* لعل من أولويات التعامل نقدياً مع النص الأدبي تستلزم فيما تستلزم خطوات للدخول نقدياً إلى منطقة النص هو عزل النصّ وكاتبه عن اي عامل خارجي ، وبمعنى ٱخر التجرّد عن التأثير الخارجي ، والوقوف بشكل محايد إزاء قدرة النص وفاعليته الفكرية والجمالية على مستوى الذات والموضوع ، ويصبّ ذلك في مجرىٰ الشعور بالمسؤولية النقدية أمام مايصدر من منجز ابداعي ، لذلك فإن التعاطف مع المنجز الأدبي يعدّ من العوامل الخارجية التي ربما تحكمها الشخصنة وعدم الشعور بالمسؤولية النقدية ، كما أن هذا التعاطف هو أمر أو إجراء مضرّ للكاتب والناقد والمشهد الثقافي عموما ، وعملية تقصي هذا الإجراء في المشهد النقدي العراقي تشير إلى وجود هذه الظاهرة والمحتكمة في أحيان كثيرة الىٰ موجهات القراءة الدراسية أو البحثية التي تتجنب الخوض في فواعل النقد بعدّه ٱليةً للكشف عن سلامة النص من زائفه كما ذهبت إليه التعريفات التي تضمنتها المعاجم اللغوية ، خاصة إذا سلّمنا بمقولة أن ليس هنالك نص متكامل ، فكل النصوص خاضعة لمساءلة النقد وإن كانت بدرجات متفاوتة ، وتجربتي النقدية لم تشهد تعاطفاً مع أي منجز أياً كان جنسه ونوعه ، إذ أعزل النص في تعاملي معه نقدياً عن اي عامل خارجي ، ووفق ماذهبت إليه ٱنفاً فإنه لامجال للتغاضي عن عيوب النص ، لأن هذا التغاضي سيشكّل خللاً وارتباكاً في سلامة العملية النقدية ، كما يحصل الٱن في متابعتنا للمقالات والدراسات التي تنشرها الصحف والمجلات الأدبية التي تخلو من النقد الذي ترك الساحة للدراسات الإنطباعية والذوقية التي تجعل من التعاطف والتغاضي سبيلاً إلى مقاربة النصوص . وبهذا الصدد فنحن نشير إلى خطورة هاتين الظاهرتين الشائعتين في المشهد النقدي العراقي الذي نرىٰ من الضرورة أن يكرّس الفعل النقدي السليم المعزّز للإيجابي في النص الأدبي وإمكانياته في التجاوز على المستوىٰ المعرفي والجمالي ومشخّصاً لعيوب النص التي في الإشارة إليها تكريساً لتقاليد النقد الفاعل والمؤثر لتجاوز العثرات النصية .
عبد علي حسن
عبد علي حسن