الفيلم سواء أكان روائيًا أم غير روائي عمل مركب ومشترك. ينهض به فضلًا عن الممثلين فريق من بينهم: المخرج، والمصور، وكاتب السيناريو، والمؤلف الموسيقي، والرسام، وفني الصوت والمونتاج وغيرهم. ولا أحد يقوم بما يقوم به الآخر. فالمصور لا يقوم مقام الممثل، ولا المخرج يقوم بما يقوم به كاتب السيناريو. فكل منهم له دوره وأهميته، وأي قصور من أحدهم يلقي بتأثيره في الفيلم.
وأرى أن قصة الفيلم هي التي ينطلق منها عمل العاملين في الفيلم جميعًا. وحولها تدور معظم نقاشات الناس وحواراتهم بعد مشاهدته. كما يعتمد عليها نجاح الفيلم أو فشله. وفي العادة تكون القصة مقتبسة أو مأخوذة من رواية أو قصة قصيرة.
والمعروف أن كثيرًا من الأفلام التي لاقت النجاح، وحظيت بالإقبال الشديد كانت قد اعتمدت على أعمال قصصية وروائية لكتاب مشهورين، مثل روايات: "آنا كارنينا" لتولستوي، و"الجريمة والعقاب"، و"الأخوة كارامازوف" لدوستويفسكي، و"رجال في الشمس" لغسان كنفاني. وروايات نجيب محفوظ: "ثرثرة فوق النيل"، و"بداية ونهاية" و"الكرنك" وغيرها. كما رأينا أفلامًا أخرى كان سر نجاحها وشهرتها استعانة منتجيها بأدباء لكتابة قصصها وسيناريوهاتها. والمثل النموذجي لهذا نجيب محفوظ، ومن الأعمال التي كتبها للأفلام السينمائية: "ريا وسكينة"، و"المنتقم"، و"الوحش" وغيرها.
في مقابل الأفلام، التي يعد مادتها السردية روائيون وقاصون، أو التي تؤخذ من روايات مشهورة توجد أفلام يكتب قصتها المخرج، أو المنتج، أو غيرهما مما ليس له خبرة في عالم الكتابة الروائية أو القصصية. وتكاد تكون هذه الظاهرة عامة على الأفلام في بلدنا الأردن وفلسطين. وقد تيسر لي مشاهدة أفلام روائية طويلة كتب قصة كل منها المخرج وحده، من هذه الأفلام: فيلم "عمر" 2013 لهاني أبو أسعد، وفيلم "ذيب" 2014 لناجي أبو نوار، وفيلم "الحارة" 2021 لباسل غندور، وفيلم "فرحة" 2021 للمخرجة دارين سلام.
ويبرز التساؤل عن الأسباب التي تدفع المخرجين وشركات الإنتاج إلى عدم الاستعانة بالأدباء، أو عدم اللجوء إلى رواياتهم في صناعة الفيلم.
في رأيي أن الإجابة عن هذا التساؤل يحسن وضعها في أحد الأسباب الآتية:
- توفير النفقات المالية.
- عقلية الاستحواذ التي يتصف بها بعض المخرجين أو المنتجين.
- عدم إدراك أهمية القصة في نجاح الفيلم وشد عناصره.
- توجيه الفيلم توجيهًا خاصًا، دون اهتمام بالقيم والمبادئ الإنسانية؛ كي يحقق زيادة في إيراداته المالية، أو نشر أفكار بعينها.
ونسمع بعض المخرجين يرجع الأمر لعدم توافر النصوص الروائية والقصصية الجيدة. وفي الحقيقة في مكتباتنا الورقية والإلكترونية روايات وقصص قصيرة كثيرة ومتنوعة، تتناول تاريخنا وقضايانا ومشاكلنا بعمق وصدق وتميز، وصالحة لتتحول إلى أعمال سينمائية ودرامية. كما يوجد كتاب يرغبون في التعاون مع مخرجين ومنتجين لتطوير الصناعة السينمائية في الأردن وفلسطين.
لا شك في أن لجوء المخرج إلى كتابة القصة يؤثر سلبًا في الفيلم؛ فيبدو الضعف على عناصره كلها من شخصيات وأحداث وحبكة. والأهم أنه يغيب وجهة نظر الفيلم، أو يجعلها مضطربة أو غير مقنعة. فيفشل في التأثير بالمجتمع، أو لا يحقق التأثير المطلوب.
استنادًا إلى ما سبق فمن ضرورة أن يعتمد الفيلم في بناء عالمه إلى قصة قصيرة أو رواية، وهما أقرب الفنون الأدبية إلى الفيلم السينمائي، والأقدر على منح الفيلم القوة والتماسك والجمال والإقناع، ورفع درجة التشويق لدى المشاهدين، وجعلهم يتعرفون مصادر إلهامهم. وكثيرًا ما نتذكر الفيلم من خلال تأثير قصته فينا، تلك القصة التي لا يكتبها إلا روائي فذ.
ما نريد قوله في النهاية إن ما يعوق نجاح صناعة الفيلم في بلادنا يعود، في جانب منه، إلى أننا لا نعطي الخبز لخبازه. كأن يقوم شخص بعينه بمهمة الإخراج والتأليف وكتابة السيناريو. ففي هذه الحالة لا نتوقع الحصول على فيلم ناجح.
وأرى أن قصة الفيلم هي التي ينطلق منها عمل العاملين في الفيلم جميعًا. وحولها تدور معظم نقاشات الناس وحواراتهم بعد مشاهدته. كما يعتمد عليها نجاح الفيلم أو فشله. وفي العادة تكون القصة مقتبسة أو مأخوذة من رواية أو قصة قصيرة.
والمعروف أن كثيرًا من الأفلام التي لاقت النجاح، وحظيت بالإقبال الشديد كانت قد اعتمدت على أعمال قصصية وروائية لكتاب مشهورين، مثل روايات: "آنا كارنينا" لتولستوي، و"الجريمة والعقاب"، و"الأخوة كارامازوف" لدوستويفسكي، و"رجال في الشمس" لغسان كنفاني. وروايات نجيب محفوظ: "ثرثرة فوق النيل"، و"بداية ونهاية" و"الكرنك" وغيرها. كما رأينا أفلامًا أخرى كان سر نجاحها وشهرتها استعانة منتجيها بأدباء لكتابة قصصها وسيناريوهاتها. والمثل النموذجي لهذا نجيب محفوظ، ومن الأعمال التي كتبها للأفلام السينمائية: "ريا وسكينة"، و"المنتقم"، و"الوحش" وغيرها.
في مقابل الأفلام، التي يعد مادتها السردية روائيون وقاصون، أو التي تؤخذ من روايات مشهورة توجد أفلام يكتب قصتها المخرج، أو المنتج، أو غيرهما مما ليس له خبرة في عالم الكتابة الروائية أو القصصية. وتكاد تكون هذه الظاهرة عامة على الأفلام في بلدنا الأردن وفلسطين. وقد تيسر لي مشاهدة أفلام روائية طويلة كتب قصة كل منها المخرج وحده، من هذه الأفلام: فيلم "عمر" 2013 لهاني أبو أسعد، وفيلم "ذيب" 2014 لناجي أبو نوار، وفيلم "الحارة" 2021 لباسل غندور، وفيلم "فرحة" 2021 للمخرجة دارين سلام.
ويبرز التساؤل عن الأسباب التي تدفع المخرجين وشركات الإنتاج إلى عدم الاستعانة بالأدباء، أو عدم اللجوء إلى رواياتهم في صناعة الفيلم.
في رأيي أن الإجابة عن هذا التساؤل يحسن وضعها في أحد الأسباب الآتية:
- توفير النفقات المالية.
- عقلية الاستحواذ التي يتصف بها بعض المخرجين أو المنتجين.
- عدم إدراك أهمية القصة في نجاح الفيلم وشد عناصره.
- توجيه الفيلم توجيهًا خاصًا، دون اهتمام بالقيم والمبادئ الإنسانية؛ كي يحقق زيادة في إيراداته المالية، أو نشر أفكار بعينها.
ونسمع بعض المخرجين يرجع الأمر لعدم توافر النصوص الروائية والقصصية الجيدة. وفي الحقيقة في مكتباتنا الورقية والإلكترونية روايات وقصص قصيرة كثيرة ومتنوعة، تتناول تاريخنا وقضايانا ومشاكلنا بعمق وصدق وتميز، وصالحة لتتحول إلى أعمال سينمائية ودرامية. كما يوجد كتاب يرغبون في التعاون مع مخرجين ومنتجين لتطوير الصناعة السينمائية في الأردن وفلسطين.
لا شك في أن لجوء المخرج إلى كتابة القصة يؤثر سلبًا في الفيلم؛ فيبدو الضعف على عناصره كلها من شخصيات وأحداث وحبكة. والأهم أنه يغيب وجهة نظر الفيلم، أو يجعلها مضطربة أو غير مقنعة. فيفشل في التأثير بالمجتمع، أو لا يحقق التأثير المطلوب.
استنادًا إلى ما سبق فمن ضرورة أن يعتمد الفيلم في بناء عالمه إلى قصة قصيرة أو رواية، وهما أقرب الفنون الأدبية إلى الفيلم السينمائي، والأقدر على منح الفيلم القوة والتماسك والجمال والإقناع، ورفع درجة التشويق لدى المشاهدين، وجعلهم يتعرفون مصادر إلهامهم. وكثيرًا ما نتذكر الفيلم من خلال تأثير قصته فينا، تلك القصة التي لا يكتبها إلا روائي فذ.
ما نريد قوله في النهاية إن ما يعوق نجاح صناعة الفيلم في بلادنا يعود، في جانب منه، إلى أننا لا نعطي الخبز لخبازه. كأن يقوم شخص بعينه بمهمة الإخراج والتأليف وكتابة السيناريو. ففي هذه الحالة لا نتوقع الحصول على فيلم ناجح.