية حل مقبول من قبل الفلسطينيين.
كاتب فلسطيني