في زاوية من زوايا المول و في الطابق الثالث جلست كعادتي في طاولة منفردة أتناول فيها وجبة الغذاء و بعض المثلجات رغم غلاء سعرها، في مكان مكيف، يشعرك بالنشوة و المتعة ، في الزاوية التي أجلس فيها يقابلني جدار زجاجي، أرى من خلاله العالم الخارجي ، أتابع حركة المرور، أعلام وردية تداعبها رياح خفيفة مكنت من تلطيف الجوّ، خلقت نوعا من الإنسجام، عيناي كانت مسمّرتان تجاه صور كرتونية تمثل أطفالا يعيشون لحظة الابتهاج، كم هو مبتهج ذلك الذي يضع على رأسه قبّعة صفراء يضحك بملء شدقيه، و كانت صور توم و جيري قد زادت المكان بهجة في الساحة المخصصة لألعاب الأطفال.
عن يميني جدار مزين برسومات، أوراق أشجار خضراء و ورود بنفسجية ، هي الطبيعة الضاحكة في كل تجلياتها، و عن يساري شاب رفقة صديقته، أنا الأن أمارس حقي فبي التطفل، رغم أني لست متطفلة، لكن الجوّ رومانسي، رحت استرق النظر إليهما و إذا به يسرق النظر اليها و هي تأكل في حياءِ لدرجة أن وجهها كان محمرا ، و قد زادها الاحمرار جمالا ، ربّما هو أول لقاء لهما، طبعا المواعيد الغرامية لها لون خاص و إحساس مختلف، يكون فيها الحديث حديث القلب للقلب وبل حديث الروح للروح، لم أتوقف و رحت أمارس تطفلي بحرية، التفتُّ إلى الجالسين خلفي فإذا فتاتين في طاولة يتبادلان الحديث، تقابلهما طاولة أخرى، يجلس فيها شابٌّ وحيدا .
لست أدري ربما ينتظر صديقه أو حبيبته، الكل كان يغني ليلاه ، إلا هو ، و كنتُ أنا أقاسمه الوحدة، رأيته يلتفت الى تلك الفتاتين يسمع حديثهما و قد سمّر عينه تجاههما، يوحي أنه أعجب بواحدة منهما، و كما يقول أهل مصر "السِنَّارَة غِمْزِتْ"، في مثل هذه الأمكنة الكل يعيش عالمه الخاص، الكل يأكل و يشرب و يتكلم، البعض يقهقه، و الآخر يتجول بحثا عن مكان أفضل ، أما الفتيات فهن يحرصن على الحفاظ على أناقتهن و مظهرهن ، فهذه تخرج من حقيبتها مرآة و أحمر شفاه لتتزين من جديد، و الأخرى تتعطر، فجأة أجد ذهني منشغل بصورة الطفل الضاحك صاحب القبعة الصفراء، هو ليس طفل حقيقي، مجرد صورة كرتونية ، بكنها كانت نعبرة عن شقاوة الطفولة، لا شك أن كل وحد فينا عاش هذه الشقاوة ، لكنه خيّل إليّ أنه طفل مشاغب، و أجدني أهمس لنفسي.. آهٍ يا صاحب القبعة الصفراء ، لو كنت ابني لعلمتك الشقاوة الحقيقية.
في هذه اللحظة بالذات بدأت الأسئلة تتساقط على رأسي، إن كان الضحك يعبر عن السعادة،؟ و قد نتساءل: لماذا نحن لا نشعر بالسعادة؟ لماذا الوجع يلاحقنا؟ لا شك أنه مرت علينا لحظات كنا فيها سعداء و نحن صغار، ربما هذه الصور تعيدنا إلى الوراء، إلى ايام الطفولة و شقاوتها، بالأمس كنا صغار، و أشقياء، مشاغبين، و اليوم اشتعل الرأس شيبا، أدركنا ما هو الواقع، طبعا الأيام الحلوة لا يمكن استعادتها، لم يعد القلب ينبض كما كان من قبل، خاصة بعدما نفقد أناسا نعزهم، نحن الآن نقف على الأطلال، نستعيد الذكريات الجميلة، لعلها تعزينا في من فارقونا و فقدناهم إلى الأبد، ، كم أنتِ قاسية ايتها الحياة، سقيتنا الدموع و زرعت فينا الوجع و أيُّ وجع؟؟.
علجية عيش
عن يميني جدار مزين برسومات، أوراق أشجار خضراء و ورود بنفسجية ، هي الطبيعة الضاحكة في كل تجلياتها، و عن يساري شاب رفقة صديقته، أنا الأن أمارس حقي فبي التطفل، رغم أني لست متطفلة، لكن الجوّ رومانسي، رحت استرق النظر إليهما و إذا به يسرق النظر اليها و هي تأكل في حياءِ لدرجة أن وجهها كان محمرا ، و قد زادها الاحمرار جمالا ، ربّما هو أول لقاء لهما، طبعا المواعيد الغرامية لها لون خاص و إحساس مختلف، يكون فيها الحديث حديث القلب للقلب وبل حديث الروح للروح، لم أتوقف و رحت أمارس تطفلي بحرية، التفتُّ إلى الجالسين خلفي فإذا فتاتين في طاولة يتبادلان الحديث، تقابلهما طاولة أخرى، يجلس فيها شابٌّ وحيدا .
لست أدري ربما ينتظر صديقه أو حبيبته، الكل كان يغني ليلاه ، إلا هو ، و كنتُ أنا أقاسمه الوحدة، رأيته يلتفت الى تلك الفتاتين يسمع حديثهما و قد سمّر عينه تجاههما، يوحي أنه أعجب بواحدة منهما، و كما يقول أهل مصر "السِنَّارَة غِمْزِتْ"، في مثل هذه الأمكنة الكل يعيش عالمه الخاص، الكل يأكل و يشرب و يتكلم، البعض يقهقه، و الآخر يتجول بحثا عن مكان أفضل ، أما الفتيات فهن يحرصن على الحفاظ على أناقتهن و مظهرهن ، فهذه تخرج من حقيبتها مرآة و أحمر شفاه لتتزين من جديد، و الأخرى تتعطر، فجأة أجد ذهني منشغل بصورة الطفل الضاحك صاحب القبعة الصفراء، هو ليس طفل حقيقي، مجرد صورة كرتونية ، بكنها كانت نعبرة عن شقاوة الطفولة، لا شك أن كل وحد فينا عاش هذه الشقاوة ، لكنه خيّل إليّ أنه طفل مشاغب، و أجدني أهمس لنفسي.. آهٍ يا صاحب القبعة الصفراء ، لو كنت ابني لعلمتك الشقاوة الحقيقية.
في هذه اللحظة بالذات بدأت الأسئلة تتساقط على رأسي، إن كان الضحك يعبر عن السعادة،؟ و قد نتساءل: لماذا نحن لا نشعر بالسعادة؟ لماذا الوجع يلاحقنا؟ لا شك أنه مرت علينا لحظات كنا فيها سعداء و نحن صغار، ربما هذه الصور تعيدنا إلى الوراء، إلى ايام الطفولة و شقاوتها، بالأمس كنا صغار، و أشقياء، مشاغبين، و اليوم اشتعل الرأس شيبا، أدركنا ما هو الواقع، طبعا الأيام الحلوة لا يمكن استعادتها، لم يعد القلب ينبض كما كان من قبل، خاصة بعدما نفقد أناسا نعزهم، نحن الآن نقف على الأطلال، نستعيد الذكريات الجميلة، لعلها تعزينا في من فارقونا و فقدناهم إلى الأبد، ، كم أنتِ قاسية ايتها الحياة، سقيتنا الدموع و زرعت فينا الوجع و أيُّ وجع؟؟.
علجية عيش