ملاحظة: عزيزي القارئ لك مطلق الحرية في قراءة السطور القادمة.. لكنني أتمنى عليك إذا قررت ذلك أن تكملها حتى النهاية وإن كان بصمت كما العادة..
قد يستغرب البعض من هذا المقال أو من السطور التالية أو قد يعتبرها نوعاً من التنفيس عن المشاعر بعد أكثر من ٥٠ يوماً من الجحيم المتواصل الذي عاشته غزة.. لكنها ليست كذلك لأن الحياة والقيم والمبادئ والمعاني تغيرت بشكلٍ نهائي لم يعد ممكناً أن تعود معه إلى سابق عهدها إلا لمن لا يعيش منعزلاً عن كوكبه..
فجاءت غزة.. هذه البقعة البسيطة الفقيرة المحاصرة المعدمة المنهكة المنسية من هذا العالم لتسقط معها كل النظريات بدم أبنائها وأطفالها وصرخاتهم ووجعهم وأحلامهم وأحزانهم وجوعهم وعطشهم ومرضهم وذعرهم، عرّت أكاذيب الحضارة والتقدم والإنسانية والرقي والعدالة والمساواة ونسفت معها مصداقية كل خطابٍ سيأتي ليحدثنا عن أي قضية، ففي فلسطين وفي غزة اجتمعت كل القضايا بوضوحٍ شديد لا لبس فيه لتضع الجميع في مواجهة الصورة.. ليست صورة الواقع الفلسطيني بل صورة كلٍ منا بعد أن كان تزدان بالكثير من (المحسنات) والرتوش وعباراتٍ رنانة لأسماءٍ شهيرة من هنا وهناك، حيث انتظر الكثيرون (وهنا لا مجال للتعميم وأيضاً لا مجال للمجاملة) أن ينتهي هذا العدوان مثل أي تريند يدوم لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع (ليدلي بدلوه) ويفصح عن رأيه ويتحفنا (بوجهه نظره وتحليله وإحساسه) ولكن ما حدث أن ما اعتقده البعض حدثاً عابراً تحول إلى نقطة تحول ومنعطف تاريخي ليس فقط في منطقتنا بل على مستوى العالم بأسره، ووضع الكثير من (النخب والمثقفين والمستنيرين) الذين (يعتقدون ذلك عن أنفسهم) في موقف لا يحسدون عليه، خاصةً وأن العديد منهم يعتمد على الذاكرة القصيرة للأغلبية لكنهم يستهينون بمن يرصدون مواقفهم بشكلٍ رئيسي في الأحداث الهامة ويقارنون تصريحاتهم وكتاباتهم وردات فعلهم ما بين (قبل وبعد) وبين (هنا وهناك)، حيث اندفع الكثيرون منذ الساعات الأولى لتأييد أوكرانيا وتعليق أعلامها وإصدار بياناتهم الداعمة لها نكايةً في روسيا و(إدانةً للحرب والعنف)، لكن الإبادة الجماعية التي يعيشها قطاع غزة المنكوب ومنع الماء والكهرباء والدواء والغذاء والإتصالات واستهداف المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمقابر والتمثيل بالجثث واختطافها واستهداف الأطفال والنساء لم تحرك منهم ذرة إنسانية لأن (انسانيتهم) مجرد كذبة، حيث لا تستدعي من بعضهم الحديث عنها كما أمطرونا بالتنظير والتباكي على أوكرانيا (المساندة بقوة) لدولة الإحتلال لأنهم مشغولون (بإبداعاتهم) في مناقشة وجود الله وتحديد جنس الملائكة والمثلية الجنسية والإنجاب بدون زواج بعد أن استماتوا في محاولة تكريس صورتهم (كمفكرين) وأصحاب رأي (يقودون المسيرة)..
حيث لم تفلح كل هذه الدماء في تحرير ضمائر وعقول وقلوب البعض (وهنا أؤكد على وجود هذه الفئات دون تعميم) من أحقاده الطائفية التي يخفيها خلف صمته وخلف كلمات منمقة كاذبة عن التعايش والتسامح، (فالبعض) لا يمكنه أن يتعاطف مع أحداث أو أشخاص من غير طائفته رغم أن ذلك مناقض لدينه، والبعض لا يتعاطف مع آلام وصرخات نساء غزة لأنه يكره الحجاب الذي ترتديه ولا يستطيع رؤيتها كإنسانة بشكل متجرد، والبعض لا يهتم لكم القتل الذي تعرض له أطفال غزة لأنهم ليسوا من وطنه أو عرقه أو لأنهم عرب (وهو أمر بعيد عنه) لكن قلبه ينفطر على أطفال أوكرانيا الذين لم يعيشوا ١% مما عاشه ويعيشه أطفال وشعب غزة وفلسطين ومع ذلك رفضوا أن يتركوا أرضهم فيما فتح العالم ذراعيه للشعب الأوكراني وبأفضل الإمتيازات..
هكذا تصرف الكثير من (مثقفينا) وحتى البعض من (فنانينا) الذين لا اعتبرهم كذلك ولا يمثلونني كما لا يمثلون أغلب شعوبنا بأي حال من الأحوال في الوقت الذي يدعم فيه المواطنون في مختلف أنحاء العالم فلسطين من منطلق إنساني أخلاقي بحت، لذا نستطيع القول بأن أرواح أطفال غزة وشهدائها أسقطت كل ادعاءات هذه الفئات وعرتهم إلى الأبد وأعادت رسم الصورة.. صورة الإنسان الحقيقية الذي لا يتعارض انتمائها وفكرها أياً كان مع انسانيتها التي يمكن أن تغطي هذا الكوكب ولكن البعض اختار (بمحض إرادته) أن يكذب تحت شعارات (استوردها) من الخارج ففاجأه حتى هذا (الخارج) بالإنقلاب عليها نصرةً للحق عندما رآها تحيد عنه.. ورأينا الكثيرين من مختلف بلدان العالم ينبش صفحات التاريخ لينشر الحقيقة فيما لا يزال البعض (متشاغلاً) بنقل الأكاذيب خوفاً من (خسارة) فرصة (محتملة) للظهور على منابر غربية كما فعل الكثير من الكتاب العرب على الشاشات الأوروبية والأمريكية وذهبوا حتى إلى أبعد من ما طلب منهم وهاجموا الشعب الفلسطيني الأعزل وساندوا دولة الإحتلال الصهيوني ووصلت الدناءة بالبعض للسخرية من هيئة وملامح أشخاص منكوبين معذبين يفرون من موت إلى آخر بل ويشكك بها إن رأى بعض الأطفال في مظهر جيد، عدا عن البعض الذي انغمس في (تحزباته) أو (حياديته) الكاذبة بالطبع وقام بحذف بعض المنشورات التي كتبها في بداية الأحداث (مجاراةً للموجة) ظناً منه أنه قادر على خداع الجميع فيما نعرف أنه يبحث عن أي فرصة للظهور..
مما يجعلنا نتساءل عن قيمة أو معنى أو ضرورة وجود هذه (الفئات) بيننا والتي اخترت أن تكون (كما حقيقتها ومضمونها) بلا اسم.. فما قيمة أن تحدثني عن الأساطير والفن والثقافة والدراما والحضارة والمشاعر والعلم والمعرفة والتقدم عندما يكون وجودك بيننا (صفراً) عند النازلات وعندما توظف موهبتك ضد محيطك (في حال وجودها) وعندما تكون قيمك ضرباً من ضروب الكذب وولائك الفعلي هو لذاتك ثم ذاتك ثم ذاتك أو حتى للغرب الذي (لا يراك) والذي اعترف بنفسه بتضرر صورته عالمياً..
أين التصريحات النارية والخطب الرنانة والمعارك (التنويرية) والحرية التي لا حدود أو سقف لها و (الجرأة) القميئة التي لا تتعدى النصف الأسفل من الجسد ولا تنم عن أي فكر أو موقف؟ ما قيمة كل ما كتب وتم تقديمه من نتاج إن كان لا صلة له بالإنسان والإنسانية ولا هم له سوى اللهاث خلف بضعة لقاءات بائسة ونظرات جوع للشهرة وحب للظهور أمام عدسات الكاميرات لا تختلف عن ما تقدمه الشاشات التي ازدحمت بالهبوط وبرامج الصحافة الصفراء المتلفزة، والتي يشارك فيها الأغلبية تحت مسميات (الثقافة) ويصفقون فيها (للمثقف المفترض) كلما عطس أو التفت نحو (الشاشة)، بل ويبررون له (نظرياته) ومواقفه الوصولية التي ترتدي ثوب المدنية ظناً منهم أنهم (يدعمون) المعرفة (من خلاله) ضد (الغوغاء) الناقدة له والحاقدة على نجاحات و(إنجازات) جوفاء يمكن لأي شخص (بلا مبادىء) أن يأتي بمثلها..
خاصةً بعد مشاركة العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية والفنية الكبرى غربياً وانخراطها الكامل في تضييق الخناق على داعمي فلسطين وحرمانهم من اصدار أعمالهم أو الحصول على فرصة عمل مستقبلاً، وهو ما يجعلني مديناً بالإعتذار إلى كل من جعلته عبر كتاباتي يعتقد أن الثقافة والفنون والعلوم قد تصنع المعجزات فكل ما يحكمه منطق القوة والمال لا يعول عليه، كما أعتذر عن محاولتي البسيطة خلق واقعٍ جامع يوجد فيه مكان للجميع من كل الفئات دون تمييز فلن يتغير حالٌ دون أن يكون هناك شعورٌ واعتراف بمدى سوء ما نعيشه دون أن يحاول البعض خلق المبررات له، وأعتذر إلى الله لأنني صدقت أن البشر يمكن أن يضعوا فضيلة الصدق فوق مصالحهم الشخصية وغرائزهم وأهوائهم.. وإن كان هناك من نصيحة أقدمها لأي إنسان فهي أن يبحث بصدق في داخله وفي كل ما حوله عن الحقيقة دون أن ينتظر من البشر شيئاً.. فمن المؤكد أنه سيصل إلى شيءٍ قيم ذات يوم.. وربما يخبرنا أين يجب أن يذهب الإنسان عندما لا يجد له حضناً آمناً مع أنه أحب الحياة من كل قلبه؟
خالد جهاد..
قد يستغرب البعض من هذا المقال أو من السطور التالية أو قد يعتبرها نوعاً من التنفيس عن المشاعر بعد أكثر من ٥٠ يوماً من الجحيم المتواصل الذي عاشته غزة.. لكنها ليست كذلك لأن الحياة والقيم والمبادئ والمعاني تغيرت بشكلٍ نهائي لم يعد ممكناً أن تعود معه إلى سابق عهدها إلا لمن لا يعيش منعزلاً عن كوكبه..
فجاءت غزة.. هذه البقعة البسيطة الفقيرة المحاصرة المعدمة المنهكة المنسية من هذا العالم لتسقط معها كل النظريات بدم أبنائها وأطفالها وصرخاتهم ووجعهم وأحلامهم وأحزانهم وجوعهم وعطشهم ومرضهم وذعرهم، عرّت أكاذيب الحضارة والتقدم والإنسانية والرقي والعدالة والمساواة ونسفت معها مصداقية كل خطابٍ سيأتي ليحدثنا عن أي قضية، ففي فلسطين وفي غزة اجتمعت كل القضايا بوضوحٍ شديد لا لبس فيه لتضع الجميع في مواجهة الصورة.. ليست صورة الواقع الفلسطيني بل صورة كلٍ منا بعد أن كان تزدان بالكثير من (المحسنات) والرتوش وعباراتٍ رنانة لأسماءٍ شهيرة من هنا وهناك، حيث انتظر الكثيرون (وهنا لا مجال للتعميم وأيضاً لا مجال للمجاملة) أن ينتهي هذا العدوان مثل أي تريند يدوم لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع (ليدلي بدلوه) ويفصح عن رأيه ويتحفنا (بوجهه نظره وتحليله وإحساسه) ولكن ما حدث أن ما اعتقده البعض حدثاً عابراً تحول إلى نقطة تحول ومنعطف تاريخي ليس فقط في منطقتنا بل على مستوى العالم بأسره، ووضع الكثير من (النخب والمثقفين والمستنيرين) الذين (يعتقدون ذلك عن أنفسهم) في موقف لا يحسدون عليه، خاصةً وأن العديد منهم يعتمد على الذاكرة القصيرة للأغلبية لكنهم يستهينون بمن يرصدون مواقفهم بشكلٍ رئيسي في الأحداث الهامة ويقارنون تصريحاتهم وكتاباتهم وردات فعلهم ما بين (قبل وبعد) وبين (هنا وهناك)، حيث اندفع الكثيرون منذ الساعات الأولى لتأييد أوكرانيا وتعليق أعلامها وإصدار بياناتهم الداعمة لها نكايةً في روسيا و(إدانةً للحرب والعنف)، لكن الإبادة الجماعية التي يعيشها قطاع غزة المنكوب ومنع الماء والكهرباء والدواء والغذاء والإتصالات واستهداف المدارس والمستشفيات ودور العبادة والمقابر والتمثيل بالجثث واختطافها واستهداف الأطفال والنساء لم تحرك منهم ذرة إنسانية لأن (انسانيتهم) مجرد كذبة، حيث لا تستدعي من بعضهم الحديث عنها كما أمطرونا بالتنظير والتباكي على أوكرانيا (المساندة بقوة) لدولة الإحتلال لأنهم مشغولون (بإبداعاتهم) في مناقشة وجود الله وتحديد جنس الملائكة والمثلية الجنسية والإنجاب بدون زواج بعد أن استماتوا في محاولة تكريس صورتهم (كمفكرين) وأصحاب رأي (يقودون المسيرة)..
حيث لم تفلح كل هذه الدماء في تحرير ضمائر وعقول وقلوب البعض (وهنا أؤكد على وجود هذه الفئات دون تعميم) من أحقاده الطائفية التي يخفيها خلف صمته وخلف كلمات منمقة كاذبة عن التعايش والتسامح، (فالبعض) لا يمكنه أن يتعاطف مع أحداث أو أشخاص من غير طائفته رغم أن ذلك مناقض لدينه، والبعض لا يتعاطف مع آلام وصرخات نساء غزة لأنه يكره الحجاب الذي ترتديه ولا يستطيع رؤيتها كإنسانة بشكل متجرد، والبعض لا يهتم لكم القتل الذي تعرض له أطفال غزة لأنهم ليسوا من وطنه أو عرقه أو لأنهم عرب (وهو أمر بعيد عنه) لكن قلبه ينفطر على أطفال أوكرانيا الذين لم يعيشوا ١% مما عاشه ويعيشه أطفال وشعب غزة وفلسطين ومع ذلك رفضوا أن يتركوا أرضهم فيما فتح العالم ذراعيه للشعب الأوكراني وبأفضل الإمتيازات..
هكذا تصرف الكثير من (مثقفينا) وحتى البعض من (فنانينا) الذين لا اعتبرهم كذلك ولا يمثلونني كما لا يمثلون أغلب شعوبنا بأي حال من الأحوال في الوقت الذي يدعم فيه المواطنون في مختلف أنحاء العالم فلسطين من منطلق إنساني أخلاقي بحت، لذا نستطيع القول بأن أرواح أطفال غزة وشهدائها أسقطت كل ادعاءات هذه الفئات وعرتهم إلى الأبد وأعادت رسم الصورة.. صورة الإنسان الحقيقية الذي لا يتعارض انتمائها وفكرها أياً كان مع انسانيتها التي يمكن أن تغطي هذا الكوكب ولكن البعض اختار (بمحض إرادته) أن يكذب تحت شعارات (استوردها) من الخارج ففاجأه حتى هذا (الخارج) بالإنقلاب عليها نصرةً للحق عندما رآها تحيد عنه.. ورأينا الكثيرين من مختلف بلدان العالم ينبش صفحات التاريخ لينشر الحقيقة فيما لا يزال البعض (متشاغلاً) بنقل الأكاذيب خوفاً من (خسارة) فرصة (محتملة) للظهور على منابر غربية كما فعل الكثير من الكتاب العرب على الشاشات الأوروبية والأمريكية وذهبوا حتى إلى أبعد من ما طلب منهم وهاجموا الشعب الفلسطيني الأعزل وساندوا دولة الإحتلال الصهيوني ووصلت الدناءة بالبعض للسخرية من هيئة وملامح أشخاص منكوبين معذبين يفرون من موت إلى آخر بل ويشكك بها إن رأى بعض الأطفال في مظهر جيد، عدا عن البعض الذي انغمس في (تحزباته) أو (حياديته) الكاذبة بالطبع وقام بحذف بعض المنشورات التي كتبها في بداية الأحداث (مجاراةً للموجة) ظناً منه أنه قادر على خداع الجميع فيما نعرف أنه يبحث عن أي فرصة للظهور..
مما يجعلنا نتساءل عن قيمة أو معنى أو ضرورة وجود هذه (الفئات) بيننا والتي اخترت أن تكون (كما حقيقتها ومضمونها) بلا اسم.. فما قيمة أن تحدثني عن الأساطير والفن والثقافة والدراما والحضارة والمشاعر والعلم والمعرفة والتقدم عندما يكون وجودك بيننا (صفراً) عند النازلات وعندما توظف موهبتك ضد محيطك (في حال وجودها) وعندما تكون قيمك ضرباً من ضروب الكذب وولائك الفعلي هو لذاتك ثم ذاتك ثم ذاتك أو حتى للغرب الذي (لا يراك) والذي اعترف بنفسه بتضرر صورته عالمياً..
أين التصريحات النارية والخطب الرنانة والمعارك (التنويرية) والحرية التي لا حدود أو سقف لها و (الجرأة) القميئة التي لا تتعدى النصف الأسفل من الجسد ولا تنم عن أي فكر أو موقف؟ ما قيمة كل ما كتب وتم تقديمه من نتاج إن كان لا صلة له بالإنسان والإنسانية ولا هم له سوى اللهاث خلف بضعة لقاءات بائسة ونظرات جوع للشهرة وحب للظهور أمام عدسات الكاميرات لا تختلف عن ما تقدمه الشاشات التي ازدحمت بالهبوط وبرامج الصحافة الصفراء المتلفزة، والتي يشارك فيها الأغلبية تحت مسميات (الثقافة) ويصفقون فيها (للمثقف المفترض) كلما عطس أو التفت نحو (الشاشة)، بل ويبررون له (نظرياته) ومواقفه الوصولية التي ترتدي ثوب المدنية ظناً منهم أنهم (يدعمون) المعرفة (من خلاله) ضد (الغوغاء) الناقدة له والحاقدة على نجاحات و(إنجازات) جوفاء يمكن لأي شخص (بلا مبادىء) أن يأتي بمثلها..
خاصةً بعد مشاركة العديد من المؤسسات التعليمية والثقافية والفنية الكبرى غربياً وانخراطها الكامل في تضييق الخناق على داعمي فلسطين وحرمانهم من اصدار أعمالهم أو الحصول على فرصة عمل مستقبلاً، وهو ما يجعلني مديناً بالإعتذار إلى كل من جعلته عبر كتاباتي يعتقد أن الثقافة والفنون والعلوم قد تصنع المعجزات فكل ما يحكمه منطق القوة والمال لا يعول عليه، كما أعتذر عن محاولتي البسيطة خلق واقعٍ جامع يوجد فيه مكان للجميع من كل الفئات دون تمييز فلن يتغير حالٌ دون أن يكون هناك شعورٌ واعتراف بمدى سوء ما نعيشه دون أن يحاول البعض خلق المبررات له، وأعتذر إلى الله لأنني صدقت أن البشر يمكن أن يضعوا فضيلة الصدق فوق مصالحهم الشخصية وغرائزهم وأهوائهم.. وإن كان هناك من نصيحة أقدمها لأي إنسان فهي أن يبحث بصدق في داخله وفي كل ما حوله عن الحقيقة دون أن ينتظر من البشر شيئاً.. فمن المؤكد أنه سيصل إلى شيءٍ قيم ذات يوم.. وربما يخبرنا أين يجب أن يذهب الإنسان عندما لا يجد له حضناً آمناً مع أنه أحب الحياة من كل قلبه؟
خالد جهاد..