تُجيد إسرائيل، قادتها وإعلامها، استخدام اللغة لتحقيق أهدافها، وإقناع الآخرين بصحة أفعالها، وعدالة مواقفها، ومسايرة جرائمها ضد الشعب الفلسطيني والعربي. فهي تدعي بأن جيشها مسالم ووديع وتسميه جيش الدفاع الإسرائيلي، وهو في الحقيقة جيش هجوم وعدوان وتدمير، به أقامت دولتها على أنقاض الشعب الفلسطيني، وتوسعت حدودها لتضم الضفة الغربية وقطاع غزة، ثم لتحتل بقاعًا من دول عربية أخرى، فقضمت هضبة الجولان من سوريا، ومزارع شبعا من لبنان، وحرمت مصر من السيادة الكاملة على شبه جزيرة سيناء. فهل هو جيش دفاع هذا الذي يقوم بهذه الأعمال العدائية كلها؟!
وبهذه اللغة الاحتلالية الاستعمارية وصفت إسرائيل المقاومين الفلسطينيين، الذين هاجموا بلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي، في معركة طوفان الأقصى بأنهم إرهابيون. وهم في الحقيقة أناس أرادوا أن يلفتوا الانتباه إلى أن تلك البلدات جزء من أرضهم التي طردوا منها عام 1948م، وأن يطالبوا بحماية مقدساتهم التي تُدنس من وقت لآخر، ويتخلصوا مما يعانونه من حصار وقمع، وتحكم في حياتهم اليومية. إنهم ينشدون الحياة الحرة الكريمة، ورفع الظلم عن أبناء جلدتهم. فأي إرهاب هذا الذي تراه البشرية في ميثاقها الأممي، بأنه حق شرعي لأي شعب في أن يقاوم من يقهره ويحتل أرضه؟!
ولعل أنطونبو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة أدرك هذه الحقيقة حين تردد في وصف عمل المقاومين في طوفان الأقصى بالإرهاب، فقال في خطابه أمام مجلس الأمن: "من المهم أن ندرك أيضًا أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ. إن الشعب الفلسطيني يتعرض لـ 56 عامًا من الاحتلال الخانق. لقد رأوا أراضيهم وهي تلتهمها المستوطنات بشكل مطرد وتعاني من العنف. خنق اقتصادهم. وتشرد أهلهم وهدمت منازلهم"
وترتقي اللغة الإسرائيلية قليلًا في استخدامها البشع حين يظهر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مع بداية معركة الأقصى، في اجتماع للقيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي ليصرح بأن الفلسطينيين حيوانات بشرية يجب معاملتهم وفق ذلك. لقد أخرجهم من عالم الإنسان إلى عالم الحيوان؛ كي يسوغ ما تقوم به طائراته ودباباته وصواريخه لتدمير غزة، وتجويع شعبها، وقطع الماء والكهرباء والدواء عن مليونين من البشر.
إن مصطلح الحيوانات البشرية يعيدنا إلى اللغة الاستعمارية، التي استخدمت لاستعمار الشعوب في القرون الماضية، ومعاملتهم بأنهم لا يستحقون أن يعيشوا كما الناس العاديين بل كالحيوانات.
ومثل هذا الاستخدام المراوغ للغة نجده في وصف إسرائيل المستشفيات في قطاع غزة بأنها مراكز قيادة للمقاومة، وأماكن حجز للأسرى من الجنود والمدنيين الإسرائيليين. وتأتي هذه اللغة لتبرر لجيش الدفاع الإسرائيلي أن يستعرض قوته التي لم يستطع أن يظهرها في المواجهة مع المقاومة، فيظهرها في اقتحام المستشفيات، واعتقال طواقمها الطبية، وقتل المدنيين النازحين إليها، وترك الأطفال الخدج ومرضى الكلى والسرطان والسكري ليلاقوا الموت.
ثم إن من السهولة لدى إسرائيل أن تستخدم لغتها القاتلة في تضليل المدنيين أثناء هجمتها البرية في قطاع غزة حين تدعوهم إلى التوجه نحو الجنوب إلى وادي غزة؛ ليكونوا في مأمن من أسلحتها. ولكنهم ما إن يتوجهوا إلى الجنوب حتى تنهال على رؤوسهم الصواريخ والقنابل الفسفورية المحرمة دوليًّا؛ فيكونوا ضحية تلك اللغة الخادعة التي تمارسها إسرائيل؛ لتبدو للعالم إنسانية وأخلاقية، وهي سيدة الإجرام في العالم.
هكذا هي لغة إسرائيل وقادتها وصحافتها، إنها لغة في ظاهرها حكيمة، إنسانية، أخلاقية، ناعمة، ملساء كجلود الأفاعي. ولكنها في حقيقتها لغة قاتلة، مخادعة، مراوغة "في أنيابها السم القاتل". من هنا فيجب على كل مثقفي العالم وأحراره أن يتصدوا لهذه اللغة التي تحترفها إسرائيل وتخترعها؛ كي تُلبس أفعالها العدوانية أثوابًا إنسانية، تُرضي بها الضمير الإنساني الذي يحترم الحقيقة، ويقدر العدل والحرية.
وبهذه اللغة الاحتلالية الاستعمارية وصفت إسرائيل المقاومين الفلسطينيين، الذين هاجموا بلدات غلاف غزة في السابع من أكتوبر الماضي، في معركة طوفان الأقصى بأنهم إرهابيون. وهم في الحقيقة أناس أرادوا أن يلفتوا الانتباه إلى أن تلك البلدات جزء من أرضهم التي طردوا منها عام 1948م، وأن يطالبوا بحماية مقدساتهم التي تُدنس من وقت لآخر، ويتخلصوا مما يعانونه من حصار وقمع، وتحكم في حياتهم اليومية. إنهم ينشدون الحياة الحرة الكريمة، ورفع الظلم عن أبناء جلدتهم. فأي إرهاب هذا الذي تراه البشرية في ميثاقها الأممي، بأنه حق شرعي لأي شعب في أن يقاوم من يقهره ويحتل أرضه؟!
ولعل أنطونبو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة أدرك هذه الحقيقة حين تردد في وصف عمل المقاومين في طوفان الأقصى بالإرهاب، فقال في خطابه أمام مجلس الأمن: "من المهم أن ندرك أيضًا أن هجمات حماس لم تحدث من فراغ. إن الشعب الفلسطيني يتعرض لـ 56 عامًا من الاحتلال الخانق. لقد رأوا أراضيهم وهي تلتهمها المستوطنات بشكل مطرد وتعاني من العنف. خنق اقتصادهم. وتشرد أهلهم وهدمت منازلهم"
وترتقي اللغة الإسرائيلية قليلًا في استخدامها البشع حين يظهر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، مع بداية معركة الأقصى، في اجتماع للقيادة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي ليصرح بأن الفلسطينيين حيوانات بشرية يجب معاملتهم وفق ذلك. لقد أخرجهم من عالم الإنسان إلى عالم الحيوان؛ كي يسوغ ما تقوم به طائراته ودباباته وصواريخه لتدمير غزة، وتجويع شعبها، وقطع الماء والكهرباء والدواء عن مليونين من البشر.
إن مصطلح الحيوانات البشرية يعيدنا إلى اللغة الاستعمارية، التي استخدمت لاستعمار الشعوب في القرون الماضية، ومعاملتهم بأنهم لا يستحقون أن يعيشوا كما الناس العاديين بل كالحيوانات.
ومثل هذا الاستخدام المراوغ للغة نجده في وصف إسرائيل المستشفيات في قطاع غزة بأنها مراكز قيادة للمقاومة، وأماكن حجز للأسرى من الجنود والمدنيين الإسرائيليين. وتأتي هذه اللغة لتبرر لجيش الدفاع الإسرائيلي أن يستعرض قوته التي لم يستطع أن يظهرها في المواجهة مع المقاومة، فيظهرها في اقتحام المستشفيات، واعتقال طواقمها الطبية، وقتل المدنيين النازحين إليها، وترك الأطفال الخدج ومرضى الكلى والسرطان والسكري ليلاقوا الموت.
ثم إن من السهولة لدى إسرائيل أن تستخدم لغتها القاتلة في تضليل المدنيين أثناء هجمتها البرية في قطاع غزة حين تدعوهم إلى التوجه نحو الجنوب إلى وادي غزة؛ ليكونوا في مأمن من أسلحتها. ولكنهم ما إن يتوجهوا إلى الجنوب حتى تنهال على رؤوسهم الصواريخ والقنابل الفسفورية المحرمة دوليًّا؛ فيكونوا ضحية تلك اللغة الخادعة التي تمارسها إسرائيل؛ لتبدو للعالم إنسانية وأخلاقية، وهي سيدة الإجرام في العالم.
هكذا هي لغة إسرائيل وقادتها وصحافتها، إنها لغة في ظاهرها حكيمة، إنسانية، أخلاقية، ناعمة، ملساء كجلود الأفاعي. ولكنها في حقيقتها لغة قاتلة، مخادعة، مراوغة "في أنيابها السم القاتل". من هنا فيجب على كل مثقفي العالم وأحراره أن يتصدوا لهذه اللغة التي تحترفها إسرائيل وتخترعها؛ كي تُلبس أفعالها العدوانية أثوابًا إنسانية، تُرضي بها الضمير الإنساني الذي يحترم الحقيقة، ويقدر العدل والحرية.