151 - تكون رأساً لخيار محمودين
في (رسالة أرسطو للاسكندر):
إنك قد أصبحت ملكا على ذوي جنسك وأوتيت فضيلة الرياسة عليهم فمما يشرف رياستك ويزيدها نبلا أن تستصلح العامة، وتكون رأساً لخيار محمودين لا لشرار مذمومين. فان رياسة الاغتصاب - وإن كانت تذم لخصال شتى - أولى ما فيها بالمذمة أنها تحط قدر الرياسة وتزري بها، وذلك أن الغاضب إنما يتسلط على الناس كالعبيد لا كالأحرار فرياسة الأحرار أشرف من رياسة العبيد. وقد كان ملك فارس يسمى كل أحد عبداً ويبدأ بولده، وهذا مما يصغر قدر الرياسة، لأن الرياسة على الأحرار والأفاضل خير من التسلط على العبيد وإن كثروا.
لا تلتفت إلى مشورة من يشير عليك بغير الذي أنت أهله، ولا تعبأ بكلام أقوام خسيسة آراؤهم ناقصة هممهم يموهون عندك الأمور ويحملونك على العامة.
152 - نحن لا نملك علينا من لا يشاور
يروى أن روميا وفارسيا تفاخرا، فقال الفارسي: نحن لا نملّك علينا من يشاور
فقال الرومي: نحن لا نملّك علينا من لا يشاور
153 - الملك الدستوري
في (الكامل) لأبن الأثير: كان عضد الدولة لا يعول الأمور إلا على الكفاة، ولا يجعل للشفاعات طريقاً. شفع مقدم جيشه (أسفار) في بعض أبناء العدول ليتقدم إلى القاضي ليسمع تزكيته ويعدله. فقال: ليس هذا من أشغالك إنما الذي يتعلق بك الخطاب في زيادة قائد، ونقل مرتبة جندي وما يتعلق بهم، وأما الشهادة وقبولها فهي إلى القاضي، وليس لك ولا لنا الكلام فيه، ومتى عرف القضاة من إنسان ما يجوز معه قبول شهادته فعلوا ذلك بغير شفاعة
154 - أنا عبد الشرع وشحنته في (رحلة ابن جبير): حضر صلاح الدين أحد رجاله المتميزين مستعدياً على رجل. فقال السلطان: ما عسى أن أصنع لك وللناس قاض يحكم بينهم، والحق الشرعي مبسوط للخاصة والعامة، وأوامره ونواهيه ممتثلة، وإنما أنا عبد الشرع وشِحْنَتُه، فالحق يقضي لك أو عليك
155 - تعظم النعمة في تملك سلطان عالم عادل
كتب ابن العميد (أبو الفضل محمد بن الحسين) إلى عضد الدولة:
يعد أهل التحصيل في أسباب انقراض العلوم وانقباض مددها وانتقاض مِرَرها والأحوال الداعية إلى ارتفاع جل الموجود منها وعدم الزيادة فيها - الطوفان بالنار والماء، والموتان العارض من عموم الأوباء، وتسلط المخالفين في المذاهب والآراء، فان كل ذلك يحترم العلوم احتراماً، وينتهكها انتهاكاً، ويجتث أصولها اجتثاثاً. وليس عندي الخطب في جميع ذلك يقارب ما يولده تسلط ملك جاهل تطول مدته، وتتسع قدرته، فأن البلاء به لا يعدله بلاء، وبحسب عظم المحنة بمن هذه صفته، والبلوى بمن هذه صورته تعظم النعمة في تملك سلطان عالم عادل كالأمير الجليل الذي أحله الله من الفضائل بملتقى طرقها، ومجتمع فرقها. وهي نور نوافر ممن لاقت حتى تصير إليه، وشُرّد نوازع حيث حلت حتى تقع عليه. تتلفت إليه تلفت الوامق، وتتشوق نحوه تشوق الصب العاشق، ولقد ملكتها وحشة المضاع وحيرة المرتاع،
156 - للرعية المنام وعلينا القيام
كان الرشيد في بعض حروبه فألح عليه الثلج ليلة، فقال له بعض أصحابه: أما ترى ما نحن فيه من الجهد والنصب ووعثاء السفر والرعية قارة وادعة نائمة؟!
فقال: أسكت، فللرعية المنام، وعلينا القيام، ولا بد للراعي من حراسة الرعية وتحمل الأذى. وإلى ذلك أشار بعضهم:
غضبت لغضبتك الصوارم والقنا ... لما نهضت لنصرة الإسلام
ناموا إلى كنف بعدلك واسع ... وسهرت تحرس غفلة النوام
157 - محلم العربي كسرى
في (تاريخ الطبري وشرح النهج لابن أبي الحديد): لما قُدم على عمر بسيف كسرى ومنطقته وزبرجه وزيه في المباهاة وزيه في غير ذلك، وكانت له عدة أزياء لكل حالة زي - قال: عليّ بمحلِّم - وكان أجسم عربي يومئذ في المدينة، فألبس تاج كسرى على عمودين من خشب، وصُبّ عليه أوشحته وقلائده وثيابه، وأجلس للناس، فنظر إليه الناس فرأوا أمراً عظيماً من أمر الدنيا وفتنتها، ثم قام عن ذلك فألبس زيه الذي يليه، فنظروا إلى مثل ذلك في غير نوع حتى أتى عليها كلها، ثم ألبسه سلاحه وقلده سيفه فنظروا إليه في ذلك ثم وضعه ثم قال: والله إن أقواماً أدوا هذا لأمناء؟ فقال علي: إنك عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا.
158 - حتى يمسكن أزواجهن عن الحركة
ابن سعيد المغربي في بعض مصنفاته: وكان الملك العادل ابن أيوب من أعظم السلاطين دهاء وحزماً، وكان يضرب به المثل في إفساد القلوب على أعدائه وإصلاحها له، وكان صلاح الدين - وهو السلطان - يأخذ برأيه. وقدم له أحد المصنفين كتاباً مصوراً في مكايد الحروب ومنازلة المدن - وهو حينئذ على عكا محاصراً للفرنج - فقال: ما نحتاج إلى هذا الكتاب ومعنا أخونا أبو بكر. . . وكان (العادل) كثير المداراة والحزم. كثير المصانعات حتى إنه يصوغ الحلي الذي يصلح لنساء الفرنج، ويوجهه في الخفية إليهن حتى يمسكن أزواجهن عن الحركة
159 - وأين أنت من محادثة الرجال؟
قال المأمون للحسن بن سهل: نظرت في اللذات فوجدتها مملولة خلا سبعاً.
قال: وما السبع يا أمير المؤمنين؟
قال: خبز الحنطة، ولحم الغنم، والماء البارد، والثوب الناعم، والرائحة الطيبة، والفراش الموطأ، والمنظر الحسن من كل شيء.
قال: وأين أنت - يا أمير المؤمنين - من محادثة الرجال؟
قال: صدقت، هي أولى منهن
في (رسالة أرسطو للاسكندر):
إنك قد أصبحت ملكا على ذوي جنسك وأوتيت فضيلة الرياسة عليهم فمما يشرف رياستك ويزيدها نبلا أن تستصلح العامة، وتكون رأساً لخيار محمودين لا لشرار مذمومين. فان رياسة الاغتصاب - وإن كانت تذم لخصال شتى - أولى ما فيها بالمذمة أنها تحط قدر الرياسة وتزري بها، وذلك أن الغاضب إنما يتسلط على الناس كالعبيد لا كالأحرار فرياسة الأحرار أشرف من رياسة العبيد. وقد كان ملك فارس يسمى كل أحد عبداً ويبدأ بولده، وهذا مما يصغر قدر الرياسة، لأن الرياسة على الأحرار والأفاضل خير من التسلط على العبيد وإن كثروا.
لا تلتفت إلى مشورة من يشير عليك بغير الذي أنت أهله، ولا تعبأ بكلام أقوام خسيسة آراؤهم ناقصة هممهم يموهون عندك الأمور ويحملونك على العامة.
152 - نحن لا نملك علينا من لا يشاور
يروى أن روميا وفارسيا تفاخرا، فقال الفارسي: نحن لا نملّك علينا من يشاور
فقال الرومي: نحن لا نملّك علينا من لا يشاور
153 - الملك الدستوري
في (الكامل) لأبن الأثير: كان عضد الدولة لا يعول الأمور إلا على الكفاة، ولا يجعل للشفاعات طريقاً. شفع مقدم جيشه (أسفار) في بعض أبناء العدول ليتقدم إلى القاضي ليسمع تزكيته ويعدله. فقال: ليس هذا من أشغالك إنما الذي يتعلق بك الخطاب في زيادة قائد، ونقل مرتبة جندي وما يتعلق بهم، وأما الشهادة وقبولها فهي إلى القاضي، وليس لك ولا لنا الكلام فيه، ومتى عرف القضاة من إنسان ما يجوز معه قبول شهادته فعلوا ذلك بغير شفاعة
154 - أنا عبد الشرع وشحنته في (رحلة ابن جبير): حضر صلاح الدين أحد رجاله المتميزين مستعدياً على رجل. فقال السلطان: ما عسى أن أصنع لك وللناس قاض يحكم بينهم، والحق الشرعي مبسوط للخاصة والعامة، وأوامره ونواهيه ممتثلة، وإنما أنا عبد الشرع وشِحْنَتُه، فالحق يقضي لك أو عليك
155 - تعظم النعمة في تملك سلطان عالم عادل
كتب ابن العميد (أبو الفضل محمد بن الحسين) إلى عضد الدولة:
يعد أهل التحصيل في أسباب انقراض العلوم وانقباض مددها وانتقاض مِرَرها والأحوال الداعية إلى ارتفاع جل الموجود منها وعدم الزيادة فيها - الطوفان بالنار والماء، والموتان العارض من عموم الأوباء، وتسلط المخالفين في المذاهب والآراء، فان كل ذلك يحترم العلوم احتراماً، وينتهكها انتهاكاً، ويجتث أصولها اجتثاثاً. وليس عندي الخطب في جميع ذلك يقارب ما يولده تسلط ملك جاهل تطول مدته، وتتسع قدرته، فأن البلاء به لا يعدله بلاء، وبحسب عظم المحنة بمن هذه صفته، والبلوى بمن هذه صورته تعظم النعمة في تملك سلطان عالم عادل كالأمير الجليل الذي أحله الله من الفضائل بملتقى طرقها، ومجتمع فرقها. وهي نور نوافر ممن لاقت حتى تصير إليه، وشُرّد نوازع حيث حلت حتى تقع عليه. تتلفت إليه تلفت الوامق، وتتشوق نحوه تشوق الصب العاشق، ولقد ملكتها وحشة المضاع وحيرة المرتاع،
156 - للرعية المنام وعلينا القيام
كان الرشيد في بعض حروبه فألح عليه الثلج ليلة، فقال له بعض أصحابه: أما ترى ما نحن فيه من الجهد والنصب ووعثاء السفر والرعية قارة وادعة نائمة؟!
فقال: أسكت، فللرعية المنام، وعلينا القيام، ولا بد للراعي من حراسة الرعية وتحمل الأذى. وإلى ذلك أشار بعضهم:
غضبت لغضبتك الصوارم والقنا ... لما نهضت لنصرة الإسلام
ناموا إلى كنف بعدلك واسع ... وسهرت تحرس غفلة النوام
157 - محلم العربي كسرى
في (تاريخ الطبري وشرح النهج لابن أبي الحديد): لما قُدم على عمر بسيف كسرى ومنطقته وزبرجه وزيه في المباهاة وزيه في غير ذلك، وكانت له عدة أزياء لكل حالة زي - قال: عليّ بمحلِّم - وكان أجسم عربي يومئذ في المدينة، فألبس تاج كسرى على عمودين من خشب، وصُبّ عليه أوشحته وقلائده وثيابه، وأجلس للناس، فنظر إليه الناس فرأوا أمراً عظيماً من أمر الدنيا وفتنتها، ثم قام عن ذلك فألبس زيه الذي يليه، فنظروا إلى مثل ذلك في غير نوع حتى أتى عليها كلها، ثم ألبسه سلاحه وقلده سيفه فنظروا إليه في ذلك ثم وضعه ثم قال: والله إن أقواماً أدوا هذا لأمناء؟ فقال علي: إنك عففت فعفوا، ولو رتعت لرتعوا.
158 - حتى يمسكن أزواجهن عن الحركة
ابن سعيد المغربي في بعض مصنفاته: وكان الملك العادل ابن أيوب من أعظم السلاطين دهاء وحزماً، وكان يضرب به المثل في إفساد القلوب على أعدائه وإصلاحها له، وكان صلاح الدين - وهو السلطان - يأخذ برأيه. وقدم له أحد المصنفين كتاباً مصوراً في مكايد الحروب ومنازلة المدن - وهو حينئذ على عكا محاصراً للفرنج - فقال: ما نحتاج إلى هذا الكتاب ومعنا أخونا أبو بكر. . . وكان (العادل) كثير المداراة والحزم. كثير المصانعات حتى إنه يصوغ الحلي الذي يصلح لنساء الفرنج، ويوجهه في الخفية إليهن حتى يمسكن أزواجهن عن الحركة
159 - وأين أنت من محادثة الرجال؟
قال المأمون للحسن بن سهل: نظرت في اللذات فوجدتها مملولة خلا سبعاً.
قال: وما السبع يا أمير المؤمنين؟
قال: خبز الحنطة، ولحم الغنم، والماء البارد، والثوب الناعم، والرائحة الطيبة، والفراش الموطأ، والمنظر الحسن من كل شيء.
قال: وأين أنت - يا أمير المؤمنين - من محادثة الرجال؟
قال: صدقت، هي أولى منهن