تقود الطبيعية الكلب إلى أكل الحشائش كي يتقيأ بعدها ويتخلص من المرض، كذلك بعض الحيوانات تأكل الحجارة كي تتخلص من الأمراض.. إن الطبيعية الحيوية تقود تلك الحيوانات إلى الصيدلية التي بلا صيدلاني متخصص. وإلى علم بلا تراكمات معرفية، فلا الكلب ولا سائر الحيوانات دخلت كلية الصيدلة ولا أخبرتها جداتها بأساليب العلاج من الطبيعة. إنما الجسد يعرف مكامن العلاج وهذه رابطة كونية تشبه مسطح المحايثة الدولوزي، حيث تقبع فيه الذوات والموضوعات ككل فلا شيء مفارق. ذلك المسطح الذي لا يملك بذاته ذاتاً. غير أن الإنسان يتجاهل هذه الرابطة الكونية، بل ربما لا يؤمن بها ولا يعتقد بأن جسده قادر على معرفة العلاج رغم الإشارات العديدة التي يرسلها إلى الحواس. إن الإنسان يتجاهل هذه الرابطة الكونية حين يتجاهل الشغف. الشغف هو نداء الجسد للعلاج من المرض؛ فحينما تستيقظ وتجد نفسك تدندن بأغنية ما دون أن تعرف السبب، فإن هذا يعني أن الجسد يدعوك للإستماع إلى هذه الأغنية لعلاج اضطراب جسدي ما، والإضطراب الجسدي يشمل الجسد والنفس أو الوضع العصبي. حينما يدعوك الشغف إلى فعل شيء، كالرسم، أو النحت أو الغناء أو حتى الهرولة أو ممارسة الرياضة، أو القيام بأي عمل، فإن هذه دعوة من الجسد للجوء إلى الصيدلية الكونية لعلاج مرض ما..
إن اتباع الشغف هو حياة صحية. والضغط العكسي يفتح للمرض ثغوراً للتسرب إلى الأعماق. كبت الشغف، اجبار النفس على فعل أشياء تكرهها ليس سوى رفض لاستخدام الدواء من الصيدلية الكونية، بل وترك المرض يتغلغل دون أن نشعر به.
إن اصحاب العمل الأدبي الواحد، غالباً ما يحققون نجاحاً عظيماً لأنهم ينجزون ذلك العمل ليس تعمداً بقدر ما يدفعهم شغفهم لإنجاز فكرة ما. إنهم يداوون أنفسهم حينما يشير الجسد إليهم نحو الدواء الذي سيخلصهم من الألم. وحين ينجحون، يزول المرض، ولا يحتاجون إلى تكرار التجربة الإبداعية مرة أخرى. إن نجاحنا في الحياة هو نجاح في التكيف، والتكيف يعني أن نملك المرونة الكافية للتنوع الذاتي مقابل التنوع المحيط. ولكن غالباً ما لا نملك هذه القدرة، لذلك نبدأ في خلق دولنا الصغرى، دولنا التي نحاول أن نختار فيها محيطاً يسهل علينا التكيف معه. ولكن حتى هذا المحيط ليس سوى محيطاً نسبياً، فهو يتضاءل ويتضاءل إلى أن نصبح بحاجة -في لحظة ما- إلى الإنزواء والعزلة. وبما أن الإنزواء أو العزلة ليسا بالأمر السهل، فإننا نعاني من الإنتهاكات المستمرة، بما يجعلنا غير قادرين على التصرف بحرية، وهذا ما يدفعنا إلى كبت الشغف أي رفض العلاج فيصبح من الصعب أن نقتفي ما تجود به الطبيعة علينا من دواء من صيدلتها الكونية.
إن اتباع الشغف هو حياة صحية. والضغط العكسي يفتح للمرض ثغوراً للتسرب إلى الأعماق. كبت الشغف، اجبار النفس على فعل أشياء تكرهها ليس سوى رفض لاستخدام الدواء من الصيدلية الكونية، بل وترك المرض يتغلغل دون أن نشعر به.
إن اصحاب العمل الأدبي الواحد، غالباً ما يحققون نجاحاً عظيماً لأنهم ينجزون ذلك العمل ليس تعمداً بقدر ما يدفعهم شغفهم لإنجاز فكرة ما. إنهم يداوون أنفسهم حينما يشير الجسد إليهم نحو الدواء الذي سيخلصهم من الألم. وحين ينجحون، يزول المرض، ولا يحتاجون إلى تكرار التجربة الإبداعية مرة أخرى. إن نجاحنا في الحياة هو نجاح في التكيف، والتكيف يعني أن نملك المرونة الكافية للتنوع الذاتي مقابل التنوع المحيط. ولكن غالباً ما لا نملك هذه القدرة، لذلك نبدأ في خلق دولنا الصغرى، دولنا التي نحاول أن نختار فيها محيطاً يسهل علينا التكيف معه. ولكن حتى هذا المحيط ليس سوى محيطاً نسبياً، فهو يتضاءل ويتضاءل إلى أن نصبح بحاجة -في لحظة ما- إلى الإنزواء والعزلة. وبما أن الإنزواء أو العزلة ليسا بالأمر السهل، فإننا نعاني من الإنتهاكات المستمرة، بما يجعلنا غير قادرين على التصرف بحرية، وهذا ما يدفعنا إلى كبت الشغف أي رفض العلاج فيصبح من الصعب أن نقتفي ما تجود به الطبيعة علينا من دواء من صيدلتها الكونية.