إسلام العيوطي - صفحة جديدة على أعتاب عام هجري جديد

ونحن نستهل عامًا هجريًّا جديدًا ونودع عامًا منصرمًا، يحمل في طياته الكثير من الذكريات والأحداث.... منها ما كان مبهجًا، ومنها ما كان مؤلمًا، ولكن..
مع إشراقة فجر جديد وقدوم ميلاد عامٍ هجريٍّ جديدٍ يهلّ علينا بنوره
جعله الله عامًا سعيدًا، وعلى عملنا شهيدًا نستقي منه المزيد من الطاعات ونبتغي فيه الرحمات.. من رب الأرض والسماوات، وكما قال تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر} الآية ( 104)
سورة آل عمران.
أردت إلقاء الضوء على هذي الذكرى العطرة لنستلهم منها عبرًا وعظات علها تكون لنا حافزًا لحاضرنا وأملًا لمستقبلنا.
فقد تكبد رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير من المشقة والألم ليصل إلينا الإسلام غضًّا طريًّا على طبق من ذهب دون تعب أو معاناة من جانبنا، فقد تحمل المصطفى عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كل ذلك عن أمته فجزاه الله خير ما جزى نبيًّا عن أمته ورسولًا عن دعوته.
فيجب علينا أن نكون له متبعين وعلى طريقه مهتدين لنحظى جميعًا بجنة النعيم ونكون عبادًا لله مخلصين.
ونستعرض سويًّا نبذة مختصرة.. ولتكن صفحة جديدة على أعتاب عام هجري جديد قال تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا ثانى اثنين إذ هما فى الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها وجعل كلمة الذين كفروا السفلى وكلمة الله هى العليا والله عزيز حكيم} الآية 39 سورة التوبة، فمن كان الله معه فلن يضيعه أبدا....
فمن وجد الله فماذا فقد؟!!
ومن فقد الله فماذا وجد؟!!
ولم تكن الهجرة هروبًا وإنما كانت بأمر إلهي، مهد فيها المولى عز وجل لنبيه لنصرة دينه ونشره بين ربوع الأرض وبقاعها المختلفة بعدما تكبد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الكثير والكثير هو والصحابة الكرام من المعاناة والتعذيب من قريش منذ بدء الدعوة إلى الإسلام وهم يدفعون ثمن صمودهم في سبيل نصرة الدين الإسلامي هذا بالإضافة إلى الحصار الذى دام ثلاث سنوات فى شعب أبى طالب،
وقد مكث رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام يأكلون ورق الأشجار في هذا الحصار صابرين متحملين محتسبين في سبيل نصرة الدعوة الإسلامية ليسود الإسلام شرقًا وغربًا، شمالًا وجنوبًا، وقد حملوا ذلك على عاتقهم (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) لتكون كلمة الله هي العليا...
فجاءت هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة وكان اسمها وقتها يثرب، فأطلق عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم ( المدينة المنورة)، ودعا لأهلها بالخير.
وعاش رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام في المدينة المنورة يواجهون عدوهم ويتوسعون في الفتوحات الإسلامية في عهد الرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ومن بعده في عهد الصحابة والتابعين رضى الله عنهم أجمعين، وقد تشاور الصحابة في عهد سيدنا عمر بن الخطاب هل يأخذون من ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بداية للتقويم الهجرى أم من هجرته الشريفة، واستقر الأمر على الأخذ بهجرته الشريفة من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، ليصبح أول استخدام للتقويم الهجري في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وكان ذلك في ١٢ من ربيع الأول الموافق ٢١ سبتمبر عام ٦٢٢م.
ليعتمد على هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة،
وليصبح يوم ١٦يوليو عام ٦٢٢م هو الموافق لليوم الأول من شهر محرم عام ١ هـجرية.
وقد كان ذلك تبعًا لما ورد في كتاب الله عز وجل
قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ}
صدق الله العظيم- سورة التوبة- الآية (٣٦)

ونحن نطوي صفحة من عامٍ هجريٍّ مضى ونستهل عامًا هجريًّا جديدًا،
جعله الله عام بشر وفرح وحبور على أمتنا الإسلامية جمعاء، لذا كان لزامًا علينا جميعًا أن نبني جسورًا جديدة بيننا وبين الأجيال القادمة، لنستدرك الهوة التي سادت في الآونة الأخيرة بيننا وبينهم، ويتسنى لنا بناء الحاضر بسواعد الشباب الواعدة، لأن الشباب هم قلب الأمة وروحها الناهضة وأملها المرجو وساعدها القوي وغدها المرتقب، علموا أولادكم العزة وكيف يبنون الأمجاد، ولا تعودوهم الخنوع والعيش تحت الأنقاض.
وختامًا:
أقول سلامًا على حب لنبي قد تسامى ليملأ الدنيا صلاةً وسلامًا، إن الصلاة على النبي تجارة فاظفر بها تنجو من الدركات، صلِّ عليه بكل يوم واستزد حتى تنال بمثلها عشرات، فهو الحبيب المجتبى وهو الشفيع لنا عند الصراط، فصلِّ ربنا وسلم على المختار في ماض وآت....

بأبي وأُمِّــي، كلُّ ما مَلَكَت يدي
أفدي الذي في مُـحكَمِ التَّنزيلِ

زَكَّاهُ ربُّ العالمينَ فَبَعْدَهُ
لا يرتقي مدحٌ إلى التَّرتيلِ


اللهم اجعله عام خير وبركة على أمة محمد صلى الله عليه وسلم قاطبة فى شتى بقاع الأرض وربوعها.




355968051_1783079012124162_6598856173021409446_n.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى