جبار الكواز شاعر لا يشتغل على اهمال التفاصيل ،بل ان ما ينتمي الى (الزخارف والمحسنات وما يمكن ان يشكل علامةً فارقة في الكتابة عامة وتجربته خاصة )(محاولة لإكمال صورتي الشخصية ) ما هي الّا محاولةللاستفادة من العلاقات البايولوجية التي تربط الفرد بالمجموع رغم الاختلافات التي تنعم به مجاميع الاقوام والملل والشعوب ،اشكالية تحويل التناقض الى موائمة قد لا يجيدها اطباء التجميل كما يجيدها الشعراء من غير مشارط، الشعراء قوامون على سواهم ممن يجيد المغامرة غير مضمونة النتائج ،الفعل الشعري هو وحده الذي من الممكن ان يعتمد الافتراض والمخيلة في صناعة الجمال ،و مغامرة الشاعر هنا امر واجب و حتمي لاعادة تشكل الفعل البايولوجي بحثا عن الكمال والجمال ،على الرغم من ان النقص في تشكل الصورة يكاد يكون القانون الاكثر قدرة الوجود ،لا نفي له ولا إزاحة ،الا ان الشعر بما لدية من قدرة على صناعة المغايرة ،هو وحده القادر على سد الفراغ الذي تتركه من ورائها سلطة النقص ،تجربة الشاعر في الكتابة التي تشكل الفعل الجمالي للحياة واهتمامه بما يعني وجوب العناية و عدم الاهمال بما يشكل الوجه الاخر للممارسة الفعلية لتفاصيل ما يمكن ان يسميه المتلقي نوعا من الكمال ،هذا الكائن الذي لا وجود فعلي له سوى قدرات الفن على صناعة الوجود /الحضور الذي كثيرا ما يكون هو الوهم الذي يجيدُ اقامته الشعراء ،الكمال فعل افتراضي لوجود من واجباته التحريض على البحث عما يسمى الحلم ،جبار الكواز صانع ماهر للفعل الحياتي الذي من شأنه عدم التفريط بما يمكن الحصول عليه مما ينسب الى عدم الحاجة لقطع غيار تكمل ما يشاع عن وجود النقص الذي الا يتحسسه الّا صناع الآمال ممن يجيدون الحلم،
شكرا جبار الكواز شاعراً بامكانه ان يوفر ما يمكن أن يلغيه قانون الواقع.
-------------
( محاولة لإكمال صورتي الشمسية)
نصّ/جبّار الكوَاز
بقليلٍ من ثقوبِ طائرتي الورقية
وبهمسَ ظلامٍ صارخٍ في بريّةِ روحي
سأمسحُ ما تبقى من ملامحي
( -أنفي العراقيُّ الذي انتزعتُه من ( أنكيدو) حين زارني في الرؤيا.
-عيناي اللتان تغشاهما وهمُ المعلقاتِ بذهبِ المتسولينَ.
-فمي الذي ألْجمُه الخوفُ منذُ سبعِ سنبلاتٍ وسبعِ بقراتٍ.
- رأ سي المثقوبُ .
لأعترفَ الانَ أمامَك : - البايولوجيُّ الذي عاينَهُ في مغتسلِ ( وادي السلام)،
أكّدَ إنني بعيدٌ عن الرأسِ الارمنيِّ برميَتَي نشَابٍ –
- رقبتي التي أتحسَسُها كلّما رأيتُ أمي تنشرُ أغطيتَنا على حبلِ أحزانِنا.
- قدماي اللتان ما تحركتا منذ قرونٍ نكايةً ب (أسد بابل).
- يداي بأصابعهما التي آحترفتِ اللهوَ بلعبةِ الشعرِ فكادُهما ( الشريف الرضيّ) بغزلياتِه.
- أذناي حين آستعارَهما( هولاكو) لينصتَ لهديرِ ( دجلة) وهو يرفلُ بقميصِه الاصفرِ.
- الكرسيّ الذي جالسني سنواتٍ بلا شكوى من :
(تليف عضلات القلب/إرتفاع الضغط / تحليق السكري في غابات العسل).
- كتبي التي صارتْ وليمة لأصدقائي الميتين في تنورِنا
ولباعةِ الكتبِ في سوقِ الحطاباتِ.
- حديقةُ منزلي التي تحاكمُ ( المكتومةَ) على شتاءٍ أخرسَ.
- الجوريُّ الذي تطاردُه أفراسُ النبيِّ بسيوفِ العوسجِ والحلفاءِ وهي تسبّحُ للدفلى.
- هنَّ
و لأعلنَ ( هي) اللوامةَ بخطى الأبناءِ والأحفادِ.
- بقايا كؤوسٍ لن تشربَ الترابَ
ولم تدعْ تيزابَ الهمِّ يدنّسُ عشبَ الصبا. )
وحين
نظرتُ الى ما حولي .......
ياه ه ه ه كم كنتُ مغفلا ؟
أيُّها
أيُّها
...
توقّفْ أيّها المصورُ الشمسيّ
ما زال لدي متسعٌ لإكمالِ صورتي
أرجوكَ
أرجوكَ
لا تدسّ رأسي في كيسِكَ الأسودَ
ضع رأسي الحليقَ
فوق الرمحِ
والآن َ
الَانَ
سأعطيكَ التفاصيلَ
تريثْ
دعني أشربْ دمعةَ ماءٍ من جبِ المستوصفِ الشرقيّ
لا تنظرْ اليَ هكذا
كثيرةْ هي الرؤوسٌ القطيعةٌ فوق الرماحِ
فأنا حين نظرتُ الى ما حولي
كانتِ الساحةُ دمعةً
والرماحُ دبكاتٍ
والراياتُ السودُ أغانيا
( ثمةَ
نثارُ من أصحابٍ خونةٍ / شعراءٌ مردٌ/ كثيرون ممّن علمتُهم الرمايةَ فثقبوا عينيَّ بحسدِهم
/ وهجوني بقوسِ غيرتِهم)
حاولتُ ......
أن أخبرَ أحدَهم بسرٍ
( كلُّنا خارجَ المتنِ الانَ)
لأنّني ببساطةٍ
نعمْ
نعمْ
ببساطةٍ
كنتُ أظنُّ إنّي معلمٌ مخلصٌ،
فآ كتشفتُ أنّهم مخلصونَ للخيانةِ
يجيدونَ التغزّلَ بالجمالِ
ويركبونَ بغالَ القبحِ
مثقفونَ
بألقابِ مزرعةِ البصلِ
ومدنيونَ يتمتّعونَ بلذائذِ الغلمانِ
وسرقةِ النصوصِ
وتحويلِ أنفسَهم أشجارَ عاقولٍ تتلاقحُ ذاتيا.
ياللاسف..
صورتي لمّا تكتملْ
أيُّها المصورُ الشمسيُّ
ارجوكَ
دعني أكملْ صورتي الشمسيةَ
أحفادي في آنتظاري
تحتَ شجرةِ (طوبى)
ومصابيحِ إرزةِ (عيدِ الميلادِ
ومرآتي الآن متشظاةٌ
هلعا وخوفا
فدعني أضحكْ
لتبقى ضحكتي سريَ الدائمَ.
دعني
فلم أجدْ غيرَك يضحكُ معي
واقفا
صامتا
متعرقا من ضَحِكٍ مجنونٍ،
وهو يدسُّ رأسَهُ
في كيسِ الليلِ.
صندوقُكَ الخشبيُّ ذو السيقانِ الخشبيةِ
أولدَ ما تساقطَ من ملامحي الترابيةِ
لادَخّرَها
بعد
الفَ صورةٍ وصورةٍ.
عفوا
عفوا
لا تظنّ ( ألف ليلة وليلة)
لقد آنتهى زمنُ الليالي المثلومةِ
نكايةً بشهرزاد
وأنتَ
ما زلتَ واقفا تحت مظلّةِ جسرنِا القديمِ
تلمُّ بقايايَ من غرينِ الوقتِ
لعلّك
تكملُ صورتي الشمسيةَ.
لا تنسَ
انا الانَ قربَ سورِ مقبرةِ (الاتراكِ )
واقفا أيضا
منتظرا أيضا
دونما خُيَلاءٍ
او خوفٍ.
فمن انت أيُّها الواقفُ جنبَ بقايايَ ؟
تنيرُ أصابعَ الوقتِ
في صورتي الاخيرةِ.
أنا أتساءلُ
فقط
أتساءلُ
كلّما مرَّ طيفُك بين حروفِ العلّةِ
ليمسكَ ضحكتيَ الأخيرةَ
من كلِّ شيءٍ
بكامرتِه الشمسيةِ
كامرتِه التي صنعَها ترابُ الخوفِ
وهو ما زالَ يجمعُ شظايايَ
نهرا هاربا
من ضفافِهِ.
شكرا جبار الكواز شاعراً بامكانه ان يوفر ما يمكن أن يلغيه قانون الواقع.
-------------
( محاولة لإكمال صورتي الشمسية)
نصّ/جبّار الكوَاز
بقليلٍ من ثقوبِ طائرتي الورقية
وبهمسَ ظلامٍ صارخٍ في بريّةِ روحي
سأمسحُ ما تبقى من ملامحي
( -أنفي العراقيُّ الذي انتزعتُه من ( أنكيدو) حين زارني في الرؤيا.
-عيناي اللتان تغشاهما وهمُ المعلقاتِ بذهبِ المتسولينَ.
-فمي الذي ألْجمُه الخوفُ منذُ سبعِ سنبلاتٍ وسبعِ بقراتٍ.
- رأ سي المثقوبُ .
لأعترفَ الانَ أمامَك : - البايولوجيُّ الذي عاينَهُ في مغتسلِ ( وادي السلام)،
أكّدَ إنني بعيدٌ عن الرأسِ الارمنيِّ برميَتَي نشَابٍ –
- رقبتي التي أتحسَسُها كلّما رأيتُ أمي تنشرُ أغطيتَنا على حبلِ أحزانِنا.
- قدماي اللتان ما تحركتا منذ قرونٍ نكايةً ب (أسد بابل).
- يداي بأصابعهما التي آحترفتِ اللهوَ بلعبةِ الشعرِ فكادُهما ( الشريف الرضيّ) بغزلياتِه.
- أذناي حين آستعارَهما( هولاكو) لينصتَ لهديرِ ( دجلة) وهو يرفلُ بقميصِه الاصفرِ.
- الكرسيّ الذي جالسني سنواتٍ بلا شكوى من :
(تليف عضلات القلب/إرتفاع الضغط / تحليق السكري في غابات العسل).
- كتبي التي صارتْ وليمة لأصدقائي الميتين في تنورِنا
ولباعةِ الكتبِ في سوقِ الحطاباتِ.
- حديقةُ منزلي التي تحاكمُ ( المكتومةَ) على شتاءٍ أخرسَ.
- الجوريُّ الذي تطاردُه أفراسُ النبيِّ بسيوفِ العوسجِ والحلفاءِ وهي تسبّحُ للدفلى.
- هنَّ
و لأعلنَ ( هي) اللوامةَ بخطى الأبناءِ والأحفادِ.
- بقايا كؤوسٍ لن تشربَ الترابَ
ولم تدعْ تيزابَ الهمِّ يدنّسُ عشبَ الصبا. )
وحين
نظرتُ الى ما حولي .......
ياه ه ه ه كم كنتُ مغفلا ؟
أيُّها
أيُّها
...
توقّفْ أيّها المصورُ الشمسيّ
ما زال لدي متسعٌ لإكمالِ صورتي
أرجوكَ
أرجوكَ
لا تدسّ رأسي في كيسِكَ الأسودَ
ضع رأسي الحليقَ
فوق الرمحِ
والآن َ
الَانَ
سأعطيكَ التفاصيلَ
تريثْ
دعني أشربْ دمعةَ ماءٍ من جبِ المستوصفِ الشرقيّ
لا تنظرْ اليَ هكذا
كثيرةْ هي الرؤوسٌ القطيعةٌ فوق الرماحِ
فأنا حين نظرتُ الى ما حولي
كانتِ الساحةُ دمعةً
والرماحُ دبكاتٍ
والراياتُ السودُ أغانيا
( ثمةَ
نثارُ من أصحابٍ خونةٍ / شعراءٌ مردٌ/ كثيرون ممّن علمتُهم الرمايةَ فثقبوا عينيَّ بحسدِهم
/ وهجوني بقوسِ غيرتِهم)
حاولتُ ......
أن أخبرَ أحدَهم بسرٍ
( كلُّنا خارجَ المتنِ الانَ)
لأنّني ببساطةٍ
نعمْ
نعمْ
ببساطةٍ
كنتُ أظنُّ إنّي معلمٌ مخلصٌ،
فآ كتشفتُ أنّهم مخلصونَ للخيانةِ
يجيدونَ التغزّلَ بالجمالِ
ويركبونَ بغالَ القبحِ
مثقفونَ
بألقابِ مزرعةِ البصلِ
ومدنيونَ يتمتّعونَ بلذائذِ الغلمانِ
وسرقةِ النصوصِ
وتحويلِ أنفسَهم أشجارَ عاقولٍ تتلاقحُ ذاتيا.
ياللاسف..
صورتي لمّا تكتملْ
أيُّها المصورُ الشمسيُّ
ارجوكَ
دعني أكملْ صورتي الشمسيةَ
أحفادي في آنتظاري
تحتَ شجرةِ (طوبى)
ومصابيحِ إرزةِ (عيدِ الميلادِ
ومرآتي الآن متشظاةٌ
هلعا وخوفا
فدعني أضحكْ
لتبقى ضحكتي سريَ الدائمَ.
دعني
فلم أجدْ غيرَك يضحكُ معي
واقفا
صامتا
متعرقا من ضَحِكٍ مجنونٍ،
وهو يدسُّ رأسَهُ
في كيسِ الليلِ.
صندوقُكَ الخشبيُّ ذو السيقانِ الخشبيةِ
أولدَ ما تساقطَ من ملامحي الترابيةِ
لادَخّرَها
بعد
الفَ صورةٍ وصورةٍ.
عفوا
عفوا
لا تظنّ ( ألف ليلة وليلة)
لقد آنتهى زمنُ الليالي المثلومةِ
نكايةً بشهرزاد
وأنتَ
ما زلتَ واقفا تحت مظلّةِ جسرنِا القديمِ
تلمُّ بقايايَ من غرينِ الوقتِ
لعلّك
تكملُ صورتي الشمسيةَ.
لا تنسَ
انا الانَ قربَ سورِ مقبرةِ (الاتراكِ )
واقفا أيضا
منتظرا أيضا
دونما خُيَلاءٍ
او خوفٍ.
فمن انت أيُّها الواقفُ جنبَ بقايايَ ؟
تنيرُ أصابعَ الوقتِ
في صورتي الاخيرةِ.
أنا أتساءلُ
فقط
أتساءلُ
كلّما مرَّ طيفُك بين حروفِ العلّةِ
ليمسكَ ضحكتيَ الأخيرةَ
من كلِّ شيءٍ
بكامرتِه الشمسيةِ
كامرتِه التي صنعَها ترابُ الخوفِ
وهو ما زالَ يجمعُ شظايايَ
نهرا هاربا
من ضفافِهِ.