ثمة غصن تعرى قبل أن يبلغه الخريف، قبل خضوعه للريح، على عكس ما تليّ عليه، ينحني دون ثقل أو ليس أنه وصل إلى غاية ما.
لا حكاية يقال عنها مائلة كسقف تخر منه الأصوات على غير عادة الاشياء حيث سراطها.
ليس نبلا وضع مراوغة في ريح مفتولة، فكل ما لدينا نصف دورة قبل أن يدفعها احد نواياه متحركة.
كل مرة نقع ونحن لسنا أوراق وما من خريف
كل مرة تذرونا اشياء لا تنتمي للريح
كل مرة يجرفنا وقت لم يعرف معنى للسيلان
سمعت غصنا تلتف حوله عباءة فلاح ثم بردت جذوره وأنا مثله صرت الف كل العباءات ولا احيا
صرت اشحذ كل ما بوسع عروقي
أيبرأ مني التراب أو لا يربت على كتفي صوت
أو لا تعطيني خيوط النعاس الأسرار، فأنا اثب فوق كل ريح واخبرها كيف أن الأغصان لا تفي بسرها هكذا حتى وإن وضعت على مفترق المواسم.
أنا موسم
أنا ريح باردة وحيها أبيض، زفيرها يشذب ما يمر به
انا اشد أو أفك العقد التي يخذلها الكف وقت ما توكل اليه الخيوط
ومن يأتي بي حيث لا ارض شاسعة اكتب عليها فروضي، اتخذه لوحا ومن الطين ارسم النبوءات.
لكن ثمة طين لا يعطي صفاته للعامة او نهر لا يهب عنفوان جريانه لليابسة نظراتهم،
كيف لغير الابهين بما تكشف عنه المرايا أن يضعوا وجوههم في نهر؟
كيف لغير الابهين بما توحيه المآذن للاسماع الوجلة أن يصلّوا؟
أنا أصلي لكل من وقف على بعد أفق.
على مسافة صوت مئذنة
على مقربة من صوت ترقص في بحته أحزان بيت
كنت اذكر المسير إلى بلاد بعيدة
واشبه عوالمها
بذلك الغصن الذي يترك عباءته كلما هبت الريح
#
#
النَّص المستطيل ،،ضرورة وجود طرازية
=========================
" هذا المسح الحداثي الجميل الذي استدعاه المبدع ، الحسين بن خليل ، والذي امتهن فيه روحَ السرد مجملاً على نفسه ان اعتصر لها نضجَ التواريخ ومعنى الملاحم والاحداث العظيمة والتي رمَّزَ لها تلميحاً وايحاءاً في الاغلب ، فمن الباطن ترى الظاهرَ ومن الظاهر تتطلع الى مستورٍ رونقٍ
يوحي عن خليقته الفاتنة وعناصره المساهمة ،
هذا النَّصُّ نسميه في منهجياتنا ( بالنَّص المستطيل )والذي فرضتْهُ مرحلتُه المعاصرة ومنذ فترة اكتشاف طرازه القريب ، من قِبَل المبدعين وعُرّاف الادب ،
فحالُه حالُ ايِّ طرازٍ اخذ دورَه وادّى مرامَه
فلعلَّ الامَّةَ بحاجةٍ لاستيعاب ضروراتِها الملحميّة ، واملاءات المثالي لها ،
سيّما ونحن في حالِ ومآلِ دفعِ عجلةِ مشروعٍ
حضاريٍّ عظيم ، اسّسَتْهُ عقولٌ عبقرية منذ قرنين
او اكثر بالتحديد ، مروراً بخاصِّ الادب والفن منه ، ومن حقِّنا ان نؤشِّرَ ذلك مُحْصينَ المهمَّ فيه ، فذلك عهد الرِّيادة الشِّعْرية بدايات القرن العشرين ، عهد النضج الجمعي المتمثّل ، بالكبير
السَّيّاب بدر ، ونازك الملائكة ، وبلند الحيدري ، والكبير البياتي و لميعة عماره ، وكل شخوص الجيل الاول والجيل الثاني ، فمنهم مَنْ رحل للسماء و منهم مَن بقى ،
تاركينَ لنا بصماتٍ فذَّةً ابتكروها ، وبوحيٍ من القدري الذي نؤمن به ، ظانِّين ان وقتَنا مُبصرٌ وليس بوهيمياً او اعمى ،
فنحن لانضرب العشواءَ ابداً وهذا مصدر قوتنا في المعادلة الوجودية ، وحساب العالمية مع البشر ،
امَّةُ العرب رسمتْ خطوطَ اتجاهاتها منذ زمنٍ
حدَّدَ ابعادَه ، وخصومنا يعلمون ذلك ، فتراهم يثيرون الغَطاشَ والعتمَ والخرابَ والحروبَ حولنا ولازالوا ، وآخرَها اليوم في غزَّ*ةَ المجيدة ، وذلك من اجل ان يتلكّأَ انجازُنا ، لكنَّما نحن لانأبه لمِثْلهم ونحن بالضد من كلِّ شيءٍ لهم سلبي معنا ولازلنا ،
نعرف انفسَنا اين وصلنا واي الجهات غامرنا واتَّبَعْنا ، نعم عبرنا فصرنا في برِّيّة المستحيل
بالنسبة لهم ، اجِدْنا ترجمانَ نظرية العبور ، فعجزوا تماماً عن مسك طرف ارْدِيَتِنا ، بالحقائق والظفر والتقدمية ، لا بالطوباويّات والفراغ و لا بالتطبيل ، نعم نحن في مراحلنا الاولى بلا شكٍّ ،
فالطبيعةُ لاتغلط ، ميزانُ حسابِها دقيق جداً و واعٍ لايفرِّطُ بأنْمُلَةٍ ، وامام ذلك نحن متواضعون وهذا معروف ،
ومن اجل ان نستكمل وجهَ بحثنا ، في تسمية النَّص المستطيل باعتباره طرازاً مبتكراً ،
نسأل لِمَ سمّيناهُ( المستطيل )وايّ العواملَ دفعت بذلك ،،،،،؟
قبلها بحثنا في العمود الشِّعري واعطينا في مقال
لنا عامل تسميته بالعمود ونسبناه لناموس قامة الشاعر الانسان ذاته باعتباره الانموذج السامي ،
وبحثنا وقلنا أنَّ العمود يعادل القامة ،
وتطرَّقنا للنَّصّ الحرِّ واعطينا اسباب كشفه ، وهذا موجود في كتبنا لمن يبحث ويطّلع ،
وبشكل مختصر هو كسر حاجز الفردية التي افترضها طراز عمود الشعر. للوثوب نحو حاصل حركة المجموع معاً بدل ان يكون فرداً يمثل امَّتَه
نعم نص الشعر الحديث اعطى حرية الافراد الجماعة الذين يمثّلون امّتَهم على قدر حروف العربية مطلقةً ، وكسراً للقافية الواحدة الممثّلة للواحد المفرد ، هنا الحرُّ عند الرُّوّاد يمثل حركة ابناء الامّة مجموعين فيها
وهكذا
ومثلُهُ الومضةُ التي نسبناها لومضة المدفع الذي كان راميه المبدعَ نفسه ، واعطينا صفات فكرتنا بذلك ،وكل او اغلب الطرازات لو تابعتَ عنها ،
( الحسين بن خليل )اليوم اغرانا بهذا النَّصِّ ومن منطلق التبيان في التَّسمية ،لابد من لمسة نكرِّرُها ، لانَّنا سبق وان لمّحنا عن مثل هذا ،ولانّه في الاعادة افادة ،
نقول المستطيل جاءت من فنّيةٍ فرضتها مرحلتُها
فسادتْ في الاخذ والصيرورة النقدية الطرازية اذ ثَبُتَت ناموساً يُكتَبُ به ،
الاستطالةُ لو تبيّنّا فهي من النّشُور الاوسع اولاً في المكان وهذا تُحَدِّدُهُ روحُ الوقت في اللحظة الخاصة وهي نسبيةُ الزمان ونسبيته مفترضةٰ في الموضوع ،
هذا في العام الوجودي ، إمّا في الخاصِّ فيتجلى في معرفتنا المسحوبة من الماحول الكوني، اذ كنا يومَها ميداناً لمرحلة من الحروب الطويلة والجيوش الجرارة فرضت علينا اراداتها الجمالية بسببٍ وبآخرٍ ، وهذا له انعكاس على مخيلة الوقت والمكان وعلى الموجود ومنه
المُنظِّرُ حيثُ كان لاعباً اساساً فيهاوالفنان ،
وهذي الاستطالةُُ هي حركة نشور تحشيدية او فيلقية واسعة انعكست بحكم وجودها على انسان مرحلتها ، نعم حملها هو اختمرت في كنهه
تحوّلت وعياً فكرياً ناموسياً لانها من دفوعات الماوراء حسب فهمنا المكاشفاتي الواقعي مع الخليقة ،
فتكور وعي الاستطالة واصبح طرازاً يحمل املاء
وجود وعصرنة تزامنّا معه ،
المبدع الحسين بن خليل ولاهمية رؤاه وتوسعتها تطلّبَ عليه مساحة نشور اكثر مكانيةً
لذا إلْتَجأَ عفوياً للاستطالة النَّصّيّة هذي ،
كي تكون قصيدته اكثر تمكيناً للراي وعرض الجمال
علماً انَّ هذا الطِّراز طراز ناجح استوعب اطروحات اكثر الفنانين واذكاهم غوراً في الرؤى "
حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري - العراق
لا حكاية يقال عنها مائلة كسقف تخر منه الأصوات على غير عادة الاشياء حيث سراطها.
ليس نبلا وضع مراوغة في ريح مفتولة، فكل ما لدينا نصف دورة قبل أن يدفعها احد نواياه متحركة.
كل مرة نقع ونحن لسنا أوراق وما من خريف
كل مرة تذرونا اشياء لا تنتمي للريح
كل مرة يجرفنا وقت لم يعرف معنى للسيلان
سمعت غصنا تلتف حوله عباءة فلاح ثم بردت جذوره وأنا مثله صرت الف كل العباءات ولا احيا
صرت اشحذ كل ما بوسع عروقي
أيبرأ مني التراب أو لا يربت على كتفي صوت
أو لا تعطيني خيوط النعاس الأسرار، فأنا اثب فوق كل ريح واخبرها كيف أن الأغصان لا تفي بسرها هكذا حتى وإن وضعت على مفترق المواسم.
أنا موسم
أنا ريح باردة وحيها أبيض، زفيرها يشذب ما يمر به
انا اشد أو أفك العقد التي يخذلها الكف وقت ما توكل اليه الخيوط
ومن يأتي بي حيث لا ارض شاسعة اكتب عليها فروضي، اتخذه لوحا ومن الطين ارسم النبوءات.
لكن ثمة طين لا يعطي صفاته للعامة او نهر لا يهب عنفوان جريانه لليابسة نظراتهم،
كيف لغير الابهين بما تكشف عنه المرايا أن يضعوا وجوههم في نهر؟
كيف لغير الابهين بما توحيه المآذن للاسماع الوجلة أن يصلّوا؟
أنا أصلي لكل من وقف على بعد أفق.
على مسافة صوت مئذنة
على مقربة من صوت ترقص في بحته أحزان بيت
كنت اذكر المسير إلى بلاد بعيدة
واشبه عوالمها
بذلك الغصن الذي يترك عباءته كلما هبت الريح
#
#
النَّص المستطيل ،،ضرورة وجود طرازية
=========================
" هذا المسح الحداثي الجميل الذي استدعاه المبدع ، الحسين بن خليل ، والذي امتهن فيه روحَ السرد مجملاً على نفسه ان اعتصر لها نضجَ التواريخ ومعنى الملاحم والاحداث العظيمة والتي رمَّزَ لها تلميحاً وايحاءاً في الاغلب ، فمن الباطن ترى الظاهرَ ومن الظاهر تتطلع الى مستورٍ رونقٍ
يوحي عن خليقته الفاتنة وعناصره المساهمة ،
هذا النَّصُّ نسميه في منهجياتنا ( بالنَّص المستطيل )والذي فرضتْهُ مرحلتُه المعاصرة ومنذ فترة اكتشاف طرازه القريب ، من قِبَل المبدعين وعُرّاف الادب ،
فحالُه حالُ ايِّ طرازٍ اخذ دورَه وادّى مرامَه
فلعلَّ الامَّةَ بحاجةٍ لاستيعاب ضروراتِها الملحميّة ، واملاءات المثالي لها ،
سيّما ونحن في حالِ ومآلِ دفعِ عجلةِ مشروعٍ
حضاريٍّ عظيم ، اسّسَتْهُ عقولٌ عبقرية منذ قرنين
او اكثر بالتحديد ، مروراً بخاصِّ الادب والفن منه ، ومن حقِّنا ان نؤشِّرَ ذلك مُحْصينَ المهمَّ فيه ، فذلك عهد الرِّيادة الشِّعْرية بدايات القرن العشرين ، عهد النضج الجمعي المتمثّل ، بالكبير
السَّيّاب بدر ، ونازك الملائكة ، وبلند الحيدري ، والكبير البياتي و لميعة عماره ، وكل شخوص الجيل الاول والجيل الثاني ، فمنهم مَنْ رحل للسماء و منهم مَن بقى ،
تاركينَ لنا بصماتٍ فذَّةً ابتكروها ، وبوحيٍ من القدري الذي نؤمن به ، ظانِّين ان وقتَنا مُبصرٌ وليس بوهيمياً او اعمى ،
فنحن لانضرب العشواءَ ابداً وهذا مصدر قوتنا في المعادلة الوجودية ، وحساب العالمية مع البشر ،
امَّةُ العرب رسمتْ خطوطَ اتجاهاتها منذ زمنٍ
حدَّدَ ابعادَه ، وخصومنا يعلمون ذلك ، فتراهم يثيرون الغَطاشَ والعتمَ والخرابَ والحروبَ حولنا ولازالوا ، وآخرَها اليوم في غزَّ*ةَ المجيدة ، وذلك من اجل ان يتلكّأَ انجازُنا ، لكنَّما نحن لانأبه لمِثْلهم ونحن بالضد من كلِّ شيءٍ لهم سلبي معنا ولازلنا ،
نعرف انفسَنا اين وصلنا واي الجهات غامرنا واتَّبَعْنا ، نعم عبرنا فصرنا في برِّيّة المستحيل
بالنسبة لهم ، اجِدْنا ترجمانَ نظرية العبور ، فعجزوا تماماً عن مسك طرف ارْدِيَتِنا ، بالحقائق والظفر والتقدمية ، لا بالطوباويّات والفراغ و لا بالتطبيل ، نعم نحن في مراحلنا الاولى بلا شكٍّ ،
فالطبيعةُ لاتغلط ، ميزانُ حسابِها دقيق جداً و واعٍ لايفرِّطُ بأنْمُلَةٍ ، وامام ذلك نحن متواضعون وهذا معروف ،
ومن اجل ان نستكمل وجهَ بحثنا ، في تسمية النَّص المستطيل باعتباره طرازاً مبتكراً ،
نسأل لِمَ سمّيناهُ( المستطيل )وايّ العواملَ دفعت بذلك ،،،،،؟
قبلها بحثنا في العمود الشِّعري واعطينا في مقال
لنا عامل تسميته بالعمود ونسبناه لناموس قامة الشاعر الانسان ذاته باعتباره الانموذج السامي ،
وبحثنا وقلنا أنَّ العمود يعادل القامة ،
وتطرَّقنا للنَّصّ الحرِّ واعطينا اسباب كشفه ، وهذا موجود في كتبنا لمن يبحث ويطّلع ،
وبشكل مختصر هو كسر حاجز الفردية التي افترضها طراز عمود الشعر. للوثوب نحو حاصل حركة المجموع معاً بدل ان يكون فرداً يمثل امَّتَه
نعم نص الشعر الحديث اعطى حرية الافراد الجماعة الذين يمثّلون امّتَهم على قدر حروف العربية مطلقةً ، وكسراً للقافية الواحدة الممثّلة للواحد المفرد ، هنا الحرُّ عند الرُّوّاد يمثل حركة ابناء الامّة مجموعين فيها
وهكذا
ومثلُهُ الومضةُ التي نسبناها لومضة المدفع الذي كان راميه المبدعَ نفسه ، واعطينا صفات فكرتنا بذلك ،وكل او اغلب الطرازات لو تابعتَ عنها ،
( الحسين بن خليل )اليوم اغرانا بهذا النَّصِّ ومن منطلق التبيان في التَّسمية ،لابد من لمسة نكرِّرُها ، لانَّنا سبق وان لمّحنا عن مثل هذا ،ولانّه في الاعادة افادة ،
نقول المستطيل جاءت من فنّيةٍ فرضتها مرحلتُها
فسادتْ في الاخذ والصيرورة النقدية الطرازية اذ ثَبُتَت ناموساً يُكتَبُ به ،
الاستطالةُ لو تبيّنّا فهي من النّشُور الاوسع اولاً في المكان وهذا تُحَدِّدُهُ روحُ الوقت في اللحظة الخاصة وهي نسبيةُ الزمان ونسبيته مفترضةٰ في الموضوع ،
هذا في العام الوجودي ، إمّا في الخاصِّ فيتجلى في معرفتنا المسحوبة من الماحول الكوني، اذ كنا يومَها ميداناً لمرحلة من الحروب الطويلة والجيوش الجرارة فرضت علينا اراداتها الجمالية بسببٍ وبآخرٍ ، وهذا له انعكاس على مخيلة الوقت والمكان وعلى الموجود ومنه
المُنظِّرُ حيثُ كان لاعباً اساساً فيهاوالفنان ،
وهذي الاستطالةُُ هي حركة نشور تحشيدية او فيلقية واسعة انعكست بحكم وجودها على انسان مرحلتها ، نعم حملها هو اختمرت في كنهه
تحوّلت وعياً فكرياً ناموسياً لانها من دفوعات الماوراء حسب فهمنا المكاشفاتي الواقعي مع الخليقة ،
فتكور وعي الاستطالة واصبح طرازاً يحمل املاء
وجود وعصرنة تزامنّا معه ،
المبدع الحسين بن خليل ولاهمية رؤاه وتوسعتها تطلّبَ عليه مساحة نشور اكثر مكانيةً
لذا إلْتَجأَ عفوياً للاستطالة النَّصّيّة هذي ،
كي تكون قصيدته اكثر تمكيناً للراي وعرض الجمال
علماً انَّ هذا الطِّراز طراز ناجح استوعب اطروحات اكثر الفنانين واذكاهم غوراً في الرؤى "
حميد العنبر الخويلدي
حرفية نقد اعتباري - العراق