أنا والستونَ والشللُ
عللٌ ،من فوقها عللُ
ليس لي زوجٌ ولا ولدٌ
واحدٌ ، لكنني رجلُ !
عاش الشاعر " فيصل البليبل" عمره أعزباً لم يتزوج، و توفي في مدينة "دمشق" في عام 1984 م، ودفن في "الرقة" حيث أوصى بذلك بوصيته، وودعته "الرقة" كما تودع كبارها، وكان وداعاً مؤثراً، فقد كان شاعراً جسد في شعره آمال وطموحات كل عربي حر عموماً، وكل رقيٍّ بشكل خاص، له من المؤلفات دواوين كثيرة، نذكر منها :
١. "وافيصلاه"
٢. "أصنام في السماء"
٣. "الدروب إلى حزيران"
٤. "تأملات"
٥. "إني معلم"
٦. "وا ذلاه"
٧. "قصائد مزقها عبد الناصر !
غنت فيروز مغردة
وقلوب الشعب لها تسمع :
" الآن الآن وليس غدا
أجراس العودة فلتقرع "
من أين العودة فيروز
والعودة يلزمها مدفع
والمدفع يلزمه كف
والكف يلزمها اصبع
والاصبع يلهو منهمكا
في طيز الشعب له مرتع
اقطاب البعث قد اجتمعوا
ماخوس وزعين والأكتع
باعوا الجولان برمته
وقبضوا من ثمنه أجمع
لو أدى البعث رسالته
لقبضنا من ثمن الأقرع
خازوق دق بأسفلنا
من شرم الشيخ إلى سعسع
" ومن الجولان إلى يافا
ومن الناقورة إلى أزرع "
خازوق دق بأسفلنا
خازوق دق ولن يقلع
عفوا فيروز ومعذرة
أجراس العودة لن تقرع .
( هكذا حفظت القصيدة في العام ١٩٧٢ . ربما ينقصها شطر أو بيت أو بيتان ، وقيل لي إن القصيدة كتبها طالب طب في جامعة دمشق ونسبت إلى نزار قباني ، واليوم قرأت أن كاتبها هو الشاعر السوري فيصل عبدالهادي بليبل من الرقة السورية وكان معارضا لجمال عبد الناصر وهجاه بقصيدة وتوفي في العام ١٩٨٤ )
أبيات أخرى :
^ ماخوس يقول : سنقاتل
وزعين قد شتر المدفع
جمال يصيح من ألم
وحسين بالعار مقنع "
قصيدة عـفوا فيروز ومعــذرة
مخطوط ( الدروب إلى حزيران )
صفحة 46
**************
كان فيصل بليبل من أوائل الكتاب السوريين الذين اعلنوا انشقاقهم وخروجهم من اتحاد الكتاب العرب عندما لاح له تحول هذه المؤسسة الى جهاز رديف لأجهزة النظام السوري التي يحكم بها سيطرته على مكونات المجتمع السوري وكان ذلك بعام 1978 عندما تقدم بخطاب استقالته مشفوعا بقصيدة عصماء ،أنقل منها الابيات التالية :
ليس يغني عن الظماء السراب .. نحن مستكتبون لا كتاب
نحن مستكتبون يملى علينا .. أجرنا العطر فاسقا والشراب
كان حكامنا زبانية الاقلام .... واليوم اغنت الكتاب
لا وعفو الكتاب لم يقهر الاقلام .. الا الحكام والاذناب
ان عيد الجلاء نحن كتبناه .. وليس السهام والنشاب
أين كتاب عزة وفخار ... سطعوا كالنجوم حينا وغابوا
أين عبد السلام أين سطور .. كل حرف قذيفة او شهاب
إن أزهاره المدماة خود .. حين احلامهم اتاها الشباب
في اتحاد الكتاب كنت غريبا .. مثل ضيف هرت عليه الكلاب
كنت فيهم كصالح في ثمود .. جاء بالهول يا ثمود السحاب
في غد ينجلي السراب ويهمي .. الغيث حر غمامه والسحاب
***************
فيصل بليبل
كوميديا سوداء .. ورؤية مستقبلية ..!
لم يكن النقد التهكمي عند فيصل بليبل ، صاحب قصيدة " عفواً فيروز ومعذرةً" التي نُسبت خطأً لنزار، تعبيراً عن موقفٍ شخصي ، أو انحرافٍ مزاجي ، وإنما كان أسلوباً إدراكياً ضالعاً مع الحياة الإيجابية ، وخديناً لكرم النفس وإبائها وجرأتها ، وكان تعبيراً عن حكم قيمة ، أو انعكاساً لرأيٍ عام آثر الصمت ، إمّا بسبب اللامبالاة ، أو الافتقار إلى وسيلة التعبير، أو بسبب الخوف وإيثار التقيّة.
ولكن فيصل بليبل في نقائضه ، ومغامزه ، وأشعاره جميعاً كان يتمتع إضافة لسخريته اللاذعة ، وجرأته الكبيرة ، بإحساس مخيف بالحوادث التاريخية ، وقراءة علامات الزمن الآتي ، أو التنبؤ بالمستقبل ، وهذا الذي عبر عنه د.بسام ساعي بالقول:
" يُعد فيصل بليبل من أبرز رواد النظرة المستقبلية في الشعر السياسي الحديث في سوريا" .
فلنقرأ شيئاً من قصيدة " بداية النهاية " التي كتبها على خلفية انقلاب حافظ الأسد على نور الدين الأتاسي في تشرين الثاني 1970، وآثار نكسة حزيران 1967التي تمت في عهد الأتاسي، ووزير دفاعه حافظ الأسد، والتي ماتزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم، وتوقع فيصل بليبل لانهيار سوريا في ظل سيطرة حزب البعث على المجتمع والدولة الذي بدأ بانقلاب 8 آذار 1963.
نبئـوا الشـــعبَ يا رفــاق المآسـي
مـــنْ ســــــيأتي خليفةً للأتاســــي
بــالَ نــوري على أُميّــةَ طُــــــرّاً
من ســــــيخرى على بني العباسِ
سوفَ يأتي من بعدِ نوري نويري
ثم نونو .. وقِــــــس بهذا المقـاسِ
فــــإذا ما أتـــاكَ زوز رئيســــــــاً
بلـــغ البعثُ .. قمـــــــةَ الإفــلاسِ
لا تقولوا رســــــــالة البعث تـمتْ
ما يــزالُ الإلـــــه .. ربّ النـــاسِ
لم تزلْ نخـــــوة العـــروبةِ فينــــا
لم نزلْ مشـــــعل الفـــدا والبـــاسِ
سوفَ يمضي بعثُ الرزايا ويُجلى
عن ربوعِ الشــآم ليلُ المآســـــي
===========
بين " نهري " و " نهرو "
في قصـــــيدة له بعنوان ( بين نهري ونهرو ) يمارس الشاعر براعته التهكمية فـي اللعب على الجناس الناقص في لفظتي نهرو ونهري ، والمقصود بـ نهرو السياسي الهندي جـواهر لال نهرو الذي توفي في عام ١٩٦٤ ، فأظهر العالم العربي حزنا عليه ، وكان ذلك متزامنا مع تحويل نهر الأردن من قبل اسرائيل ، فاستغل فيصل بليبل التشـابه بين لفظتي نهرو ( في العامية نهـرهُ هو ) ، ونهــري يقصــد به نهــــــــر الأردن فكـتب :
نظـــرتُ إلى أعلامنا حين نكّســتْ
حداداً على " نهرو" فزادَ حدادي
وليـسَ على " نهرو" بكائي وإنما
بكيتُ على " نهري" ونهـر بلادي
لقد منـــح الحكـــــام كل ودادهـــم
لنهرو .. . وللنهــرِ الحبيب ودادي
فيا ليتهم من أجــل نهـرو تذكروا
سَــــمياً لــه يدعوهمو وينـــادي
ويا ليت دلهي حين بات ســــهادهم
لديها ، أرتهــــم أين بات ســـهادي
أراني بــــوادٍ حــين نكبـة قــــومنا
بـأردنّــهم ، والحــاكمين بـــوادي
رويـــدك يا ذات الســـــــواد فإنني
لبســــت إلى يوم النشـــور سوادي
*************
نَسينا القدس والأقصــى وسـينا
ومــرتفعاتُ عــزتنـــا نســــــينا
ولكنّ الـذي مـا ليــس يُـــنــسى
رفيقاً فـي الـــتراب غــدا دفــينا
يقولُ الجاهلون دمشــقُ ضاعتْ
فينفجــرُ الـــرفــــاقُ مقهــــقينـا
ألا فلتــذهب الــدنيــــا جميعــــا
ونبــقى ســــالمينا وغــانمــينا
لئنْ ضاعتْ دمشق فسوفَ نبني
دمشـــقاً ليس تغـــري الفاتحينا
مســـالمة فــلا الابطـالُ فيهـــــا
لهــــم ذكــــــــرٌ ولا للصــامدينا
وليس بهــا من الأمــــــوي ظل
ولا آثـــــــارُ قــــــومٍ غابـــرينا
ولا بـَــردى يُعانــق غــــوطتيه
ولا غــــــار يكـلل ميســـــــلونا
ولا قرآن في الاســـــــحارِ يتلى
ولا فصــحى ولا هُـم يَحزنونا
ســــــنهدمُ كــلّ ركـــن يعــربيّ
ونمحقُ من يرى الاســـلام دينا
ننادي بالعروبـــةِ عن خــــــداعٍ
وانّـــــا للعـــــروبة كـــــارهينـا
دمشــقُ البعث هـــذي فانتظرها
يمــــرُ بهـا الغـــزاة فيعرضونا
****
سِــلم الســادات !
لم يكن يدور في خلد فيصل بليبل أن أصحاب الدعاوى التصالحية سيصل بهم الأمرإلى زيارة اسرائيل واعلان تسويات منفصلة مع العدو الصهيوني .
ففي تشرين الثاني 1977 أعلن الرئيس محمد أنور السادات أنه مستعد للذهاب إلى آخر العالم للبحث عن السلام ، وحتى الكنيست نفسه !
وبالفعل قام السادات بما اعتبره البعض رحلة السلام ، فيما وصفه الأغلبية الساحقة من العرب ومنهم الشاعر المرحوم فيصل بليبل ، برحلة العار حيث كتب قصيدته المشــــهورة " ســـلم الســــادات "
وفيها يقول :
وقـفَ الحجـيجُ على ذرى عرفاتِ
يا ربِّ فانظرْ وقفــــة الســــاداتِ
ضحّـــوا ضحـاياهم وضحّى أنورٌ
بأشــــــاوسٍ سُـــــمرَ الجبــاهِ أُباةِ
ضحـّى بيــــومٍ للعبـــــورِ محجلٍ
وبكـــلِ مــــاضٍ للفخـــــارِ وآتِ
طافَ الحجيجُ وطافَ أنور خاسئاً
يــا ليتهُ قــد طــافَ حــول مَنـــاةِ
" وأنوراهُ " هتــافُ ألــف ســبيةٍ
بشـــــرى لكُــنّ فإن أنـــــورَ آتِ
قد جاءَ أنورُ ســـــالماً ومســــالماً
يلقى فِعــــال القــــوم بالكلمــــاتِ
لم يصــــــغِ للقرآن ليلــــة جاءهمْ
أتــــراهُ قد أصغـى إلى التـــوراةِ
طعناتُ اســـــــــرائيل في أكبادنا
يا ســـــلمُ أنور فاجــحد الطعنات
يا مصر هل قال المســـيح لأنورٍ
إشــــرِ الســــلام بنيلكـــم وفراتِ
أرخصْ دمَ الأبطال قد صبغوا بهِ
مــــاء القناة لــــدى عبور قنــاةِ
يا مصر كم رتلّتِ في سـاح الفدا
وتــرتلــين روائـــــع الآيــــــاتِ
لن يصــــرفنكِ عن سبيلك ناكثُ
لعهودهِ قد ســـــوّد الصفحـــــاتِ
يا مصــــــرُ إن ســـحائباً عربيةً
ســـــتظلُ فوق النيلِ منســـكباتِ
***********
فيصل عبد الهادي بليبل.jpg
* منقول من
صفحة محبي الشاعر فيصل بليبل
صفحة محبي الشاعر فيصل بليبل. 2,021 likes · 2 talking about this. أنا دمشـــــقُ دمي في كل رابية من أرض أندلـــس حتى خراسانِ أنا الشآمُ ولولا الشام ما سطعت شمـسُ العروبة في مصرٍ وبغدانِ
www.facebook.com
عللٌ ،من فوقها عللُ
ليس لي زوجٌ ولا ولدٌ
واحدٌ ، لكنني رجلُ !
عاش الشاعر " فيصل البليبل" عمره أعزباً لم يتزوج، و توفي في مدينة "دمشق" في عام 1984 م، ودفن في "الرقة" حيث أوصى بذلك بوصيته، وودعته "الرقة" كما تودع كبارها، وكان وداعاً مؤثراً، فقد كان شاعراً جسد في شعره آمال وطموحات كل عربي حر عموماً، وكل رقيٍّ بشكل خاص، له من المؤلفات دواوين كثيرة، نذكر منها :
١. "وافيصلاه"
٢. "أصنام في السماء"
٣. "الدروب إلى حزيران"
٤. "تأملات"
٥. "إني معلم"
٦. "وا ذلاه"
٧. "قصائد مزقها عبد الناصر !
غنت فيروز مغردة
وقلوب الشعب لها تسمع :
" الآن الآن وليس غدا
أجراس العودة فلتقرع "
من أين العودة فيروز
والعودة يلزمها مدفع
والمدفع يلزمه كف
والكف يلزمها اصبع
والاصبع يلهو منهمكا
في طيز الشعب له مرتع
اقطاب البعث قد اجتمعوا
ماخوس وزعين والأكتع
باعوا الجولان برمته
وقبضوا من ثمنه أجمع
لو أدى البعث رسالته
لقبضنا من ثمن الأقرع
خازوق دق بأسفلنا
من شرم الشيخ إلى سعسع
" ومن الجولان إلى يافا
ومن الناقورة إلى أزرع "
خازوق دق بأسفلنا
خازوق دق ولن يقلع
عفوا فيروز ومعذرة
أجراس العودة لن تقرع .
( هكذا حفظت القصيدة في العام ١٩٧٢ . ربما ينقصها شطر أو بيت أو بيتان ، وقيل لي إن القصيدة كتبها طالب طب في جامعة دمشق ونسبت إلى نزار قباني ، واليوم قرأت أن كاتبها هو الشاعر السوري فيصل عبدالهادي بليبل من الرقة السورية وكان معارضا لجمال عبد الناصر وهجاه بقصيدة وتوفي في العام ١٩٨٤ )
أبيات أخرى :
^ ماخوس يقول : سنقاتل
وزعين قد شتر المدفع
جمال يصيح من ألم
وحسين بالعار مقنع "
قصيدة عـفوا فيروز ومعــذرة
مخطوط ( الدروب إلى حزيران )
صفحة 46
**************
كان فيصل بليبل من أوائل الكتاب السوريين الذين اعلنوا انشقاقهم وخروجهم من اتحاد الكتاب العرب عندما لاح له تحول هذه المؤسسة الى جهاز رديف لأجهزة النظام السوري التي يحكم بها سيطرته على مكونات المجتمع السوري وكان ذلك بعام 1978 عندما تقدم بخطاب استقالته مشفوعا بقصيدة عصماء ،أنقل منها الابيات التالية :
ليس يغني عن الظماء السراب .. نحن مستكتبون لا كتاب
نحن مستكتبون يملى علينا .. أجرنا العطر فاسقا والشراب
كان حكامنا زبانية الاقلام .... واليوم اغنت الكتاب
لا وعفو الكتاب لم يقهر الاقلام .. الا الحكام والاذناب
ان عيد الجلاء نحن كتبناه .. وليس السهام والنشاب
أين كتاب عزة وفخار ... سطعوا كالنجوم حينا وغابوا
أين عبد السلام أين سطور .. كل حرف قذيفة او شهاب
إن أزهاره المدماة خود .. حين احلامهم اتاها الشباب
في اتحاد الكتاب كنت غريبا .. مثل ضيف هرت عليه الكلاب
كنت فيهم كصالح في ثمود .. جاء بالهول يا ثمود السحاب
في غد ينجلي السراب ويهمي .. الغيث حر غمامه والسحاب
***************
فيصل بليبل
كوميديا سوداء .. ورؤية مستقبلية ..!
لم يكن النقد التهكمي عند فيصل بليبل ، صاحب قصيدة " عفواً فيروز ومعذرةً" التي نُسبت خطأً لنزار، تعبيراً عن موقفٍ شخصي ، أو انحرافٍ مزاجي ، وإنما كان أسلوباً إدراكياً ضالعاً مع الحياة الإيجابية ، وخديناً لكرم النفس وإبائها وجرأتها ، وكان تعبيراً عن حكم قيمة ، أو انعكاساً لرأيٍ عام آثر الصمت ، إمّا بسبب اللامبالاة ، أو الافتقار إلى وسيلة التعبير، أو بسبب الخوف وإيثار التقيّة.
ولكن فيصل بليبل في نقائضه ، ومغامزه ، وأشعاره جميعاً كان يتمتع إضافة لسخريته اللاذعة ، وجرأته الكبيرة ، بإحساس مخيف بالحوادث التاريخية ، وقراءة علامات الزمن الآتي ، أو التنبؤ بالمستقبل ، وهذا الذي عبر عنه د.بسام ساعي بالقول:
" يُعد فيصل بليبل من أبرز رواد النظرة المستقبلية في الشعر السياسي الحديث في سوريا" .
فلنقرأ شيئاً من قصيدة " بداية النهاية " التي كتبها على خلفية انقلاب حافظ الأسد على نور الدين الأتاسي في تشرين الثاني 1970، وآثار نكسة حزيران 1967التي تمت في عهد الأتاسي، ووزير دفاعه حافظ الأسد، والتي ماتزال تداعياتها مستمرة حتى اليوم، وتوقع فيصل بليبل لانهيار سوريا في ظل سيطرة حزب البعث على المجتمع والدولة الذي بدأ بانقلاب 8 آذار 1963.
نبئـوا الشـــعبَ يا رفــاق المآسـي
مـــنْ ســــــيأتي خليفةً للأتاســــي
بــالَ نــوري على أُميّــةَ طُــــــرّاً
من ســــــيخرى على بني العباسِ
سوفَ يأتي من بعدِ نوري نويري
ثم نونو .. وقِــــــس بهذا المقـاسِ
فــــإذا ما أتـــاكَ زوز رئيســــــــاً
بلـــغ البعثُ .. قمـــــــةَ الإفــلاسِ
لا تقولوا رســــــــالة البعث تـمتْ
ما يــزالُ الإلـــــه .. ربّ النـــاسِ
لم تزلْ نخـــــوة العـــروبةِ فينــــا
لم نزلْ مشـــــعل الفـــدا والبـــاسِ
سوفَ يمضي بعثُ الرزايا ويُجلى
عن ربوعِ الشــآم ليلُ المآســـــي
===========
بين " نهري " و " نهرو "
في قصـــــيدة له بعنوان ( بين نهري ونهرو ) يمارس الشاعر براعته التهكمية فـي اللعب على الجناس الناقص في لفظتي نهرو ونهري ، والمقصود بـ نهرو السياسي الهندي جـواهر لال نهرو الذي توفي في عام ١٩٦٤ ، فأظهر العالم العربي حزنا عليه ، وكان ذلك متزامنا مع تحويل نهر الأردن من قبل اسرائيل ، فاستغل فيصل بليبل التشـابه بين لفظتي نهرو ( في العامية نهـرهُ هو ) ، ونهــري يقصــد به نهــــــــر الأردن فكـتب :
نظـــرتُ إلى أعلامنا حين نكّســتْ
حداداً على " نهرو" فزادَ حدادي
وليـسَ على " نهرو" بكائي وإنما
بكيتُ على " نهري" ونهـر بلادي
لقد منـــح الحكـــــام كل ودادهـــم
لنهرو .. . وللنهــرِ الحبيب ودادي
فيا ليتهم من أجــل نهـرو تذكروا
سَــــمياً لــه يدعوهمو وينـــادي
ويا ليت دلهي حين بات ســــهادهم
لديها ، أرتهــــم أين بات ســـهادي
أراني بــــوادٍ حــين نكبـة قــــومنا
بـأردنّــهم ، والحــاكمين بـــوادي
رويـــدك يا ذات الســـــــواد فإنني
لبســــت إلى يوم النشـــور سوادي
*************
نَسينا القدس والأقصــى وسـينا
ومــرتفعاتُ عــزتنـــا نســــــينا
ولكنّ الـذي مـا ليــس يُـــنــسى
رفيقاً فـي الـــتراب غــدا دفــينا
يقولُ الجاهلون دمشــقُ ضاعتْ
فينفجــرُ الـــرفــــاقُ مقهــــقينـا
ألا فلتــذهب الــدنيــــا جميعــــا
ونبــقى ســــالمينا وغــانمــينا
لئنْ ضاعتْ دمشق فسوفَ نبني
دمشـــقاً ليس تغـــري الفاتحينا
مســـالمة فــلا الابطـالُ فيهـــــا
لهــــم ذكــــــــرٌ ولا للصــامدينا
وليس بهــا من الأمــــــوي ظل
ولا آثـــــــارُ قــــــومٍ غابـــرينا
ولا بـَــردى يُعانــق غــــوطتيه
ولا غــــــار يكـلل ميســـــــلونا
ولا قرآن في الاســـــــحارِ يتلى
ولا فصــحى ولا هُـم يَحزنونا
ســــــنهدمُ كــلّ ركـــن يعــربيّ
ونمحقُ من يرى الاســـلام دينا
ننادي بالعروبـــةِ عن خــــــداعٍ
وانّـــــا للعـــــروبة كـــــارهينـا
دمشــقُ البعث هـــذي فانتظرها
يمــــرُ بهـا الغـــزاة فيعرضونا
****
سِــلم الســادات !
لم يكن يدور في خلد فيصل بليبل أن أصحاب الدعاوى التصالحية سيصل بهم الأمرإلى زيارة اسرائيل واعلان تسويات منفصلة مع العدو الصهيوني .
ففي تشرين الثاني 1977 أعلن الرئيس محمد أنور السادات أنه مستعد للذهاب إلى آخر العالم للبحث عن السلام ، وحتى الكنيست نفسه !
وبالفعل قام السادات بما اعتبره البعض رحلة السلام ، فيما وصفه الأغلبية الساحقة من العرب ومنهم الشاعر المرحوم فيصل بليبل ، برحلة العار حيث كتب قصيدته المشــــهورة " ســـلم الســــادات "
وفيها يقول :
وقـفَ الحجـيجُ على ذرى عرفاتِ
يا ربِّ فانظرْ وقفــــة الســــاداتِ
ضحّـــوا ضحـاياهم وضحّى أنورٌ
بأشــــــاوسٍ سُـــــمرَ الجبــاهِ أُباةِ
ضحـّى بيــــومٍ للعبـــــورِ محجلٍ
وبكـــلِ مــــاضٍ للفخـــــارِ وآتِ
طافَ الحجيجُ وطافَ أنور خاسئاً
يــا ليتهُ قــد طــافَ حــول مَنـــاةِ
" وأنوراهُ " هتــافُ ألــف ســبيةٍ
بشـــــرى لكُــنّ فإن أنـــــورَ آتِ
قد جاءَ أنورُ ســـــالماً ومســــالماً
يلقى فِعــــال القــــوم بالكلمــــاتِ
لم يصــــــغِ للقرآن ليلــــة جاءهمْ
أتــــراهُ قد أصغـى إلى التـــوراةِ
طعناتُ اســـــــــرائيل في أكبادنا
يا ســـــلمُ أنور فاجــحد الطعنات
يا مصر هل قال المســـيح لأنورٍ
إشــــرِ الســــلام بنيلكـــم وفراتِ
أرخصْ دمَ الأبطال قد صبغوا بهِ
مــــاء القناة لــــدى عبور قنــاةِ
يا مصر كم رتلّتِ في سـاح الفدا
وتــرتلــين روائـــــع الآيــــــاتِ
لن يصــــرفنكِ عن سبيلك ناكثُ
لعهودهِ قد ســـــوّد الصفحـــــاتِ
يا مصــــــرُ إن ســـحائباً عربيةً
ســـــتظلُ فوق النيلِ منســـكباتِ
***********
فيصل عبد الهادي بليبل.jpg
* منقول من
صفحة محبي الشاعر فيصل بليبل
صفحة محبي الشاعر فيصل بليبل. 2,021 likes · 2 talking about this. أنا دمشـــــقُ دمي في كل رابية من أرض أندلـــس حتى خراسانِ أنا الشآمُ ولولا الشام ما سطعت شمـسُ العروبة في مصرٍ وبغدانِ
www.facebook.com