بين المحسوس والملموس، بين فلسفة الحياة وواقعيتها، بين القديم بمفاهيمه ومعتقداته / والحديث بتطوراته والتكنولوجيا التي غيرت فيه كل شيء حولنا ... أراد " أحمد عبدالله إسماعيل " الكشف عن محاور السعادة وتعرية الوجوه من أقنعتها وهو يستفز خيالنا لرسم صور وطرح أسئلة والبحث في الأعماق؛ فنتساءل: هل يمكن فعلاً إخفاء معالم السعادة الحقيقية وخلق سعادة مزيفة لا يكشفها الآخر ؟
ماذا أراد أن يخبرنا عن مفهوم السعادة ؟ ما قصة تلك الأقنعة التي تحدث عنها ومن يرتديها؟ كيف وأين ولماذا ؟؟؟
غلاف حمل صورة فتاة بيدها قناع ضاحك ؛ فهل أراد الكاتب أن يحدثنا عن قدرة المرأة على إخفاء حقيقة مشاعرها خلف وجهٍ مقنع ؟ أم إنه مجرد رمز لتجربة حياتية إنسانية ؟ ...
أسئلة سنبحر بها بين سطور هذا الكتاب، وعلى ضفافٍ مترعة سنقرأ تسع عشرة قصة تحمل رائحة سعادة مزيفة ومشاعر وأحاسيس دفينة ترقص على فوهة بركان؛ و" أقنعة السعادة " هي القصة الثامنة التي تحكي حكاية أصدقاء يرتدون الأقنعة لنشر أخبارهم المزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي وعالم التكنولوجيا ، عالم الفيس بوك، أشخاص يتخفّون خلف وهم المشاعر وضباب الإحساس؛ ليس أخذاً بمقولة " إدوارد يونغ " أن :" السعادة الحقيقية لا تُرى بالعين المجردة، السعادة الحقيقية دوما مخفية " ، بل لأنهم يستسلمون لظروف معينة ويتأثرون بمؤثرات خارجية وعوامل تفرض نفسها بكل تفاصيلها العميقة منها والسطحية.
تسع عشرة حكاية، استطاع " أحمد عبدالله إسماعيل " وبكل مهارة وإتقان رسم ملامح شخصياتها وتشكيل أزمنة وأمكنة أحداثها لتكون قريبة من واقع القارئ تلامس شغاف إحساسه وحكمة عقله، يرويها بأسلوب سلس مستخدما لغة بسيطة معبّرة تحمل بين طياتها تقنيات السرد وأشكاله من : حوارات خارجية، منولوجات داخلية، وصف، سيرة ذاتية أو مذكرات، وأحيانا الشعر والغناء وبعض ما هو موروث لتحديد ملامح الشخصيات برغباتها ودوافعها تحت تأثير تيارات الوعي واللاوعي الداخلية والمحيطة وتأثير هذا الفضاء الأزرق ( عالم التواصل الاجتماعي ) بسلبياته وايجابياته؛ كما في القصة الرابعة "مذكرات طالبة ثانوي" ، قصة "صفية" التي تذكرنا بأغنية رسالة من تحت الماء : " لو أني أعرف خاتمتي ماكنت بدأت" ؛ أو في " حلم البطولة " قصة طفل يجمع أهداف المنتخب المصري من متجر الألعاب .. أو موظفة البنك التي ستتزوج من خلال الجوال وعالم الإنترنت ( قصة عرض غريب ) ........
أحداث يسردها الكاتب بحبكة متقنة بأزمنة متسلسلة وأمكنة من صلب الواقع ؛ أهداها كما يقول الإهداء : "إلى روح أستاذي وصديقي رائد العمل التربوي والإنساني الأستاذ/ كمال محروس عبدالله. "
وبعد قراءة للدكتورة " نوران فؤاد " تحت عنوان ( من حكمة الفلسفة الإغريقية إلى وهج التجارب الحياتية ) ، نبحر بين صفحات هذا الكتاب لنتوقف مع حكايات كانت ولا تزال تطرق أبواب حياتنا : فمن ذاك المتزوج ثلاثاً ويريد الرابعة ( قصة رُباع )، إلى تلك التي لا تنجب وتبحث عن مفر يأخذها بعيدا ( قصة متى المفر ) ، وذاك الذي يتأبط حذاءه الجديد ويسير حافي القدمين ( الحذاء ) .. ثم أب يريد إنقاذ أسرته من بحر الحرية " فرنسا " ليعود بهم إلى مدرسة الحياة التي تربّى هو فيها ( بحر الحرية ) ... وصولاً إلى القصة الأخيرة " مقعد شاغر " .
ومن محطة إلى أخرى، يأخذنا الكاتب .. دهشة ، تشويق ، تفاصيل مختزلة تحكي كل شيء ، عناوين ثم أقنعة متساقطة تكشف وجوهاً مشوّهة وأرواحاً معذبة وصراعات خاسرة بين العقول والقلوب وبين الأحلام والواقع . نتوقف مطولاً عند " الدمصري " لنسترجع أوجاع الوطن وتشتت أبنائه وصراعات بين لاجئ وابن بلد وتنازع على لقمة العيش من خلال ذاك الدمشقي الذي رحل إلى مصر هربا من الحرب والقتل والدمار ، تزوج مصرية وتملك مطعما يعمل فيه وبقي البعض يعتبره مجرد لاجئ غريب على قطعة من أرض وطنه الكبير ..
☆ إن ما يميز الأدب الواقعي هو المصداقية في نقل معاناة الفرد والمجتمع كاملاَ وجعل المتلقي يتلمس حقيقة الأحاسيس والمشاعر التي ينقلها الكاتب وما يقدمه من خلال سرد للأحداث لا يمله القارئ ، يجد فيه ردا على التساؤلات التي تعلق في ذهنه ؛ ثم تحفيزه على المشاركة في الكشف عن مكنونات العمل والمعاني والدلالات المتضمنة ؛ وهذا ما كان في هذه المجموعة القصصية ، خاصة في قصة " حصان وكلب " التي عكست رمزية ودلالة فائقة عن معاني الحب والصدق والوفاء عند الحيوان كما الإنسان .
"أقنعة السعادة " : ثوب من سطور نسجه " أحمد عبدالله إسماعيل " بكل مهارة وإتقان ليلبسه لأفراد من بيئته وبيئتنا، من واقعنا المعاش ويوميات حياتنا. أقنعة جعلها تثور على الألم والدمع والحزن المتخفّي في أعماق من تقنّع بها.
حكايات تأرجحت بين الأنا والذات ، بين الهو والهي ، بينهم وبيننا ؛ ليست غريبة لكنها مسطّرة بأسلوب يجعلها أكثر قرباً وأعمق تأثيراً ؛ أراد كاتبها أن يقول إن السعادة الحقيقية لا تكون إلا بالتصالح مع الذات. هي ذاك الشعور بلذة الحياة والاستمتاع بها حسب قدرات كل فرد وإمكاناته ودوافعه بعيدا عن تأثير الآخر أو سعياً لإرضائه مهما كانت الظروف . السعادة هي الانسجام الروحي والفكري والمعنوي الذي يؤلف بين القلوب و العقول .
☆☆ في النهاية لمحة موجزة من السيرة الذاتية للكاتب :
أحمد عبدالله إسماعيل كاتب مصري مواليد البحيرة / 1982 متخرج من كلية التربية قسم اللغة الانجليزية عام 2002 ..
نال عضوية الاتحاد الدولي للغة العربية /لبنان 2021
نال عضوية الاتحاد الدولي للغات والترجمة /لبنان 2021.
نال عضوية اتحاد كتاب مصر / 2021
نال لقب شخصية العام في الأدب العربي من النادي الملكي الأوروبي للأمم المتحدة في ليتوانيا.
نال عضوية نادي القصة/ مصر 2023
من أعماله : ( رواية المخاض / مجموعة قصصية: زفاف في زمن الكورونا/ رواية فارس برمنجهام / رواية دوام الحال / مجموعة قصصية : نهر الموت ... وهذه المجموعة " أقنعة السعادة ) .
* المجموعة القصصية "أقنعة السعادة" للكاتب المصري أحمد عبدالله إسماعيل، من إصدارات صاحبة الجلالة .. الجيزة / مصر .
ماذا أراد أن يخبرنا عن مفهوم السعادة ؟ ما قصة تلك الأقنعة التي تحدث عنها ومن يرتديها؟ كيف وأين ولماذا ؟؟؟
غلاف حمل صورة فتاة بيدها قناع ضاحك ؛ فهل أراد الكاتب أن يحدثنا عن قدرة المرأة على إخفاء حقيقة مشاعرها خلف وجهٍ مقنع ؟ أم إنه مجرد رمز لتجربة حياتية إنسانية ؟ ...
أسئلة سنبحر بها بين سطور هذا الكتاب، وعلى ضفافٍ مترعة سنقرأ تسع عشرة قصة تحمل رائحة سعادة مزيفة ومشاعر وأحاسيس دفينة ترقص على فوهة بركان؛ و" أقنعة السعادة " هي القصة الثامنة التي تحكي حكاية أصدقاء يرتدون الأقنعة لنشر أخبارهم المزيفة على شبكات التواصل الاجتماعي وعالم التكنولوجيا ، عالم الفيس بوك، أشخاص يتخفّون خلف وهم المشاعر وضباب الإحساس؛ ليس أخذاً بمقولة " إدوارد يونغ " أن :" السعادة الحقيقية لا تُرى بالعين المجردة، السعادة الحقيقية دوما مخفية " ، بل لأنهم يستسلمون لظروف معينة ويتأثرون بمؤثرات خارجية وعوامل تفرض نفسها بكل تفاصيلها العميقة منها والسطحية.
تسع عشرة حكاية، استطاع " أحمد عبدالله إسماعيل " وبكل مهارة وإتقان رسم ملامح شخصياتها وتشكيل أزمنة وأمكنة أحداثها لتكون قريبة من واقع القارئ تلامس شغاف إحساسه وحكمة عقله، يرويها بأسلوب سلس مستخدما لغة بسيطة معبّرة تحمل بين طياتها تقنيات السرد وأشكاله من : حوارات خارجية، منولوجات داخلية، وصف، سيرة ذاتية أو مذكرات، وأحيانا الشعر والغناء وبعض ما هو موروث لتحديد ملامح الشخصيات برغباتها ودوافعها تحت تأثير تيارات الوعي واللاوعي الداخلية والمحيطة وتأثير هذا الفضاء الأزرق ( عالم التواصل الاجتماعي ) بسلبياته وايجابياته؛ كما في القصة الرابعة "مذكرات طالبة ثانوي" ، قصة "صفية" التي تذكرنا بأغنية رسالة من تحت الماء : " لو أني أعرف خاتمتي ماكنت بدأت" ؛ أو في " حلم البطولة " قصة طفل يجمع أهداف المنتخب المصري من متجر الألعاب .. أو موظفة البنك التي ستتزوج من خلال الجوال وعالم الإنترنت ( قصة عرض غريب ) ........
أحداث يسردها الكاتب بحبكة متقنة بأزمنة متسلسلة وأمكنة من صلب الواقع ؛ أهداها كما يقول الإهداء : "إلى روح أستاذي وصديقي رائد العمل التربوي والإنساني الأستاذ/ كمال محروس عبدالله. "
وبعد قراءة للدكتورة " نوران فؤاد " تحت عنوان ( من حكمة الفلسفة الإغريقية إلى وهج التجارب الحياتية ) ، نبحر بين صفحات هذا الكتاب لنتوقف مع حكايات كانت ولا تزال تطرق أبواب حياتنا : فمن ذاك المتزوج ثلاثاً ويريد الرابعة ( قصة رُباع )، إلى تلك التي لا تنجب وتبحث عن مفر يأخذها بعيدا ( قصة متى المفر ) ، وذاك الذي يتأبط حذاءه الجديد ويسير حافي القدمين ( الحذاء ) .. ثم أب يريد إنقاذ أسرته من بحر الحرية " فرنسا " ليعود بهم إلى مدرسة الحياة التي تربّى هو فيها ( بحر الحرية ) ... وصولاً إلى القصة الأخيرة " مقعد شاغر " .
ومن محطة إلى أخرى، يأخذنا الكاتب .. دهشة ، تشويق ، تفاصيل مختزلة تحكي كل شيء ، عناوين ثم أقنعة متساقطة تكشف وجوهاً مشوّهة وأرواحاً معذبة وصراعات خاسرة بين العقول والقلوب وبين الأحلام والواقع . نتوقف مطولاً عند " الدمصري " لنسترجع أوجاع الوطن وتشتت أبنائه وصراعات بين لاجئ وابن بلد وتنازع على لقمة العيش من خلال ذاك الدمشقي الذي رحل إلى مصر هربا من الحرب والقتل والدمار ، تزوج مصرية وتملك مطعما يعمل فيه وبقي البعض يعتبره مجرد لاجئ غريب على قطعة من أرض وطنه الكبير ..
☆ إن ما يميز الأدب الواقعي هو المصداقية في نقل معاناة الفرد والمجتمع كاملاَ وجعل المتلقي يتلمس حقيقة الأحاسيس والمشاعر التي ينقلها الكاتب وما يقدمه من خلال سرد للأحداث لا يمله القارئ ، يجد فيه ردا على التساؤلات التي تعلق في ذهنه ؛ ثم تحفيزه على المشاركة في الكشف عن مكنونات العمل والمعاني والدلالات المتضمنة ؛ وهذا ما كان في هذه المجموعة القصصية ، خاصة في قصة " حصان وكلب " التي عكست رمزية ودلالة فائقة عن معاني الحب والصدق والوفاء عند الحيوان كما الإنسان .
"أقنعة السعادة " : ثوب من سطور نسجه " أحمد عبدالله إسماعيل " بكل مهارة وإتقان ليلبسه لأفراد من بيئته وبيئتنا، من واقعنا المعاش ويوميات حياتنا. أقنعة جعلها تثور على الألم والدمع والحزن المتخفّي في أعماق من تقنّع بها.
حكايات تأرجحت بين الأنا والذات ، بين الهو والهي ، بينهم وبيننا ؛ ليست غريبة لكنها مسطّرة بأسلوب يجعلها أكثر قرباً وأعمق تأثيراً ؛ أراد كاتبها أن يقول إن السعادة الحقيقية لا تكون إلا بالتصالح مع الذات. هي ذاك الشعور بلذة الحياة والاستمتاع بها حسب قدرات كل فرد وإمكاناته ودوافعه بعيدا عن تأثير الآخر أو سعياً لإرضائه مهما كانت الظروف . السعادة هي الانسجام الروحي والفكري والمعنوي الذي يؤلف بين القلوب و العقول .
☆☆ في النهاية لمحة موجزة من السيرة الذاتية للكاتب :
أحمد عبدالله إسماعيل كاتب مصري مواليد البحيرة / 1982 متخرج من كلية التربية قسم اللغة الانجليزية عام 2002 ..
نال عضوية الاتحاد الدولي للغة العربية /لبنان 2021
نال عضوية الاتحاد الدولي للغات والترجمة /لبنان 2021.
نال عضوية اتحاد كتاب مصر / 2021
نال لقب شخصية العام في الأدب العربي من النادي الملكي الأوروبي للأمم المتحدة في ليتوانيا.
نال عضوية نادي القصة/ مصر 2023
من أعماله : ( رواية المخاض / مجموعة قصصية: زفاف في زمن الكورونا/ رواية فارس برمنجهام / رواية دوام الحال / مجموعة قصصية : نهر الموت ... وهذه المجموعة " أقنعة السعادة ) .
* المجموعة القصصية "أقنعة السعادة" للكاتب المصري أحمد عبدالله إسماعيل، من إصدارات صاحبة الجلالة .. الجيزة / مصر .