أدب المناجم محمد الدويمي - المارْطو بّيكورْ..

يوجد الفحم الحجري في باطن الأرض على شكل عروق (veine) يتراوح سمكها في الحالات العادية بين 50 سم و120 سم.. وتجدر الإشارة أنه إذا نقص السمك عن 50 سم، تكون عملية حفر الفحم بالغة الصعوبة بالنسبة ل"المينور" لأنها تتطلب منه حفر جزء من الصخر قصد الحصول على الممر المطلوب الذي يتسع لمرور الأفراد (passage personnel) وممر الفحم (couloir des tôles).. أما إذا زاد السمك عن 120 سم فتصبح عملية الحفر محفوفة بالمخاطر إذ قد ينتج عنها انهيار للفحم وقد تليها انهيارات صخرية مباغتة (بوليما/éboulement) نظرا للتكوين الصخري الهش الذي تتمز بها جرادة .. توجد عدة طبقاتcouches للفحم، أطلق عليها المختصون A.B.C.D.E.F ولكل طبقة خصوصيتها فطبقة A يكون فيها الفحم شديدا الانهيار أما طبقة B فيكون الفحم فيها متماسكا، اما C فيكون الفحم فيها صلبا جدا.. أما بخصوص طبقات الفحم D.E.F فهي ذات سمك رقيق لم تكن تستغل بمنجم جرادة إلا في حالات محدودة..
لا تتم عملية قطع الفحم بطريبقة عشوائية، بل تخضع لمجموعة أساليب تقنية وفنية يطلق عليها (techniques des travaux en (taille..
في الحفر التقليدي، تستعمل المطرقة الهزازة (le marteau piqueur) التي تشتغل بالريح المضغوطة والتي تصل إلى "المارطوبيكور" عبر أنبوب بلاستيكي يثبت بدوره في آخر حديدي/ conduite d’air يوجد على طول "لاطاي"..
في رأس "المارطو" تثبت إبرة/ aiguille .. تسمى أيضا "البانترورة"/ ..pointerole عندما تصل الريح الى المارطو، يستعد المينور لعملية "لاباطاج".. يحمل "المارطو" بيديه وهو يوجهه نحو طبقة الفحم، ثم يضغط على قرص "المارطو".. تخترق "البانَتْرورة" عرق الفحم وتفتته إلى حبيبات تتساقط فوق "الطولا" بشكل تلقائي أو بالدفع بالأرجل وذلك حسب تصنيف "لاطايْ"..

محمد الدويمي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى