أ. د. عادل الأسطة - ليلة حزيرانية ليلاء في نابلس

منذ أربع ساعات و مآذن المدينة تبث وتنادي وتكبر ونحن نصغي إليها لمعرفة ما يجري ، فما تجود به علينا وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي نادر شحيح قليل هزيل لا يشفي غليلا .
المدينة تقتحم ليلا ، وأول أمس ، الثلاثاء ، اقتحم مخيم بلاطة في عز الظهيرة وأيدي المقاومين لما تنبسط .
إن جاؤوا نهارا تتفتق أذهانهم عن حيل وإن اقتحموا ليلا اندفعوا بعشرات المجنزرات والدوريات والمصفحات .
قتل وهدم وإغلاق شقق ومصادرة أراض وبؤر استيطانية جديدة ، عدا إحياء بؤر قديمة تم تجميدها ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .
ما جدوى أن ننعت الاحتلال بالعنصرية والوحشية ووصفه بأنه احتلال إحلالي استيطاني وحشي ..
صوت القرآن من المآذن يعلو : ( إنا خلقنا الإنسان في كبد ... أيحسب أن لا يقدر عليه أحد ... وهديناه النجدين ... )
الفلسطيني في كبد والإسرائيلي يحسب أن لا يقدر عليه أحد .
قصار السور تقرأ فيبعث صوت القاريء في القلوب بعض طمأنينة ( ونفس وما سواها ) و ( والشمس وضحاها و ... ) و ( لسوف يعطيك ربك فترضى ).
و :
- أتحسبها الأندلس ؟
- ولكنها طائر في يد مزقتها الرماح ولم تنبسط .
وما زالت اليد تدق ولم تنبسط .
إنه حزيران الذي لا ينتهي .

صباح الخير
الثالثة فجرا / نابلس
١٥ / ٦ / ٢٠٢٣

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى