خالد محمد عبدالغني - محمد صلى الله عليه وسلم :بشرا ونبيا وحاكما "قراءة في وقائع السيرة العطرة".. راجعها: حسن فرج الله مقدمة

مقدمة

لست اكتب في سيرة الرسول من أجل وضع كتاب يضيف للناس معرفة جديدة بتاريخ صاحب السيرة العطرة فكتب الأقدمين والمحدثين تصعب على الحصر والاحصاء ولكني أكتب كي أضيف نفسي لقائمة المحبين لسيرته الطيبة ، ومنهجي في هذا الكتاب هو تقديم قراءة لوقائع السيرة وبخاصة تلك الوقائع المختلف على تفسيرها من أرضية صلبة وعقيدة لا تزيغ تقوم على محبته صى الله عليه وسلم ويقين بعظمته الإنسانية التي تفوقت على بني آدم أجمعين وإقرار بنبوته ورسالته الخالدة للانسانية كافة بل وللكون أيضا . وينطلق الكتاب من قوله ﴿ مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ﴾
( سورة آل عمران 79:)،ولهذا كان عنوان الكتاب "محمد صلي الله عليه وسلم بشرا ونبيا وحاكما" فقد اجتمعت له البشرية والنبوة والرسالة والحكم منذ اللحظة الأول لمولده بل وقبل مولده صلى الله عيه وسلم
ونعرض لملامح أبعاد ثلاثة تتصل بشخصيته المباركة وهي البشرية والنبوة والحكم وهذا انما هو فصل تعسفي من أجل الدراسة فقط ولكن الحق أن الابعاد الثلاثة متصلة ومندمجة كلها في شخصيته مثل المنشور ثلاثي الابعاد يتصف الجمال به من كل جانب على حدة .
وأود أن أشير إلى أن هذا الكتاب ليس للمبتدئين في معرفة سيرة الرسول فهو ليس كتاب تاريخ يسرد الوقائع ويفرح بوجودها في مصادرها أو صحة أسانيدها ، بل هو كتاب يجدر للقارئ معرفة سيرة الرسول معرفة تامة ثم يعيش مع صفحات هذا الكتاب في رحلة حب قام بها مسلم يعيش مع رسوله في سيرته ويتمنى صحبته ولو على الأقل في خياله فيتصوره وهو يلهو ويلعب طفلا في مضارب بني سعد أو في شعاب مكة أو بجوار البيت أو في رحاب الكعبة ، ويراه شابا يغشى دار الندوة وجلسات قريش ، أو يرعى الغنم في الجبال أو يذهب للتجارة ومجالسة التجار ـ أو يقترب من رحاب السيدة خديجة المرأة الأسطورة في تاريخ الإسلام ويتزوجها ويعيش معها سنوات عمره التي جهزته لتلقي الوحي الكريم ، وكيف يجاهد قومه الذي أحبهم وما يزالون يكيدون له ويؤذونه ايذاء شديدا ، وها هو يدعو اهله وعشيرته للاسلام ويجاوب الصحاري ولقاء القوافل من أجل عرض الدعوة المباركة لعبادة الله الواحد وترك عبادة الأصنام والمساواة بين البشر فلا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ، وكيف به يقترب من رحلة الاسراء والمعراج التي عرض فيها الاسلام على الكون كله ، ومن ثم يمتحن الاسلام في نفوس أصحابه فيؤمن البعض ويرتد البعض بعد تلك الرحلة ، ونأتي لاستعداده للهجرة الميمونة إلى المدينة المنورة المكان الذي شهد ذكرياته طفولته ونشأة وصبا أمه ورحلة أبيه وجده عبدالمطلب اليها وكذلك رحلة جده هاشم وزواج كل هؤلاء من نساء تلك البقعة المبارك من أرض الله، التي حفظت جثمان أبيه وأمه في ثراها ، وتستقبله المدينة بمحبة وترحاب ويؤسس الدولة الإسلامية ويجاهد من أجل نشر الإسلام جهادا كبيرا عندما نحسب تلك الأيام نجده لم يضع السلاح عن كاهله إلا ليضعه من جديد ، ويقترب من إكمال الرسالة وأداء الأمانة والخلود للرفيق الأعلى .
وقام الفاضل الكريم الأستاذ حسن فرج الله كبير معلمين بالتربية والتعليم والحاصل على ليسانس الأداب والتربية في تخصص الفلسفة والاجتماع وعلم النفس . بمراجعة الكتاب وفق قراءة دقيقة ومناقشة جادة تظهر من خلال الكتاب .
وإذا جاز شكر أحد بعد الله تعالى فلابد وأن يكون الشكر والتقدير للاستاذ الفاضل عيد محمد عبدالواحد الذي وفر لي كل مراجع الكتاب التاريخية الاسلامية بعامة وسيرة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم بخاصة مما سهل لي الحضول على المادة التاريخية ومقارنتها بمصادر التاريخ الإسلامي المعروفة .
وفي الختام أتمنى أن ينال الكتاب حظه من تقديم قراءة طيبة لوقائع سيرة النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الكرام .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى