"إن سبب وجود رواية ما، هو اكتشافها ما باستطاعة الرواية فقط اكتشافه.
إن الرواية التي لا تكتشف جزءا من الوجود بقي مجهولاً، ليست أخلاقية...المعرفة هي واجب الرواية الأخلاقي الوحيد".
"إن الحقيقة الإلهية الوحيدة قد تجزأت إلى مئات الحقائق النسبية اقتسمها البشر. هكذا نشأ عالم الأزمنة الحديثة، ونشأ معه عالم الرواية" هكذا قال الكاتب التشيكي المعروف ميلان كونديرا
نريد من خلال هذه الرؤية البسيطة، قراءة موضوعية بعيدا عن دائرة التصادمات والمماحاكات، كما أن هذه القراءة ليست شيوعا ولا رسوخا واستقرارا على ما تلقيته ولايجري عليها المراهنة ..فما كانت لتظهر لولا النزعة الاستحواذية للعنصرية التي طغت وهيمنت على الخطاب من بدايته واحتكرت حقيقة التسليم بطريقة للتفكير في التقرير من خلال ما يراه الراوي وثمة ما يبرر لهذه الرؤية في تناول الخطابات الأدبية ضاربا أسس الكتابة وجوهرها من التي تميزها عن غيرها لقضايا ذات نزعة عرقية خطيرة، أو قضايا ذات نزوع لا وجود له في الأدب منها إلى العالمية كالحرية والإنسانية إلا أن كلمة (الإنسانية) مفهوم في الثقافة العربية ليس كالثقافة الغربية وما تضمره من أبعاد وهذا موضوع آخر .
لن أستطيع طي هذا الخطاب وبوسعنا أن نبرر ذلك في تسليط الضوء على الطبيب البطل على سبيل المثال لرواية تحفر عميقا في العنصرية والاستعلاء والأنا والآخر، ولن يكون الانطباع قاصرا عن استيعاب اللحظة التاريخية الحرجة في قراءتها وتصويب مسارات التلقي حولها...
ولن نستطيع تحرير الخطاب وفكه مادام صاحبه قد كبله بقناعة صادمة وغير متحررة من قيود العقيدة الاستعمارية التوسعية فيما تقبع القراءات الأدبية في التستر خلف مسار البطل وتقفي نهاية المشهد بقطع النظر عن خلفية الخطاب وما يحمله.
فهل تشكّلت القناعة الحقيقية لدى المتلقي ؟
اعتقد جازما أن هذه القناعة لاوجود لها أو ظلت تراوح عند عدد قليل ولم يكتب لها الشيوع بسبب تَفَوُقِ أدبية الأدب على كل ما سواها مما يحمله السياق والنص من رسالة للقارئ.
فالنص الأدبي بمنظوره الثقافي خطاب مغاير تماما لما يتجلى فيه من أبعاد لايمكن تجاهلها كالبعد التاريخي، والبعد الاجتماعي والأنثربولوجي والنفسي والسياسي والفكري.
وهذا الخطاب ليس مجرد فيض أو حالة آنية عابرة وفقط، بل هو مادة يتجلى من خلالها أنساق ثقافية مضمرة، والتي تتحكم في توظيف خلفية الكاتب وموقفيته غير الواعية في مختلف مسارات الخطاب التي تأسس معمار النص، وأسلوب الخطاب.
إن التراكمات الثقافية الغائرة وقبِليات الكاتب تفرض سلطتها على النسق النصي سواء كانت مضمرة تقبل التأويل أو ظاهرة تبسط التفسير؛ مما يدفع المتلقي لطرح السؤال التالي: هل كان ألبير كامو أو المؤلف يعي ذلك أم لا؟.
ليس من حقنا مساءلة الكاتب، ولكن لنا الحق وكامل الحق أن نُسائل النص ..ولذلك فإن المتلقي الحصيف والمكين من قدراته على الإدراك حسب خلفيته المعرفية لا يتوارى أن يضع قدمه في مستوى التلقي الذي يليق به للتنقيب في حقول النص وأنساقه؛ ولهي الحقيبة الوحيدة التي يملكها في رحلته مع النص عندما يتوهم الراوي حدوث الطاعون في وهران ويشارك عقيدته العنصرية فعل الكتابة، وما اختزنت كاشفا في مسارات النص كل ما تعلق بها، من علاقة بالثقافة والبيئة، العادات والتقاليد.. قد يعي الكاتب بعضها خلال فعل الكتابة، لكن إيقاع اللاوعي يبدو كان أقوى تأثيرا.. وهنا يستدعي المتلقي النص المضمر حينما يحفر وينقب في خلفيات النص ومرجعياته، فلا ربما يكتشف ما هو ضد الأدب نفسه، أو يكتشف مثلا أن النص يعج بالعنصرية، والأدب إرث إنساني لا يتوافق مع العنصرية والعقيدة الاستعمارية وتحرر الشعوب أو بالأحرى أن الأدب هو الخطوة الأولى التي تحرر العقل قبل الأرض من العبودية.
وهو يكتب دفاعا عن وطنه وحقوقه، وهي ثقافة تاريخية ضاربة في أعماق البُنى المعرفية والثقافية للكاتب، مما يستدعي قراءة سيرته الحياتية مادام يريد أن يثبت وطنيته على حساب ساكنة وهران وقد سقط في شراك العنصرية كقول الراوي " وقد كان مواطنونا كجميع الناسّ".." ولعل ذلك من طبيعة الإقليم . أي أن الناس فيها يضجرون في اكتساب العادات، ومواطنونا يعملون كثيرا ، وإنما من أجل الإثراء دائما.....إلخ". ص5
السؤال الذي يطرح نفسه عبر أنساق النص ماذا يقصد الراوي بكلمة " مواطنينا"؟؟؟
ولو أحصيناها لكانت كلمة (مواطنينا) الأكثر تكرارا من كلمة (الطاعون)!..وهذه نقطة فارقة يحملها النص المضمر.
إن الناقد الأدبي في غالب الأحيان لا يأخذ في اهتماماته خلفية النص بقدر ما يهتم بالصور الجمالية لكشف حجم الإبداع في الخطاب الروائي سواء كأنموذج أو نموذج، أو مقارنة في مستوى الخطاب والصور الأدبية والسردية، في طريقة معالجة الفكرة أثناء توظيف الأحداث ومن خلال نظرتي المتواضعة فإن هذا النص من أعظم النصوص التي قرأتها لهذا الكاتب
"الطاعون" وهي رواية من أدب الأوبئة وقلما وجدت هذه العبقرية، ولا أنكر فضله على كثير من الكتبة والحائزين على جائزة نوبل وهذا موضوع آخر في الأدب المقارن من خلال مقاربات قرائية لماركيز في رواية الحب في زمن الكوليرا، إلا أن خطاب الطاعون لايخلو من العنصرية!.. وهذا ليس من عقيدة الكتابة الإبداعية، لأن الأدب يجمع العالم وتفرقه المصلحة العمياء.
فالثقافة لاتحدها حدود، كما أن النص لايمنع أن يحمل خلفية أو أديولوجية ما، لكن لايمكنه في أي حال من الأحوال أن يحمل العنصرية وإقصاء الآخر واستغباء المتلقي لدرجة غير مقبولة..فالنص ومهما يكن إنه ليس بريئا مما يريد أن يخفيه أو يظهره كما أنه يريد أن يضمر أكثر ولأنه يحمل رسالة مشفرة للمتلقي ولأن الكتابة ليست فيضا من الصور الجمالية وفقط، بل يستمد النص حياته وديناميته من الأنساق الثقافية المضمرة بين السطور التي تستبطن النص و تفضح مرجعيات الكاتب ومقصديته ومن هنا تتشكل الرؤية الأوسع للمتلقي وبات التأويل واجبا واستنطاق النص له أهمية تتعدى حدود النسق حينما تكتشف مرجعياته، ومن هنا ظل استغباء المتلقي غاية عند المؤلف مما يحمله الخطاب من مرواغة ومخادعة وكما تقول الحكمة "دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا" فكلما زادت المراوغة زادت الدلالة، وزيادة الدلالة زيادة المقاومة على التأويل وفي هذه المرحلة يفقد المتلقي سيطرته وتتبدد رؤيته ويبقى قابعا في الوقت نفسه تاركا النص يمارس غوايته.
فما إن تناول الكاتب فاجعة الطاعون بوهران ومأساة المدينة في قصته، استسلم إلى اللاوعي وكان تأثيره أقوى مما يتصوره، ولم يخطر بباله أن النص يحمل فوق ظهره نصا آخر يضاهي النص المرئي في التضاد وليس متاحا لأي كان من المتلقين هذا الكشف الذي يتستر عليه المؤلف بشكل لا شعوري، فهو ليس شخصا مجردا، موضوعيا، بل متحيزا لقبلياته وخاضع لسلطة أنساقه الثقافية بعيدا عن الوعي في أحكامه، وعليه..لكل رأيه والرأي مردود على صاحبه، لكن من الكفر أن يختلف اثنان على ما يحمله النص من عنصرية اتجاه الآخر واستخفاف بالمتلقي ولهذا لايوجد ما يبرر التخلي عن هذا الخطاب الذي يمثل أحد الروافد في الأدب العالمي من أن يمر دون مؤاخذات، فثمة تمادٍ يضر ويخلخل الانطباع من تغليط وهوس بالعنصرية.
فهذا الخطاب اكتسب زخما وقوة من عاملين رئيسيين؛
- الأول: من حساسية التيمة التي أثارها النص.
- الثانية: طبيعة الإشكالات التي أثارها البعد التاريخي والاجتماعي والثقافي والسياسي.
كان يؤمن ألبير أن الفن سوى آداة لمواجهة عبثية الحياة وأن الفن عكس الصمت
ومن هنا ستكتشف التناقض عند ألبير من خلال أحداث الرواية التي تدور أحداثها بمدينة وهران/ الجزائر وفكرة القدر الفردي أمام الطاعون والقدر الجماعي التي تواجهه الساكنة في إطار زمني ومكاني محدد ليس عاديا بل مرغوب فيه والجميع يعلم أن الوباء يتكرر بشكل أو بآخر لكن من الصعب أن نتوقع المكان إلا لحاجة في نفس يعقوب أو بطريقة مقصودة كان قد أطلع عليها أو كان استباقي أراد أن يتفرد برؤية خالدة.
تشكيل الأصوات في النص:
إن اختيار الكاتب لبطل القصة الطبيب " برنارد رييو Bernar Rieux كان بمقصدية دقيقة سؤال :
- من أين تأتي بالشخصيات ؟
- كيف ستتوقع أو تعرف أن الشخصيات ستشكل لك قصة جيدة؟
مصادر الشخصيات :
- أنت، - أشخاص حقيقيون، - أشخاص سمعت عنهم أو قرأت عليهم، - خيالك المحض.
- كيف تختار الشخصية المناسبة للقصة؟
- ما علاقة تجربتها بالقصة؟
- هل هذه الشخصية ثابتة أم متغيرة؟
- هل هذه الشخصية فاعلة أم لا...أم هذه الشخصية من فراغ؟
كما قالت شارل بروني " ينبغي على الواقع أن يوحي الشخصيات لا أن يمليها"
تتمظهر أبعاد الشخصيات للقصة من خلال المعاملة المحدودة وحرمانها من الانفتاح على الأخر ( العرب) والملاحظ أن الشخصيات جميعها من الفرنسيين في تغييب تام للآخر " ساكنة وهران" والجميع يعرف أن الطبيب يتعامل مع كل الشرائح وأن مهنته إنسانية .
السؤال الذي لبد أن يطرح فيما كان يتمثل المجتمع المدني في نظر الكاتب؟.
لأن هذا السؤال سينبئك على الكثير من المصطلحات في الرواية بداية من ...
- القس تارو ، الصحفي رونبار، القاضي آوتون .....إلخ .
ومن خلال اختيار الشخصيات تتشكل أول نواة للهويّة وتحولاتها من خلال التفاعل مع الآخر الذي ينعدم تماما ..وإذا لم يكن التفاعل فلقد حكم الكاتب كامو على شخصياته بالموت المسبق ومن منا لا يحب الحياة؟؟
تشكيل النص الثقافي:
النص هو عبارة عن طبقات تتكون من النص الأدبي والنص الثقافي وبالتالي هذا التشكيل يتكون من العلامات والرموز، التأويل المتعدد، الصور ( الحسية أو الذهنية) الإيقاعات والأصوات الداخلية المختلفة...إلخ
فالثنائيات التي طرحها الكاتب في القصة تبريرا لفلسفته وقناعاته والتي تبدوا أنها تمد النص بالحياة مجرد أصوات لتشكيل النص كالتمرد / العبثية ..الموت/ والوجود ..القدر الفردي / والقدر الاجتماعي .
تشكيل التعددية في النص الثقافي:
إن التعددية في النص والديمقراطية الثقافية وخصوصيتها النوعية في واقعها مجرد رمي الرماد في عيون الآخر، وأن الناس مختلفون والاختلاف حقيقة موضوعية نواتها التعدد ولذلك عندما تستوقفنا كلمة (مواطنينا) فالكاتب لايعني ساكنة وهران بل الفرنسيين ولهذا نبهت المتلقي لكل لفظة وما تحمله من خلفية .
أكبر استغباء للمتلقي يكمن في الفصل الأخير حينما صرح الدكتور رييو أنه هو الراوي الحقيقي للأحداث وأنه التزم الموضوعية في نقلها من مذكرات تارو .. وهنا يُطرح السؤال الآتي: كيف لأحداث مستقبلية لم تقع وتُرى من مذكرات؟
أليس هذا أكبر استغفال للمتلقي ؟!.
حتى وان كانت هذه طريقة للإقناع، لكن كان من الأولى للكاتب أن يبين للمتلقي أن القصة متوقعة أو يستشرفها الكاتب وأنها لم تحدث حتى اللحظة وأن الوباء ظاهرة عالمية...
السؤال الذي لايمكن تجاهله لماذا اختار مدينة وهران؟.
كما أشير لأمر خطير الذي صوره المؤلف في معاناة السكان والذين يتوقون إلى المساعدات الخارجية على لسان الدكتور رييو " إن الناس يتعبون من الشفقة إذا كانت الصفقة غير مجدية" لو عدنا قليلا إلى تاريخ المنطقة ( وهران) أنه حدث الوباء قبل تاريخ كتابة هذه القصة كما حدث في العديد من المدن ونذكر على سبيل المثال اسطنبول ثم تفشى بين مدن البحر الأبيض المتوسط...فمدينة وهران التي حدث فيها سنة 1955/1978/1931/1944ولم يتعد عدد الإصابات مائة إصابة، هل كانت بحاجة لدعم خارجي كما زعم المؤلف في قصته على لسان الطبيب وهذا تبرير للعقيدة الاستعمارية ووجود الفرنسيين، إلا من أجل تقديم المساعدة ما أشرنا له سابقا في المجتمع المدني من خلال النص المضمر إذا استدعينا تاريخ المنطقة.
كما أن المؤلف يقع في شراك تغيير الوقائع وخيانة الأمانة العلمية وينسب براءة اختراع اللقاح في القصة إلى الطبيب رييو مع كاستيل، إلا أن في الحقيقة العالم ألكسندر يرسن، هو مكتشف اللقاح ضد الطاعون عام 1896.
سؤال شغل بالي كثيرا كيف لفيلسوف يجمع بين حالتين متناقضتين تماما وهما..
- الحالة الأولى :عندما غز الألمان باريس في الحرب العالمية الثانية انظم كامو إلى مجلة كومبات المقاومة للاحتلال الألماني التي كانت تنشر مقالتها سريا .
- الحالة الثانية: وفي نفس الوقت كان المشروع الثقافي والفكري لعقيدة استعمارية، وهذا ما لم يتقبله العقل!.
ثم كيف نتصور مدينة بدون حمام ولا أشجار في قوله " فكيف السبيل مثلا إلى تصور مدينة بغير حمام ولا أشجار ولا حدائق ....إلخ" ص 04
وهذه حقيقة موجودة في تاريخ فرنسا وأوربا لأن الاستحمام كان يعد بمثابة الكفر حيث كانوا لا يهتمون ببناء الحمامات داخل بيوتهم مما استوجب عليهم بديل لإزالة الروائح في اكتشافهم للعطر ، كما جرت تلك الحادثة المشهورة أن مبعوث روسيا القيصرية وصف ملك فرنسا لويس الرابع عشر قائلا: " بأن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري" ويقال أن الملكة إزابيل الأولى لم تستحم في حياتها مرة واحدة وحين قتلت المسلمين في الأندلس قامت بتدمير حماماتهم .
هذه القراءة للكشف عن المضمر الأدبي داخل حدود النص والعودة به إلى بيئته من ممارسات قولية أو فعلية أنتجت معاني خفية ومتفاوتة ذات قيمة ثقافية وليست جمالية فقط تؤسس حدثا ثقافيا جديدا قديما أملته الجائحة الأخيرة ( كوفيد19)، مما أدى إلى نفض الغبار على أدب الأوبئة وسيعود مرة أخرى هذا التصنيف إلى الساحة الأدبية والثقافية كهزة عنيفة ثم تليها هزات ارتدادية إلا أن يستقر الحال من جديد على أحداث جديدة وهذه نظرة استقرائية من المراحل التي مر بها الأدب الجزائري بداية من مرحلة الثورة وما بعدها إلى أدب الجريمة التاريخية ( العشرية السوداء) ، إلى أدب الأوبئة مستقبلا وهذا ما ستشهده الساحة الأدبية من منجزات.
كما تطرح هذه الرواية إشكالية السلطة والمثقف والعلاقة المترتبة عن ذلك وهذه رؤية جد مهمة لتسليط الضوء عليها، بدل أن تبقى ضمن النصوص المهمشة ( ن. السياسية / النسوية..) .
في أغلب الأحيان النصوص لاتشبه أصحابها، والعكس صحيح عند ألبير إذا رأيناه نصا بعد رحيله.
يقول أ. عز الدين مناصرة " لا يكون الاختراق تأسيسا جديدا مقطوع الجذور، بل هو يتحاور مع الماضي والحاضر والرغبات والأحلام ، أي أنه يأخذ بعض صفات الموروث، لكن شرط الاختراق، هو (الإضافة) و (الإختلاف).
سؤال : هل إقصاء الآخر شيء موروث، أو أحلام تمخضت في رحم الأحلام ( الرغبة السياسية)؟.
هل شرط الإضافة تحقق في النص؟
هل العنصرية هي وجه من أوجه الاختلاف؟
إن الأدب العالمي برمته إما ينقل تجربة أو يعبر على فكرة ..فأين النص من الفكرة أو التجربة؟.
هي أسئلة للذين يقدسون الشخوص ويغيبون النصوص فهذا هو ألبير أمامكم وهذه هي عورته تتجلى في شوارع وهران كما قال الماغوط رحمه الله " كيف تريدون لإنسان أن يستحم في الشارع ولايرى الناس عورته" وهو يقصد الكتابة .
بقلم رحو شرقي – سيدي قادة – معسكر/ الجزائر
-----------------------
- رواية الطاعون تقع 301 صفحة الطبعة الأولى نقلها إلى العربية د. سهيل إدريس عن دار الآداب/ بيروت سنة 1981
- كتاب النقد الثقافي عند عبدالله الغذامي
إن الرواية التي لا تكتشف جزءا من الوجود بقي مجهولاً، ليست أخلاقية...المعرفة هي واجب الرواية الأخلاقي الوحيد".
"إن الحقيقة الإلهية الوحيدة قد تجزأت إلى مئات الحقائق النسبية اقتسمها البشر. هكذا نشأ عالم الأزمنة الحديثة، ونشأ معه عالم الرواية" هكذا قال الكاتب التشيكي المعروف ميلان كونديرا
نريد من خلال هذه الرؤية البسيطة، قراءة موضوعية بعيدا عن دائرة التصادمات والمماحاكات، كما أن هذه القراءة ليست شيوعا ولا رسوخا واستقرارا على ما تلقيته ولايجري عليها المراهنة ..فما كانت لتظهر لولا النزعة الاستحواذية للعنصرية التي طغت وهيمنت على الخطاب من بدايته واحتكرت حقيقة التسليم بطريقة للتفكير في التقرير من خلال ما يراه الراوي وثمة ما يبرر لهذه الرؤية في تناول الخطابات الأدبية ضاربا أسس الكتابة وجوهرها من التي تميزها عن غيرها لقضايا ذات نزعة عرقية خطيرة، أو قضايا ذات نزوع لا وجود له في الأدب منها إلى العالمية كالحرية والإنسانية إلا أن كلمة (الإنسانية) مفهوم في الثقافة العربية ليس كالثقافة الغربية وما تضمره من أبعاد وهذا موضوع آخر .
لن أستطيع طي هذا الخطاب وبوسعنا أن نبرر ذلك في تسليط الضوء على الطبيب البطل على سبيل المثال لرواية تحفر عميقا في العنصرية والاستعلاء والأنا والآخر، ولن يكون الانطباع قاصرا عن استيعاب اللحظة التاريخية الحرجة في قراءتها وتصويب مسارات التلقي حولها...
ولن نستطيع تحرير الخطاب وفكه مادام صاحبه قد كبله بقناعة صادمة وغير متحررة من قيود العقيدة الاستعمارية التوسعية فيما تقبع القراءات الأدبية في التستر خلف مسار البطل وتقفي نهاية المشهد بقطع النظر عن خلفية الخطاب وما يحمله.
فهل تشكّلت القناعة الحقيقية لدى المتلقي ؟
اعتقد جازما أن هذه القناعة لاوجود لها أو ظلت تراوح عند عدد قليل ولم يكتب لها الشيوع بسبب تَفَوُقِ أدبية الأدب على كل ما سواها مما يحمله السياق والنص من رسالة للقارئ.
فالنص الأدبي بمنظوره الثقافي خطاب مغاير تماما لما يتجلى فيه من أبعاد لايمكن تجاهلها كالبعد التاريخي، والبعد الاجتماعي والأنثربولوجي والنفسي والسياسي والفكري.
وهذا الخطاب ليس مجرد فيض أو حالة آنية عابرة وفقط، بل هو مادة يتجلى من خلالها أنساق ثقافية مضمرة، والتي تتحكم في توظيف خلفية الكاتب وموقفيته غير الواعية في مختلف مسارات الخطاب التي تأسس معمار النص، وأسلوب الخطاب.
إن التراكمات الثقافية الغائرة وقبِليات الكاتب تفرض سلطتها على النسق النصي سواء كانت مضمرة تقبل التأويل أو ظاهرة تبسط التفسير؛ مما يدفع المتلقي لطرح السؤال التالي: هل كان ألبير كامو أو المؤلف يعي ذلك أم لا؟.
ليس من حقنا مساءلة الكاتب، ولكن لنا الحق وكامل الحق أن نُسائل النص ..ولذلك فإن المتلقي الحصيف والمكين من قدراته على الإدراك حسب خلفيته المعرفية لا يتوارى أن يضع قدمه في مستوى التلقي الذي يليق به للتنقيب في حقول النص وأنساقه؛ ولهي الحقيبة الوحيدة التي يملكها في رحلته مع النص عندما يتوهم الراوي حدوث الطاعون في وهران ويشارك عقيدته العنصرية فعل الكتابة، وما اختزنت كاشفا في مسارات النص كل ما تعلق بها، من علاقة بالثقافة والبيئة، العادات والتقاليد.. قد يعي الكاتب بعضها خلال فعل الكتابة، لكن إيقاع اللاوعي يبدو كان أقوى تأثيرا.. وهنا يستدعي المتلقي النص المضمر حينما يحفر وينقب في خلفيات النص ومرجعياته، فلا ربما يكتشف ما هو ضد الأدب نفسه، أو يكتشف مثلا أن النص يعج بالعنصرية، والأدب إرث إنساني لا يتوافق مع العنصرية والعقيدة الاستعمارية وتحرر الشعوب أو بالأحرى أن الأدب هو الخطوة الأولى التي تحرر العقل قبل الأرض من العبودية.
وهو يكتب دفاعا عن وطنه وحقوقه، وهي ثقافة تاريخية ضاربة في أعماق البُنى المعرفية والثقافية للكاتب، مما يستدعي قراءة سيرته الحياتية مادام يريد أن يثبت وطنيته على حساب ساكنة وهران وقد سقط في شراك العنصرية كقول الراوي " وقد كان مواطنونا كجميع الناسّ".." ولعل ذلك من طبيعة الإقليم . أي أن الناس فيها يضجرون في اكتساب العادات، ومواطنونا يعملون كثيرا ، وإنما من أجل الإثراء دائما.....إلخ". ص5
السؤال الذي يطرح نفسه عبر أنساق النص ماذا يقصد الراوي بكلمة " مواطنينا"؟؟؟
ولو أحصيناها لكانت كلمة (مواطنينا) الأكثر تكرارا من كلمة (الطاعون)!..وهذه نقطة فارقة يحملها النص المضمر.
إن الناقد الأدبي في غالب الأحيان لا يأخذ في اهتماماته خلفية النص بقدر ما يهتم بالصور الجمالية لكشف حجم الإبداع في الخطاب الروائي سواء كأنموذج أو نموذج، أو مقارنة في مستوى الخطاب والصور الأدبية والسردية، في طريقة معالجة الفكرة أثناء توظيف الأحداث ومن خلال نظرتي المتواضعة فإن هذا النص من أعظم النصوص التي قرأتها لهذا الكاتب
"الطاعون" وهي رواية من أدب الأوبئة وقلما وجدت هذه العبقرية، ولا أنكر فضله على كثير من الكتبة والحائزين على جائزة نوبل وهذا موضوع آخر في الأدب المقارن من خلال مقاربات قرائية لماركيز في رواية الحب في زمن الكوليرا، إلا أن خطاب الطاعون لايخلو من العنصرية!.. وهذا ليس من عقيدة الكتابة الإبداعية، لأن الأدب يجمع العالم وتفرقه المصلحة العمياء.
فالثقافة لاتحدها حدود، كما أن النص لايمنع أن يحمل خلفية أو أديولوجية ما، لكن لايمكنه في أي حال من الأحوال أن يحمل العنصرية وإقصاء الآخر واستغباء المتلقي لدرجة غير مقبولة..فالنص ومهما يكن إنه ليس بريئا مما يريد أن يخفيه أو يظهره كما أنه يريد أن يضمر أكثر ولأنه يحمل رسالة مشفرة للمتلقي ولأن الكتابة ليست فيضا من الصور الجمالية وفقط، بل يستمد النص حياته وديناميته من الأنساق الثقافية المضمرة بين السطور التي تستبطن النص و تفضح مرجعيات الكاتب ومقصديته ومن هنا تتشكل الرؤية الأوسع للمتلقي وبات التأويل واجبا واستنطاق النص له أهمية تتعدى حدود النسق حينما تكتشف مرجعياته، ومن هنا ظل استغباء المتلقي غاية عند المؤلف مما يحمله الخطاب من مرواغة ومخادعة وكما تقول الحكمة "دقة بدقة ولو زدت لزاد السقا" فكلما زادت المراوغة زادت الدلالة، وزيادة الدلالة زيادة المقاومة على التأويل وفي هذه المرحلة يفقد المتلقي سيطرته وتتبدد رؤيته ويبقى قابعا في الوقت نفسه تاركا النص يمارس غوايته.
فما إن تناول الكاتب فاجعة الطاعون بوهران ومأساة المدينة في قصته، استسلم إلى اللاوعي وكان تأثيره أقوى مما يتصوره، ولم يخطر بباله أن النص يحمل فوق ظهره نصا آخر يضاهي النص المرئي في التضاد وليس متاحا لأي كان من المتلقين هذا الكشف الذي يتستر عليه المؤلف بشكل لا شعوري، فهو ليس شخصا مجردا، موضوعيا، بل متحيزا لقبلياته وخاضع لسلطة أنساقه الثقافية بعيدا عن الوعي في أحكامه، وعليه..لكل رأيه والرأي مردود على صاحبه، لكن من الكفر أن يختلف اثنان على ما يحمله النص من عنصرية اتجاه الآخر واستخفاف بالمتلقي ولهذا لايوجد ما يبرر التخلي عن هذا الخطاب الذي يمثل أحد الروافد في الأدب العالمي من أن يمر دون مؤاخذات، فثمة تمادٍ يضر ويخلخل الانطباع من تغليط وهوس بالعنصرية.
فهذا الخطاب اكتسب زخما وقوة من عاملين رئيسيين؛
- الأول: من حساسية التيمة التي أثارها النص.
- الثانية: طبيعة الإشكالات التي أثارها البعد التاريخي والاجتماعي والثقافي والسياسي.
كان يؤمن ألبير أن الفن سوى آداة لمواجهة عبثية الحياة وأن الفن عكس الصمت
ومن هنا ستكتشف التناقض عند ألبير من خلال أحداث الرواية التي تدور أحداثها بمدينة وهران/ الجزائر وفكرة القدر الفردي أمام الطاعون والقدر الجماعي التي تواجهه الساكنة في إطار زمني ومكاني محدد ليس عاديا بل مرغوب فيه والجميع يعلم أن الوباء يتكرر بشكل أو بآخر لكن من الصعب أن نتوقع المكان إلا لحاجة في نفس يعقوب أو بطريقة مقصودة كان قد أطلع عليها أو كان استباقي أراد أن يتفرد برؤية خالدة.
تشكيل الأصوات في النص:
إن اختيار الكاتب لبطل القصة الطبيب " برنارد رييو Bernar Rieux كان بمقصدية دقيقة سؤال :
- من أين تأتي بالشخصيات ؟
- كيف ستتوقع أو تعرف أن الشخصيات ستشكل لك قصة جيدة؟
مصادر الشخصيات :
- أنت، - أشخاص حقيقيون، - أشخاص سمعت عنهم أو قرأت عليهم، - خيالك المحض.
- كيف تختار الشخصية المناسبة للقصة؟
- ما علاقة تجربتها بالقصة؟
- هل هذه الشخصية ثابتة أم متغيرة؟
- هل هذه الشخصية فاعلة أم لا...أم هذه الشخصية من فراغ؟
كما قالت شارل بروني " ينبغي على الواقع أن يوحي الشخصيات لا أن يمليها"
تتمظهر أبعاد الشخصيات للقصة من خلال المعاملة المحدودة وحرمانها من الانفتاح على الأخر ( العرب) والملاحظ أن الشخصيات جميعها من الفرنسيين في تغييب تام للآخر " ساكنة وهران" والجميع يعرف أن الطبيب يتعامل مع كل الشرائح وأن مهنته إنسانية .
السؤال الذي لبد أن يطرح فيما كان يتمثل المجتمع المدني في نظر الكاتب؟.
لأن هذا السؤال سينبئك على الكثير من المصطلحات في الرواية بداية من ...
- القس تارو ، الصحفي رونبار، القاضي آوتون .....إلخ .
ومن خلال اختيار الشخصيات تتشكل أول نواة للهويّة وتحولاتها من خلال التفاعل مع الآخر الذي ينعدم تماما ..وإذا لم يكن التفاعل فلقد حكم الكاتب كامو على شخصياته بالموت المسبق ومن منا لا يحب الحياة؟؟
تشكيل النص الثقافي:
النص هو عبارة عن طبقات تتكون من النص الأدبي والنص الثقافي وبالتالي هذا التشكيل يتكون من العلامات والرموز، التأويل المتعدد، الصور ( الحسية أو الذهنية) الإيقاعات والأصوات الداخلية المختلفة...إلخ
فالثنائيات التي طرحها الكاتب في القصة تبريرا لفلسفته وقناعاته والتي تبدوا أنها تمد النص بالحياة مجرد أصوات لتشكيل النص كالتمرد / العبثية ..الموت/ والوجود ..القدر الفردي / والقدر الاجتماعي .
تشكيل التعددية في النص الثقافي:
إن التعددية في النص والديمقراطية الثقافية وخصوصيتها النوعية في واقعها مجرد رمي الرماد في عيون الآخر، وأن الناس مختلفون والاختلاف حقيقة موضوعية نواتها التعدد ولذلك عندما تستوقفنا كلمة (مواطنينا) فالكاتب لايعني ساكنة وهران بل الفرنسيين ولهذا نبهت المتلقي لكل لفظة وما تحمله من خلفية .
أكبر استغباء للمتلقي يكمن في الفصل الأخير حينما صرح الدكتور رييو أنه هو الراوي الحقيقي للأحداث وأنه التزم الموضوعية في نقلها من مذكرات تارو .. وهنا يُطرح السؤال الآتي: كيف لأحداث مستقبلية لم تقع وتُرى من مذكرات؟
أليس هذا أكبر استغفال للمتلقي ؟!.
حتى وان كانت هذه طريقة للإقناع، لكن كان من الأولى للكاتب أن يبين للمتلقي أن القصة متوقعة أو يستشرفها الكاتب وأنها لم تحدث حتى اللحظة وأن الوباء ظاهرة عالمية...
السؤال الذي لايمكن تجاهله لماذا اختار مدينة وهران؟.
كما أشير لأمر خطير الذي صوره المؤلف في معاناة السكان والذين يتوقون إلى المساعدات الخارجية على لسان الدكتور رييو " إن الناس يتعبون من الشفقة إذا كانت الصفقة غير مجدية" لو عدنا قليلا إلى تاريخ المنطقة ( وهران) أنه حدث الوباء قبل تاريخ كتابة هذه القصة كما حدث في العديد من المدن ونذكر على سبيل المثال اسطنبول ثم تفشى بين مدن البحر الأبيض المتوسط...فمدينة وهران التي حدث فيها سنة 1955/1978/1931/1944ولم يتعد عدد الإصابات مائة إصابة، هل كانت بحاجة لدعم خارجي كما زعم المؤلف في قصته على لسان الطبيب وهذا تبرير للعقيدة الاستعمارية ووجود الفرنسيين، إلا من أجل تقديم المساعدة ما أشرنا له سابقا في المجتمع المدني من خلال النص المضمر إذا استدعينا تاريخ المنطقة.
كما أن المؤلف يقع في شراك تغيير الوقائع وخيانة الأمانة العلمية وينسب براءة اختراع اللقاح في القصة إلى الطبيب رييو مع كاستيل، إلا أن في الحقيقة العالم ألكسندر يرسن، هو مكتشف اللقاح ضد الطاعون عام 1896.
سؤال شغل بالي كثيرا كيف لفيلسوف يجمع بين حالتين متناقضتين تماما وهما..
- الحالة الأولى :عندما غز الألمان باريس في الحرب العالمية الثانية انظم كامو إلى مجلة كومبات المقاومة للاحتلال الألماني التي كانت تنشر مقالتها سريا .
- الحالة الثانية: وفي نفس الوقت كان المشروع الثقافي والفكري لعقيدة استعمارية، وهذا ما لم يتقبله العقل!.
ثم كيف نتصور مدينة بدون حمام ولا أشجار في قوله " فكيف السبيل مثلا إلى تصور مدينة بغير حمام ولا أشجار ولا حدائق ....إلخ" ص 04
وهذه حقيقة موجودة في تاريخ فرنسا وأوربا لأن الاستحمام كان يعد بمثابة الكفر حيث كانوا لا يهتمون ببناء الحمامات داخل بيوتهم مما استوجب عليهم بديل لإزالة الروائح في اكتشافهم للعطر ، كما جرت تلك الحادثة المشهورة أن مبعوث روسيا القيصرية وصف ملك فرنسا لويس الرابع عشر قائلا: " بأن رائحته أقذر من رائحة الحيوان البري" ويقال أن الملكة إزابيل الأولى لم تستحم في حياتها مرة واحدة وحين قتلت المسلمين في الأندلس قامت بتدمير حماماتهم .
هذه القراءة للكشف عن المضمر الأدبي داخل حدود النص والعودة به إلى بيئته من ممارسات قولية أو فعلية أنتجت معاني خفية ومتفاوتة ذات قيمة ثقافية وليست جمالية فقط تؤسس حدثا ثقافيا جديدا قديما أملته الجائحة الأخيرة ( كوفيد19)، مما أدى إلى نفض الغبار على أدب الأوبئة وسيعود مرة أخرى هذا التصنيف إلى الساحة الأدبية والثقافية كهزة عنيفة ثم تليها هزات ارتدادية إلا أن يستقر الحال من جديد على أحداث جديدة وهذه نظرة استقرائية من المراحل التي مر بها الأدب الجزائري بداية من مرحلة الثورة وما بعدها إلى أدب الجريمة التاريخية ( العشرية السوداء) ، إلى أدب الأوبئة مستقبلا وهذا ما ستشهده الساحة الأدبية من منجزات.
كما تطرح هذه الرواية إشكالية السلطة والمثقف والعلاقة المترتبة عن ذلك وهذه رؤية جد مهمة لتسليط الضوء عليها، بدل أن تبقى ضمن النصوص المهمشة ( ن. السياسية / النسوية..) .
في أغلب الأحيان النصوص لاتشبه أصحابها، والعكس صحيح عند ألبير إذا رأيناه نصا بعد رحيله.
يقول أ. عز الدين مناصرة " لا يكون الاختراق تأسيسا جديدا مقطوع الجذور، بل هو يتحاور مع الماضي والحاضر والرغبات والأحلام ، أي أنه يأخذ بعض صفات الموروث، لكن شرط الاختراق، هو (الإضافة) و (الإختلاف).
سؤال : هل إقصاء الآخر شيء موروث، أو أحلام تمخضت في رحم الأحلام ( الرغبة السياسية)؟.
هل شرط الإضافة تحقق في النص؟
هل العنصرية هي وجه من أوجه الاختلاف؟
إن الأدب العالمي برمته إما ينقل تجربة أو يعبر على فكرة ..فأين النص من الفكرة أو التجربة؟.
هي أسئلة للذين يقدسون الشخوص ويغيبون النصوص فهذا هو ألبير أمامكم وهذه هي عورته تتجلى في شوارع وهران كما قال الماغوط رحمه الله " كيف تريدون لإنسان أن يستحم في الشارع ولايرى الناس عورته" وهو يقصد الكتابة .
بقلم رحو شرقي – سيدي قادة – معسكر/ الجزائر
-----------------------
- رواية الطاعون تقع 301 صفحة الطبعة الأولى نقلها إلى العربية د. سهيل إدريس عن دار الآداب/ بيروت سنة 1981
- كتاب النقد الثقافي عند عبدالله الغذامي