حمادي الكواز

ولد حمادي بن مهدي بن حمزة الحلي في مدينة الحلة (جنوبي بغداد)، وفيها توفي، ودفن في النجف بالعراق.
كان يبيع الكيزان فنسب إليها، وكان أميًاً لا يعرف النحو والصرف واللغة والعروض، غير أنه كان يملك موهبة البديهة والارتجال، وكان يتكسب بشعره.
أفاد المترجم له من ملازمته لأخيه الشاعر، وللشاعر مهدي داود.
جمع شقيقه ديوانه إلى ديوان أخيه (المترجم له ) معًا، وسماه: «الفرقدان»، إلا أنه ضاع فيما بعد.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد غير قليلة في مصادر دراسته، وبخاصة في كتاب «البابليات» و«شعراء الحلة».
غالب شعره في الغزل، وبعضه في مديح أهل البيت، وقد قال في الرثاء والهجاء أيضًا، عبارته رصينة، وصوره على قدر من الطرافة، وخبرته بفنون البديع: الجناس
والتورية خاصة، والصور المستقاة من التراث الشعري تدل على أنه كان يملك حافظة نادرة، وكأنه يجدد منظومة التلقي الشفاهي عند الشاعر القديم.

مصادر الدراسة:
1 - علي الخاقاني: شعراء الحلة (جـ2) - دار البيان - بغداد 1975.
2 - علي علاء الدين الآلوسي: الدرّ المنتثر في رجال القرن الثاني عشر والثالث عشر (تحقيق جمال الدين الآلوسي وعبدالله الجبوري)، منشورات وزارة الثقافة
والإرشاد - بغداد 1967.
3 - محمد مهدي البصير: نهضة العراق الأدبية في القرن التاسع عشر - مطبعة المعارف - بغداد 1946.
4 - محمد علي اليعقوبي: البابليات (جـ 2) المطبعة العلمية - النجف 1955.
5 - علي كاشف الغطاء: الحصون المنيعة (مخطوط).

العذابُ العَذْبُ

صـببتَ عـلى فؤادي الشـــــــــــــوقَ صَبًا = فأصـبحَ مُغرمًا بـهــــــــــــــــواكَ صَبّا
وبتَّ معذّبـي بجـــــــــــــــــــوى فراقٍ = وبتُّ أرى عذابـي فـيكَ عَذْبـــــــــــــــا
أحـبّكَ يـا شبـيــــــــــــــهَ الغصنِ قَدّاً = وأقسـى مـن صخـور الهضبِ قـلـبــــــــــا
وأمـنحكَ الـودادَ هـوًى وشـــــــــــــوقًا = وإن لاقـيـتُ مـنكَ جـوًى وكربــــــــــــا
أتُتلف مهجتـي بـالـبعـد وجــــــــــــدًا = ولا يـومًا يعـود الـبُعـدُ قُربـــــــــــا
وكـيف وقـد تعـلّقنـي هـوى مــــــــــــن = أُسـالـمه وألقى مـنه حـربــــــــــــــا
غزالٌ قـد جعـلــــــــــــــــتُ له غرامًا = مـن الأحشـاء فــــــــــــــــاكهةً وأبّا

***

نـصروا يزيد وأحمدا خذلوا

أدهـاك مـا بي عندما رحلوا**فـأزال رسـمك أيـها الطلل
أم أنـت يـوم عواذلي جهلوا**شـوقي علمت فراعك العذل
لا بـل أراك دهـتك عاصفة**أبـلت قـشيبك بعدما احتملوا
لـو كـنت تنطق أيها الطلل**ربـما اشـتفى بك واله يسل
وكـأنـما وربــاك نـاحلة**مـني نـحول الجسم تنتحل
فـتعير قـلبي منك نار جوى**أنـبته كـيف الـنار تشتعل
ومـن الـعجائب أن لي ديما**تـروي صداك وعندي الغلل
عـلمت أجـفاني البكاء فعلم**ن الـسحائب كـيف تـنهمل
سـاق الهوى وحنيني الزجل**مـطرا الـيك سـحابه المقل
ومـن الأحـبة أن تكن عطلا**مـا أنـت من عشافهم عطل
ومـؤنب ظـن الـغرام بـه**لـعـبا فـجد وجـده هـزل
وأتـى يـروم بي العزاء وقد**رحـل العزا عني مذ ارتحلوا
ومـن الـجوى لم تبق باقية**فـي الخطوب لمعشر عذلوا
مـهلا هـذيم فـليس لي أبدا**صـبر يـصاحبني ولا مهل
قـتل الاسى صبري بمعضلة**أبـناء فـاطمة بـها قـتلوا
بـأماثل الـقوم الـذين بـهم**بـين الـبرية يضرب المثل
ومـهـذبين فـما بـجودهم**نـكـد ولا بـسيوفهم كـلل
مـن كـل مـشتمل بعزمته**وبـحزمه في الحرب معتقل
يـمضي اذا ازدحم الكماة وقد**كـهم الضبا وتقصف الأسل
ويخوض نار الحرب مضرمة**فـكأنما هـي بـارد عـلل
وشـمر دل وصـل الثناء به**غـايـاته ولأحـمد يـصل
بـسحاب صـعدته وراحـته**غـيـثان مـنبعث ومـنهمل
وبـيـوم مـعركة ومـكرمة**أسـد هـزبر وعارض هطل
وسـرت تحوط فتى عشيرتها**مـن آل أحـمد فـتية نـبل
وتـحف مـن أشرافها بطلا**شـهد الـحسام بـأنه بـطل
وأشــم خـلق لـلعلاء بـه**نـسب بحبل العرش متصل
ذوالـمجد لـيس يحل ساحته**وجـل وقـلب عـدوه وجل
وأخـو الـمكارم لا بواردها**ظـمأ ولا لـغزيرها وشـل
أبـدا فـلا الـلاجي به وجل**كـلا ولا الـراجي له خجل
والـمستقاد لـه جبابرة الاشر**راك وهــي لـعـزه ذلـل
ومـقوضين تـحملوا وعلى**مـسراهم الـمعروف مرتحل
ركـبوا الى العز الردى وحدا**لـلموت فـيهم سـايق عجل
وبـهم تـرامت لـلعلى شرفا**ابـل الـمنايا السود لا الابل
حـتى اذا بـل الـمسير بهم**أقصى المطالب وانتهى الامل
نزلوا بأكناف الطفوف ضحى**والـى الـجنان عشية رحلوا
بـأماجد مـن دونـهم وقفوا**وبـحـبهم أرواحـهم بـذلوا
وعـلى الـظما وردوا بأفئدة**حـرى كـأن لها الضبا نهل
فـي موكب تكبوا الاسود به**ويـزل مـن زلـزاله الجبل
فـاض الـنجيع وخيلهم سفن**وحمى الوطيس وسمرهم ظلل
وعـجاجة كـالليل يصدعها**مـن قضبهم ووجوههم شعل
حـتى اذا رامـت بقاءهم ال**دنـيـا ورام نـداهم الاجـل
بـخلوا عـلى الدنيا بأنفسهم**وعلى الردى جادوا بما بخلوا
وعـن ابن فاطم للعدى كرما**أجـسامهم شـبح القنا جعلوا
ولآل حـرب ثـار بـعدهم**مـن آل طـه الفارس البطل
جـاءت وقائدها العمى والى**قـتل الحسين يسوقها الجهل
بـجـحافل بـالطف أولـها**وأخـيرها بـالشام مـتصل
مـلؤ الـقفار على ابن فاطمة**جـند ومـلؤ صدورهم ذحل
طـم الـفلا فـالخيل تحتهم**أرض وفـوقهم الـسما ذبـل
وأتـت تـحاوله الهوان وهل**لـلشهم عـن حـالاته حول
فـسطا وكاد الكون حين سطا**يـقضي عـليه ذهابه الزجل
والارض لـما هـز أسـمره**بـين الـكتائب هـزها وهل
فاعجب لتأخير العذاب وامها**ل الالـه لـهم بـما عـملوا
مالوا الى الشرك القديم وعن**ديـن الـنبي لـغيهم عـدلوا
نـصروا يزيد وأحمدا خذلوا**الله مـن نصروا ومن خذلوا
حـتى اغـتدى بالترب بينهم**نـهب الصوارم وهو منجدل
تـروي الأسـنة من دماه وما**لأوام غـلـة صـدره بـلل
عـجبا لهم أمنوا العذاب وقد**عـلموا هناك عظيم ما عملوا
أيـموت سـر الـكون بينهم**والـكون لـيس يحله الاجل
وشـوامخ الـعلياء من مضر**أودى بـهن الـفادح الـجلل
فهوت لهن على الثرى هضب**وسـمت لـهن على القنا قلل
والارض راكـدة الجوانب لا**يـندك مـنها السهل والجبل
ورؤوس أوتـاد البلاد ضحى**نـاءت بـها الـعسالة الذبل
لا كـالأهلة بـل شموس علا**بـسماء مـجد افـقها الاسل
والـى ابن آكلة الكبود سرت**بـبنات فـاطم أنـيق بـزل
أسـرى على تلك الجمال وقد**عـز الـحما ودمـوعها بلل
وعـلى يزيد ضحى بمجلسه**قـد أوقـفتها الـمعشر السفل
لا مـن بـني عدنان يلحظها**نـدب ولا مـن هـاشم بطل
الا فـتى نـهبت حـشاشته**كـف المصاب وجسمه العلل
وشـفاه رأس الـمجد ينكتها**بـالـخيزرانة أكــوع رذل
فـاعجب لآخـر أمة ركبت**فـي الغي ما لم تركب الاول
هـذي فـعالهم ومـا فـعلت**أرجـاس عاد بعض ما فعلوا
أبـني الـنبي ومـن بحبهم**يـعطي الـمراد ويبلغ الامل
يـا مـن اذا لم يسألوا وهبوا**أضـعاف ما وهبوا اذا سئلوا
والـعاملون بـكل مـا علموا**والـعالمون بـكل مـا عملوا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى